حوار: أمير هيئة الحرب: سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء ...

حوار:
أمير هيئة الحرب:
سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء الله.

في ظل الانشغال بالمعارك في مختلف ولايات الدولة الإسلامية، أجرينا معه حوارا يسيرا، ليحدّثنا عن حقيقة الحرب في الموصل وما حولها، وعن مجريات المعارك في مختلف الجبهات والمحاور، وليكشف لـ (النبأ) وقرائها رؤية مجاهدي الدولة الإسلامية لمآلات هذه الحملة الصليبية الرافضية.
(٤/٤)
12- يزعم الروافض والصليبيون أن سبب تأخرهم في التقدم في الموصل هو امتناعهم عن القصف بالأسلحة الثقيلة والغارات الجوية حرصا على سكان المدينة، ما مدى صحة هذه المزاعم؟

كذبوا، فقد قصفوا بطائراتهم عامة المسلمين في كثير من المواقع، وقتلوا كثيرا منهم، وخاصة من النساء والأطفال، وهذا مما وثقه إعلام الدولة الإسلامية وبث مشاهد منه، بل نقول إنهم تعمّدوا قصف الأهالي ليرعبوهم، ويوهنوا من عزائمهم، بل وقام جنود الجيش الرافضي بقتل من تمكنوا من الوصول إليه من عامة المسلمين، وهم يساوون بينهم وبين جنود الدولة الإسلامية في العداء لهم، والسعي إلى قتلهم وإخراجهم من الأرض.

13- ما هو تصوركم لمستقبل المعركة وما بعدها؟

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، فنتيجة المعركة هي في صالح المجاهدين -بإذن الله- إن صدقوا مع الله تعالى في جهادهم المرتدين والصليبيين، وهذا من حسن ظننا بالله تعالى.

أما ما بعد هذه المعركة، فأملنا بالله العظيم أن يكون حال المرتدين أسوأ -بإذن الله- من حالهم قبلها، وسيرون ما يعّده المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم، إن شاء الله، فهم قد جمعوا أقصى ما يستطيعون من قوتهم لهذه الحملة، وهزيمتهم فيها تعني أنه لن يبقى عندهم ما يدرؤون به عن أنفسهم كرّة جنود الدولة الإسلامية عليهم، بحول الله وقوته.

14- معركة الموصل تتزامن اليوم مع حملات صليبية على مدن الرقة والباب وسرت، كيف ترون هذا التزامن في المعارك لجنود الدولة الإسلامية في أهم مدنهم؟ وما رسالتكم إليهم؟

أوصي إخواني في كل الجبهات وفي كل المدن أن يصبروا ويثبتوا، فإنما يريد أعداء الله من حربهم عليهم أن يطفؤوا نور الله، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.

وأوصيهم أن يعلموا أن المعركة بين أهل الحق وأهل الباطل لم تبدأ اليوم أو أمس، وإنما بدأت منذ أخرج الله أبانا آدم من الجنة وأنزله إلى الأرض، وهي معركة لن تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وأن يعلموا أنهم يقاتلون في سبيل الله، وأعداؤهم يقاتلون في سبيل الطاغوت، كما قال الله سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]، فما دام هناك طاغوت في الأرض وكان له أولياء، فنحن مستمرون في قتالهم، لا نقيل ولا نستقيل، كما قال صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم- من قبلنا:

نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدا

والحمد لله رب العالمين.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

حوار: أمير هيئة الحرب: سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء ...

حوار:
أمير هيئة الحرب:
سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء الله.

في ظل الانشغال بالمعارك في مختلف ولايات الدولة الإسلامية، أجرينا معه حوارا يسيرا، ليحدّثنا عن حقيقة الحرب في الموصل وما حولها، وعن مجريات المعارك في مختلف الجبهات والمحاور، وليكشف لـ (النبأ) وقرائها رؤية مجاهدي الدولة الإسلامية لمآلات هذه الحملة الصليبية الرافضية.

(٣/٤)
9- يعترف الروافض أن معارك شرق الموصل هي الأقسى عليهم منذ فتح الموصل قبل عامين ونصف، فهل هذا الأمر صحيح؟ وما السبب وراء إطلاقهم مثل هذه التصريحات؟

لا شك أن خسائرهم في شرق الموصل كانت الأقسى عليهم، حيث قُتل المئات من جنودهم، ودُمِّرت آلياتهم، خلال أيام قليلة فقط، ولكن هذا لا ينفي أن خسائرهم في بقية محاور المعركة كبيرة أيضا.

أما عن شكواهم من حجم هذه الخسائر في المحور الشرقي، فسببه أنهم يُدفعون إلى التقدم دفعا من قبل أسيادهم الأمريكيين، رغم علمهم أن في تقدمهم الهلكة لهم، وكذلك علمهم بصعوبة احتفاظهم بأي منطقة يتقدمون إليها في ظل هجمات المجاهدين المستمرة عليهم، إن شاء الله.

نسأل الله أن يزيدهم رعبا على رعبهم، وأن يجعلهم فرائس للمجاهدين، وأسلحتهم وآلياتهم غنائم للموحدين.

10- تقدم الحشد الرافضي غرب مدينة الموصل تحت مزاعم قطع الطريق على جنود الخلافة لمنعهم من الانحياز عن الموصل إلى الشام، ما تعليقكم على هذه الخطوة؟ وما تأثيرها على المعارك في داخل الموصل؟

يحاول الروافض التقدم في مناطق غرب الموصل للتخفيف عن إخوانهم الذين يتعرضون لخسائر كبيرة في المحور الشرقي، وكذلك فإن الغاية من ترك المنطقة الغربية مفتوحة كانت لتشجيع جنود الدولة الإسلامية على الانسحاب من الموصل، ولكنهم فوجئوا بثبات المجاهدين، واستماتتهم في الدفاع عن دينهم.

فكان هذا الهجوم من قبل الرافضة على مناطق غرب الموصل بكثافة عددية كبيرة من الجنود والآليات، ما زالت المعارك مستمرة في هذا المحور، والخسائر في صفوف المرتدين كبيرة، وما زال للحرب في هذا الجانب صفحات كثيرة، وفصول طويلة، ستتجلى في قابل الأيام، بإذن الله.

11- كان المرتدون يعوّلون كثيرا قبل بدء هجومهم على وقوف أهالي الموصل معهم، وانضمامهم إليهم بمجرد وصولهم إلى أطراف المدينة، فكيف تقيّم موقف أهالي المدينة اليوم في ظل هذه المعركة، وهم باتوا يسمعون أصوات الاشتباكات على أطراف مدينتهم؟

موقف أهالي الموصل من المعركة بين الموحدين والمشركين طيب، ولله الحمد، فهم يريدون أن يبقى شرع الله حاكما في أرضهم، وقد عرفوا فضل التوحيد، وخطورة الشرك، وقد التحق أبناؤهم بالدولة الإسلامية، فجاهدوا في صفوف جيشها، وقُتل كثير منهم في سبيل الله تحت رايتها.

وفي المعركة التحق كثير منهم بالمجاهدين، وحملوا السلاح معهم، وقاتلوا إلى جانبهم، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله، وقد تفاجأ الصليبيون والمرتدون بموقفهم، إذ كان المنافقون يوحون لهم من قبل أن الناس تنتظر قدومهم، وهذا ما أثبتت الأحداث كذبه، بفضل الله، فكان سببا إضافيا من أسباب خيبة أمل أعداء الله في حسم سريع للمعركة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

حوار: أمير هيئة الحرب: سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء ...

حوار:
أمير هيئة الحرب:
سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء الله.

في ظل الانشغال بالمعارك في مختلف ولايات الدولة الإسلامية، أجرينا معه حوارا يسيرا، ليحدّثنا عن حقيقة الحرب في الموصل وما حولها، وعن مجريات المعارك في مختلف الجبهات والمحاور، وليكشف لـ (النبأ) وقرائها رؤية مجاهدي الدولة الإسلامية لمآلات هذه الحملة الصليبية الرافضية.

(٢/٤)
4- يشتكي ضباط الجيش الرافضي من كثافة استخدام الدولة الإسلامية للعمليات الاستشهادية والانغماسيين في المعركة، فما دور هذين السلاحين المؤثرين، وما حقيقة نتائجهما على سير المعارك؟

نعم، لقد استخدم المجاهدون -بفضل الله وحده- أسلوبي العمليات الاستشهادية والانغماسية بوفرة في معارك المحور الشرقي خصوصا، وكان هذا محض توفيق الله تعالى لنا، وقد حقّق ذلك -ولله الحمد- النتائج الكبيرة في صد محاولات المرتدين التقدم، وفي تشتيت تجمعاتهم، وإيقاع أعظم الخسائر في صفوفهم.

ونبشركم بأن أعداد الإخوة الاستشهاديين كبيرة جدا، بفضل الله، وإقبال الإخوة على العمليات الاستشهادية في تزايد، بل وجدنا من عامة الرعية من قدّم نفسه وسيارته، فأراق دمه، وعقر جواده في سبيل الله، وسيجد الرافضة في وجههم المزيد من الاستشهاديين والانغماسيين، بإذن الله.

5- يتحدث الإعلام الصليبي والرافضي كثيرا عن الأنفاق ودورها الكبير في معركة الموصل اليوم، ما هي حقيقة استخدامكم لتكتيك الأنفاق في المعارك ضد المرتدين؟

الأنفاق تحت الأرض، ونفضل أن يبقى موضوعها كذلك، ولكن نقول للمرتدين، سيبلغهم -بإذن الله- من نبأ الأنفاق ما يرونه بأعينهم، لا ما يقرؤون عنه في هذا الحوار.

6- نشر إعلام الدولة الإسلامية معلومات عن خسائر كبيرة للروافض في حملتهم على الموصل، فما تقييمكم لحجم هذه الخسائر؟ وهل يصح قول المرتدين أنهم دخلوا في فخ الاستنزاف؟

لم يعد إعلام الدولة الإسلامية هو الوحيد الذي يتحدث عن خسائر المرتدين، فحجم تلك الخسائر أكبر من قدرتهم على إخفائها، فعندما تتحدث عن خسارة آلاف المقاتلين خلال شهر واحد من المعارك، بالإضافة إلى المئات من الدبابات والمدرعات والآليات، فهذا -وبلا شك- خسارة كبيرة لأي جيش في العالم، فكيف بالنسبة لجيوش الرافضة والبيشمركة المنهكة التي تنزف منذ أكثر من عامين، والتي لم تكن لتحتمل المطاولة في الحرب لولا وقوف كل الكفار في العالم معهم، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال: 36].

7- لاحظنا عجزا للقوات الرافضية عن اقتحام بعض المناطق حول الموصل، وتأخرا كبيرا في دخول أخرى، كما حدث في تلكيف وبعشيقة، ما هو تفسير ذلك برأيكم؟

ما حدث هو نتيجة فشلهم في تنفيذ الخطة الموضوعة لهذه الحملة، فعندما تفاجؤوا بعدم قدرتهم على تنفيذ خطتهم، وتحقيق أهدافها خلال الفترة الموضوعة لها، خرجوا عن تلك الخطة، والمسار الموضوع من خلالها للمعركة، وصار عملهم أقرب ما يكون للوقائي والآني، فهم يعملون على إدامة الزخم في أي محور يجدون فيه بعض النجاح، ولذلك نجد أنهم تقدموا في بعض المحاور أكثر من قدرتهم على التحمل، فيما تركوا بعض المحاور تقريبا، وتجاوزوا بعض المناطق التي كان يفترض أن يحسموا أمرها قبل الانتقال لما بعدها، والحمد لله.

8- يعكف الصليبيون والروافض الآن على إعادة التخطيط لمعركة الموصل، كيف سيكون رد جنود الخلافة على هذا التغيير في خطة هجوم المرتدين والصليبيين على المدينة؟

يعلم المجاهدون من خلال ملامستهم للواقع أن خطة المرتدين والصليبيين الموضوعة لمعركة الموصل قد فشلت، وقد تأكد للمجاهدين ذلك من خلال التتبع والاستقراء والتجربة، كما أن هذا الأمر بات واضحا جليا من خلال تضارب تصريحاتهم، وحجم التشتت في تصرفاتهم، بل أعلنوا بأنفسهم فشلهم في تنفيذ الخطة في الموعد الموضوع سلفا لها، بعد أن تفاجؤوا بحجم المقاومة الشديدة من جنود الخلافة، وبحجم الخسائر الكبيرة في صفوفهم، وهذا من مكر الله فيهم، والفضل لله وحده.

أما بالنسبة لخطتهم الجديدة لإكمال المعركة، فقد باتت واضحة المعالم، ولن يتفاجأ المجاهدون بالتغيرات في سير المعركة، وسيستعينون بالله على إفشال خطتهم المعدلة، كما أفشلوا -بفضل الله- خطتهم الأصلية.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

حوار: أمير هيئة الحرب: سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء ...

حوار:
أمير هيئة الحرب:
سيرى المرتدون ما يعدّه المجاهدون لهم بعد انكسار حملتهم على الموصل، إن شاء الله.

في ظل الانشغال بالمعارك في مختلف ولايات الدولة الإسلامية، أجرينا معه حوارا يسيرا، ليحدّثنا عن حقيقة الحرب في الموصل وما حولها، وعن مجريات المعارك في مختلف الجبهات والمحاور، وليكشف لـ (النبأ) وقرائها رؤية مجاهدي الدولة الإسلامية لمآلات هذه الحملة الصليبية الرافضية.

(١/٤)
1- هل تحدثنا باختصار عن مجريات الحملة الأخيرة على الموصل حتى وصول الروافض إلى أطراف المدينة الشرقية؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.

فقد بدأ الصليبيون والمرتدون حملتهم العسكرية الأخيرة على الموصل بحملة إعلامية كبيرة شاركت فيها كل وسائل الإعلام التي تتبع لهم وللطواغيت في المنطقة، وحاولوا من خلالها النيل من معنويات المجاهدين وعامة المسلمين على حد سواء، عن طريق تضخيم قدراتهم وإمكانياتهم، وذلك لكي يسحروهم ويسترهبوهم، وكذلك بذلوا كل جهدهم في محاولة إقناع الناس أن نتيجة المعركة محسومة للمرتدين، وأن حسمها لن يستغرق أكثر من أيام قليلة، كي يزرعوا اليأس في نفوس الموحدين، ويشدّوا بذلك من عزائم المنافقين والمرجفين.

فلما بدأ العمل العسكري انكشف سحر أعداء الله، فإذا بالمجاهدين يدافعون عن مواقعهم متوكلين على الله موقنين بنصره، ولا يتمكن المرتدون من الوصول إلى أي موقع حتى يدفعوا في سبيل ذلك الخسائر الفادحة في أرواح جنودهم وعتادهم، ورغم ذلك استمروا في سعيهم للوصول إلى أطراف مدينة الموصل، لتحقيق هدفهم الإعلامي والذي يصرّ عليه أسيادهم الصليبيون، الذي دفعوا في سبيل تحقيقه المئات من القتلى، والعشرات من الآليات المتنوعة التي خلفوها وراءهم.

فلما وصلوا إلى أطراف المدينة الشرقية وهم في غاية الإنهاك من ضراوة المعارك التي خاضوها مع جنود الخلافة في الأرياف، وجدوا المجاهدين في انتظارهم مجددا ليغرقوا في حرب شوارع شديدة الاستنزاف لهم، وحالهم الآن بات لا يخفى على أحد، إذ انهارت معنوياتهم تماما، مع شدة ما خسروه من آليات وجنود، رغم التغطية الجوية الصليبية لهم، ولله الحمد.

2- بعد أيام من انطلاق الحملة الصليبية على الموصل، قام جنود الخلافة في عدة ولايات بعمليات نوعية على أهداف للروافض والبيشمركة بعيدا عن الموصل، كما حدث في كركوك والرطبة وسنجار وغيرها، هل كان لتلك العمليات تأثير على المعركة في الموصل؟

من نعم الله تعالى على عباده المجاهدين أن وفقهم للتخطيط لهذه العمليات المباركة قبل انطلاق الحملة الأخيرة على الموصل، وذلك لتوفير إمكانية المناورة أثناء المعركة، من أجل التخفيف على المجاهدين في الموصل، ولتحقيق النكاية في صفوف المرتدين، وقد نجحت أكثر تلك العمليات، بفضل الله، وحققت الأهداف التي خُطط لها.

أما تأثير هذه العمليات على المعركة، فقد ظهر -بفضل الله- حجم الرعب الذي أحدثته في صفوف المرتدين، وكم أجبرتهم على حشد أعداد كبيرة من جنودهم في مختلف المناطق التي يخشون من تهديد جنود الدولة الإسلامية فيها، فمنعوا بذلك من توجيه تلك الحشود إلى معركة الموصل، والتعويض عن النقص الحاصل هناك في جنودهم نتيجة الاستنزاف المستمر، وكذلك ساهمت تلك العمليات بقوة في كسر الهالة الإعلامية التي حاول الصليبيون والروافض إحاطة حملتهم على الموصل بها، بأن غطت أخبار انتصارات إخواننا في تلك العمليات على كل أخبارهم الكاذبة التي نشروها عن معاركهم في ريف الموصل، والحمد لله من قبل ومن بعد.

3- مع وصول المرتدين إلى منطقة كوكجلي باتوا يعترفون بوجود مقاومة شديدة من جنود الدولة الإسلامية، كيف تجري الأمور على أطراف الأحياء الشرقية للمدينة، وما هو واقع المعركة في هذا الوقت؟

مع وصول الجيش الرافضي إلى منطقة كوكجلي شرق الموصل، ودخولهم مع جنود الدولة الإسلامية في حرب الشوارع المنهكة، بات المرتدون على الغالب في حالة دفاع عن المناطق التي دخلوها، وذلك بسبب كثرة الهجمات الخاطفة والموجعة التي يشنها جنود الدولة الإسلامية عليهم، وبسبب حرصهم على تقليل الاستنزاف في قطعاتهم العسكرية التي باتت أحجامها تتقلص -بفضل الله- تحت تأثير الخسائر.

وقد سعى المرتدون ومن ورائهم أسيادهم من الصليبيين إلى استهداف المشاة من جنود الدولة الإسلامية في هذه المناطق، لينالوا من معنوياتهم، وهذا ما لم يتمكنوا منه، بفضل الله، خاصة مع تفاجئهم بأساليب في القتال لم يكونوا يتوقعون من المجاهدين استخدامها في هذه الأماكن، يسرها الله للمجاهدين، كالعمليات الاستشهادية، والعبوات الناسفة، والإسناد المدفعي، والصواريخ الحرارية، والقنص، وغيرها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

والله لا يهدي القوم الظالمين إن من نعم الله على عباده المؤمنين أنه يهديهم إلى سواء السبيل، كما ...

والله لا يهدي القوم الظالمين


إن من نعم الله على عباده المؤمنين أنه يهديهم إلى سواء السبيل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9]، أما الذين كفروا فلا هداية لهم من الله تعالى، بل يذرهم في غيّهم يعمهون، كما قال تعالى شأنه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا} [النساء: 168].

فالميزان في تحقق الهداية هو الإيمان وحده، وبمقدار زيادة الإيمان تزداد الهداية، كما أنها تنقص بنقصانه، وكما أنه لا إيمان بلا عمل، فلا هداية لمن لم يعمل بما آمن به.

ولذلك نجد كثيرا من الناس اليوم يعرفون طريق الهداية، ولكنهم لتكاسلهم عن القيام بما يقتضيه الإيمان من عمل، أو تكبّرهم عن اتباع من هداه الله، فإن الله سبحانه يحجب عنهم نور الهداية، بحسب تركهم للصالحات، واقترافهم للسيئات.

وهكذا نجد اليوم هداية رب العالمين لجنود الدولة الإسلامية في دينهم وجهادهم، وذلك لمن لإيمانهم أن ما أمر الله به هو الحق المبين، وأن الطريق الذي خطّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الصراط المستقيم، وعملهم بما أمر الله به غير مبالين بالجهد والتعب، وسيرهم على ما سار عليه أهل السنة والجماعة في كل زمان، رغم معرفتهم بالعقبات التي ستعترضهم في هذا الطريق، صابرين، محتسبين، مرابطين، مجاهدين.

بينما نجد كثيرا من أعداء الدولة الإسلامية من المرتدين المنتسبين للإسلام، يعلمون يقينا أن الطريق الذي يسير عليه جنود الخلافة وأمراؤها هو الطريق الذي سلكه من قبلهم الموحدون في كل زمان ومكان، وأن ما يقومون به من أفعال صالحة هو عين ما كان يقوم به من قبلهم من السلف الصالح في القرون المفضلة، ولكن ما يمنعهم من السير في هذا الطريق، وما يصدهم عن القيام بهذه الأعمال الصالحة هو إدراكهم لحجم التكاليف التي يدفعها السالك لهذا الطريق، وكم الجهود التي يبذلها من يقوم بتلك الأعمال، أو تكبّرهم أن يكونوا فيه أتباعا لا متبوعين.

بل لا يتوقفون على هذه الحال، معترفين بخطئهم وتقصيرهم، فيمضون في غيّهم، ويسعون لاكتشاف طرق جديدة، وسبل عديدة، يحسبون أن تكاليف السير فيها أقل عليهم، ويعجبهم أن تتجه فيها أنظار الناس إليهم، وابتداع مناهج ما أمرهم بها الله سبحانه، وما لهم عليها من سلطان مبين، سوى ظنونهم أنها قد تحقق لهم ما يبغون بجهد أقل.
ثم تعجبهم تلك السبل، وتوحي إليهم شياطينهم أنها خير من سبيل الله الذي أمر به عباده، وسار عليه الأنبياء والمرسلون، وحواريّوهم وصحابتهم، ومن اتبع هداهم إلى يوم الدين، وتعجبهم تلك الضلالات، فيرونها بعقولهم المريضة خيرا مما أمر الله به من العبادات، وما سنّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الطاعات.

وأشرّ ما يكون ذلك فيمن نصب نفسه لإقامة الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين، إذ لا يطول بكثير منهم الزمن وهم يسيرون على طريق الضلالة الذي خطّه لهم كبراؤهم، وهم يعملون بالأعمال التي وضعها لهم طواغيتهم، حتى يجدوا أنفسهم وقد باتوا يتعبدون بدين مختلف تمام الاختلاف عن دين الإسلام الذي يزعمون الانتساب إليه، فصاروا هم ودينهم على طرفي نقيض من دين الله الذي أوحى به إلى رسوله، وبيّنه في كتابه، فيزدادون تمسكا بدينهم الوضعي، ويصير جهدهم كله منصبّا على الانتقاص من دين الإسلام، ومنع قيامه، لأنه لا يمكن أن يجتمع ودينهم أبدا.

وهذا سبب العداء الأكبر بين الدولة الإسلامية والأحزاب والفصائل والتنظيمات والحركات التي تزعم الانتساب إلى الإسلام، ممن سار في طرق أهل الزيغ والضلال ووصل بهم الأمر إلى الردة عن الدين، والالتحاق بفسطاط الكافرين، إذ لا يمكن أن يجتمع تحكيم الدولة الإسلامية لشرع الله في كل مناحي الحياة، مع تمسّك هؤلاء المرتدين بالديموقراطية، ولا يمكن أن يجتمع الولاء والبراء الذي يحكم كل شؤون أمرائها وجنودها، مع ولاء هذه الفصائل للمشركين، ولا يمكن أن يجتمع حرصها على إقامة جماعة المسلمين والحفاظ عليها مع تحزبات الحزبيين وعصبياتهم الجاهلية.
لذا فإنهم يسعون لهدمها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لتبقى لهم أديانهم الوضعية، وتسلم لقادتهم ورموزهم مناصبهم المبتذلة، ولا يجدون حرجا في سبيل تحقيق ذلك من موالاة اليهود والصليبيين، وكل طوائف المشركين.

ولا يزال الله يخيب مساعيهم، ويفضح سرائرهم، ويكشف عن ضلال مناهجهم، ويجعل من قيام الدولة الإسلامية، وصمودها في وجه المشركين حسرة في قلوبهم، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

فلا والله! ما ڪانت الدعوات يوماً طريقاً مفروشة بالورود والرياحين. إن ثمن الدعوات باهظ، وثمنَ نقل ...

فلا والله! ما ڪانت الدعوات يوماً طريقاً مفروشة بالورود والرياحين.

إن ثمن الدعوات باهظ، وثمنَ نقل المبادئ إلى أرض الواقع ڪثيرٌ من الدماء والأشلاء.

فلن يُوقد سراج الفجر في هذه الظلماء إلا المجاهدون والشهداء.

الشيخ أبو مصعب الزرقاوي - تقبله الله -
...المزيد

فلا والله! ما ڪانت الدعوات يوماً طريقاً مفروشة بالورود والرياحين. إن ثمن الدعوات باهظ، وثمنَ نقل ...

فلا والله! ما ڪانت الدعوات يوماً طريقاً مفروشة بالورود والرياحين.

إن ثمن الدعوات باهظ، وثمنَ نقل المبادئ إلى أرض الواقع ڪثيرٌ من الدماء والأشلاء.

فلن يُوقد سراج الفجر في هذه الظلماء إلا المجاهدون والشهداء.

الشيخ أبو مصعب الزرقاوي - تقبله الله -
...المزيد

يرجون تجارة لن تبور وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها ...

يرجون تجارة لن تبور

وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها أعظم الأجر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) [رواه الترمذي]، وجعل الاجتماع على قراءة كتاب الله وتدارسه من أفضل المجالس التي يحبّها الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم].

والتلاوة التي يكتب الله بها الأجر لعباده هي التي يصاحبها العمل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].

فقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدّقونها ويعتقدونها، ولا يُقَدّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه وحروفه تلاوة صحيحة، ويدرسون معانيه فيفهمون مراد الله تعالى


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هجر القرآن، كيف يكون؟ وفي مقابل العناية بكتاب الله قراءةً وعلماً بمعانيه وعملاً به، يكون ...

هجر القرآن، كيف يكون؟

وفي مقابل العناية بكتاب الله قراءةً وعلماً بمعانيه وعملاً به، يكون الهجران للقرآن، وهو أنواع، قال ابن القيم، رحمه الله: «هجر القرآن أنواع: أحدها هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به، والثالث هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصِّل العلم، والرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، والخامس هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}، وإن كان بعض الهجر أهون من بعض» [الفوائد].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

يرجون تجارة لن تبور وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها ...

يرجون تجارة لن تبور

وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها أعظم الأجر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) [رواه الترمذي]، وجعل الاجتماع على قراءة كتاب الله وتدارسه من أفضل المجالس التي يحبّها الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم].

والتلاوة التي يكتب الله بها الأجر لعباده هي التي يصاحبها العمل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].

فقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدّقونها ويعتقدونها، ولا يُقَدّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه وحروفه تلاوة صحيحة، ويدرسون معانيه فيفهمون مراد الله تعالى.

ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاةَ التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، ثم النفقة في سبيل الله وعلى الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكوات والكفارات والنذور والصدقات، {سِرًّا وَعَلانِيَةً} في جميع الأوقات والأحوال.

{يَرْجُونَ} أي: بذلك، {تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يُخلصون أعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئاً.

وذكر أنه حصل لهم ما رجوه فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: أجور أعمالهم كاملة غير منقوصة، {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} زيادة على أجورهم، لأن دخولهم الجنة إنما هو برحمته وفضله، {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} غفر لهم السيئات، وقبل منهم الحسنات، وشكرها لهم.

ومن الأدلة أيضا على التلازم بين تلاوة الكتاب، والإيمان به، والعمل به، قوله تعالى في أهل الكتاب: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، قال ابن مسعود، رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته، أن يُحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله» [تفسير الطبري].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

والذين يتلون كتاب الله أنزل الله الكتاب على عباده ليكون للعالمين هاديا، ومعلما، ومرشدا، وأرسل ...

والذين يتلون كتاب الله

أنزل الله الكتاب على عباده ليكون للعالمين هاديا، ومعلما، ومرشدا، وأرسل الرسل وبعث الأنبياء ليتلوا آياته، فيخرجوا بها الناس من الظلمات إلى النور، كما في قوله: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [لطلاق: 11]، وقوله: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129]، وقوله: {قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].

كما بيّن -جل جلاله- أن تلاوة هؤلاء الرسل لآياته على الناس حجة عليهم في الدنيا والآخرة، كما في قوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]، وقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر: 71]، وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130].

وبيّن أن حال الناس مع تلاوة آيات الله تختلف باختلاف درجة إيمانهم، فوصف المؤمنين منهم بقوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، وقوله: {لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113]، ووصف حالهم مع تلاوة تلك الآيات بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} [فاطر: 29]، وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]، بينما الكافرون لا يتلون كتاب الله، وإذا تليت عليهم زادتهم كفرا، وإعراضا عن الدين، وحربا على الإسلام والمسلمين، كما وصفهم سبحانه بقوله: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [الحج: 72].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

مقدمة في الحرب الإلكترونية بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء ...

مقدمة في الحرب الإلكترونية

بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان في ساحات القتال، ثمة معارك أخرى هي التي تحدد الرابح والخاسر في معركة القذائف والطلقات، ولكن رحاها تدور في ساحات أخرى، وتحديداً في قلوب وجوارح الموحدين الذين يحملون السلاح، حيث يقوى الصراع بين الطاعة والمعصية، وبين التوكل على الله والتوكل على الأسباب، وهناك يختبر الله صبر المؤمنين ويقينهم.

وللعدو الكافر أيضاً أحداثُ معركةٍ مختلفة في مكانٍ بعيد عن لهيب الحرب، تبدو للعدو أنها هي المعركة الحقيقية، ألا وهي معركة الأسباب المادية التي يقاتل بها العدو الكافر متوكلاً عليها. وفي منظور الكافر فقط تكون أسباب القوة المادية التي يملكها هي المحرك لكل شيء، فهي التي تقدّر الأقدار وترسم خرائط المستقبل ومواقيت الحياة والموت، ولكن الله الذي خلق القوة والضعف قال: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]، وإن القوة المادية التي يتولاها الكافر من دون الله هي سبب ضعفه وهزيمته لتوكله عليها من دون الله، وقد شهد الجميع الانهيارات المفاجئة التي يصاب بها العدو عندما يشاء الله، وكيف يتركون أسباب قوتهم من مدرعات ومدافع وحصون للمجاهدين، ويولّون هاربين لا يعلمون كيف قُذف كل هذا الرعب في قلوبهم.

رغم ذلك، فإن المؤمنين مكلفون باقتحام ساحة الأسباب المادية والأخذ بها، ولكن الفرق في استخدام هذه الأسباب هو أن المؤمنين لا يتوكلون على هذه الأسباب أبداً، بل يعملون بها طاعةً لله فحسب، وذلك أن الأخذ بأسباب القوة هو أمر رباني لا يجوز تركه، وإلا فيكون المؤمن قد سقط في معصية لا يأمن عقابها.

ومن المسلمين من يترك الأخذ بالأسباب ويظن أن هذا من التوكل أو من الشجاعة، ولكن هذا التفكير بعيد عن السنة التي استن بها المسلمون، منذ القرون المفضلة الأولى، وحتى أواخر رجال الطائفة المنصورة الذين يقاتل آخرهم الدجال.

ليس من المبالغة أن نقول أن العمل بالعلم السليم هو يد تبطش بالعدو، ومِجنٌّ يدرأ ضرباته، كما أن العمل بلا علم هو آفة لا ينبغي للمجاهد أن يقترفها، وقديما قيل: الجاهل عدو نفسه.

وإن من أهم أسباب قوة العدو استخدامَه لأدوات تقنية حديثة، فيما يعرف باسم الحرب الإلكترونية، ومن المهم للمجاهد أن يطلع على أدوات هذه الحرب، وأن يعرف كيف تدار ساحاتها، وذلك لأن هذه الحرب متداخلة مع الحرب التقليدية الحديثة.

ولا نبالغ عندما نقول إن هذه الحرب الإلكترونية تعتمد بشكل أساسي على المعلومات، وطريقة نقلها، فمن وسائلها قطع التواصل بين المجاهدين وقياداتهم لخلق الإرباك في صفوفهم، أو بين المجاهدين أنفسهم لمنع التنسيق بينهم، أو اعتراض تلك الاتصالات للتجسس على المعلومات التي تُنقل عن طريقها، وتحديد مواقع إرسال واستقبال تلك المعلومات، ومن وسائلها الوصول إلى أماكن تخزين المعلومات، من أجل الحصول عليها، لمعرفة إمكانيات المجاهدين ونقاط ضعفهم، أو تدميرها وتخريبها، لشل قدرة المجاهدين على اتخاذ القرارات الصحيحة، ومن وسائل هذه الحرب ما يتداخل مع الحرب النفسية عن طريق بث الإشاعات التي تضخم من إمكانيات العدو، وتزرع الرهبة منه ومن تقنياته في قلب المجاهد، فتشل بذلك تحركاته، وتمنعه من أي مقاومة للعدو، فضلا عن إقدام على مهاجمته، بل وإيصال الفرد أحيانا إلى الشرك بالله تعالى بتعظيم الخوف من المشركين وسطوتهم.

ويمكننا -بإذن الله- بفهم طبيعة هذه الحرب الإلكترونية، وإدراك طبيعة أدواتها، وأساليبها، أن نحسن مقاومة خطط العدو في هذا المجال، بل أن ننتقل من الدفاع إلى الهجوم باستخدام هذه التقنيات في دعم حربنا التقليدية عليه، وإلحاق الضرر به من نفس الباب الذي حاول الولوج منه إلينا.

ويمكننا في هذه العجالة توضيح بعض المفاهيم الأساسية في استخدام الإلكترونيات الحديثة في الحرب ضد المجاهدين ومنها:

• شبكة الإنترنت:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين عبر الإنترنت هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة إلى العدو أولاً ثم إلى الطرف الآخر ثانياً، وهنا تأتي أهمية التشفير القوي، وتأتي أيضا خطورة التشفير الخادع، وكذلك من المهم ملاحظة أن التجسس على الاتصالات يعطي معلومات كثيرة من دون الحاجة إلى فك التشفير، فالشخص الذي يتلقى اتصالات أكثر مرشح أكثر أن يكون أهم من غيره، وأن يكون استهدافه سببا أكبر في تعطيل حركة المجاهدين.
• الاتصالات اللاسلكية:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين لاسلكياً هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة في الهواء بكل الاتجاهات إلى الصديق والعدو على حدٍ سواء، ويُعد استلام العدو لإشارات القبضات والهواتف اللاسلكية وغيرها من أهم مصادر المعلومات لديه، وفهم المجاهد لأساليب عمل عدوه يجعله يفهم لماذا يضرب أدوات اتصال معينة ويترك أخرى، ومتى يلجأ إلى تشويش وضرب كل الاتصالات ولا يهتم بالتجسس، وكيف تتصل قطعان الكافرين ببعضها عندما تستخدم التشويش ضد المجاهدين.

• تشفير المعلومات:
إن التشفير سلاح قوي، ويمكن تصوره على أنه صندوق مقفل تضع داخله الرسالة ولا يفتحه إلا الطرف الذي عنده مفتاح فك التشفير، فالتشفير الجيد يجعل العدو أعمى عن محتوى اتصالات المجاهدين، لذا يلجأ العدو عادةً إلى اختراق جهاز أحد طرفي الاتصال -دون شعوره- لكي يتمكن من الحصول على محتوى المراسلات، ولذلك يجب تحصين أجهزة الحاسب المخصصة للاتصال، ضد الاختراق، بشكل كافٍ.

• تحديد المواقع:
 ويعتمد العدو على عدد من الوسائل في تحديد الموقع الذي يريد استهدافه، منها اختراق جهاز اتصال يتضمن منظومة GPS، ومنها تتبع مصادر إرسال الإشارات اللاسلكية، ومنها استخدام الجواسيس على الأرض، ولا ننسى أن محادثةً على الإنترنت بين طرفين باستخدام الهاتف الذكي كفيلة بتحديد موقع كل منهما، فضلا عن المعلومات الأخرى.

•التصوير الضوئي النهاري والتصوير الحراري الليلي:
وهو عين العدو الساهرة، ولا بد للمجاهد الكَيِّس أن يعرف إمكانيات التصوير كي لا يقع في الإفراط أو التفريط بالأخذ بالأسباب، فالتصوير الضوئي النهاري يعطي صوراً عالية الدقة من مسافات بعيدة، ولكن ليس لدرجة تصوير وجه الإنسان بدقة من مسافة بضعة كيلومترات، ولو أمكن هذا لما احتاج العدو إلى الجواسيس على اﻷرض، وأما التصوير الليلي فإن دقته أقل بكثير من النهاري، ولكنه يصور حرارة الأجسام، ولذلك يظهر الإنسان المختفي بين الأشجار واضحا بسبب فرق الحرارة بين جسم الإنسان والأشجار، وهكذا نعلم أن التمويه على التصوير الحراري للتسلل ليلاً إلى العدو يكون باستخدام مواد مختلفة كالطين الجاف وحشائش من نفس أرض المعركة توزع فوق الجسم المراد تمويهه بعد عزل حرارته بورق اﻷلومنيوم مثلاً، بينما التمويه ضد التصوير الضوئي يكون بتوزيع ألوان مختلفة من أرض المعركة على الجسم كما يفعل القناصون للتمويه ضد العين البشرية والتصوير النهاري.

• التـأثـيـر الـنـفـسـي للـحـرب الإلكترونية:
وذلك بنشر العدو أخبار دعاية كاذبة عن وقائع لم تحصل، أو بالمبالغة بوصف ما حصل، مع الاعتماد على جهل المتلقي في تضخيم صورة العدو وإمكانياته التجسسية، وأهم أركان دعاية العدو هو جهل المتلقي لهذه الدعاية بحقيقة العلوم الحديثة وحدودها التي لا يمكن تجاوزها، ويعتمد مستوى النجاح في الدعاية الإعلامية على مدى الخوف من العدو، وقد رأينا من بعض الجماعات والفصائل المرتدة من يخشى الصليبيين بالغيب أن يسمعوا ما يقول لزوجه وأولاده في بيته، وسمعنا عمن يقول أن أمريكا ترسل الرياح بالمطر أو تحبسه بأجهزتها الحديثة، وإذا تفاعلت قلة الإيمان مع الجهل، وأُضيف إليهما قليل من السذاجة، فإن الخوف الشركي من غير الله قد يكون أحد نواتج هذا التفاعل، والعياذ بالله.

وفي سلسلة مقالاتنا هذه سنعرض -إن شاء الله- شرحا مختصرا لبعض أدوات الحرب الإلكترونية المعروفة، ونسأل الله أن يجعل فيها نفعا للمجاهدين في سبيله، ونصرة لهم، والحمد لله رب العالمين.
 

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً