[email protected]

اكان العرب قبل القرآن عبارة عن قبائل متفرقة متنازعة , تسود فيهم العصبية القبلية والهمجية البدوية , فتقوم الحروب بينهم على أتفه الأسباب , تنتشر بينهم الأميه ويتفشى فيهم الجهل , وكان الرق جزءاً أساسياً فى حياتهم , يسخرونهم الأغنياء لخدمتهم ويستعملونهم فى تجاراتهم , ليس لهم حقوق , وليس هناك قوانين وأسس تحكم العلاقة بين الخادم والسيد , فكل سيد يعامل خادمه كيف يشاء .
وكان لديهم بعض العادات الإجتماعية السيئة مثل التقليل من شأن المرأة وإحتقارها , فكانت زوجة الأب تورث مثلها مثل سائر الحيوانات والماديات , وإنتشرت بينهم عادة وأد البنات وهى دفنهم أحياء , فضلاً عن التشاؤم والطيرة خاصة من الأنثى .
وإنتشرت بينهم الكثير من السلوكيات الخاطئة , مثل شُرب الخمر وكانوا يحبونها حباً جماً , وكذلك الميسر فكانوا يراهنون ويقامرون , وبجانب ذلك ساد فيما بينهم التعامل بالربا .
فجاء القرآن الكريم بنهج إجتماعى أخلاقى , كان من نتائجه توحد تلك القبائل المتناثرة المتناحرة فى قالب الأخوة الإسلامية , وأزال الفوارق الإجتماعية , وجعل الأفضلية للأتقى , وأكرم المرأة وأعطاها حقها أُماً وزوجة وبنتاً وأختاً , وألغى العادات والسلوكيات الجاهلية الأثمة , مثل وأد البنات والتعامل بالربا وشرب الخمر ولعب الميسر فسار المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضهم بعضاً , فتعاونوا على نصرة الدين , فسادوا العالم أكثر من ألف عام ,
والأن ما هى القواعد والأسس الإجتماعية التى يرتكز عليها المنهج الإسلامى فى الحياة الإجتماعية , التى ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها صحابته , فكان منهم ما كان , حتى نربى أبنائنا عليها .
...المزيد

[email protected]

ا من سمات المنهج الاسلامى فى الحياة الاجتماعية
المنهج الإسلامى يقرر مبدأ الإصلاح الإجتماعى , ولايجعلة على فئة دون فئة , وإنما يوجبه ويجعله فرضاً عيناً على كل عضو فى المجتمع , فالكل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , الكل داخل المجتمع المسلم يحمل رآية الإصلاح , كل مسلم يحمل هم أمته , لديه حمية لشرع الله , يغضب لضياع حقوق الله , ويثور لنصرتة , ومن ثم يكون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو السياج الآمن والجدار المنيع والحصن الحصين الذى يحمى المجتمع ويصونه مما يفسده ويذهب بريحه و ويفتت تماسكه ويهدم وحدته.
المنهج الإسلامى يذيب الفوارق الإجتماعية , ويقضى على النزاعات القبلية والعصبيات الجاهلية , والحمية الهوجاء , ويقرر مبدأ المساواة , فلا غنى وفقير , ولا شريف وحفير , ولا وزير وخفير , ولا قريب وغريب , ولكن هناك " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " , " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " , وهناك " قيمة كل إمرء ما يحسن " , وهناك " لاينظر الله إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " , وهناك " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " .
يوحد الغاية والهمة , فالكل يبتغى مرضات الله , ليس له هم إلا الجنة , وليس له غاية إلا مرضاة الله أمام هذه الغاية العظمى والهدف الاسمى , رغبات الأفراد ونزواتهم وشهواتهم فلا رياء ولا تكلف ولا تصنع ولا من , وإنما أخوة وإيثار ومحبة .
يدعم ويرسخ التماسك الإجتماعى , ويشيع داخل المجتمع الأمن والإستقرار , ليقظة الضمائر ومخافة الرقيب العتيد , فيزداد خيره وينمو ويزدهر .
المنهج الإسلامى يحافظ على سلامة الجسد , ويقيه الأمراض والأسقام , ويبعث على نشاطة , وتحافظ على لياقته , المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .

...المزيد

[email protected]

اإن الإبتلاء بالخير أشد وأثقل من الإبتلاء بالشر , فقد زين الله سبحانه وتعالى الخير للإنسان وجبله عليه , فالنفوس تهوى الخير وتتطلع إليه , وتكد الأبدان وترهق العقول وتزهق الأرواح من أجل تحصيل المنافع ودفع المضار , قال تعالى : " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" , وقال تعالى : " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ وقال تعالى : " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
فالخيردائماً مزين محفوف بالشهوات , تتطلبه النفس الامارة وتحث صاحبها على اكتسابه و الحصول عليه بشتى الطرق والوسائل , سواء أكان حلالاً أم حراماً , فهو من أهم حبائل الشيطان ومكايده , التى يوقع بها الإنسان فى المعصية , فهو من الأمور التى يشارك الشيطان فيها الإنسان , بحضهم على جمعها وإكتسابها من طرق الحرام , قال تعالى : " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا " , ولا يخفى على أحد مدى قوة إبليس فى الإغواء والتزين .
وقد حذر الله تبارك وتعالى من هذا النوع من الإبتلاء , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " , ومما لاشك فيه أن الله لا يستخدم إسلوب النداء إلا ليسترعى الآذان ويجذب العقول لأهمية ما سيلقى عليهم من توجيهات .

...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً