يرجون تجارة لن تبور وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها ...

يرجون تجارة لن تبور

وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها أعظم الأجر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) [رواه الترمذي]، وجعل الاجتماع على قراءة كتاب الله وتدارسه من أفضل المجالس التي يحبّها الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم].

والتلاوة التي يكتب الله بها الأجر لعباده هي التي يصاحبها العمل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].

فقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدّقونها ويعتقدونها، ولا يُقَدّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه وحروفه تلاوة صحيحة، ويدرسون معانيه فيفهمون مراد الله تعالى


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هجر القرآن، كيف يكون؟ وفي مقابل العناية بكتاب الله قراءةً وعلماً بمعانيه وعملاً به، يكون ...

هجر القرآن، كيف يكون؟

وفي مقابل العناية بكتاب الله قراءةً وعلماً بمعانيه وعملاً به، يكون الهجران للقرآن، وهو أنواع، قال ابن القيم، رحمه الله: «هجر القرآن أنواع: أحدها هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به، والثالث هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصِّل العلم، والرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، والخامس هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}، وإن كان بعض الهجر أهون من بعض» [الفوائد].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

يرجون تجارة لن تبور وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها ...

يرجون تجارة لن تبور

وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها أعظم الأجر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) [رواه الترمذي]، وجعل الاجتماع على قراءة كتاب الله وتدارسه من أفضل المجالس التي يحبّها الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم].

والتلاوة التي يكتب الله بها الأجر لعباده هي التي يصاحبها العمل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].

فقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدّقونها ويعتقدونها، ولا يُقَدّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه وحروفه تلاوة صحيحة، ويدرسون معانيه فيفهمون مراد الله تعالى.

ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاةَ التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، ثم النفقة في سبيل الله وعلى الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكوات والكفارات والنذور والصدقات، {سِرًّا وَعَلانِيَةً} في جميع الأوقات والأحوال.

{يَرْجُونَ} أي: بذلك، {تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يُخلصون أعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئاً.

وذكر أنه حصل لهم ما رجوه فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: أجور أعمالهم كاملة غير منقوصة، {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} زيادة على أجورهم، لأن دخولهم الجنة إنما هو برحمته وفضله، {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} غفر لهم السيئات، وقبل منهم الحسنات، وشكرها لهم.

ومن الأدلة أيضا على التلازم بين تلاوة الكتاب، والإيمان به، والعمل به، قوله تعالى في أهل الكتاب: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، قال ابن مسعود، رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته، أن يُحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله» [تفسير الطبري].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

والذين يتلون كتاب الله أنزل الله الكتاب على عباده ليكون للعالمين هاديا، ومعلما، ومرشدا، وأرسل ...

والذين يتلون كتاب الله

أنزل الله الكتاب على عباده ليكون للعالمين هاديا، ومعلما، ومرشدا، وأرسل الرسل وبعث الأنبياء ليتلوا آياته، فيخرجوا بها الناس من الظلمات إلى النور، كما في قوله: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [لطلاق: 11]، وقوله: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129]، وقوله: {قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].

كما بيّن -جل جلاله- أن تلاوة هؤلاء الرسل لآياته على الناس حجة عليهم في الدنيا والآخرة، كما في قوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]، وقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر: 71]، وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130].

وبيّن أن حال الناس مع تلاوة آيات الله تختلف باختلاف درجة إيمانهم، فوصف المؤمنين منهم بقوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، وقوله: {لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113]، ووصف حالهم مع تلاوة تلك الآيات بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} [فاطر: 29]، وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]، بينما الكافرون لا يتلون كتاب الله، وإذا تليت عليهم زادتهم كفرا، وإعراضا عن الدين، وحربا على الإسلام والمسلمين، كما وصفهم سبحانه بقوله: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [الحج: 72].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

مقدمة في الحرب الإلكترونية بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء ...

مقدمة في الحرب الإلكترونية

بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان في ساحات القتال، ثمة معارك أخرى هي التي تحدد الرابح والخاسر في معركة القذائف والطلقات، ولكن رحاها تدور في ساحات أخرى، وتحديداً في قلوب وجوارح الموحدين الذين يحملون السلاح، حيث يقوى الصراع بين الطاعة والمعصية، وبين التوكل على الله والتوكل على الأسباب، وهناك يختبر الله صبر المؤمنين ويقينهم.

وللعدو الكافر أيضاً أحداثُ معركةٍ مختلفة في مكانٍ بعيد عن لهيب الحرب، تبدو للعدو أنها هي المعركة الحقيقية، ألا وهي معركة الأسباب المادية التي يقاتل بها العدو الكافر متوكلاً عليها. وفي منظور الكافر فقط تكون أسباب القوة المادية التي يملكها هي المحرك لكل شيء، فهي التي تقدّر الأقدار وترسم خرائط المستقبل ومواقيت الحياة والموت، ولكن الله الذي خلق القوة والضعف قال: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]، وإن القوة المادية التي يتولاها الكافر من دون الله هي سبب ضعفه وهزيمته لتوكله عليها من دون الله، وقد شهد الجميع الانهيارات المفاجئة التي يصاب بها العدو عندما يشاء الله، وكيف يتركون أسباب قوتهم من مدرعات ومدافع وحصون للمجاهدين، ويولّون هاربين لا يعلمون كيف قُذف كل هذا الرعب في قلوبهم.

رغم ذلك، فإن المؤمنين مكلفون باقتحام ساحة الأسباب المادية والأخذ بها، ولكن الفرق في استخدام هذه الأسباب هو أن المؤمنين لا يتوكلون على هذه الأسباب أبداً، بل يعملون بها طاعةً لله فحسب، وذلك أن الأخذ بأسباب القوة هو أمر رباني لا يجوز تركه، وإلا فيكون المؤمن قد سقط في معصية لا يأمن عقابها.

ومن المسلمين من يترك الأخذ بالأسباب ويظن أن هذا من التوكل أو من الشجاعة، ولكن هذا التفكير بعيد عن السنة التي استن بها المسلمون، منذ القرون المفضلة الأولى، وحتى أواخر رجال الطائفة المنصورة الذين يقاتل آخرهم الدجال.

ليس من المبالغة أن نقول أن العمل بالعلم السليم هو يد تبطش بالعدو، ومِجنٌّ يدرأ ضرباته، كما أن العمل بلا علم هو آفة لا ينبغي للمجاهد أن يقترفها، وقديما قيل: الجاهل عدو نفسه.

وإن من أهم أسباب قوة العدو استخدامَه لأدوات تقنية حديثة، فيما يعرف باسم الحرب الإلكترونية، ومن المهم للمجاهد أن يطلع على أدوات هذه الحرب، وأن يعرف كيف تدار ساحاتها، وذلك لأن هذه الحرب متداخلة مع الحرب التقليدية الحديثة.

ولا نبالغ عندما نقول إن هذه الحرب الإلكترونية تعتمد بشكل أساسي على المعلومات، وطريقة نقلها، فمن وسائلها قطع التواصل بين المجاهدين وقياداتهم لخلق الإرباك في صفوفهم، أو بين المجاهدين أنفسهم لمنع التنسيق بينهم، أو اعتراض تلك الاتصالات للتجسس على المعلومات التي تُنقل عن طريقها، وتحديد مواقع إرسال واستقبال تلك المعلومات، ومن وسائلها الوصول إلى أماكن تخزين المعلومات، من أجل الحصول عليها، لمعرفة إمكانيات المجاهدين ونقاط ضعفهم، أو تدميرها وتخريبها، لشل قدرة المجاهدين على اتخاذ القرارات الصحيحة، ومن وسائل هذه الحرب ما يتداخل مع الحرب النفسية عن طريق بث الإشاعات التي تضخم من إمكانيات العدو، وتزرع الرهبة منه ومن تقنياته في قلب المجاهد، فتشل بذلك تحركاته، وتمنعه من أي مقاومة للعدو، فضلا عن إقدام على مهاجمته، بل وإيصال الفرد أحيانا إلى الشرك بالله تعالى بتعظيم الخوف من المشركين وسطوتهم.

ويمكننا -بإذن الله- بفهم طبيعة هذه الحرب الإلكترونية، وإدراك طبيعة أدواتها، وأساليبها، أن نحسن مقاومة خطط العدو في هذا المجال، بل أن ننتقل من الدفاع إلى الهجوم باستخدام هذه التقنيات في دعم حربنا التقليدية عليه، وإلحاق الضرر به من نفس الباب الذي حاول الولوج منه إلينا.

ويمكننا في هذه العجالة توضيح بعض المفاهيم الأساسية في استخدام الإلكترونيات الحديثة في الحرب ضد المجاهدين ومنها:

• شبكة الإنترنت:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين عبر الإنترنت هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة إلى العدو أولاً ثم إلى الطرف الآخر ثانياً، وهنا تأتي أهمية التشفير القوي، وتأتي أيضا خطورة التشفير الخادع، وكذلك من المهم ملاحظة أن التجسس على الاتصالات يعطي معلومات كثيرة من دون الحاجة إلى فك التشفير، فالشخص الذي يتلقى اتصالات أكثر مرشح أكثر أن يكون أهم من غيره، وأن يكون استهدافه سببا أكبر في تعطيل حركة المجاهدين.
• الاتصالات اللاسلكية:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين لاسلكياً هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة في الهواء بكل الاتجاهات إلى الصديق والعدو على حدٍ سواء، ويُعد استلام العدو لإشارات القبضات والهواتف اللاسلكية وغيرها من أهم مصادر المعلومات لديه، وفهم المجاهد لأساليب عمل عدوه يجعله يفهم لماذا يضرب أدوات اتصال معينة ويترك أخرى، ومتى يلجأ إلى تشويش وضرب كل الاتصالات ولا يهتم بالتجسس، وكيف تتصل قطعان الكافرين ببعضها عندما تستخدم التشويش ضد المجاهدين.

• تشفير المعلومات:
إن التشفير سلاح قوي، ويمكن تصوره على أنه صندوق مقفل تضع داخله الرسالة ولا يفتحه إلا الطرف الذي عنده مفتاح فك التشفير، فالتشفير الجيد يجعل العدو أعمى عن محتوى اتصالات المجاهدين، لذا يلجأ العدو عادةً إلى اختراق جهاز أحد طرفي الاتصال -دون شعوره- لكي يتمكن من الحصول على محتوى المراسلات، ولذلك يجب تحصين أجهزة الحاسب المخصصة للاتصال، ضد الاختراق، بشكل كافٍ.

• تحديد المواقع:
 ويعتمد العدو على عدد من الوسائل في تحديد الموقع الذي يريد استهدافه، منها اختراق جهاز اتصال يتضمن منظومة GPS، ومنها تتبع مصادر إرسال الإشارات اللاسلكية، ومنها استخدام الجواسيس على الأرض، ولا ننسى أن محادثةً على الإنترنت بين طرفين باستخدام الهاتف الذكي كفيلة بتحديد موقع كل منهما، فضلا عن المعلومات الأخرى.

•التصوير الضوئي النهاري والتصوير الحراري الليلي:
وهو عين العدو الساهرة، ولا بد للمجاهد الكَيِّس أن يعرف إمكانيات التصوير كي لا يقع في الإفراط أو التفريط بالأخذ بالأسباب، فالتصوير الضوئي النهاري يعطي صوراً عالية الدقة من مسافات بعيدة، ولكن ليس لدرجة تصوير وجه الإنسان بدقة من مسافة بضعة كيلومترات، ولو أمكن هذا لما احتاج العدو إلى الجواسيس على اﻷرض، وأما التصوير الليلي فإن دقته أقل بكثير من النهاري، ولكنه يصور حرارة الأجسام، ولذلك يظهر الإنسان المختفي بين الأشجار واضحا بسبب فرق الحرارة بين جسم الإنسان والأشجار، وهكذا نعلم أن التمويه على التصوير الحراري للتسلل ليلاً إلى العدو يكون باستخدام مواد مختلفة كالطين الجاف وحشائش من نفس أرض المعركة توزع فوق الجسم المراد تمويهه بعد عزل حرارته بورق اﻷلومنيوم مثلاً، بينما التمويه ضد التصوير الضوئي يكون بتوزيع ألوان مختلفة من أرض المعركة على الجسم كما يفعل القناصون للتمويه ضد العين البشرية والتصوير النهاري.

• التـأثـيـر الـنـفـسـي للـحـرب الإلكترونية:
وذلك بنشر العدو أخبار دعاية كاذبة عن وقائع لم تحصل، أو بالمبالغة بوصف ما حصل، مع الاعتماد على جهل المتلقي في تضخيم صورة العدو وإمكانياته التجسسية، وأهم أركان دعاية العدو هو جهل المتلقي لهذه الدعاية بحقيقة العلوم الحديثة وحدودها التي لا يمكن تجاوزها، ويعتمد مستوى النجاح في الدعاية الإعلامية على مدى الخوف من العدو، وقد رأينا من بعض الجماعات والفصائل المرتدة من يخشى الصليبيين بالغيب أن يسمعوا ما يقول لزوجه وأولاده في بيته، وسمعنا عمن يقول أن أمريكا ترسل الرياح بالمطر أو تحبسه بأجهزتها الحديثة، وإذا تفاعلت قلة الإيمان مع الجهل، وأُضيف إليهما قليل من السذاجة، فإن الخوف الشركي من غير الله قد يكون أحد نواتج هذا التفاعل، والعياذ بالله.

وفي سلسلة مقالاتنا هذه سنعرض -إن شاء الله- شرحا مختصرا لبعض أدوات الحرب الإلكترونية المعروفة، ونسأل الله أن يجعل فيها نفعا للمجاهدين في سبيله، ونصرة لهم، والحمد لله رب العالمين.
 

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قد أنعم الله عليّ إذا سمع الموحد أن طائفة من إخوانه أصابها ابتلاء أو مستها محنة، أيقن أن النعمة ...

قد أنعم الله عليّ

إذا سمع الموحد أن طائفة من إخوانه أصابها ابتلاء أو مستها محنة، أيقن أن النعمة الحقيقيّة هي في أن يُصاب معهم، أو يُقتل قبلهم.

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد...

لم يكن قول {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ} من أقوال المؤمنين الصادقين الشاكرين لله على أنعمه، بل كان قول المنافقين حينما تخلّفوا عن الغزو، وابتعدوا عن مواطن الابتلاء والقتل والجراح، وهو قول يستسيغه من تخلّف عن معركة خسر فيها المجاهدون جولة، أو انحازوا عن أرض، أو كثر فيهم القتل، وما مصدر ذلك إلا جهل بمعنى النعمة الحقيقية التي يجب على المؤمن شكرها.

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَنْ لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً} [النساء: 72]: «قال مجاهد وغير واحد: نزلت في المنافقين، وقال مقاتل بن حيان: {لَّيُبَطِّئَنَّ}، أي: ليتخلفن عن الجهاد. ويحتمل أن يكون المراد أنه يتباطأ هو في نفسه، ويبطّئ غيره عن الجهاد، كما كان عبد الله بن أبي بن سلول -قبحه الله- يفعل، يتأخر عن الجهاد، ويثبّط الناس عن الخروج فيه. وهذا قول ابن جريج وابن جرير؛ ولهذا قال تعالى إخبارا عن المنافق أنه يقول إذا تأخر عن الجهاد: {فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ}، أي: قتل وشهادة وغَلبُ العدو لكم، لما لله في ذلك من الحكمة {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً}، أي: إذ لم أحضر معهم وقعة القتال، يعد ذلك من نعم الله عليه، ولم يدْرِ ما فاته من الأجر في الصبر أو الشهادة إن قُتل»، انتهى كلامه.

فإذا علم الموحد هذا وسمع أن طائفة من إخوانه أصابها ابتلاء أو مستها محنة، أيقن أن النعمة الحقيقيّة هي في أن يُصاب معهم، أو يُقتل قبلهم، فليس الهروب من الشهادة نعمة، بل النعمة في أن يقتحم العبد غمار المعارك، وأن يكون في الصفّ الأوّل، وأن لا يلفت وجهه حتى يُقتل، فهذه هي النعمة الحقيقيّة، وهذا هو المفهوم الصحيح الذي يجب أن يرسخ في نفس المؤمن، فيبقى باحثا عن القتل أينما كان. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة، أو فزعة، طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانه) [رواه مسلم].

ومن أقوال المنافقين القبيحة وأفعالهم، تحسُّرُهم بعد أن فاتهم ما منّ الله به على عباده المؤمنين من نصر وغنيمة، قال تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء: 73].
قال ابن كثير في تفسيره: «{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ}، أي: نصر وظفر وغنيمة، {لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَه مَوَدَّةٌ}، أي: كأنه ليس من أهل دينكم، {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}، أي: بأن يُضرب لي بسهم معهم فأحصل عليه، وهو أكبر قصده وغاية مراده»، انتهى كلامه.

وبعد هذا، فمن كان يتحسّر على فوات غزوة فيها غنيمة وظفر، ويفرح أنه تخلّف عن غزوة أُصيب فيها المسلمون، فليراجع إيمانه، وليتّقِ ربّه، وليكثر من سؤال الله الهداية والثبات. هذا والحمد لله ربّ العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

زواج الأرملة سنّة ممتثَلة (١/٢) وللمعترضات من الأرامل على الزواج -هداهن الله لما فيه خير لهن في ...

زواج الأرملة سنّة ممتثَلة

(١/٢)
وللمعترضات من الأرامل على الزواج -هداهن الله لما فيه خير لهن في الدنيا والآخرة- بعض الشبهات، منها أن من تصبر على أيتام تربيهم تزاحم النبي -صلى الله عليه وسلم- عند باب الجنة. وهؤلاء سَنَدُهنّ في ذلك ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعا: (حرّم الله على كل آدمي الجنة يدخلها قبلي، غير أني أنظر عن يميني، فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة، فأقول: ما لهذه تبادرني؟ فيقال لي: يا محمد، هذه امرأة كانت حسناء جملاء، وكان عليها يتامى لها، فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ، فشكر الله لها ذاك)، رواه أبو يعلى والخرائطي واللفظ له، إلا أنه حديث لا يصح عن النبي، صلى الله عليه وسلم. قال البوصيري في «الإتحاف»: «رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف عبد السلام بن عجلان»، فهل تدع العاقلة أحاديث متواترة وافرة، صحيحة وحسنة، تحث على النكاح وترغب به، وتبني على حديث ضعيف؟!

ثم مَن قال إن أم الأيتام لا تؤجر على تربية أبنائها إن هي تزوجت بعد أبيهم؟ بل إن أجرها ثابت قائم، بإذن الله تعالى، وبالعكس لعل زواجها من رجل صالح يخلفها خيرا في نفسها وفي عيالها، ويعفها ويرعاها وينشّئ أبناءها على طاعة الله، يجعل أجرها عند ربها أعظم، ولو أبصرها زوجها الأول وأبصر ما كان عليه أطفاله من صلاح وفلاح لأجزل لها الشكر.

وقد تقول قائلة إني لا أتزوج حتى أكون في الآخرة لزوجي الأول ولا بأس بذلك، ولكن على مثل هذه الأخت أن تعلم أن مسألة لمَن مِن أزواجها تكون المرأة في الجنة مسألة خلافية، فهناك من قال بأنها تكون لآخرهم، وهناك من قال بأنها تكون لأحسنهم خُلقا كان معها، وهناك من قال بأنها تكون لمن ابتكرها، وهناك من قال بأنها تُخيّر، وهناك من قال غير ذلك من الأقوال.

فلتنظر المسلمة -أرشدها الله- إلى هذا الخلاف ثم لتنظر هل لديها نص من كتاب الله أو حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن زوجها الأول في الجنة، أم هو الظن الحسن والرجاء؟!
ولتنظر في حالها اليوم، شابة في ريعان شبابها ولها يتيم أو اثنان أو ثلاثة أو أكثر والأرض أرض جهاد وكر وفر، وهي ترد الخطّاب من أهل التقوى، والله تعالى أعلم أيطول العمر أم يقصر!

والمرأة دائما بحاجة إلى زوج يرعاها ويقوم على شؤونها، ومن تقول غير ذلك فهي تخالف فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها، ولا أحد ممن حولها يعوضها في زوجها، لا أباها ولا أخاها ولا أقرب أقاربها!

ثم إن على الأرامل باب فتنة وجب على من تخشى الله في نفسها وفيمن حولها أن تسعى لإيصاده، فمن تردّ الأزواج وتطلب حاجياتها وحاجيات بنيها من أزواج صديقاتها أو أحمائها من أعمام أطفالها، حري بها أن تتقي مزالق الشيطان، وتنأى بنفسها عن الشبهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه، وليس أحرص من شيطان على عزباء جربت الأزواج.

أما من تتحجج من الأرامل بوعد قطعته لزوجها بألا تتزوج بعده، فلتعلم أن أئمة السلف قد كرهوا ذلك، وذهب بعضهم إلى بطلانه؛ فقد «جاءت إلى الشعبي امرأة، فقالت: إني حلفت لزوجي أن لا أتزوج بعده بأيمان غليظة، فما ترى؟ قال: أرى أن نبدأ بحلال الله -عز وجل- قبل حرامكم» [رواه سعيد بن منصور في سننه]، والمرأة أدرى بحالها وأحوالها من زوج قد ارتقى إلى ربه وأفضى.
والكلام في حكم حلّ زواج المرأة بعد وفاة أو استشهاد زوجها الأول شبيه إلى حد بعيد بالكلام في حكم إباحة زواج الرجل بأكثر من امرأة في حياتهن، فعلام تحمر أنوف وتشخص أبصار وكله شرع الله؟!

وختاما؛ اعلمي أختي أرملة الشهيد -كما نحسبه والله حسيبه- أن الجنة، ذاك المقام العالي الغالي، حيث لا وصب ولا نصب، ولا حزن ولا كدر، والمؤمن فيها راضٍ بما آتاه ربه سواء كان مع أحبابه من أهل الدنيا أم لم يكن، وإن هذا الزوج الذي تحبسين نفسك عن الزواج مع حاجتك لذلك راجية أن يكون زوجك في الآخرة، لو احتجت يوم الحساب حسنة واحدة كي تدخلي الجنة، وجئتِه راجية تلك الحسنة من حسناته لما أعطاك؛ {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34-37]، يومها نفسي نفسي حتى الأنبياء والرسل إلا نبينا، عليه الصلاة والسلام.

ثم لا تدرين قطعا، هل قُبلت شهادته أم لا، فإن ما في قلبه من النيات لا يطّلع عليها إلا علّام الغيوب، ولا شك أن ما ترجينه من رضوان الله ولقائه وقربه وكلامه ورؤيته أعظم من كل ما سواه من نعيم الآخرة، جاء في الأثر: (أن أهل الجنة إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ، وظنوا أن لا نعيم أفضل منه، تجلى لهم الرب، فنظروا إلى وجه الرحمن، فنسوا كل نعيم عاينوه حين نظروا إلى وجه الرحمن) [رواه الدارمي في رده على المريسي]، فهلا فكّرتِ في الزوج الذي قد يعينك على نيل هذا النعيم العظيم بإبعادك عما حرّمه رب العالمين؟!


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

زواج الأرملة سنّة ممتثَلة (١/٢) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ...

زواج الأرملة سنّة ممتثَلة

(١/٢)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (خير أمتي القرن الذين بُعثت فيهم، ثم الذين يلونهم) [متفق عليه]، قال النووي: «اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه، صلى الله عليه وسلم، والمراد أصحابه، وقد قدمنا أن الصحيح الذي عليه الجمهور أن كل مسلم رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو ساعة فهو من أصحابه».

وقد غلب على نساء ذاك القرن من الصحابيات الزواج إثر وفاة أو مقتل أزواجهن، باستثناء أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- اللاتي حُرِّمن على الرجال من بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن نحن تأملنا في كتب السير والتراجم والتواريخ، فقلما نجد امرأة من تيك المؤمنات الفاضلات الصالحات لم تتزوج بعد زوجها، سواء كانت صاحبة عيال أم لا، ولم نقرأ قط أن أحدا ممن حولها من النساء أو الرجال لامها على زواجها أو ثرّب عليها أو لمزها بعدم الوفاء لزوجها الأول! ومن يلمز امرأة تزوجت بعد مقتل زوجها بآخر، فليحذر من معارضة شيء شرعه الله -عز وجل- وأحلّه لعباده، فأيما امرأة يُتوفّى عنها زوجها وتتزوج ثم يُتوفّى وتتزوج ثم يُتوفّى وتتزوج، وهكذا إلى ما شاء الله، ولو مائة مرة، فيأتي من يلومها وينهاها دون مسوّغ شرعي، بل من باب أن هذا «عيب»، فيقدّم بذلك «ثقافة العيب» المستفحلة بين الناس -إلا من عصم ربنا- على الحلال الذي أحله الله، أو الحرام الذي حرمه الله، فمثل هذا اللائم يُخشى عليه.

وقد جاء في «المحبر» لأبي جعفر البغدادي فصل أسماه: «أسماء من تزوج ثلاثة أزواج فصاعدا من النساء»، ذكر منهن مجموعة من خيرة الصحابيات، رضي الله عنهن.

ثم إن الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يتسابقون لخطبة مسلمة قتل عنها زوجها، وكفالة يتيم مات عنه أبوه، فهل غاب عن الصحابة والصحابيات ما فقهته المعترضات على زواج الأرامل في يومنا هذا؟ حاشاهم حاشاهم!
وبناتُ نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- وحفيداته، منهن من تزوجت رجلا واثنان وثلاثة، قال ابن كثير، رحمه الله: «زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو ابن أخت خديجة، أمه هالة بنت خويلد، فولدت له ابنا اسمه علي، وبنتا اسمها أمامة بنت زينب، وقد تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة، ومات وهي عنده، ثم تزوجت بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب» [البداية والنهاية].

وقال: «وأما أم كلثوم فتزوجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فولدت له زيدا ومات عنها، فتزوجت بعده ببني عمها جعفر واحدا بعد واحد؛ تزوجت بعون بن جعفر فمات عنها، فخلف عليها أخوه محمد فمات عنها، فخلف عليها أخوهما عبد الله بن جعفر، فماتت عنده» [البداية والنهاية].

نعم تزوجت أم كلثوم أربعة رجال وهي من هي؛ حفيدة النبي -صلى الله عليه وسلم- وابنة علي وفاطمة -رضي الله عنهما- فلم تُغمز فيها عين، ولم يُلمز بها بلسان، ولم تسمع قولا بائسا أن ويحك، كيف نسيت زوجك الأول وما كان بينكما من العشرة والود؟

كما وللمؤمنات أسوة حسنة في الصحابية أسماء بنت عميس صاحبة الهجرتين -رضي الله عنها وعن أزواجها- جاء في «معرفة الصحابة» لأبي نعيم: «هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له بأرض الحبشة عبد الله، وعونا، ومحمدا ابناء جعفر بن أبي طالب، ثم قتل عنها جعفر، فخلف عليها أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، فولدت له محمد بن أبي بكر الصديق عام حجة الوداع بالشجرة، ثم توفي عنها فتزوجها علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فولدت له يحيى بن علي بن أبي طالب».

كذلك: «خولة بنت قيس بن قهد بن ثعلبة الأنصارية أم محمد، وقيل: أم حبيبة، قتل عنها حمزة بن عبد المطلب، وخلف عليها النعمان بن عجلان الأنصاري».

وفي «أسد الغابة» لابن الأثير: «عاتكة بنت زيد تزوجها عبد الله بن أبي بكر، فلما قتل تزوجها الفاروق عمر، فلما قتل تزوجها الزبير بن العوام».
ولك أيتها المسلمة أن تتفكري، كيف تتزوج المرأة على مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب!

وما هذا إلا غيض من فيض تاريخ نساء خير القرون، وإننا إن نحن ذهبنا نعدد المتزوجات بعد أزواجهن منهن لما أحصيناهن.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد: أبو الزبير العراقي مسعر حرب وقائد ركب أبو الزبير العراقي، أركان جاسم محمد العزاوي، ...

قصة شهيد:
أبو الزبير العراقي
مسعر حرب وقائد ركب

أبو الزبير العراقي، أركان جاسم محمد العزاوي، تقبله الله، ولد في سنة 1401 من الهجرة في ولاية ديالى، بين بساتين قرية السادة الواقعة شمال شرقي بعقوبة، تلك القرية التي ذلّ فيها الصليبيون، وتمزقت على ثراها أجسادهم، أمضى فيها أركان سنين نشأته وفتوّته، ثم انتقل إلى بعقوبة فعمل فيها نجارا، طالبا من الله بذلك الرزق وقوت العيش، له ولعائلته.

(٢/٢)
وفي أواخر عام 1428هـ أُسر الشيخ وأودع في سجن بوكا الذي يُديره الصليبيون، فمكث سنة وثمانية أشهر، ليبدأ فصلا جديدا من الإعداد والتحضير لمرحلة أخرى من الجهاد، فدرس العقيدة والتجويد والفقه على يد الشيخ أبي حفص العراقي -تقبله الله- والي كركوك، كما صب جل اهتمامه على دراسة العلوم العسكرية، وأخذ كثيرا من الدروس النظرية في تطوير الأسلحة والمتفجرات، كما كان مدربا بدنيا للإخوة هناك.

خرج من الأسر في منتصف 1431هـ، ليعود إلى ساحات القتال من جديد، إذ أصبح أميرا أمنيا لقاطع شهربان، وفي إحدى العمليات الأمنية أُسر مرة أخرى ولكنه أودع في سجون المرتدين، وكتب الله له الخروج بعد شهرين مع عدد من إخوانه.

وفي بداية سنة 1434هـ، اختير أبو البراء (كنيته حينها) أميرا عسكريا عاما لولاية ديالى، فعمل على استنزاف الحكومة الرافضية، وأشرف على العمليات النوعية فيها، ومنها عملية مديرية الأفواج، وعملية مركز شرطة هبهب، وعمليات الاقتحام في العظيم، ثم اختير نائباً للشيخ أبي عبد الله العزي -تقبله الله- والي ديالى.

ولم تحل المسؤوليات التي كان يتحملها ولا شدة انشغاله دون مباشرة القتال بنفسه، فكان يقود إخوانه بنفسه في كثير من الغزوات ويقتحم المهالك أمامهم، وفي إحدى الغزوات في قاطع العظيم كان هو الأمير العام، فحاصر هو ومن معه جمعا من المرتدين في إحدى المقرات العسكرية، فاقتحم عليهم المقر وحده واشتبك مع المرتدين لبعض الوقت، وإخوانه على الأسوار ينظرون إلى شجاعة أميرهم وإقدامه، وما هي إلا دقائق حتى وقع انفجار داخل المقر وجلت له القلوب، وجهشت له النفوس بالبكاء، وكلهم يقول: قُتل أبو البراء، وإذ به يعود مقطوع اليد ممزق الثياب جريح الجسد، في مشهد أدهش أمراءه وقادته، لما وجدوه من فرط شجاعته وإقدامه، وبسبب شدة الإصابة ابتعد عن الساحة فترة من الزمن للعلاج، إذ قد امتلأ جسده بالجراح، لكنه كان حريصا على العودة إليها ليشارك في أهم مراحل هذه الحقبة الجهادية.

ولما بزغ فجر التمكين في الفلوجة، أُرسل الشيخ عسكريا لقاطع الكرمة، وكان يكنى هناك بأبي حذيفة، فأشرف على غزواتها وفتح الله على يديه منطقة السجر التي كان الجيش الرافضي يتخذها حصنا له، والتي كانت تفصل منطقة الكرمة عن مدينة الفلوجة، وردَّ عادية الصحوات في قرية البوخنفر، وساهم في إطفاء نار أشعلها صحوات الإخوان المرتدين في مدينة الكرمة.

وبعد الفتح المبين وإعلان الخلافة عاد إلى ولاية ديالى والياً، فكانت عودته إعلان مقتلة للرافضة فيها، حيث أشرف على التخطيط والتجهيز لغزوات كبيرة داخل الولاية بعد أن ظن الروافض أنهم قد استحوذوا عليها، فكانت عمليات خان بني سعد، والهويدر، وعمليات بلدروز، وعمليات الخالص وغيرها شاهدة على حسن إدارته للمعارك والعمليات في أحلك الظروف، كما أذهل الروافض باستهداف الرافضي المجرم صادق الحسيني داخل مكتبه في جامعة ديالى، وكان لهذه العملية أبعد الأثر في إشعال الرعب في قلوب الروافض.

وأما درة هذه العمليات وتاج جبينها، فهي التخطيط وإدارة عملية كسر القيود في سجن الخالص، التي جعلت الروافض يتخبطون من عظيم المصاب، فقد كُسر القيد عن أكثر من 40 فارسا من فرسان الخلافة، كان من بينهم العسكري العام لولاية ديالى أبو معاذ العراقي -تقبله الله- الذي قُتل فيما بعد في ثغور علاس بولاية كركوك.

كُلِّف الشيخ بعد ذلك بإدارة المعارك في ثغور علاس وعجيل في ولاية كركوك، فكان مشرفاً ومباشراً للغزوات فيها، إذ قاد العشرات من الغزوات والعمليات اليومية ضد قطعان الحشد الرافضي، وكان مدرباً لكتائب القنص هناك، إلى جانب بصمته في التصنيع العسكري، إذ أشرف على تصنيع المدافع والهاونات والصواريخ والمضادات الأرضية وأسلحة القنص الثقيلة، ثم تطوير المواد المتفجرة والإشراف على عمليات القصف الجوي من الطائرات الصغيرة كما في العملية على تازة الرافضية، كذلك أشرف على تفخيخ وتدريع السيارات.

ثم أصبح الشيخ عضوا في هيئة الأركان التابعة لديوان الجند، وخاض العديد من المعارك وأشرف عليها في ولاية كركوك ثم في ولاية دجلة، وبعد أن أكمل 35 عاما من عمره الذي قضى أهمّه في ساحات الجهاد، جاءه أجله حين استهدفته طائرة صليبية مع اثنين من رفقاء دربه، وهما أبو جابر العراقي وأبو صدّيق العراقي، فالتحقوا بركب السابقين، تقبلهم الله جميعا، وحشرهم مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وحسُن أولئك رفيقا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد: أبو الزبير العراقي مسعر حرب وقائد ركب أبو الزبير العراقي، أركان جاسم محمد العزاوي، ...

قصة شهيد:
أبو الزبير العراقي
مسعر حرب وقائد ركب

أبو الزبير العراقي، أركان جاسم محمد العزاوي، تقبله الله، ولد في سنة 1401 من الهجرة في ولاية ديالى، بين بساتين قرية السادة الواقعة شمال شرقي بعقوبة، تلك القرية التي ذلّ فيها الصليبيون، وتمزقت على ثراها أجسادهم، أمضى فيها أركان سنين نشأته وفتوّته، ثم انتقل إلى بعقوبة فعمل فيها نجارا، طالبا من الله بذلك الرزق وقوت العيش، له ولعائلته.

(١/٢)
وعقب دخول الصليبيين أرض العراق سنة 1423هـ، تفرغ أركان للجهاد وحمل السلاح، وترك كل ما يشغله عن هذه الفريضة العظيمة، وكان عمله ومن معه أشبه بالعمل الفردي في قتال الصليبيين والمرتدين، حتى بايع الشيخ أبا مصعب الزرقاوي -تقبله الله- في أواخر عام 1424هـ، فكان بذلك من الأوائل في هذا الركب المبارك.

عمِلَ فارسنا أميراً لإحدى المفارز العسكرية في قاطع بعقوبة مع الشيخ أبي داود -تقبله الله- سنة 1425هـ، فكانت هذه السنة وبالاً على المرتدين وأسيادهم في بعقوبة ونواحيها، وكانت أبرز العمليات فيها عملية مديرية الشرطة في بعقوبة، التي قُتل فيها العشرات من متطوعي الشرطة الرافضية بعملية استشهادية، ثم حميَ وطيس الحرب فكان له الدور البارز في إضرام نارها، فجاءت عملية مركز شرطة المفرق في بعقوبة، العملية التي أثخنت في أعداء الله، فأبلى أبو الزبير في تلك المرحلة بلاء حسنا.

ثم عمل أميرا عسكريا لمنطقة السادة بأمر من الشيخ أبي جابر -تقبله الله- وما ذاك إلا لأنه الأدرى بشعابها وأهلها، وعُرِف هنالك بأبي عمر.

وفي 1426هـ، كُلّف أميرا عسكريا على قاطع شهربان، فبَرَز دوره في العمليات النوعية التي كسرت عظم الصليبيين، وساهمت في تطهير قرى شهربان من رجس الرافضة المشركين، ومنها قرى (أبو كرمة وزهرة وعبد الحميد)، وكانت العمليات الاستشهادية التي أشرف عليها تحصد رؤوس الصليبيين والمرتدين في السادة، ومنها عملية (جسر الجورجية) المباركة.

ولما قامت دولة العراق الإسلامية كان بطلنا من رجالها ومن أُسُس بنائها في ولاية ديالى، وشدد وطأته مع إخوانه على الصليبيين وعملائهم في بساتين شهربان وأذاقوهم مرّا علقما.

إلى أن أنجب الصليبيون مولودهم التعيس صحوات الردة والدياثة في نهاية سنة 1427 للهجرة، فكان لزاما على جنود الدولة الإسلامية أن يقفوا في وجه هذه الموجة الهوجاء، فكُلّف الشيخ أميراً عسكريا على المناطق التي تسيطر عليها صحوات الردة، ومن بينها مدينة بعقوبة، فكان بحقٍّ رجلَ تلك المرحلة، إذ عملت اللاصقات والعبوات وزمجرت، وقطفت رؤوس الردة هناك، ومكّن الله المجاهدين في تلك الفترة من قتل العشرات من رؤوس الصحوات وعناصرهم.

وفي أواخر عام 1428هـ أُسر الشيخ وأودع في سجن بوكا الذي يُديره الصليبيون، فمكث سنة وثمانية أشهر، ليبدأ فصلا جديدا من الإعداد والتحضير لمرحلة أخرى من الجهاد، فدرس العقيدة والتجويد والفقه على يد الشيخ أبي حفص العراقي -تقبله الله- والي كركوك، كما صب جل اهتمامه على دراسة العلوم العسكرية، وأخذ كثيرا من الدروس النظرية في تطوير الأسلحة والمتفجرات، كما كان مدربا بدنيا للإخوة هناك.

خرج من الأسر في منتصف 1431هـ، ليعود إلى ساحات القتال من جديد، إذ أصبح أميرا أمنيا لقاطع شهربان، وفي إحدى العمليات الأمنية أُسر مرة أخرى ولكنه أودع في سجون المرتدين، وكتب الله له الخروج بعد شهرين مع عدد من إخوانه.

وفي بداية سنة 1434هـ، اختير أبو البراء (كنيته حينها) أميرا عسكريا عاما لولاية ديالى، فعمل على استنزاف الحكومة الرافضية، وأشرف على العمليات النوعية فيها، ومنها عملية مديرية الأفواج، وعملية مركز شرطة هبهب، وعمليات الاقتحام في العظيم، ثم اختير نائباً للشيخ أبي عبد الله العزي -تقبله الله- والي ديالى.

ولم تحل المسؤوليات التي كان يتحملها ولا شدة انشغاله دون مباشرة القتال بنفسه، فكان يقود إخوانه بنفسه في كثير من الغزوات ويقتحم المهالك أمامهم، وفي إحدى الغزوات في قاطع العظيم كان هو الأمير العام، فحاصر هو ومن معه جمعا من المرتدين في إحدى المقرات العسكرية، فاقتحم عليهم المقر وحده واشتبك مع المرتدين لبعض الوقت، وإخوانه على الأسوار ينظرون إلى شجاعة أميرهم وإقدامه، وما هي إلا دقائق حتى وقع انفجار داخل المقر وجلت له القلوب، وجهشت له النفوس بالبكاء، وكلهم يقول: قُتل أبو البراء، وإذ به يعود مقطوع اليد ممزق الثياب جريح الجسد، في مشهد أدهش أمراءه وقادته، لما وجدوه من فرط شجاعته وإقدامه، وبسبب شدة الإصابة ابتعد عن الساحة فترة من الزمن للعلاج، إذ قد امتلأ جسده بالجراح، لكنه كان حريصا على العودة إليها ليشارك في أهم مراحل هذه الحقبة الجهادية.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 54 الافتتاحية: دروس الثبات في ملحمة سرت في غمرة انشغال الناس بالحملة على ...

صحيفة النبأ العدد 54
الافتتاحية:
دروس الثبات في ملحمة سرت

في غمرة انشغال الناس بالحملة على الموصل، والتحضيرات للهجوم على الرقة، نراهم يتشاغلون عن الملحمة التي تدور رحاها في ولاية طرابلس، حيث يخوض جنود الخلافة في مدينة سرت واحدة من أعظم معارك الإسلام منذ مائتي يوم أو تزيد، وهم راسخون في الأرض رسوخ الجبال، ينكؤون في عدو يفوقهم في العدد والعدة بعشرات المرات، فلم تنزل لهم راية، ولم ينل منهم عدوهم بناءً في المدينة إلا بعد أن يدفع ثمن الوصول إليه باهضا من الدماء والسلاح، ثم يقف عاجزا عن الدخول إليه خشية أن تمزقه العبوات، أو تفتك به الكمائن.

ولما عجز عنهم مرتدو الصحوات وهم ألوف عديدة، ولم ينفعهم طيران حكومة الوفاق المرتدة، لم يجدوا بدّا من الاستنجاد بأسيادهم الصليبيين، فأمدّوهم بالسلاح والمال، وأنجدوهم بالأطباء والمستشفيات، وقادوهم بالمستشارين، وحشدوا لنصرتهم البوارج وحاملات الطائرات، ونصروهم بالغارات الجوية، فلم يغن ذلك عن جمعهم شيئا، ولم يستطيعوا حسم المعركة ضد ثلة من الموحدين الذين جعلوا أرواحهم دون دينهم، ووضعوا الفوز بالجنة نصب أعينهم، ولم يبالوا بالحصار، ولا بأهوال القصف وحجم الدمار، بل توكلوا على الله، وتبرؤوا من حولهم وقوتهم إلى حول الله وقوته، هو مولاهم ونعم النصير.
لقد قدّم جنود الخلافة في سرت للأمة كلها دروسا في الثبات قل أن تتكرر في التاريخ، وأظهروا من شدّة البأس أمثلة عزّ أن يوجد لها مثيل، وشرحوا بأعمالهم دروسا في الولاء والبراء لا تُعرف في غير هذه المواقف، وأبانوا نماذج في الصبر على البلاء، والسمع والطاعة لأهل السبق والأمراء حقّ أن يضرب بها المثال، ويشار إليها بالبنان، فيتعلّم منها المؤمنون، وينزجر عن مخالفتها مرضى القلوب والمنافقون.

وكشف الله بهم حقيقة أعداء الدولة الإسلامية من مرتدي الصحوات، الذين لم يطل بهم المقام حتى أبانوا سبب حربهم على الموحدين، بأنها حرب بالنيابة عن الصليبيين، الذين فرِقوا من رؤية جمع المرابطين قبالة ديارهم، لا يفصلهم عنها إلا مياه البحر التي عبرها أجدادهم من قبل، وهم يعدّون العدّة ليعيدوا الكرّة، ولكن إلى قلب أوروبا وعقر دار الصليب في روما، فخرج عليهم الصحوات ليجعلوا نحورهم دون نحور الصليبيين، ويقدّموا أرواحهم فداءً لراية المشركين، ففضحهم الله، وأظهر كفرهم، حتى لم يجد المجادلون عن المرتدين ما يدفعون به عنهم، وما يلبِّسون به على الناس في شأنهم.

كما قدّموا مثلا للجماعة المسلمة في قيامها بالدين حق قيام في كل الظروف، بتبرئهم من المبدلين لشرع الله، وبجهادهم حتى مكّنهم الله في الأرض، فشكروا الله على هذه النعمة بتحكيمهم الشريعة، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصابروا على ذلك، لم ترهبهم تهديدات الصليبيين، ولا حشود المرتدين، فلما ابتُلوا صبروا، ولما عُودوا في الدين انتصروا، لم يغيروا ولم يبدلوا، وما زالوا على ما كانوا عليه، نحسبهم كذلك والله حسيبهم.

فلله درّكم يا جنود الدولة الإسلامية في ولاية طرابلس وسائر الولايات الليبية، لقد أثبتّم للعالم أجمع أن جنود الخلافة في كل مكان يتشابهون في الأقوال والفعال، كما يتشابهون في المنهج والاعتقاد، فقد أخذوا من المنبع ذاته، وشربوا من الساقية ذاتها، ودانوا لله بالدين ذاته، ومضوا إلى رضوان ربهم على الصراط المستقيم ذاته.
ولله درّكم، لقد أتعبتم من بعدكم بحسن سيرتكم، وقوة عزيمتكم، وإنا لنحسبكم قد أعذرتم إلى ربّكم بما قدّمتموه، وأرضيتموه سبحانه بطيب ما فعلتموه، وبشدة ما أثخنتم في المرتدين، الكارهين لشرعه، المبدلين لحكمه، الموالين لأعدائه، المحاربين لأوليائه.

فأروا الله ما يرضيه عنكم، ويرفع مقامكم عنده، جل جلاله، بمزيد من الثبات، ومزيد من الإقدام على الموت في سبيله، ومزيد من الإثخان في أعدائه، ومزيد من السمع والطاعة لأمرائكم الذين نحسبهم من أحرص الناس على دين الله وعليكم، ونسأل الله أن يقرّ أعيننا وأعينكم وأعين سائر المسلمين بنصر من عنده، ينصر به عباده الموحدين في كل مكان، إنه على كل شيء قدير.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

من قصص النصر بعد الصبر بيَّن الله -عز وجل- للأمة شروط نصرها على أعدائها وأسبابه ليدوم لها العز ...

من قصص النصر بعد الصبر

بيَّن الله -عز وجل- للأمة شروط نصرها على أعدائها وأسبابه ليدوم لها العز والظفر، إن هي عملت بما علمت، ومن تلكم الأسباب الصبر والثبات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وذكر سبحانه أن الفئة القليلة الصابرة من المؤمنين تغلب الجمع الكثير من الكافرين بإذن الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65].

وشواهد سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسير أتباعه وتاريخ المسلمين تدلل على أن الصبر والمصابرة يحققان الجزء الأكبر من النصر.
ففي معركة الأحزاب (5 هـ)، حين اجتمع على المسلمين مشركو العرب مع من حالفهم من اليهود، وحاصروا مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى صار الحال كما وصفه الله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 10-12]، ومع ذلك لم يُوهَن عزم المسلمين وثباتهم، فرابطوا على ثغور مدينتهم، لم تزعزعهم أراجيف المنافقين، بل كانوا موقنين بوعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن العاقبة لهم، وأنهم فاتحو مدائن الشام والعراق، ومحطمو عروش كسرى وقيصر، قال تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].

وبهذا الإيمان والتسليم امتنّ الله تعالى عليهم بنصره، وهزم عدوهم، ولكن بعد أن محّصهم وفضح المنافقين، ثم توالت بعد ذلك الفتوحات حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة الحادية عشرة للهجرة.

وفيها كانت ردة العرب الجماعية، التي لم توهن عزم الصديق -رضي الله عنه- وأصحابه، فصبر لها وثبت، وعزم على تنفيذ أمر الله بجهاد المرتدين مهما بلغت عدتهم وكثر جمعهم.

ففي اليمامة (11 هـ)، كانت المعركة مع أكبر تجمع ردة في ذلك الوقت بقيادة مسيلمة الكذاب، ولم تكن بالمعركة اليسيرة بل لاقى المسلمون فيها أنواع الشدة حتى كاد المرتدون أن يزيحوا المسلمين عن مواقعهم، قال ابن الأثير: «واشتد القتال، ولم يلق المسلمون حربا مثلها قط، وانهزم المسلمون، وخلص بنو حنيفة إلى مجّاعة [أسير عند المسلمين] وإلى خالد، فزال خالد عن الفسطاط».

ثم أعاد المسلمون ترتيب صفوفهم وبدأ الصحابة -رضي الله عنهم- وأهل القرآن منهم خاصة يحثون الناس على طلب الشهادة ويحذرونهم عاقبة الهزيمة، قال ابن الأثير: «ثم إن المسلمين تداعوا، فقال ثابت بن قيس: بئس ما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين! اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء، يعني أهل اليمامة، وأعتذر إليك مما يصنع هؤلاء، يعني المسلمين، ثم قاتل حتى قُتل... وقال أبو حذيفة: يا أهل القرآن، زيّنوا القرآن بالفعال! وحمل خالد في الناس حتى ردوهم إلى أبعد مما كانوا».

وصبر الفريقان وكثر القتل فيهم وكثرت الجراحات، قال ابن الأثير: «واشتد القتال وتذامرت بنو حنيفة، وقاتلت قتالا شديدا، وكانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين وتارة للكافرين، وقُتل سالم، وأبو حذيفة، وزيد بن الخطاب، وغيرهم من أولي البصائر» ولذا كان لا بد من تمايز الصفوف، ومعرفة من أين يؤتى المسلمون، قال ابن الأثير: «فلما امتازوا قال بعضهم لبعض: اليوم يُستحى من الفرار»، وهكذا دارت رحى معركة شرسة من معارك هذه الأمة، كان لا بد فيها من بذل النفوس حتى يُبلَّغ الدين كاملا غير منقوص.

قال ابن الأثير: «وكثر القتلى في الفريقين لا سيما في بني حنيفة، فلم يزالوا كذلك حتى قُتل مسيلمة. واشترك في قتله وحشي مولى جبير بن مطعم، ورجل من الأنصار»، وبقتل هذا الدجال أنهى المسلمون هذه الملحمة ورُزقوا النصر بعد أن صبروا لها وثبتوا.
وكان من نتائج حرب المرتدين التفرغ لقراع دولتي الفرس والروم، وإخضاع ما بأيديهم لحكم الإسلام.

ففي اليرموك (13 هـ) حشَّد الروم مئتين وأربعين ألف مقاتل، وكان عدد جند المسلمين أربعين ألفا، فجموع الروم في أعدادها تهول من كان في قلبه ضعف، حتى أنَّ أحد المسلمين التفت إلى خالد -رضي الله عنه- فقال: «ما أكثر الروم وأقل المسلمين! فقال خالد: ما أكثر المسلمين وأقل الروم، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان» [ابن الأثير: الكامل].

وبلغ من صبر المسلمين وثباتهم رغم كثرة الجراح أنهم تبايعوا على الموت، قال ابن الأثير: «فقال عكرمة يومئذ: قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل موطن، ثم أفر اليوم؟! ثم نادى: من يبايع على الموت؟ فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحا، فمنهم من برأ ومنهم من قُتل»، وبعد هذا الصبر والثبات منَّ الله عليهم بالنصر والتمكين وتضعضع الروم فولوا منهزمين لا يلوون على شيء وكان بعدها فتح دمشق وغيرها من مدائن الشام.

وفي سنة (14 هـ) جهز الفاروق -رضي الله عنه- الجيوش للقاء الفرس، وأمّر عليهم سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وكان مما أوصاه به قبل مسيره كما نقل الطبري: «احفظ وصيتي فإنك تقدم على أمر شديد كريه لا يخلص منه إلا الحق، فعوّد نفسك ومن معك الخير، واستفتح به، واعلم أن لكل عادة عتادا، فعتاد الخير الصبر».

وكان لا بد من هذه الوصية وخصوصا مع الفارق الكبير بين أعداد المسلمين وأعدائهم من الفرس المجوس، فجميع من شهد القادسية من المسلمين بضعة وثلاثون ألفا، هذا بعد اكتمال عدد المسلمين وقدوم المدد لهم، أما أعداد الفرس فجاوزت المائتي ألف مقاتل، مجهزين بالفيلة السلاح النوعي في ذلك العصر، [تاريخ الطبري].

وجرت معركة حامية الوطيس على مدى عدة أيام صبر فيها المسلمون أيّما صبر، ويطول المقام بذكر تفصيلات ملاحمها، لكن حسبك أن اليوم الأول منها شهد مقتل وإصابة خمسمئة رجل من قبيلة أسد وحدها، قال ابن الأثير: «فلما رأى الفرس ما يلقى الناس والفيلة من أسد رموهم بحدهم وحملوا عليهم وفيهم ذو الحاجب، والجالينوس. والمسلمون ينتظرون التكبيرة الرابعة من سعد، فاجتمعت حلبة فارس على أسد ومعهم تلك الفيلة، فثبتوا لهم، وكبّر سعد الرابعة... وأصيب من أسد تلك العشية خمسمائة، وكانوا ردءا للناس، وكان عاصم حامية للناس، وهذا اليوم الأول، وهو يوم أرماث».

ومضت ثلاثة أيام والمسلمون بين كر وفر، وتصدٍ للفيلة، ثابتين صابرين يرقبون وعد الله بالنصر والتمكين.

وبات المسلمون ليلة اليوم الرابع وهم في أشد حال، إذ لم يستطيعوا فيها النوم وكان عليهم مع إشراق الصبح أن ينهدوا من جديد لعدوهم ويتحاملوا على أنفسهم رغم ما أصابهم، قال ابن الأثير: «فسار القعقاع في الناس فقال: إن الدائرة بعد ساعة لمن بدأ القوم، فاصبروا ساعة واحملوا، فإن النصر مع الصبر»، وما هي إلا ساعات بعد ذلك حتى أنزل الله -عز وجل- نصره وهزم عدوه، بعد أن بذل المسلمون ما بذلوا وصبروا أمام جيش إمبراطورية يفوقهم بأضعاف عدة وعددا، قال ابن الأثير: «وقُتل من المسلمين قبل ليلة الهرير ألفان وخمسمائة، وقُتل ليلة الهرير ويوم القادسية ستة آلاف»، ثم قُتل قائد الفرس رستم، ولحق المسلمون بالمجوس يقتلون ويغنمون، وكانت تلك المعركة باب المسلمين إلى بقية مدائن العراق، بل حتى إلى المدائن عاصمة الفرس المجوس.

وإذا ذهبنا نتتبع انتصارات المسلمين على جموع الكافرين لمّا حققوا شرط الثبات والصبر لطال بنا المقام، ولكن حسبنا التذكير بعين جالوت (658 هـ) يوم أراد التتار دخول مصر بعدما أخضعوا كل البلاد لسلطانهم فثبت أمامهم المسلمون وصبروا فنصرهم الله تعالى وأهلك عدوهم، ثم ساروا بعد ذلك ليخرجوا التتار من مدن الشام فمكنهم الله من رقابهم، ولعين جالوت أخوات كثر سطر التاريخ ملاحمها، وأنبأنا بحال أهلها.

واليوم يعود أعداء الله بما جمعوا من خيلهم ورجلهم ليحاربوا دولة الإسلام ويطفئوا نورها، ولكن أنّى لهم ذلك بإذن الله، فيا جند الخلافة في الموصل وحلب وسرت وغيرها من ولايات دولة الإسلام الصبر الصبر، والمصابرة المصابرة، وإنما النصر صبر ساعة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 53
الخميس 3 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً