الهاتف الجوال... المعصية المستعصية فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي ...

الهاتف الجوال...
المعصية المستعصية


فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي كالتالي:

ثالثاً: متابعة الهدف

وباستخدام برج اتصالات وهمي محمول على طائرة، يمكن للعدو أن يصل إلى أي هاتف في منطقة تغطية هذا البرج الوهمي، وحينما تجد الطائرة الهدف فإنه يمكنها ببساطة تحديد مكانه باستخدام أجهزة التتبع اللاسلكي بأنواعها المختلفة سواء البسيطة التي تعمل بأسلوب الحسابات المثلثية وقوة الإشارة المحسوسة RSSI، أو الأكثر تعقيدا التي تعتمد على Doppler Direction Finder - DDF، أو الأكثر دقة التي تعتمد على توقيت وصول الموجات للمستقبل Time of Arrival - TOA، وقد تزوّد الجيش الأمريكي بهذه الأجهزة منذ زمن، وهي جزء من تجهيزات الأرتال العسكرية الأمريكية.

وهنا نريد أن نزيل معلومة خاطئة شاعت بين كثير من الناس، وهي أن تحديد موقع الهاتف النقال مرتبط فقط بالأبراج التي يتصل بها الهاتف، فهناك من يظن أنه إذا تم تأمين أبراج الاتصالات الخليوية فلن يمكن تحديد موقع هواتف المشتركين إطلاقا، وهذه المعلومة ناتجة عن نقص في العلم بأساليب مراقبة وتتبع الإشارات اللاسلكية، فتحديد الموقع لأي أداة إرسال لاسلكية له أساليب عدة واستخدام أبراج الاتصالات هو الأسلوب الأرخص ولكنه ليس الأفضل، لا من حيث الدقة ولا من حيث مرونة الاستخدام في المناطق ذات الأبراج القليلة، والعدو الأمريكي كان دائما يعتمد في شوارع العراق على أجهزة تحديد موقع محمولة في مركبة «همفي» خاصة للتعقب اللاسلكي، وهي التي كانت تسمى بين الإخوة بـ «الهندسية» لأن طاقمها هو كادر فني، ولتوفر هذه الأجهزة بيد الصليبيين، لم يكونوا بحاجة لاستخدام أبراج الاتصال في التعقب. وباستخدام الأجهزة المذكورة يكون العدو قد أنجز الخطوة التالية وهي الوصول إلى الهدف.

والآن يبقى على العدو خطوة مهمة، ألا وهي مراقبة الهدف وهي خطوة يشترك فيها الطيران النهاري والليلي مع الجواسيس الأرضيين، وهنا يأتي دور الحذر في استخدام السيارة، وعدم الخروج المتكرر من البيت والمقر في أوقات منتظمة كل يوم، ويأتي هنا دور فهم إمكانيات التصوير الحديث المستخدم في الطائرات، وما هي إمكانياته وحدوده، وكيف يُستخدم مع تقنيات وبرمجيات التتبع في رصد المجاهدين وتحركاتهم داخل المدن وخارجها.

رابعاً: ضرب الهدف

وأما عن ضرب الهدف فهذا يتم بعد معرفة معلومة دقيقة عن موقع يتردد عليه الأخ المراقَب، وذلك من خلال تحديد موقع الهاتف ثم من خلال جاسوس أرضي يؤكد شخصية الهدف، فإنّ العدو يحتاج إلى تأكيد شخصية الأخ المطلوب من خلال جاسوس أرضي، وذلك أن اغتيال شخص غير الشخص المطلوب سيؤدي إلى اتخاذ احترازات أمنية من قبل العاملين معه وحوله، وهو ما يضيّع على الكفار فرصة الوصول إلى الأخ مرة أخرى.

دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع

أخي المجاهد، أنت في غنى عن هذه السلسلة من الخطوات، ادفع قليلا من عاداتك ثمنا لأمنك وأمن الإخوة الذين تعمل معهم، وكن حريصا على أن لا يؤتى الإخوة من قِبَلك، واعلم أن كثيرا من الإخوة الذين يخشون أن يقابلوا ربهم وهم على معصية قد توقفوا عن استخدام الهاتف كُليّا منذ سنين، وهم يعيشون حياة طبيعية، وفي أسوأ الحالات وأندرها، عندما تكون مضطرا لاستخدام وسائل الاتصالات الحديثة، ولا يمكنك ذلك إلا من الهاتف، فعليك عندها أن لا تستخدم البرمجيات المشهورة للتواصل، وعليك أن تسأل الإخوة ذوي الاختصاص عن البرمجيات التي توفر تشفيرا جيدا، ولا تربطُ بين حساب اتصالك وهاتفك المحمول، مثل استخدام برنامج Conversations مع تشفير OMEMO، ومثل استخدام البريد الإلكتروني المشفر إذا استطعت، وفي كل الحالات فيجب عليك أن لا تشغّل الهاتف بعد الانتهاء من الاتصال أبدا، واحذر من المعصية الأكبر وهي تشغيل هاتفك في أحد المقرات، فإن هانت عليك نفسك فاتق الله في إخوتك المجاهدين، فإن الهاتف يتجسس عليكم جميعا طالما في داراته شحن ينبض.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الهاتف الجوال... المعصية المستعصية فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي ...

الهاتف الجوال...
المعصية المستعصية


فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي كالتالي:

أولاً: تحديد الهدف

عندما تدخل شبكة الإنترنت، يبدأ تشخيصك والتعرف عليك، فإذا دخلت من الموصل -مثلا- في أي حساب لبرنامج تواصل مثل «واتس أب» أو «تيليغرام» أو غيرهما، وتواصلت مع أي شخص مرصود الاتصالات، مثل أغلب أهالي المجاهدين المهاجرين، أو الذين لديهم سوابق جهادية، أو إذا تكلمت مع أي فرد داخل الدولة الإسلامية، فهذه المعلومة بالنسبة للصليبيين تصلح لبدء التفكير بك وبمن حولك، وبهذا يتم تحديد الهدف، وتبدأ حسابات المخابرات الخاصة بدرجة أهميتك، ومدى اتساع دائرة اتصالاتك، وهل يمكن الوصول إلى إخوة آخرين من خلالك، أو تحديد مواقع المقرات من تتبع هاتفك، وما هو مستوى دقة وصحة المعلومات التي يحصلون عليها من هاتفك إذا عملوا على اختراقه، وغير ذلك من الحسابات التي تفضي إلى تحديد كيفية الاستفادة منك في إيذاء المجاهدين.

وإذا تمكن العدو من اختراق هاتفك عن طريق برمجيات التواصل التجسسية مثل «سكايب» و«فايبر» و«واتس أب» و«تيليغرام» وغيرها كثير، فهنا يمكن أن يحصل على أسماء وأرقام الذين تتصل بهم إن كانوا مسجَّلين في «جهات الاتصال»، ومن خلال اختراق برنامج مثل «تيليغرام» يمكن الوصول إلى كل شيء في الهاتف، بما في ذلك سجلات «واتس أب» والملاحظات والصور والفيديو، وكل شيء، كل شيء بلا استثناء...

ثانياً: جمع معلومات عن الهدف

إذا كان هاتفك قد اتصل بالإنترنت وتم تحديد شخصك من خلال الاتصال بالإنترنت، فيحتاج العدو إلى الرجوع لقاعدة بيانات أرقام الهواتف المصنوعة، فيحصل على رقم الـ IMEI الخاص بهاتفك من خلال الـ MAC الخاص بك، وهناك قاعدة بيانات خاصة لمصانع الهاتف والحكومات والشُّرط والمخابرات على الإنترنت، ولا تحتاج المؤسسات الأمنية الكافرة إلى مراسلات رسمية لاستخدامها، أما إذا كنت معروفا سابقا لأجهزة المخابرات قبل هجرتك، ونقلت هاتفك معك، فإن تحديد شخصك بمجرد دخولك الإنترنت في أراضي الدولة الإسلامية أمر مفروغ منه لدى الصليبيين والمرتدين.

فإذا عُرف رقم هاتفك (IMEI) فهنا يأتي دور الطائرات المسيّرة التي تحمل برج اتصالات وهمي يسمى IMSI Catcher، وقد استُخدم في الحرب الإلكترونية الأولى ضد الدولة الإسلامية بكثافة في عامي 1429 هـ و1430 هـ، وأقل قليلا بعد ذلك، وهو يستخدم للبحث عن الهواتف التي تحمل بطاقات المشتركين ذوي الأرقام الهاتفية المطلوبة للصليبيين أو المرتدين، ومن المهم أن نلاحظ أن البحث عن رقم هاتفي معين وعن شريحة هاتفية معينة يتطلب وجود شريحة في هاتف المجاهد، لكن الأهم هو أن نعلم أن خطوات عمل الجهاز تبدأ بتحديد رقم الهاتف (IMEI) وهويته قبل إتمام عملية التعقب والوصول إلى رقم شريحة المستخدم، ومن نافلة القول في أمن الهواتف أن جهاز البرج الوهمي IMSI Catcher الذي تحمله الطائرات المسيرّة يستطيع انتزاع رقم هاتفك الـ IMEI بلا جهد، وذلك أن الهواتف صُنعت بحيث تستجيب فورا لأي استفسار عن هذا الرقم من أي برج اتصال على الإطلاق، وأن الهواتف التي تستطيع الاتصال بشبكات GSM لا تعمل إلا هكذا: البرج الوهمي أو الحقيقي يسأل الهاتف الذي دخل في تغطيته: من أنت؟ فيجيب الهاتف برقم هويته (IMEI)، وبعد هذا يبدأ التفاوض بين الهاتف والبرج على بقية مسائل الاتصال، وإذا كان الهاتف مشترِكا في الشبكة أم لا وغير ذلك.

ولمن أراد الاستزادة فإنه يستطيع البحث على شبكة الإنترنت عن أجهزة الأبراج الوهمية ليتعلم أكثر عن انعدام الأمن في الهواتف، وكيف أن الهواتف الأكثر ذكاء هي الأكثر خطورة. وننصح بسؤال الإخوة القدماء عن حجم الضرر الذي وقع لبعض المجاهدين نتيجة استخدامهم الهواتف المحمولة، وكيف أن جهاز التقاط الصوت «الميكروفون» الذي لا نحسب له حسابا، يمكن أن يسبب ضررا أكثر من «الكاميرا»، وقد تتسبب «الكاميرا» بضرر أكثر من «الجي بي أس».


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الهاتف الجوال... المعصية المستعصية قبل عشرة أعوام تقريبا صدر عن إعلام الدولة الإسلامية منشور ...

الهاتف الجوال...
المعصية المستعصية

قبل عشرة أعوام تقريبا صدر عن إعلام الدولة الإسلامية منشور يوضّح أخطار الهاتف الجوال على المجاهدين، ويأمرهم بتركه، وكان عنوان المادة المنشورة هو «المعصية المستعصية»، واليوم، وبعد تكرار الأوامر في هذا الشأن نعيد استخدام العنوان الأول، لنؤكد على أن الذين حافظوا على دولتهم أولا، وعلى إخوانهم وأنفسهم ثانيا، هم أولئك الذين التزموا بهذا النوع من الأوامر التي يصدرها ولاة الأمر بعد شورى أهل الاختصاص، ثم ينفذها البقية سمعا وطاعة رغم عدم دراستهم للتفاصيل الفنية لهذا النوع من الأوامر، ذلك أن فهم بعض الأوامر، خصوصا التي تخص التقنيات الهندسية المتقدمة، قد لا يكون يسيرا على كثير من الناس.

ونريد في مقالتنا هذه أن نوضح شيئا من طرق استخدام العدو لهواتف المجاهدين في الوصول إلى أفراد مطلوبين لدى أمم الكفر، وكيفية عمل التقنيات الحديثة ضد من يستعمل الهاتف المحمول، ونعتقد أن الفهم السليم لآلية عمل الهاتف المحمول يسهّل على الأخ المجاهد اتخاذ قرار -لا رجعة فيه- بترك الهاتف، حتى لا يورد نفسه وإخوانه المهالك، ولا يُؤتى الإخوة المجاهدون من قِبَله.

وقبل كل شيء فعلينا أن نذكر أن من أهم أساليب التحالف الصليبي في حرب المجاهدين، إخفاء الطرق التي يستخدمونها في الوصول إليهم واغتيالهم، وذلك لأن حل المشاكل في كثير من الحالات يَسهُل عند تشخيصها، ومن المشاهد أن الصليبيين يحافظون على جواسيسهم الإلكترونيين أكثر بكثير مما يحافظون على جواسيسهم من البشر.

كيف يُستخدم هاتفك في قتلك؟

إن من الأسئلة الأكثر تكرارا بين المجاهدين اليوم: كيف يمكن أن يُستخدم هاتفي في قتلي أو قتل إخوتي المجاهدين الذين يعملون معي في نفس مكان عملي؟

تتكون كل عمليات الاغتيال من خطوات تقليدية: تحديد الهدف، ثم جمع معلومات عنه، ثم الوصول إليه، ثم مراقبته، ثم ضربه، ولسنا هنا معنيين بذكر الانسحاب أو إخفاء الأثر.

وللعدو أدوات يستخدمها في أداء خطوات عمله وأهمها: الإنترنت، والطائرات المسيّرة، والأجهزة المركّبة في هذه المسيّرات؛ من كاميرات ليلية ونهارية، وأجهزة للاتصالات وللتجسس على الاتصالات، وكذلك المنافقون داخل أراضي دولة الإسلام والمرتدون خارجها.

هاتفك هويتك المميّزة

عندما يحاول هاتفك الدخول إلى شبكة الإنترنت للتواصل مع أي جهة كانت، وسواء سلكيا أو لاسلكيا، فإنه يعطي قبل بدء الاتصال بالإنترنت معلومات معينة، فهو يعطي لجهاز «الراوتر» الموجود بجانبك رقم الهاتف المسمى MAC، وهو رقم يُخزَّن في الهاتف عند صناعته، وهو رقم فريد لا يتكرر بين هاتفين ولا بين حاسبتين، والأصل في الأمور ألا يَستخدم الهاتفُ هذا الرقمَ إلا للتخاطب مع «الراوتر» القريب منه الذي يزوده بالإنترنت، وألا يرسل «الراوتر» هذا الرقم إلى الإنترنت، ولكن من المشهور أن المخابرات العالمية قد طوّرت طرقا وبوابات خلفية للوصول إلى هذا الرقم المهم بطرق شتى، وكإجراء أمني مضاد فقد صنع المبرمجون أيضا برمجيات لتغيير رقم الـ MAC بشكل مستمر في الحاسبات، أما في الهواتف فإن هذه البرمجيات ما زالت قليلة.

وكما أن مُصنِّع الهاتف يخزّن فيه رقم الـ MAC الذي يميز الهاتف عند اتصاله بالإنترنت، فهو أيضا يخزن فيه رقما مميزا آخر اسمه IMEI، وهو لا يتكرر بين هاتفين أبدا، وهو هوية الهاتف عند اتصاله بالشبكة الخلوية GSM، ولا علاقة لهذا الرقم بشريحة المستخدم SIM Card أو رقم الهاتف المخزون في الشريحة، وهذا الرقم موجود في الهاتف سواء اتصل بالشبكة الخليوية أم لم يتصل، والشبكات الخليوية التجارية تحصل على هذا الرقم من أي هاتف يدخل في نطاق تغطيتها، سواء كان هذا الهاتف مشترِكا معها أم لم يكن، ويستخدم رقم الـ IMEI عالميا في مطاردة واسترداد الهواتف المسروقة، ومن هنا تعلم أنه صُنع أصلا لكي تتمكن الشركات من تعقب الهاتف، فإذا سُرق هاتف أيِّ شخص، فيمكنه تبليغ شركة الاتصالات عن الهاتف المسروق، وهي تحتفظ بسجلات كاملة عن هاتفه المسروق، وحينما يتصل الهاتف بأحد أبراج الاتصالات فإنه يعطي رقمه المميز IMEI، وبهذا يمكن لشركة الاتصالات ملاحقة الهاتف المسروق وتحديد موقعه الجغرافي عن طريق الحسابات المثلثية بين أبراج الاتصالات.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار عن عبد الله بن السعدي -رضي الله عنه- قال: «وفدنا على رسول الله ...

لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار

عن عبد الله بن السعدي -رضي الله عنه- قال: «وفدنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل أصحابي فقضى حاجتهم، وكنت آخرهم دخولا، فقال: (حاجتك؟) فقلت: يا رسول الله، متى تنقطع الهجرة؟ [إني تركت مَن خلفي وهم يزعمون أن الهجرة قد انقطعت]؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ([حاجتك خير من حوائجهم]، لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار)» [رواه أحمد والنسائي وابن حبان].

نعم، لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو من الكفرة والمرتدين، سواء كان القتال في العراق أو الشام، أو كان القتال خارجهما، فإن عصابة من هذه الأمة ستقاتل في سبيل الله حتى ينزل المسيح -عليه السلام- ليَؤُمّها في آخر الملاحم قُبيل قيام الساعة، كما أخبر الصادق المصدوق، صلى الله عليه وسلم.
فمهما سعى عُبّاد الصليب والمرتدون لقطع طريق الهجرة، فإن طرقا ستبقى مفتوحة للمتوكّلين، وحادي المهاجرين إلى ثغور الإسلام هو: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]، و{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99]، و{إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت: 26]، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، فأسوتهم في الهجرة أولو العزم من الرسل -عليهم الصلاة والسلام- ممن أُوذوا في الله ولم يجعلوا عذاب الناس كعذاب الله.

بل عرف المهاجر إلى الله أن طريقه فيه الشدائد والابتلاءات التي تُقرّب العبد إلى مولاه، ومهما تطلب ذلك الطريق من عرق ودم لاجتيازه، فإنه سيجتهد لنيل الحسنى والزيادة، وسيُجاهد عدوّه الأكبر (الشيطان) في طريقه إلى أرض يحيا فيها موحّدا مجاهدا عزيزا كريما، وإن مات أو قُتل، كان مأواه في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دينك، ودين آبائك، وآباء أبيك؟ فعصاه، فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول! فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتِل فتُقتَل، فتُنكح المرأة، ويُقسم المال! فعصاه فجاهد، فمن فعل ذلك منهم فمات، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو قُتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابّة كان حقا على الله أن يدخله الجنة) [رواه أحمد والنسائي وابن حبّان عن سبرة بن أبي فاكه].

فإن نهاية الهجرة المغفرة والجنة لا محالة، إن أخلص المهاجر النية لله وثبت في سبيله، قال سبحانه: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100].

بل إن في الهجرة من البركة العظيمة ما لو عرفها الموحّد لباع جميع ما عنده من متاع الدنيا ليشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، فعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟) [رواه مسلم].

وعن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: «ما صنع بك ربك؟» فقال: «غفر لي بهجرتي إلى نبيه، صلى الله عليه وسلم»؛ فقال: «ما لي أراك مغطيا يديك؟» قال: «قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت»؛ فقصّها الطفيل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم وليديه فاغفر) [رواه مسلم].

نعم، إن المولى -جل وعلا- غفر لرجل قتل نفسه بهجرته إلى المدينة.

فيا من منعته الهجرة إلى العراق والشام مؤامرات الطواغيت، إن أبواب الهجرة لا تزال مفتوحة إلى قيام الساعة، فمن لم يستطع الهجرة إلى العراق والشام، فليهاجر إلى ليبيا أو خراسان أو اليمن أو سيناء أو غرب إفريقية أو غيرها من ولايات الخلافة وأجنادها في مشارق الأرض ومغاربها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ
...المزيد

سارعوا إلى التوبة ونوجه دعوة جديدة لمن بقي في صف الصليبيين من الجيش والشرط والصحوات بأن يتوبوا ...

سارعوا إلى التوبة

ونوجه دعوة جديدة لمن بقي في صف الصليبيين من الجيش والشرط والصحوات بأن يتوبوا إلى الله، ويتركوا مظاهرة الكفار على المسلمين، لعل الله أن يتوب عليهم ويغفر لهم فينجون من النار.

فسارعوا إلى التوبة فإن بابها لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، توبوا عسى أن تدركوا آخرتكم قبل فوات الأوان، فقد خسرتم الدنيا فلا تخسروا معها الآخرة بدنيا غيركم، توبوا قبل أن تطالكم أيدي المجاهدين فلا توبة لكم بعدها، وتخسروا الدنيا والآخرة، توبوا وأوبوا وعودوا إلى أهلكم، توبوا تجدونا بكم رحماء، ولتوبتكم أحب إلينا من قتلكم أو تشريدكم، توبوا فلا ندعوكم عن ضعف، وإنما ندعوكم وسيوفنا قاب قوسين أو أدنى من رقابكم وإن تبتم فلن تروا منا إلا الخير والإحسان


• من كلمة الخليفة أبي بكر البغدادي - تقبله الله - { انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا }
• للإستماع للكلمة الصوتية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

مشروع الدولة الإسلامية ومشروع الصحوات ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات ...

مشروع الدولة الإسلامية ومشروع الصحوات

ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات والهيئات الوطنية القُطرية، فإن الذي بيننا وبينهم لمختلفٌ جدا، ولكن نذكّر بأن جيوش الخلافة في البوادي والأرياف لم توقف قتالها للنظام النصيري يوما، ولم تُذل خيولها.

ولئن كان تحرُّكُ الصحوات متوافقا متقاطعا مع مصالح الحلف اليهودي الأمريكي، فإن الدولة الإسلامية يوم زحفت، كان زحفها وما يزال مخالفا معارضا لكل الرغبات والمصالح الأمريكية اليهودية، حتى وصل زحفها نحو "أربيل" و "كوباني" حدائق اليهود الخلفية، فتداعى التحالف الجاهلي بكل أطرافه يتصارخون اليهودَ اليهودَ أدركوا اليهود! وانكبت طائرات الأرض تصبُّ حممها لوقف هذا الزحف الهادر، وتكرر الأمر عندما زحف المجاهدون نحو أسوار بغداد، فانصهر الروم مع الفرس جيشا واحدا يقاتل ويذب عن بغداد خشية أن تعود دارا للخلافة، فكان زحف الدولة الإسلامية خلافا لكل الرغبات الدولية ومفارقةً لا التقاءً لكل المصالح الدولية، ومع ذلك اتهمت بالعمالة لكل أقطاب الأرض! (سنوات خداعات.. يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين)

• افتتاحية النبأ "سوريا الحرة وسوريا الأسد" 472
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

بقاء حال المسلمين بين المحن والمنح لقد تعددتِ الأسبابُ والخذلان واحد، وإنما تكون الدائرة سجالاً ...

بقاء حال المسلمين بين المحن والمنح

لقد تعددتِ الأسبابُ والخذلان واحد، وإنما تكون الدائرة سجالاً ودولة، هزيمةً ونصرا، ومن أراد نصرا بلا جهاد، أو جهادا بلا قتال، أو قتالاً بلا تضحية؛ فإنما يطلب دينا آخرَ غيرَ دينِ محمد ﷺ، ومن عزت عليه الحياة فهو لا شك ميت، ومن بعدت عليه الشقة فالقادم أبعد وأشق، ولا يزال الجهاد قائماً إلى قيام الساعة، وسيظل حال المسلمين بين منح ومحن، حتى ينجز الله وعده وينصر جنده، والعاقبة للمتقين.

• افتتاحية النبأ "فكيف بهم غدًا" 483
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

طالبان وتبريرات فقهاء التراجعات وكان من جملة ترقيع الإمارة لموقفها الجاهلي، تصريحها بأن مشكلتها ...

طالبان وتبريرات فقهاء التراجعات

وكان من جملة ترقيع الإمارة لموقفها الجاهلي، تصريحها بأن مشكلتها كانت مع "حواش وزيادات رأت أن فيها غلوا وإفراطا، وليس لمخالفتها مضمون الكتاب أو معارضته لجوهره" وهو تبرير تلقّفته من جوقة "فقهاء التراجعات" الذين صنعتهم "الحوزة الخليجية" لتدوير الجهاديين الناكثين وإعادة استخدامهم في حرب المجاهدين!، وفات هؤلاء جميعا أن الحكم على طالبان لا يحتاج للنظر في كتاباتها وتبريراتها ولا استعاراتها، فسلوكها العملي على الأرض يكفي للحكم عليها.

• افتتاحية النبأ "في الأصل لا الحاشية" العدد (482)
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

كيف بهم غدًا مع الفتن والملاحم؟ فكيف بهم وبزمانٍ قد مضى فيه من التضحيات قصصٌ مسطرةٌ في الكتاب ...

كيف بهم غدًا مع الفتن والملاحم؟

فكيف بهم وبزمانٍ قد مضى فيه من التضحيات قصصٌ مسطرةٌ في الكتاب والسنة المعطرة، فتراها تزدحم بمراثي الشهداء من المؤمنين والمؤمنات وتروي المحن والأزمات وتذكر الانحيازات وتحكي الانتصارات، فإن كانت "ثمرتهم" وصول الحكم بمفارقة الدين! وإن كان مهر الشريعة التضحيات و"فداحتها" بقوفل الشهداء وأنهار الدماء؛ فكيف بهم غداً مع الفتن والملاحم العظام وقد بان أطرافها اليوم؟

• افتتاحية النبأ "فكيف بهم غدًا" 483
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جهاز الهاتف في خدمتك، وفي خدمة أعدائك! تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها ...

جهاز الهاتف
في خدمتك، وفي خدمة أعدائك!

تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها وإمكانياتها لمتابعة المجاهدين وجمع المعلومات عنهم، وتسعى لتحقيق ذلك مهما بلغت التكاليف.

الهاتف الخليوي... عدو المجاهدين في العراق

ولقد بلغ استخدام هذه التقنية في التعقب أَوجَه بعد الغزو الصليبي الأمريكي للعراق، إذ عمدت المخابرات الأمريكية والشركات الأمنيّة التي تعمل تحت إمرتها إلى تعقب المجاهدين عن طريق هذا الأسلوب في المتابعة، وزادت على أبراج الاتصالات العامة، باستخدامها أجهزة خاصة أكثر قدرة على التعقب، وأكثر مرونة من حيث التموضع، إذ يمكن تركيبها على عربات همر مخصصة لهذا الغرض، أو نصبها على طائرات مسيّرة تطوف في الأجواء وتبحث عن أجهزة الهاتف المتابعة، فما إن يدخل في تغطيتها أحد المستهدفين، ويتم التعرف عليه بناء على رقم الـ (IMEI) لجهازه، أو رقم هاتف شريحته، حتى تتحرك مروحيات الصليبيين لاعتقاله أو قتله، أو تحضر قاذفاتهم لقصف مكان وجوده.

وإننا لا نبالغ إذا قلنا أن الهاتف الخليوي كان من أكبر أسباب الإيقاع بالمجاهدين، فقُتل واعتُقل منهم عدد كبير، بمجرد اتصاله مع مجاهد آخر أو استقباله مكالمة منه، وتبادلهما حديثا فهم منه الصليبيون وجود علاقة عمل بينهما، وتم تعقب كثير من الأشخاص المتخفين والوصول إلى أماكنهم عن طريق متابعة أجهزة هواتفهم، أو هواتف الأشخاص المرتبطين بهم.

ولذلك لم يكن التخلص من أجهزة الهاتف ضروريا لكي يحمي المجاهد نفسه من الاعتقال أو القتل فقط، ولكن ليحمي إخوانه الذين يلتقي بهم أو يزورهم في مقراتهم ومخابئهم أيضا، إذ إن العدو إذا لم يستطع الوصول إلى أحد المجاهدين بسبب احتياطاته الأمنية، فإنه يسعى للوصول إلى المرتبطين به، سواء من أقاربه وأهل بيته، أو من إخوانه المجاهدين الذين يكونون أقل احتياطا من الأخ الهدف، وذلك لشعورهم أنهم غير مهمّين في أنفسهم للمخابرات الصليبية كي تنفق الوقت والجهد والمال لتعقبهم، وجهلهم أنهم قد يكونون بالغي الأهمية بالنسبة للصليبيين، وذلك لكونهم خيوطا توصل إلى أهم المطلوبين.

إمكانية التعقب بدون شبكة خليوية

مع سيطرة الدولة الإسلامية على أي منطقة يقوم الجهاز الأمني غالبا بتعطيل عمل أبراج اتصالات الشبكات الخليوية، حفاظا على أمن المجاهدين من الاختراق لكون إدارة هذه الشبكات الخليوية بيد المرتدين، وكذلك لإعاقة عمل الجواسيس في التواصل مع أسيادهم من الصليبيين أو مخابرات الطواغيت، مما ولّد لديهم صعوبات في تعقب المجاهدين، ما لم يتصلوا بشبكة الإنترنت، ولكن الصليبيين استعاضوا عن ذلك بالطائرات المسيرة التي باتت لا تفارق الأجواء، والتي من وظائفها البحث عن المجاهدين، وتحديد مواقعهم، وتعقّب تحركاتهم، حتى في ظل غيابهم عن عيون الجواسيس الأرضيين، أو الكاميرات، وذلك باستخدام الوسيلة القديمة الجديدة وهي البحث عن أجهزة الهواتف التي يحملونها.

حيث تحمل هذه المسيّرات أجهزة اتصال متطورة تقوم ببث شبكة اتصال وهمية، تلتقطها جميع أجهزة الهاتف المفتوحة في نطاق تغطيتها، وتتخاطب معها، مقدمة لها رقم الـ (IMEI) الخاص بها، وعن طريق مطابقة كل الأرقام الواردة إليها، مع قاعدة بيانات الأشخاص المستهدفين، يمكن للصليبيين تمييز جهاز المجاهد المستهدف وبالتالي تحديد موقعه.

أما الحصول على رقم الـ (IMEI) لجهاز المجاهد المستهدف مع عدم وجود شبكات هاتف خليوية فقد بات سهلا بسيطا بوجود شبكة الانترنت، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في الحلقة القادمة من هذه السلسلة، والله ولي التوفيق.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جهاز الهاتف في خدمتك، وفي خدمة أعدائك! تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها ...

جهاز الهاتف
في خدمتك، وفي خدمة أعدائك!

تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها وإمكانياتها لمتابعة المجاهدين وجمع المعلومات عنهم، وتسعى لتحقيق ذلك مهما بلغت التكاليف.

التجسس في عصر الاتصالات الخليوية

مع دخول الاتصالات الهاتفية عصر الاتصال الخليوي زادت إمكانيات أجهزة المخابرات في متابعة الأهداف، وذلك أن أكبر فوائد الهواتف الخليوية هي إبقاء حاملها على اتصال في كل مكان، لأنه يحملها معه حيثما يذهب.

وعن طريق هذه الخاصية صار بإمكان أجهزة المخابرات معرفة مكان الهدف في أي وقت بمجرد معرفة رقم هاتف جهازه الخليوي، وبالتالي تحديد موقعه بشكل أكيد أو تقريبي بناء على المسافة التي تفصله عن أبراج توزيع شبكة الاتصال الخليوي.

إذ إن كل برج اتصال له تغطية، محدود مكانيا بدائرة تحيط به، وبمجرد دخول جهاز الهاتف المتابَع إلى نطاق تغطية البرج فإن هذا الجهاز يقوم بعملية تخاطب مع البرج، ليتحقق من إمكانية استقبال الإشارة منه، وتبدأ عملية التخاطب هذه بالتعارف، إذ يقدم جهاز الهاتف هويته للبرج، وهي عبارة عن رقم فريد لا يتكرر في أي جهاز هاتف آخر في العالم، يعرف هذا الرقم برقم الـ (IMEI)، فيستقبل البرج هذا الرقم، ويعلم بالتالي بوجود الجهاز صاحب هذا الرقم الفريد في نطاق تغطيته، وأنه يبعد عنه مسافة معينة بناء على قوة الإشارة المستقبلة منه، وبانتشار الكثير من أبراج الاتصالات فإن جهاز الهاتف يكون عمليا في نطاق أكثر من برج في الوقت نفسه، وبمقاطعة المعلومات الواردة من أكثر من برج (3 أبراج) يتم تحديد موقع الجهاز المستهدف بدقة.

وبناء على هذا صارت هوية الهدف بالنسبة لأجهزة المخابرات مرتبطة برقم الـ (IMEI)، وصار تحديد موقعه ممكنا بمجرد أن يكون جهازه في نطاق التغطية، حتى ولو كان الهاتف منزوع الشريحة، لأن الهاتف يتخاطب مع البرج، ويعرّفه على نفسه بوجود الشريحة أو بغيابها، في حين تنحصر فائدة الشريحة في تمكين الجهاز من إرسال واستقبال المعلومات (مكالمات، رسائل، إنترنت... إلخ) عن طريق شبكة الهاتف التي يخدمها برج الاتصال.

وبمعرفة أجهزة المخابرات لرقم هاتف الهدف سواء عن طريق أخذه من عميل، أو انتزاعه من أسير، أو رصد اتصال بين الهدف وشخص آخر خاضع للمتابعة، أو حتى عن طريقة بصمة الصوت (للأهداف الكبيرة)، فإن المتعقّبين للهدف يطلبون من شركة الهاتف التي يشترك بها الهدف، رقم الـ (IMEI) للجهاز الذي اتصلت منه شريحة الهاتف ذات الرقم المحدد، وبالتالي الاستمرار في متابعة هذا الجهاز، لتحديد موقعه أولا، ولضمان عدم تفلّته من أيديهم عن طريق تغيير شريحة الهاتف ثانيا، وذلك أن الهدف إذا عاد للاتصال من رقم هاتف مختلف (شريحة اتصال مختلفة) فإن المتعقّب يدرك بسهولة أن رقم الهاتف الجديد يعود أيضا لنفس الهدف، وذلك أن رقم الـ (IMEI) لا يتغير بتغير الشريحة، ولا يكون أمام الهدف للتخلص من هذه المتابعة إلا أن يتخلص من الشريحة وجهاز الهاتف كليهما، لأنهما باتا أداة تعريف به، فالشريحة ستفضح أي جهاز هاتف آخر يستخدمه، والجهاز سيفضح أي شريحة أخرى يستخدمها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جهاز الهاتف في خدمتك، وفي خدمة أعدائك! تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها ...

جهاز الهاتف
في خدمتك، وفي خدمة أعدائك!

تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها وإمكانياتها لمتابعة المجاهدين وجمع المعلومات عنهم، وتسعى لتحقيق ذلك مهما بلغت التكاليف.

وكان الأسلوب التقليدي يتمثل في توظيف عناصر المخابرات والجواسيس العاملين على الأرض، لتعقب المجاهدين، وتحديد مواقعهم، وجمع المعلومات عنهم، مع ما في الأمر من صعوبات وتكاليف ومخاطر.

ومع انتشار التقنيات الحديثة، وتمكن أجهزة المخابرات من توظيفها في أعمالها بات الأمر أسهل بكثير، وأكثر دقة، وأقل تكاليفا، خاصة وأن بعض التقنيات يُدفع المجاهدون دفعا إلى اقتنائها، للاستفادة من خدماتها.

وبمعرفة المخابرات لنقاط الضعف في هذه الأجهزة، وجهل المجاهد بهذه الثغرات التي تشكل خطرا على سلامته، وعلى المعلومات التي يهمه أن لا يطلع عليها الأعداء، أو بجهله طرق سد هذه الثغرات ومنع أعدائه من الاستفادة منها لإلحاق الضرر به، تمكن الصليبيون من توظيف هذه الأجهزة في خدمتهم، وصارت الوسيلة المحببة إلى قلوبهم في التجسس على المجاهدين.
وبات المجاهد يشتري هذا الجاسوس بماله، ويحرص على أن يكون ملازما له في حله وترحاله، وأن يزور معه كل الأماكن مهما بلغت درجة سريتها، بل ويحضر معه اللقاءات مع أهم الأشخاص، والاجتماعات التي قد تُناقَش فيها أهم القضايا، وأن يوظفه كأمين سر على أخطر المعلومات، بل ويستعمله كساعي بريد لإيصالها إلى أفراد آخرين، وبالتالي تعريفه عليهم أيضا، ليجري عليهم ما جرى عليه من قبل.


تطور استفادة أجهزة المخابرات من الهواتف

إن الوصف البسيط للاتصال الهاتفي (الأرضي)، أنه جهاز هاتف يرسل معلومات إلى وسيط يُعرف بالمقسم (البدالة)، ويقوم هذا الوسيط بتحويل تلك المعلومات إلى جهاز هاتف آخر هو المستقبل، ويتعرف الوسيط على كل من المستقبل والمرسل عن طريق هوية فريدة لكل منهما هي بالتحديد (رقم خط الهاتف).

وبما أن الاتصال الهاتفي البسيط يتم عن طريق أسلاك تنقل المعلومات، فإن تحديد موقع كل جهاز هاتف مرتبط بالوسيط (المقسم أو البدالة) أمر سهل وذلك بتتبع خريطة الأسلاك الداخلة إلى المقسم والخارجة منه إلى حيث مكان الهاتف المطلوب.

وبذلك كانت متابعة أجهزة المخابرات للأهداف التي تهتم بها عن طريق أجهزة الهاتف تقوم على أساس معرفة الأشخاص المرتبطين بهذا الهدف، عن طريق متابعة المكالمات المستقبلة والمرسلة إلى هاتف الهدف، وبالتالي تحديد أرقام الهواتف التي استخدمت في إجراء هذه المكالمات، ومعرفة أسماء أصحابها، وعناوينهم عن طريق المعلومات الموجودة سلفا في شركة الهاتف عن كل مشترك بشبكتها.

أما المعلومات المتداولة عن طريق الهاتف فكان من الممكن الحصول عليها بسهولة عن طريق التنصت المباشر على المكالمات الهاتفية، أو تسجيلها للرجوع إليها عند الحاجة.

وفضلا عن متابعة الأهداف المعروفة، كانت أجهزة المخابرات تقوم بالتنصّت العشوائي على المكالمات الهاتفية، فإذا وجد المتنصّت في إحدى المكالمات كلاما يهمّه، وُضِع رقما الهاتفين اللذين تجري المكالمة عن طريقهما على لائحة المتابعة، حتى التأكد من وضعهما.

وللتفلّت من هذه الرقابة كانت أشهر الوسائل المتبعة حينها تقوم على استخدام الهواتف العموميّة التي لا يمكن من خلالها تحديد هوية المتصل، واستخدام الكلام العام والكلام المشفر والمبهم في نقل المعلومات، وتمثل الرد من المتنصّتين باستخدام بصمة الصوت للأشخاص المتابَعين، بحيث ينتبه المتنصت إلى أي مكالمة يرد فيها صوت الشخص الهدف، ويتم تحديد موقعه عن طريق ذلك، وكذلك تسجيل المعلومات التي يتم تداولها من خلال المكالمة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً