خطورة التهاون في سماع الموسيقى • قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والذي شاهدناه نحنُ وغيرُنا، ...

خطورة التهاون في سماع الموسيقى

• قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والذي شاهدناه نحنُ وغيرُنا، وعَرفناه بالتجارب: أنهُ ما ظهرت المعازفُ، وآلاتُ اللهو في قومٍ، وفشَتْ فيهم، واشتغلوا بها: إلّا سلّط الله عليهم العدوّ، وبُلوا بالقحط، والجَدب، وولاةِ السوء، والعاقلُ يتأمّل أحوال العالم وينظر؛ والله المستعان.

[مدارج السالكين:١/٤٩٦]
...المزيد

حرب غزة والحقيقة المغيَّبة • لو تأمل العاقل أحداث غزة، لوجد أن حرب الإبادة التي يشنها جيش اليهود ...

حرب غزة والحقيقة المغيَّبة

• لو تأمل العاقل أحداث غزة، لوجد أن حرب الإبادة التي يشنها جيش اليهود قد دمرت الحجر قبل البشر، وسالت فيها دماء الأبرياء والمستضعفين، ولأيقن حينها أن اليهود متعطشون لدماء المسلمين، وأن صدورهم تحمل غلاً وأحقادًا متجذرة في عقائدهم الكفرية الخبيثة، وليس كما يدعون بأن حربهم موجهة إلى فصائل وتنظيمات وطنية بل الواقع أثبت غير ذلك؛ حين شاهد الجميع ما يحدث للمسلمين على أيدي اليهود وحلفائهم الصليبيين. ...المزيد

مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب • تطبيق عملي على نصرة مسلمي فلسطين من القواعد الفقهية التي لا ...

مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب

• تطبيق عملي على نصرة مسلمي فلسطين

من القواعد الفقهية التي لا يختلف فيها الفقهاء، أن ما توقف فعل الواجب عليه فهو واجب تبعا له، وبالمثال يتضح المقال:

فمما لا شك فيه أن من أصول الولاء للمؤمنين نصرتهم ومدّ يد العون لهم عند الحاجة والضرورة، ويكون هذا أشد إذا كان من المسلمين من يتعرض لهجوم من الكافرين، ولهذا أوجب الله النصرة للمسلمين الذين لم يفارقوا دار الكفر إلى دار الإسلام إذا استنصروا بالمسلمين في دار الإسلام، مع أنه سبحانه أخبر أن لا ولاية لهم حتى يهاجروا كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال:٧٢]، قال ابن كثير رحمه الله: "وإن استنصروكم هؤلاء الأعراب، الذين لم يهاجروا في قتال ديني، على عدو لهم فانصروهم، فإنه واجب عليكم نصرهم؛ لأنهم إخوانكم في الدين".

وبناء على هذا فالمسلمون في فلسطين اليوم لا شك في وجوب نصرتهم من المسلمين في مختلف البقاع، لما يتعرضون له من هجوم لم يتوقف منذ عقود من اليهود ومن يواليهم، ولكن قد يقول قائل: يحول بيننا وبين نصرتهم الحدود والجيوش فهنا، نقول: إنّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فهذه الجيوش الموالية لليهود والصليبيين، الحامية والحاكمة بالقوانين المناقضة للدين؛ هي أولى العقبات التي يجب إزالتها لنصرة المسلمين في فلسطين، فإن قتالهم واجب كوجوب قتال اليهود، لا يخالف في هذا من له إنصاف وفهم في علوم الشريعة، إلا عند أولئك الذين طمس الله قلوبهم وأعمى بصائرهم من أدعياء العلم الذين جعلوا علمهم خادما للطواغيت وممكنا لهم ومخذلا للمسلمين عن نصرة إخوانهم، حتى تسلط كل كافر مخذول على المسلمين، وحتى صار المسلمون يقتلون بالآلاف على مرأى ومسمع من كل المسلمين، ولا يحرك أحد ساكنا، ثم يتساءلون: ما هو السبيل لنصرة المسلمين في فلسطين؟!

ومع هذا نقول مكررين: إنّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فقاتلوا هذه الجيوش الحائلة دونكم ودون اليهود بما استطعتم فإن لم تستطيعوا قتالهم فأضعفوهم اقتصاديا ومعنويا ومن لم يستطع قتالهم فلا يخذل من يحاول من المسلمين أو يسعى لذلك، فإن جبنت أو عجزت عن فعل الواجب فلا تكن عونا على منع إقامته.

وإلى أولئك الذين ما يزال لديهم شك في وجوب قتال هذه الجيوش، ها هي ذي حجج الله عليكم تترى حجة بعد حجة لعلكم تستفيقون من غفلتكم من الشام والعراق إلى غزة والقدس، انظر من الذي من الذي يمنعك عن نصرتهم وأنت تتباكى عليهم في مواقع التواصل كل يوم، أفلا تعقل وتنتبه؟!
...المزيد

لن تحلم أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين • أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا ...

لن تحلم أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين

• أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد
لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا
بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين

* الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله ...المزيد

الجزيرة الأسيرة • لقد توعد الله تعالى من يحبون إشاعة الفاحشة بين المؤمنين بقوله تعالى: {إِنَّ ...

الجزيرة الأسيرة

• لقد توعد الله تعالى من يحبون إشاعة الفاحشة بين المؤمنين بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وتأمل كيف أن الله تعالى علّق العقوبة والعذاب على مجرد محبة إذاعة الفاحشة وأخبارها..
فكيف بمن يخطط ويجتهد وينفق الملايين لجلبها وتذليل أسبابها وتهيئة الأرض لها، وهو ما يفعله آل سلول بإظهار وإشاعة الفاحشة ونقلها واستيرادها من بلادها، بل كيف بما هو أعظم من كل الفواحش والكبائر وهو الشرك بالله والردة عن دينه بارتكاب نواقض الإيمان؟!، وهو ما تلبس به طواغیت آل سلول قديما وحديثا، ومنه على سبيل المثال لا الحصر: الموالاة لليهود والنصارى.

وهنا نقطة منهجية مهمة، فإن من يغضب لعقد حفل ماجن في بلاد الحرمين، ولا يغضب لعقد اجتماع للتحالف الصليبي في نفس البلاد، لديه مشكلة عقدية كبيرة، فإن آل سلول ما تجرأوا على عقد هذه الحفلات الساقطة العلنية إلا بعد سنوات من عقد التحالفات الجاهلية مع اليهود والنصارى، فهم جهة التخطيط وآل سلول جهة التنفيذ فمن تغضبه السهرات ولا تهتز له شعرة أمام الشرك الذي استشرى في بلاد الحرمين حتى قبل عهد ابن سلمان، ومن يغضب لجلب الفاجرات ولم يغضب لجلب النصارى وجيوشهم ومستشاريهم من قبل، ومن تستفزه البغي الفاجرة ولا يستفزه الشيخ الذي أفتى بأنها ذمّية مستأمنة! وأوصى العساكر بحمايتها! من كان هذا حاله فليراجع عقيدته فإنه على خطر.

إن بلاد الجزيرة بحاجة ماسة إلى بدر جديدة يفرّق الله بها بين الحق والباطل، ويُقتل فيها أئمة الكفر ويبرز فيها أئمة التوحيد وحملة رايته، إنها بحاجة ماسة لخروج المخلصين فيها من المرحلة المكية التي طالت، والارتقاء إلى المرحلة المدنية التي صبغت بالجهاد والقتال ضد دهاقنة الكفر وطواغيت الجزيرة.

* صحيفة النبأ العدد: 470
...المزيد

سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين ◆ أولا: النصرة العسكرية 𝟭- استهداف الأحياء اليهودية في ...

سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين

◆ أولا: النصرة العسكرية

𝟭- استهداف الأحياء اليهودية في أمريكا وأوروبا وسائر العالم.
𝟮- مهاجمة السفارات اليهودية والصليبية بالحرق والتخريب.
𝟯- استهداف المعابد اليهودية (الكنس) المنتشرة في كل مكان.
𝟰- مهاجمة الملاهي الليلية اليهودية واستهداف زوارها بالقتل.
𝟱- استهداف المصالح الاقتصادية اليهودية المنتشرة في العالم.

◆ ثانياً: النصرة الإعلامية

𝟭- توعية الأجيال بأن المعركة مع اليهود دينية عقائدية بحتة، لا وطنية ولا قومية.
𝟮- وأنّ ميدان المعركة يشمل كل أماكن الوجود اليهودي ولا ينحصر داخل فلسطين.
𝟯- بيان حقيقة اليهود كما جاءت في القرآن، وأنّ اليهود في كل زمان ومكان سواء.

◆ ثالثاً: النصرة بالدعاء

إن الدعاء سلاح المؤمن، وهو سلاح فتّاك إن استوفى شروطه وآدابه، وهو مرافق لكل صور النصرة السابقة ولا ينفكّ عنها بحال، فلا تنسوا المسلمين من الدعاء.

"ندعوكم للالتحاق بأجناد الخلافة، الذين يسعون لإزالة الحدود والسدود التي تحول بينهم وبين نزال اليهود، والذين قد عزموا -بإذن الله تعالى- لتحطيم الجيوش وإسقاط العروش التي جعلها الصليبيون لبني إسرائيل حصنا ومنعة، ويحرضون إخوانهم في كل مكان للنيل من اليهود والإثخان فيهم، داخل فلسطين وخارجها، ليقتلوهم حيث ثقفوهم وليشردوا بهم من خلفهم، ويزرعوا الرعب في قلوبهم، حتى يطهروا بيت المقدس من شركهم بالله العظيم، ويعيدوا أرضها إلى دار الإسلام من جديد، وما ذلك على الله بعزيز"

* الشيخ المجاهد أبو حمزة القرشي -تقبله الله تعالى-
* إنفوغرافيك النبأ - ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ
...المزيد

ونستغل الحدث ناصحين... • نرى اليوم مكلومين ما يحدث للمسلمين في أرض فلسطين من ابتلاء بالأنفس ...

ونستغل الحدث ناصحين...

• نرى اليوم مكلومين ما يحدث للمسلمين في أرض فلسطين من ابتلاء بالأنفس والثمرات والولدان من قبل إخوان القردة والخنازير، ونعظم حق الأخوة الإسلامية والشعور بالجسد الواحد، وما نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ونستغل الحدث هنا ناصحين، ومن صدق النصيحة نرى أنه لابد لنا هنا من التذكر أن هذه الخسارة -كما يراها الناس- إنما هي ابتلاء في الحياة الدنيا التي لا بقاء فيها ولا نماء، وإنما الخسارة الحقيقية هي خسارة الآخرة {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، لا خسارة الناس ولا الحجارة ولا الأموال كما يرى أهل الدنيا، وخسارة الآخرة تكون عندما يكون القتال لغير الله، فهلّا راجع المسلمون نياتهم، وأحسنوا اعتقادهم ليربحوا الدنيا والآخرة؟!

- اقتباسات من النبأ / ربيع الثاني ١٤٤٥هـ
...المزيد

التوكل على الله من أسرار الانتصار • إن مثل هذه الحقائق مغيبة عن كثير من المسلمين؛ فالتعلُّق ...

التوكل على الله من أسرار الانتصار

• إن مثل هذه الحقائق مغيبة عن كثير من المسلمين؛ فالتعلُّق بالله وحده والتوكل عليه عبادةٌ عظيمة تنبني عليها حياة أمة معززة ومكرّمة، أو تُفرط فيها فتعيش في ذلٍّ وهوان وتبعية، كما هو حال أمتنا اليوم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: حال كثير من المتفقّهة والمتعبّدة؛ فهم مع حسن قصدهم وتعظيمهم لحرمات الله ولشعائره، يغلب عليهم الضعف والعجز والخذلان؛ لأنّ الاستعانة بالله والتوكُّل عليه واللجأ إليه والدعاء له، هي التي تقوّي العبد وتيسّر عليه الأمور، ولهذا قال بعض السلف: من سرهَّ أن يكون أقوى الناس فليتوكّل على الله.

- [أمراض القلوب وشفاؤها]
...المزيد

رسالة إلى كلِّ مجاهدٍ في أرض المعركة • تمسَّك بسلاح التوحيد وصاحبه في كلِّ شؤون حياتك وتحركاتك ...

رسالة إلى كلِّ مجاهدٍ في أرض المعركة

• تمسَّك بسلاح التوحيد وصاحبه في كلِّ شؤون حياتك وتحركاتك لا تتخلَّ عنه ولو للحظة، بل أكرم جنابه وأحسن ضيافته في قلبك، وليظهر ذلك على جوارحك، والزم غرزه؛ فهو المعين لك على النصر المبين، وبه ستقهر جحافل الكفار والمنافقين والمرتدين، ولن تستطيع أمريكا أو غيرها أن تنتصر على التوحيد، فأينما وجد المجاهد الموحد الذي ينصر دين الله فإن الله عز وجل ناصره ومؤيده لا محالة ولا شك في ذلك أو ريبة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، فالعبرة في أسرار الجهاد تكمن في البقاء والثبات على توحيد الله ونصرته، فنصر الله مرهون بذلك، ولا علاقة لعدد العدو وكثرة عتاده في حسم المعركة، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:٢٤٩]، فكن من الصابرين واثبت على الحق فإن العاقبة للمتقين. ...المزيد

سلاح المؤمن! - وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها: الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون ...

سلاح المؤمن!

- وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها:

الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون الداعي ممن يأكل المال الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِن الطّيِّباتِ واعْملُوا صالِحًا}، وقال تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا كُلُوا مِن طيِّباتِ ما رزقْناكُمْ}، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب لذلك) [رواه مسلم].

فلندع الله عز وجل في كل وقت، ولنرفع إليه حاجاتنا، ونسأله أن يصلح حالنا وحال المسلمين، وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا، وأن ينصر الإسلام ودولته، وأن يمكن لها في الأرض وأن ينصرنا على القوم الكافرين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

ثم إن الاستغفار هو طلب مغفرة الذنوب وستر العيوب من الله الغفور الرحيم، وقد جعل الله عز وجل للمستغفرين الصادقين ثواباً عظيماً في الدنيا والآخرة.

والاستغفار سبب زيادة قوة الأمم والأفراد، قال نبي الله هود عليه وعلى نبينا السلام: {ويا قوْمِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا ويزِدْكُمْ قُوّةً إِلىٰ قُوّتِكُمْ ولا تتولّوْا مُجْرِمِين} [سورة هود: 52].

وفي ساحات القتال التي شهدت المواجهات بين أنبياء الله وأتباعهم من جهة وبين المكذبين الضالين من جهة أخرى، نجد أن الأنبياء ومن آمن بهم يقرنون بين طلب المغفرة وطلب النصر من الله، قال تعالى: {وما كان قوْلهُمْ إِلّا أن قالُوا ربّنا اغْفِرْ لنا ذُنُوبنا وإِسْرافنا فِي أمْرِنا وثبِّتْ أقْدامنا وانصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة آل عمران: 147].

وسبب ذلك -والله أعلم- أن الداعي يريد النصر من الله، ولكن كيف يطلب النصر من الله وهو يرى نفسه مقصرا في جنب الله ومحملا بالذنوب والآثام، ولذا فهو يطلب من الله أن يطهره ويعفو عنه أولا، ثم يطلب حاجته الحالية الملحة وهي تثبيت الأقدام في مواجهة جنود إبليس والنصر على الكفر وأنصاره.

والاستغفار المقرون بالتوبة النصوح سبب لسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وأنِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُمتِّعْكُمْ مّتاعًا حسنًا إِلىٰ أجلٍ مُّسمًّى ويُؤْتِ كُلّ ذِي فضْلٍ فضْلهُ} [سورة هود: 3]، وهو سبب لأن يرحمنا الله ويحبنا: {واسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ} [سورة هود: 90].

ومن ثواب الاستغفار أن ينزل الله علينا بركات السماء ويفتح علينا بركات الأرض: الأموال والبنين وإنبات النبات وجريان الأنهار: {فقُلْتُ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ إِنّهُ كان غفّارًا * يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا * ويُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وبنِين ويجْعل لّكُمْ جنّاتٍ ويجْعل لّكُمْ أنْهارًا} [سورة نوح: 10-12].

والله سبحانه لا ينزل عذابه ونقمته على أمة تستغفره وتتوب إليه {وما كان اللّهُ مُعذِّبهُمْ وهُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الأنفال: 33].

والاستغفار تجديد للعهد بين العبد وربه، وأنه ملتزمٌ لطاعة مولاه، يعود إلى ربه وإلى طاعته في كل وقت، وكلما أذنب وكلما غفل استغفر ربه سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي -أي يأتي عليه شيء من الفتور- وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) [رواه مسلم]. تلك كانت حاله صلى الله عليه وسلم، وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

والمؤمن إذا انتهى من صلاته المكتوبة وكذلك صلاة الليل يستغفر الله عز وجل طالبا أن يغفر الله له ما كان في عبادته من تقصير وخلل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم من الصلاة المكتوبة قال: (أستغفر الله) ثلاثاً. وقال الله تعالى عن المؤمنين: {وبِالْأسْحارِ هُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الذاريات: 18].

بل وحتى بعد مجيء النصر من الله، واندحار الكفار، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح المقرون بالحمد وبالاستغفار والتوبة {إِذا جاء نصْرُ اللّهِ والْفتْحُ * ورأيْت النّاس يدْخُلُون فِي دِينِ اللّهِ أفْواجًا * فسبِّحْ بِحمْدِ ربِّك واسْتغْفِرْهُ إِنّهُ كان توّابًا} [سورة النصر: 1-3].

فعلى المسلمين أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه ويصلحوا أعمالهم ويعودوا إلى ربهم، وأن يسألوه النصر على أعداء الدين، مع طلب مغفرة الذنوب والعفو والرحمة من رب العالمين، كما علّمنا الله عز وجل في آخر سورة البقرة أن ندعو {واعْفُ عنّا واغْفِرْ لنا وارْحمْنا أنْت موْلانا فانْصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة البقرة: 286]، جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن الله تعالى قال: (قد فعلت) أي قد أجبت من دعا بهذا الدعاء.

• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
سلاح المؤمن!
...المزيد

سلاح المؤمن! • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وآله وصحبه وأتباعه إلى ...

سلاح المؤمن!

• الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد أمر الله عباده بأن يدعوه، ووعدهم بأن يجيب دعاءهم، فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60].

بيّن الله عز وجل أن الدعاء عبادة بقوله: {عِبَادَتِي} لأن الدعاء أعظم العبادات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) [رواه أحمد وأصحاب السنن]، وفي الآية ترغيب في الدعاء؛ لأنه عبادة لله عز وجل، وفائدته ترجع على العبد بالأجر والقرب من الله عز وجل، وتحقق ما يطلبه العبد من ربه عاجلا أو آجلا، وفي الآية ترهيب كبير لمن أعرض عن الدعاء، حيث وصفهم الله سبحانه وتعالى بالمستكبرين وهي أكبر من وصف المتكبرين، فهي زيادة في الكبر وطلب له، وقد هددهم الله وتوعدهم بدخول جهنم أذلة صاغرين ذليلين، وهو الجزاء المقابل للاستكبار الذي لا يحبه الله ولا يحب أهله، كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [سورة النحل: 23]، إذ التكبر من صفات الله عز وجل التي لا يرضى أن ينازعه فيها أحد من خلقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النَّار) [رواه أبو داود]، ومنه نعلم أن الطغاة والجبابرة والمتكبرين موعودون بعذاب الله، وقد يكون عذابهم من عنده أو بأيدي المؤمنين، كما قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} [سورة التوبة: 52]. هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فالذين يستكبرون عن عبادة الله {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وعدا حقا.

وقد أمرنا الله عز وجل بأن ندعوه مخلصين له الدين: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة غافر: 65]، ولا يرضى سبحانه بأن يدعو عبادُه غيرَه أبدا، فذلك هو الشرك وهو الظلم العظيم، قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان: 13].

وقد أخبر سبحانه أن كل من يُدعى من دون الله فهو لا يملك لمن يدعونه ضراً ولا نفعاً فقال: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [سورة فاطر: 13-14]، والقطمير هو الغشاء الرقيق الذي يكون على نوى التمر.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، فغيره كذلك وأولى، قال تعالى: {قُلْ لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأعراف: 188].

وأمره ربه سبحانه وتعالى أن يقول: {إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ} [سورة الجن: 21].

وإن أردنا أن يجيب الله دعاءنا فقد طلب منا أن نستجيب له فنفعل ما يأمرنا به وننتهي عما ينهانا عنه، مع الإيمان به سبحانه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186]، أي: فليفعلوا ما أريد منهم وليبشروا بإجابة دعائهم.

فإذا دعا اللهَ مسلمٌ فليعلم أنه أولا في عبادة، وكلما زاد وألح في الدعاء كان من الله أقرب، وثانيا: أنه سيستفيد من دعائه -مع الأجر- إحدى ثلاث خصال، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها) قالوا: إذاً نكثر، قال صلى الله عليه وسلم: (الله أكثر). [رواه أحمد]، وقد استثنى من إجابة الدعاء ما كان فيه إثم أو قطيعة رحم.

وعلى الداعي أن لا يعجل، بل يلح ويكثر ويتضرع ويخشع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجّل، يقول دعوت فلم يستجب لي) [رواه البخاري ومسلم].


• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
سلاح المؤمن!
...المزيد

فارس الإعلام أبو بلال الحمصي أقسم على الله فأبرّه، نحسبه • هجر أضواء الشهرة والفضائيات ليكتب قصة ...

فارس الإعلام أبو بلال الحمصي أقسم على الله فأبرّه، نحسبه

• هجر أضواء الشهرة والفضائيات ليكتب قصة جهاده بالدماء والأشلاء

بدأت حياته الجديدة بين إخوانه المهاجرين والأنصار، في كنف دولة الإسلام، فأحب إخوانه وأحبوه حبا شديدا، لفرط أدبه، وحبه لهم، وذوده عنهم، فترك أبو بلال أضواء الشهرة وبريق الفضائيات ليكون جنديا خفياً من جنود الخلافة، فهو لا يهتم بمعرفة الناس له، فيكفي أن يعرفه رب الناس ويصطفيه.

واصل مسيرته مجاهدا إعلاميا، فكان ممن ينقلون معارك دولتنا لتكون بشرى للموحدين وحسرة لأعداء الدين.

كانت عدته سلاحه وآلة التصوير، فهما أغلى ما يملك وبهما تعلق قلبه، سلاح بيده، يسطر به أروع الملاحم، وآلة التصوير في اليد الأخرى، توثق هذه الملاحم. هكذا كان هذا المجاهد الإعلامي، فلم يترك غزوة إلا كان في صفها الأول، ولا بشرى إلا كان أول من يزفها ولم يكتف بهذا بل أراد المزيد من التضحيات في سبيل الله، فقد شغف قلبه حب الشهادة، وأصبح يردد في جلوسه وقيامه: «اللهم شهادة ترضى بها عني، اللهم خذ من دمي وأشلائي حتى ترضى».

أسر قلبه الاستشهاديون وفعالهم فكان يصور وصاياهم، وكلما وقف أمامهم بكى بحرقة وحسرة، وليس يَبكي هؤلاء الأحبة الذين سيفارقهم، بل يبكي حاله وحرمانه، إنه الاصطفاء الذي في كل مرة يتجاوزه، وكلما مرت في إصدار ما قصة استشهادي، تجده يندمج في تلك اللحظات، حتى كأنه ينقطع عن هذه الدنيا وينتقل إلى عالم آخر، بدايته طير خضر وقناديل، ثم حين يعود إلى عالمه تنهمر دموعه غزيرة ليقول: «ونحن متى نلتحق بهذه القوافل؟!»

روح الاستشهاد التي امتلكها والتي استحوذت على كل حواسه جعلته يسعى ليكون في قائمة الاستشهاديين، ولكن في كل مرة يُرفض طلبه فهو من الكوادر القليلة في ولايته، يقولون له «نحن بحاجة لك» فيصيح وعيناه تفيضان من الدمع:

«وأنا احتاج الرحيل، اشتقت لربي!»

رغم كل هذا لم ييأس لم يركن إلى الدنيا، بل ازداد زهدا فيها، فكان يسعى لا يكل ولا يمل، ليأتي ببديل له في عمله ويعطيه ما يمتلك من خبرات، فنجح في مسعاه ثم انطلق ليسجل اسمه في قائمة الاستشهاديين، ولا تسل عن حاله حين استجاب الله لدعائه وحقق حلمه يوم أصبح اسمه في القائمة الذهبية، قائمة الاصطفاء إن شاء الله تلك القائمة التي كتبت بمداد الشوق إلى الله وبحبر الدم القاني.

تغير كل شيء في الفارس أبي بلال من يومها، فلا تكاد تراه إلا سعيداً مستبشراً أذهب الله ذلك الحزن الخفي الذي يسكن قلبه وأبدله بدموع الألم والحسرة التي يذرفها في سجوده وقيامه دموع الفرح والبشر بل الأغرب أنه لم يعد يملك صبراً حتى يصل دوره، كل يوم يسأل إخوانه من يبادله دوره ولكن الكل مشتاق للقاء الله، فلا أحد يرضى، فهي جنة عرضها السماوات والأرض وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فالتجأ إلى ربه يدعوه: «اللهم عجّل لي، اللهم عجّل لي».

وكيف لا يستجيب الله لعبده وقد صدق النية، نحسبه والله حسيبه فرغم أن دوره لم يحن بعد إلا أن الله عجّل له واصطفاه، فكان تنفيذه بعد أسبوع واحد فقط من دخوله القائمة الذهبية إنه الصدق وإخلاص النوايا فمن أحب لقاء الله صدقا أحب الله لقاءه ما جعله يسجد لله شكرا.

بدأ يجهز نفسه للقاء الرحمن وللقاء الأحبة الذين سبقوا، ولسان حاله يقول: «أخيرا، ستشرب كلماتي من دمائي أخيرا سأعقد تلك الصفقة الرابحة فأبيع دنياي الفانية بجنة ذات قطوف دانية».

في يومه الأخير طاف على كل إخوانه الاستشهاديين ممن أحبهم وأحبوه طالبا منهم أن يسامحوه، ويغفروا له إن أساء لهم يوما عن غير قصد، ثم حرضّهم على الثبات على ما عزموا، والصدق مع الله فدين الله لا ينصر إلا بالتضحيات.

في ذلك اليوم الأخير له في هذه الدنيا الفانية، كان سعيدا مستبشرا يتلألأ وجهه نورا كلما تذكر أنه بعد ساعات قليلة يلقى الله عز وجل مدركا أن دين الله أغلى من الأرواح والدماء والأجساد فأزهق روحه، ونثر أشلاءه لتحيا عقيدته.

عاد أبو بلال إلى مدينة حمص، كما أقسم ووعد، وما نحسبه إلا من الذين قال فيهم رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه: «لو أقسم على الله لأبره»، عاد الفارس بالدماء والأشلاء ليحرق قلوب المرتدين، كما أحرقوا قلوب المسلمين عاد إليهم زلزالا يقضّ مضاجعهم وبركانا يحرق أفئدتهم، وكان آخر ما كتب قبل تنفيذ العملية خاطرة وُجدت بين وصاياه التي كتبها لزوجته ولإخوانه قال فيها:

«اللهم لا أسألك حوراً ولا قصوراً بل أسألك رؤية وجهك الكريم. اللهم لا أطلب إلا أن أكون من الذين تضحك لهم، اللهم إني أحببت لقاءك فاصطفني إليك، وأنعم عليّ بالرحيل إليك من هذه الدنيا الفانية».

تلك كانت آخر كلماته في حياته لم يُسمَع بعدها إلا صوت الانفجار وتناثر الأشلاء في عملية زلزلت أمن المرتدين وزفتهم إلى جهنم أفواجا.

فما أروعها من خاتمة، وما أحلاه من ارتقاء فللّه درك أيها الفارس وهنيئا لك ما حزته من فضل واصطفاء، يا من كتبت قصة جهادك بدمائك، وختمتها بأشلائك فسلام على روحك في الخالدين.

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 21 – قصة شهيد:
1437 هـ
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً