#كَشْفُ_الوِشَاح عن أربعين حديثاً في المزاح جمع وإعداد / محمد علي عباد حميسان بسم ...

#كَشْفُ_الوِشَاح عن أربعين حديثاً في المزاح


جمع وإعداد / محمد علي عباد حميسان


بسم الله الرحمن الرحيم


ما جاء في نهي النبي ﷺ عن الكذب في المزاح وترويع المسلم
1 - عَنِ ابْنِ ‌عُمَرَ –رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "‌إِنِّي ‌لَأَمْزَحُ وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا".([1])
2 – عَنْ مُعَاويةَ بن حيدة القشيري –رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، ‌لِيُضْحِكَ بِهِ ‌الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ".([2])
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: "إِنِّي لَا ‌أَقُولُ ‌إِلَّا ‌حَقًّا".([3])
4 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "مَا يُضْحِكُكُمْ؟"، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ ‌يُرَوِّعَ ‌مُسْلِمًا".([4])
5 – عَنْ يزيد بن سعيد –رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: "لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ ‌جَادًّا وَلَا ‌لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ".([5])
6 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ ‌مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ".([6])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع الصغار
7 - عَنْ ‌أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ فَطِيمٌ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: ‌يَا ‌أَبَا ‌عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ ‌النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا".([7])
8 - عَنْ ‌مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: "عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ ‌مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي، وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ".([8])
9 - عَنْ ‌أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "رُبَّمَا قَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: ‌يَا ‌ذَا ‌الْأُذُنَيْنِ". قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي يُمَازِحُهُ.([9])
10 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ ‌يُدْلِعُ ‌لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاهُ يَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يرحم".([10])
11 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ، لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ فَقَالَ: "أَثَمَّ ‌لُكَعُ؟ أَثَمَّ ‌لُكَعُ؟" -يَعْنِي حَسَنًا- فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لِأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى، حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ".([11])
12 - عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: أَخَذَ النَّبيُ ﷺ بِيَدِ الحَسنِ أَوِ الحُسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ وَضَعَ ‌قَدَمَيهِ ‌عَلَى ‌قَدَمَيهِ ثُم قَالَ: "تَرَقَّ".([12])
13 - عَنْ ‌زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي ‌سَلَمَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَغْتَسِلُ يَقُولُ: "اذْهَبِي فَادْخُلِي" ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ ‌فَنَضَحَ فِي وَجْهِيَ الْمَاءَ، ثُمَّ قَالَ: "ارْجِعِي" قَالَ الْعَطَّافُ: قَالَتْ أُمِّي: "فَرَأَيْتُ وَجْهَ ‌زَيْنَبَ، وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ مَا نَقَصَ مِنْ وَجْهِهَا شَيْءٌ".([13])
14 - عَنْ ‌أَنَسِ –رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا"، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى ‌صِبْيَانٍ وَهُمْ ‌يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: "يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟" قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللهِ.([14])
15 – عَنْ شَدَّادٍ بن الهادي الليثي –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِهِ، سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ‌ابْنِي ‌ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ".([15])
16 - عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ يَتِيمَةٌ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ، فَرَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ الْيَتِيمَةَ، فَقَالَ: "آنْتِ هِيَهْ؟ لَقَدْ كَبِرْتِ، لَا كَبِرَ سِنُّكِ" فَرَجَعَتِ الْيَتِيمَةُ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تَبْكِي، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: مَا لَكِ؟ يَا بُنَيَّةُ قَالَتِ الْجَارِيَةُ: دَعَا عَلَيَّ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنِّي، فَالْآنَ لَا يَكْبَرُ سِنِّي أَبَدًا، أَوْ قَالَتْ قَرْنِي فَخَرَجَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مُسْتَعْجِلَةً تَلُوثُ خِمَارَهَا، حَتَّى لَقِيَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَا لَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ" فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَدَعَوْتَ عَلَى يَتِيمَتِي قَالَ: "وَمَا ذَاكِ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ" قَالَتْ: زَعَمَتْ أَنَّكَ دَعَوْتَ أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنُّهَا، ‌وَلَا ‌يَكْبَرَ ‌قَرْنُهَا، قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أُمَّ سُلَيْمٍ أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ شَرْطِي عَلَى رَبِّي، أَنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، مِنْ أُمَّتِي، بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً، وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".([16])
17 - عَنْ ‌أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ –رضي الله عنهما-قَالَتْ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: سَنَهْ سَنَهْ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ. قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: دَعْهَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ، يَعْنِي: مِنْ بَقَائِهَا".([17])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع أهله وملاطفتهم
18 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟" قَالَتْ: بَنَاتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ ‌جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟" قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: "وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟" قَالَتْ: ‌جَنَاحَانِ، قَالَ: "فَرَسٌ لَهُ ‌جَنَاحَانِ؟" قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ ‌نَوَاجِذَهُ.([18])
19 - ‌عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمًا: "‌يَا ‌عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ ﷺ".([19])
20 - عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا" فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: " تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: "هَذِهِ ‌بِتِلْكَ".([20])
21 – عَنْ ‌عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِخَزِيرَةٍ قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ ـ وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ـ: ‌كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ ‌وَجْهَهَا، ‌فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: "الْطَخِي ‌وَجْهَهَا"، ‌فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ لَهَا، فَمَرَّ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: "قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا"، فَقَالَتْ ‌عَائِشَةُ: فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.([21])
22 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ –رضي الله عنه- قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟" قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي ‌سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا".([22])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع أصحابه
23 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ –رضي الله عنه- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ: "ادْخُلْ" فَقُلْتُ: ‌أَكُلِّي ‌يَا ‌رَسُولَ ‌اللَّهِ؟ قَالَ: "كُلُّكَ" فَدَخَلْتُ.([23])
قَالَ عُثْمَان بن أبي عَاتِكَة: إِنَّمَا قَالَ أَدْخُلُ كُلِّي مِنْ صِغَرِ الْقُبَّةِ.
24 - عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: " إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ ". وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا، فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ ﷺ، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ ﷺ، حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ: " لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ".([24])
25 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَاسْتَحْمَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى ‌وَلَدِ ‌نَاقَةٍ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ " وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ".([25])
26 - عَنْ ‌أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رضي الله عنه-قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ ‌بِالْقَوَارِيرِ".([26])
27 – عَنْ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ _رضي الله عنه- قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَرَّ الظَّهْرَانِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي فَإِذَا أَنَا بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ، فَأَعْجَبْنَنِي، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ قُبَّتِهِ فَقَالَ: "أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ؟" ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ هِبْتُهُ واخْتَلَطْتُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ جَمَلٌ لِي شَرَدَ، فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ، فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ الْأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خَضِرَةِ الْأَرَاكِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ - أَوْ قَالَ: يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ - فَقَالَ: "أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ ‌شِرَادُ ‌جَمَلِكَ؟" ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لَا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ إِلَّا قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟" ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، واجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ بَعْضِ حِجْرِهِ فَجْأَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ ويَدَعُنِي فَقَالَ: "طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ قَائِمًا حَتَّى تَنْصَرِفَ" ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ لَأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ولَأُبْرِئْنَ صَدْرَهُ، فَلَمَّا قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟" فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ: "رَحِمَكَ اللهُ" ثَلَاثًا ثُمَّ لَمْ يُعِدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ.([27])
28 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ –رضي الله عنهما- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مُرْتَحِلًا عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ جَعَلَتِ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: "مَا لَكَ يَا جَابِرُ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا. قَالَ: "فَأَنِخْهُ"، وَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: " أَعْطِنِي هَذِهِ الْعَصَا مِنْ يَدِكَ - أَوْ قَالَ: اقْطَعْ لِي عَصًا مِنْ شَجَرَةٍ - " قَالَ: فَفَعَلْتُ. قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَنَخَسَهُ بِهَا نَخَسَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "ارْكَبْ" فَرَكِبْتُ، فَخَرَجَ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ يُوَاهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهَقَةً، قَالَ: وَتَحَدَّثَ مَعِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: "أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ هَذَا يَا جَابِرُ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ بِعْنِيهِ" قَالَ: قُلْتُ: فَسُمْنِي بِهِ. قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمٍ"، قَالَ: قُلْتُ: لَا. إِذًا يَغْبِنُنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، قَالَ: "فَبِدِرْهَمَيْنِ؟" قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى بَلَغَ الْأُوقِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: فَقَدْ رَضِيتُ، قَالَ: "قَدْ رَضِيتَ؟"، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: هُوَ لَكَ، قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهُ"، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا جَابِرُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدُ" قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "أَثَيِّبًا، أَمْ بِكْرًا" قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: "أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا، وَتُلَاعِبُكَ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ لَهُ سَبْعًا، فَنَكَحْتُ امْرَأَةً جَامِعَةً تَجْمَعُ رُءُوسَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: "أَصَبْتَ إِنْ شَاءَ اللهُ" قَالَ: "أَمَا إِنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا، أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَسَمِعَتْ بِنَا فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا"، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ، قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ، فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا"، قَالَ: فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللهِ ﷺ دَخَلَ وَدَخَلْنَا، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ، وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتْ: فَدُونَكَ فَسَمْعًا وَطَاعَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَرَأَى الْجَمَلَ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ، قَالَ: "فَأَيْنَ جَابِرٌ؟" فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ: "تَعَالَ أَيْ ابْنَ أَخِي، خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ فَهُوَ لَكَ" قَالَ: فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: "اذْهَبْ بِجَابِرٍ، فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً" فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرًا، قَالَ: فَوَاللهِ مَازَالَ يَنْمِي عِنْدَنَا، وَنَرَى مَكَانَهُ مِنْ بَيْتِنَا حَتَّى أُصِيبَ أَمْسِ فِيمَا أُصِيبَ النَّاسُ، يَعْنِي يَوْمَ الْحَرَّةِ.([28])
29 - عَنْ سَفِينَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا أَعْيَا رَجُلٌ أَلْقَى عَلَيَّ ثِيَابَهُ: تُرْسًا أَوْ سَيْفًا، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "‌أَنْتَ ‌سَفِينَةُ".([29])
30 - عَنْ ‌سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ بِهِ إِذَا دُعِيَ بِهَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟" فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِإِنْسَانٍ: "انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟" فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: "قُمْ ‌أَبَا ‌تُرَابٍ، قُمْ ‌أَبَا ‌تُرَابٍ".([30])
31 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ بَيْنَا يُضْحِكُهُمْ، فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ - ﷺ - فِي خَاصِرَتِهِ بِعُودٍ، فَقَالَ: ‌أَصْبِرْنِي، فَقَالَ: "اصْطَبِرْ"، قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ - ﷺ - عَنْ قَمِيصِهِ، فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ، قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.([31])
32 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يَهْدِي لِرَسُولِ اللهِ ﷺ الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: ‌أَعْطِ ‌هَذَا ‌ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَمَا يَزِيدُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَبْتَسِمَ وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى، فَجِيءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَقَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ".([32])
وأخرجه البخاري بلفظ: عَنْ ‌عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ –رضي الله عنه- "أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ ‌يُحِبُّ ‌اللهَ ‌وَرَسُولَهُ".([33])
33 - وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - وَعِنْدِي ‌عَجُوزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْعَجُوزُ؟، فَقُلْتُ: مِنْ خَالَاتِي، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُدْخِلَنِي ‌الْجَنَّةَ، فَقَالَ: "يَا أُمَّ فُلَانٍ، إِنَّ ‌الْجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا ‌عَجُوزٌ"، فَوَلَّتْ تَبْكِي، فَقَالَ: "أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ ‌عَجُوزٌ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ ‌إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا﴾[الواقعة:36]".([34])
34 – عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، رَفَعَهُ اللهُ بِهِ ‌دَرَجَةً"، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ ‌بِعَتَبَةِ ‌أُمِّكَ، وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ".([35])
35 - ‌عَنْ صُهَيْبٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "ادْنُ فَكُلْ" فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنَ ‌التَّمْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ "تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ؟" قَالَ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.([36])
36 - عَنْ ‌بُرَيْدَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - ﷺ - فِي سَفَرٍ، فَكَانَ كُلَّمَا بَقِيَ شَيْءٌ حَمَلَهُ عَلَيَّ، وَسَمَّانِي ‌الزَّامِلَةَ".([37])
ما جاء في مزاح الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
37 - عَنْ ‌أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ، إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ ﷺ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا، يَعْنِي لِأَهْلِ السَّفِينَةِ، سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ.
وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ ﷺ، وَايْمُ اللهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَأَسْأَلُهُ، وَاللهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: "فَمَا قُلْتِ لَهُ؟" قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ ‌هِجْرَتَانِ". قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالًا، يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي.([38])
38 – عَنْ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ ﷺ بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
وَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ
قَالَ: ‌وَعَلِيٌّ ‌يَضْحَكُ.([39])
39 - عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: هَلْ كَانُوا يَتَمَازَحُونَ؟ فَقَالَ: مَا كَانُوا إِلَّا كَالنَّاسِ ‌كَانَ ‌ابْنُ ‌عُمَرَ ‌يَمْزَحُ وَيُنْشِدُ الشِّعْرَ وَيَقُولُ:
يُحِبُّ الْخَمْرَ مِنْ كِيسِ النَّدَامَى ... وَيَكْرَهُ أَنْ تُفَارِقَهُ الْفُلُوسُ([40])
40 - عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ، ‌يَتَبَادَحُونَ بالبَّطِيخ، فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.([41])
41 - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ ‌أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ بَعْدَ ‌أَبِي ‌بَكْرٍ فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ ‌أَبِي ‌بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ‌جَعْفَرٍ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا: أَنَا ‌خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَبِي ‌خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَسْمَاءَ: "أَقْضِي بَيْنَهُمَا" ، فَقَالَتْ لِابْنِ ‌جَعْفَرٍ: "أَمَا أَنْتَ، أَيْ بُنَيَّ فَمَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنَ الْعَرَبِ كَانَ خَيْرًا مِنْ أَبِيكَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَمَا رَأَيْتُ كَهْلًا مِنَ الْعَرَبِ خَيْرًا مِنْ أَبِيكَ" قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ "مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا، وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا ‌لَمَقَتُّكِ" قَالَ: فَقَالَتْ: "وَاللَّهِ إِنَّ ثَلَاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَار".([42])
*تم بحمد الله تعالى*
________________________
([1]) حديث حسن، أخرجه الطبراني في الأوسط (7322)، والصغير (779).
([2]) حديث حسن، أخرجه أحمد (20046)، وأخرجه أبو داود (4990)، والترمذي (2315)، والدارمي (2744).
([3]) حديث حسن، أخرجه أحمد (8723)، والترمذي (1990)، والبيهقي في الكبرى (21215).
([4]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (23064)، وأبو داوود (5004)، والطبراني في الكبير (135)، والبيهقي في الكبرى (21219).
([5]) حديث حسن، أخرجه أحمد (17940)، وأبو داود (5003)، والطبراني في الكبير (6641)، والحاكم (6686)، والبيهقي في الكبرى (11653).
([6]) حديث حسن، أخرجه أبو داود (4800)، والبزار في البحر الزخار (6626)، والطبراني في الكبير (7488)، والبيهقي في الكبرى (21218).
([7]) أخرجه البخاري (6203).
([8]) أخرجه البخاري (77)، ومسلم بعد الحديث رقم (657).
([9]) حديث حسن، أخرجه أحمد (12164)، وأبو داود (5002)، والترمذي (1992).
([10]) حديث حسن، أخرجه ابن حبان (6975).
([11]) أخرجه البخاري (2122)، ومسلم (2421).
([12]) أخرجه البخاري في الأدب المفرَد (270)، وصححه الألباني.
([13]) أخرجه الطبراني في الكبير (715)
([14]) أخرجه مسلم (2310).
([15]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (16033)، والنسائي (1141)، والطبراني في الكبير (7107)، والحاكم (4775)، والبيهقي في الكبرى (3470).
([16]) أخرجه مسلم (2603).
([17]) أخرجه البخاري (5993)
([18]) صحيح، أخرجه أبو داود (4932)، والنسائي في الكبرى (8901)، والبيهقي (21022).
([19]) أخرجه البخاري (3768)، ومسلم (2447).
([20]) صحيح، أخرجه أحمد (26277) واللفظ له، وأبو داود (2578)، والنسائي في الكبرى (8894)، وابن حبان (4691)، والطبراني في الكبير (124)، والبيهقي في الكبرى (19788).
([21]) حديث حسن، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (504)، وأبو يعلى (4476).
([22]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (18394)، وأبو داود (4999)، والطبراني في الكبير (108).
([23]) صحيح، أخرجه أبو داود (5000)، والطبراني في الكبير (122).
([24]) صحيح، أخرجه أحمد (12648)، وعبد الرزاق في مصنفه (20746)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل" (239)، وابن حبان (5790)، والطبراني في الكبير (5310)، والبيهقي في الكبرى (21214).
([25]) صحيح، أخرجه أحمد (13817)، وأبو داود (4998)، والترمذي (1991).
([26]) أخرجه البخاري (6161)، ومسلم (2323).
([27]) أخرجه الطبراني في الكبير (4146)، وهو صحيح الإسناد.
([28]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (15026)، وأصله في الصحيحين عند البخاري (2309)، ومسلم (7015).
([29]) حديث حسن، أخرجه أحمد (21932)، والبزار في البحر الزحار (3830)، والطبراني في الكبير (6440)، والبيهقي في الدلائل (6/47).
([30]) أخرجه البخاري (441)، ومسلم (2409).
([31]) حديث حسن أخرجه أبو داود (5224)، والطبراني في الكبير (556)، والبيهقي (13717).
([32]) حديث صحيح أخرجه أبو يعلى (176).
([33]) البخاري (6780).
([34]) أخرجه الترمذي في الشمائل (241)، وحسنه الألباني في مختصر الشمائل.
([35]) حديث حسن، أخرجه أحمد (18063)، وابن أبي شيبة (19386)، والنسائي (3144)، وابن حبان (4616).
([36]) أخرجه أحمد (16591)، وابن ماجه (3443)، والبزار (2095)، والطبراني في الكبير (7304)، والحاكم (5703)، والبيهقي في الكبرى (19591)، وقال الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء: إسناده جيد، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند: يحتمل التحسين.
([37]) أخرجه البزار في البحر الزخار (4429) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (16095): إسناده حسن. والزاملة: هي البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع، من الزَّمل وهو الحمل.
([38]) أخرجه البخاري (4230).
([39]) حديث صحيح أخرجه أحمد (40)، واللفظ له، وهو في البخاري (3542)، و(3750) بلفظ: بأبي شبيه بالنبي ...
([40]) أخرجه الطبراني (13066)، وأبو نعيم في الحلية (2/275)، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
([41]) الأدب المفرد للبخاري (266)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: وهذا سند صحيح رجاله رجال البخاري في " صحيحه " غير حبيب هذا وهو ثقة عابد كما في " التقريب ".
([42]) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (32207)، وأحمد في الفضائل (1720)، وأبو نعيم في الحلية (2/75).
...المزيد

الأربعون اللُّمَع في لُزُوْمِ السُّنّةِ وحُجِّيَّتِها والتَّحْذِيرِ مِنْ البِدَع بسم الله ...

الأربعون اللُّمَع
في لُزُوْمِ السُّنّةِ وحُجِّيَّتِها والتَّحْذِيرِ مِنْ البِدَع


بسم الله الرحمن الرحيم

1 - عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: "أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ ‌سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
[أخرجه البخاري (5063)، ومسلم (1401)]

2 - عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ ‌دَخَنٌ"، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ"، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".
[أخرجه البخاري (3606) ومسلم (1847)، واللفظ له]

3 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "‌مَنْ ‌أَحْدَثَ ‌فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ".
[أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)]
وفي لفظ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا ‌فَهُوَ ‌رَدٌّ"
[أخرجه مسلم (1718)]

4 - عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي ‌جَذْرِ ‌قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ".
[أخرجه البخاري (6497)، ومسلم (143)]

5 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "صَنَعَ النَّبِيُّ ﷺ شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللهَ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ ‌يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً".
[أخرجه البخاري (6101)، ومسلم (2356)]

6 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: "‌مَنْ ‌أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى".
[أخرجه البخاري (7280)]

7 - عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: "‌مَنْ ‌أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي".
[أخرجه البخاري (7137)، ومسلم (1835)]

8 - عن أَبُي هُرَيْرَةَ يرضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا ‌مِنْهُ ‌مَا ‌اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ".
[أخرجه البخاري (7288)، ومسلم (1337) واللفظ له]

9 - عَنْ ‌عَبْدِ اللهِ بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا ‌أَحْدَثُوا ‌بَعْدَكَ".
[أخرجه البخاري (6576)، ومسلم (2297)]

وفي رواية عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-زيادة: "فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي".
[أخرجه البخاري (7051)، ومسلم(2290)].

10 - عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ –رضي الله عنهما-: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ" فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: "يَا زُبَيْرُ، اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ" قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ، نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].
[أخرجه البخاري (2359)، ومسلم (2357)]



11 - عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: "إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ ‌مَنْ ‌أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الحَقِّ".
[أخرجه البخاري (7283)، ومسلم (2283)]

12 – عن ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- قال: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "مَنِ الْقَوْمُ؟" أَوْ "مَنِ الْوَفْدُ؟" قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: "مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ"، أَوْ "بِالْوَفْدِ، ‌غَيْرَ ‌خَزَايَا وَلَا نَدَامَى". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَسَأَلُوهُ عَنِ الْأَشْرِبَةِ: فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ: بِالْإِيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ؟" قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ".
وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ. وَرُبَّمَا قَالَ: الْمُقَيَّرِ. وَقَالَ: "احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ".
[أخرجه البخاري (53)، ومسلم (17)]

13 – عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ –رضي الله عنهما- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا" قَالَ: فَقَالَ بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَاللهِ ‌لَنَمْنَعُهُنَّ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ: فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَتَقُولُ: وَاللهِ ‌لَنَمْنَعُهُنَّ.
[أخرجه البخاري (899)، ومسلم (443) واللفظ له]
14 - عَنْ ‌عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ –رضي الله عنه-: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقَالَ لَهُ: لَا تَخْذِفْ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ، أَوْ كَانَ يَكْرَهُ الْخَذْفَ، وَقَالَ: "إِنَّهُ لَا يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ، وَلَا يُنْكَى بِهِ عَدُوٌّ، وَلَكِنَّهَا قَدْ تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ ‌الْعَيْنَ"، ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ، فَقَالَ لَهُ: ‌أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ أَوْ كَرِهَ الْخَذْفَ وَأَنْتَ تَخْذِفُ، لَا أُكَلِّمُكَ كَذَا وَكَذَا.
[أخرجه البخاري (5479)، ومسلم (1954)]

15 - عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه-: أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَخَطَبَ فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْقَتْلَ، أَوِ الْفِيلَ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، فَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُعْقَلَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ". فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: "‌اكْتُبُوا ‌لِأَبِي فُلَانٍ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "إِلَّا الْإِذْخِرَ، إِلَّا الْإِذْخِرَ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: يُقَالُ: يُقَادُ بِالْقَافِ، فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ: أَيُّ شَيْءٍ كَتَبَ لَهُ؟ قَالَ: كَتَبَ لَهُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ.
[أخرجه البخاري (112)، ومسلم (1355)]

‌ 16 – عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:"الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ"، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: ‌أُحَدِّثُكَ ‌عَنْ ‌رَسُولِ اللهِ ﷺ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ.
[أخرجه البخاري (6117)، ومسلم (37)]
17 - عَنِ المُغِيرَةِ بن شُعْبَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ ‌عَلَيَّ ‌مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
[أخرجه البخاري (1291)، ومسلم (4)]

18 - عَنْ ‌عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: ﴿‌وَمَا ‌آتَاكُمُ ‌الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتْنَا".
[أخرجه البخاري (4886)، ومسلم (2125)]

19 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: "‌بَلِّغُوا ‌عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
[أخرجه البخاري (3461)]

20 - عَنِ ‌ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ ‌سُنَّةَ ‌الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ".
[أخرجه البخاري (6882]

‌ 21 - عَنْ جَابِرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ –رضي الله عنه- قال: جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ ‌الْعَيْنَ ‌نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ ‌الْعَيْنَ ‌نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ ‌الْعَيْنَ ‌نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ ﷺ، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا ﷺ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا ﷺ فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمُحَمَّدٌ ﷺ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ".
[أخرجه البخاري (7281)]

22 - عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ، قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ ﷺ، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أَنَّا اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، وَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: "ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، وَصَلُّوا كَمَا ‌رَأَيْتُمُونِي ‌أُصَلِّي، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ"
[أخرجه البخاري (6008)]

23 - عَنِ ‌ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا، قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فَأَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ: "فَلْيُبَلِّغِ ‌الشَّاهِدُ ‌الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
[أخرجه البخاري (1739)، وهو في الصحيحين عن أبي بكرة وعمرو بن سعيد –رضي الله عنهما-بألفاظ متقاربة]


24 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: "صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ"، وَيَقُولُ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ"، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ ‌مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" ثُمَّ يَقُولُ: "أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ".
[أخرجه مسلم (867)]

25 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ ‌بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ".
[أخرجه مسلم (50)]

26 – عَنْ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ الْمَدِينَةَ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ، يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقَالَ: "مَا تَصْنَعُونَ؟" قَالُوا: كُنَّا نَصْنَعُهُ، قَالَ: "لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا" فَتَرَكُوهُ، فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ، قَالَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِي، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ".
[أخرجه مُسلم (2362)]

27 - عن جَابِرٍ رضي الله عنه، قال: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ: "لِتَأْخُذُوا ‌مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ".
[أخرجه مسلم (1297)]

28 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ ﷺ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ ‌سُنَّةَ ‌نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ ‌سُنَّةَ ‌نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ".
[أخرجه مسلم (654)]

29 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "‌خُذُوا ‌عَنِّي، ‌خُذُوا ‌عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَالرَّجْمُ".
[أخرجه مسلم (1690)]

30 - عن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ –رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً"، ثُمَّ أَخَذَ الْأَسْوَدُ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَحَصَبَهُ بِهِ، فَقَالَ: وَيْلَكَ تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا، قَالَ عُمَرُ: ‌لَا ‌نَتْرُكُ ‌كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا ﷺ لِقَوْلِ امْرَأَةٍ، لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حَفِظَتْ، أَوْ نَسِيَتْ، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ [الطلاق: 1]
[أخرجه مسلم (1480)]

31 – عن أَبِي ‌رَافِعٍ –رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "لَا أُلْفَيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا ‌عَلَى ‌أَرِيكَتِهِ، يَأتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ، وَنَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لَا نَدْرِي، وَمَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللهِ اتَّبَعْنَاهُ ".
[حديث صحيح رواه أحمد (23876)، وأبو داود (4605)، والترمذي (2663)، وابن ماجه (13)]

32 - عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ ‌الْكِتَابَ ‌وَمِثْلَهُ ‌مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ ‌الْقُرْآنَ ‌وَمِثْلَهُ ‌مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ".
[حديث صحيح أخرجه أحمد (17174)، وأبو داود (4604)، وغيرهما]

وفي لفظ: ‌حَرَّمَ ‌رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ خَيْبَرَ أَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالَ: "يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثِي، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا ‌حَرَّمَ ‌رَسُولُ اللهِ ﷺ مِثْلُ مَا ‌حَرَّمَ ‌اللهُ".
[صحيح أخرجه أحمد (17194)، والترمذي (2664)، وابن ماجه (12)]

33 - عن أَبي نَجيحٍ العِرباضِ بنِ سَارية - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ‌وَسُنَّةِ ‌الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ ‌بِدْعَةٌ، وَكُلَّ ‌بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ".
[صحيح أخرجه أحمد (17145)، وأبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (42)]

وفي لفظ: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى ‌الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا ‌كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ، فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ".
[صحيح أخرجه أحمد (17142)، وابن ماجه (43)]

34 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ: "اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ‌مَا ‌خَرَجَ ‌مِنِّي إِلَّا حَقٌّ".
[صحيح أخرجه أحمد (6510)، وأبو داود (3646) وغيرهما]

35 - عن زَيْدِ بْنَ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -ﷺ- يقول: "‌نَضَّرَ ‌اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ".
[صحيح أخرجه أحمد (21590)، وأبو داود (3660)، والترمذي (2656)، وابن ماجه (230)]

36 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو –رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لِكُلِّ عَمَلٍ ‌شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ ‌شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى ‌سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ".
[صحيح أخرجه أحمد (6958) وابن خزيمة (2105)، وابن حبان (11)، وأصله في الصحيحين]

37 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ ‌عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ ﷺ " ﴿‌وَمَا ‌آتَاكُمُ ‌الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7].
[حديث صحيح أخرجه أحمد (3300)، والنسائي (5643)، وغيرهما]
38 - عن عَلِيٍّ –رضي الله عنه- وَسُئِلَ: يَرْكَبُ الرَّجُلُ هَدْيَهُ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَمُرُّ بِالرِّجَالِ يَمْشُونَ فَيَأْمُرُهُمْ يَرْكَبُونَ هَدْيَهُ، هَدْيَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: وَلَا تَتَّبِعُونَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ ‌سُنَّةِ ‌نَبِيِّكُمْ ﷺ.
[حديث حسن أخرجه أحمد (979)]

39 - عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - قَالَ: "‌مَنْ ‌أَحْيَا ‌سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي، فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً، فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا".
[أخرجه الترمذي (2677)، وابن ماجه (209)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.]

40 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو –رضي الله عنهما-قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ ‌هَوَاهُ ‌تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ".
[السُّنة لابن أبي عاصم (15)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (209)، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي أَرْبَعِينِهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كتاب الْحجَّة بِإِسْنَاد صَحِيح]

41 – عن عَمْرِو بْنِ عَوْفِ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "إِنَّ الدِّينَ ‌لَيَأْرِزُ إِلَى ‌الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا، وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ ‌الْحِجَازِ مَعْقِلَ الْأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ، إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي".
[أخرجه الترمذي (2630)، وقال: هذا حديث حَسَن]




42 - عَن عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ".
[حديث حسن أخرجه مالك في الْمُوَطَّأ (678) مرسلاً، ووصله ابن عبد البر في التمهيد (16/274)، وجامع بيان العلم وفضله (1389)، وأخرجه الحاكم (319)، والدار قطني (4606)، والبيهقي في الكبرى (20337)، من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه]

43 - عَنْ ‌عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو –رضي الله عنهما-قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً. قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا ‌أَنَا ‌عَلَيْهِ ‌وَأَصْحَابِي".
[حديث حسن أخرجه الترمذي (2641)، والطبراني في الكبير (62)، والحاكم (444)]

وفي رواية معاوية –رضي الله عنه-: " كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ".
[حديث حسن أخرجه أحمد (16937)، وأبو داود (4597)، وحديث افتراق الأمة صحيح بشواهده]
والكَلَبُ: هو مرض مُعْدٍ يقضي على الخلايا العصبية لجزء من الدماغ، ينتقل فيروسه في اللعاب بالعض من الفصيلة الكلبية إلى الانسان وغيره، ومن ظواهره: تقلصات في عضلات التنفُّس والبلع، وخيفة الماء، وجنون، واضطرابات أخرى شديدة في الجهاز العصبي.

44 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "‌الْمُتَمَسِّكُ ‌بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي لَهُ أَجْرُ ‌شَهِيدٍ".
[رواه الطبراني في الأوسط (5414) وقال المنذري في الترغيب والترهيب أن إسناده لا بأس به]

45 - عن أبى نَضرَةَ قال: كُنّا عندَ عِمرانَ ابنِ حُصَينٍ -رضي اللَّه عنه- فكُنّا نَتَذاكَرُ العِلمَ، فقالَ رجلٌ: لا تتَحَدَّثوا إلا بما في القُرآنِ. فَقالَ له عِمرانُ: ‌إِنَّكَ ‌لَأَحْمَقُ أَوَجَدْتَ فِي الْقُرْآنِ صَلَاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَا تَجْهَرُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَالْعِشَاءَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ وَلَا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَالْفَجْرَ رَكْعَتَيْنِ تَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ؟" -قَالَ عَلِيٌ [بن ‌جُدْعَانَ]: وَلَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ هَذَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَتْ مِنْهُ - قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ: "لَمَا نَحْنُ فِيهِ يَعْدِلُ الْقُرْآنَ أَوْ نَحْوَهُ مِنْ الكلام.
[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (21548)، والبيهقي في السنن الكبرى (3112)، وقال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير (2733): إسناده وسط]



*تم بحمد الله تعالى*
...المزيد

تَذْكِرَةُ البَرَرَةِ بأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثَاً فِي فَضَائِلِ سُوْرَةِ البَقَرَة بسم الله ...

تَذْكِرَةُ البَرَرَةِ
بأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثَاً فِي فَضَائِلِ سُوْرَةِ البَقَرَة


بسم الله الرحمن الرحيم

ما جاء في فضائل سورة البقرة منفردة

1 - عنْ أبي هُرَيرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قالَ رسولُ الله ﷺ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
[أخرجه مسلم (780)]

2 - عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ -: "اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتًا تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
[أخرجه الحاكم (2063) والطبراني (8643)، وهو حديث حسن]

3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "لَا أَلْفَيَنَّ أَحَدَكُمْ يَضَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، يَتَغَنَّى وَيَدَعُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ يَقْرَؤُهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفُرُ مِنَ الْبَيْتِ تُقْرَأُ فِيهِ الْبَقَرَةُ، وَإِنَّ ‌أَصْفَرَ ‌الْبُيُوتِ الْجَوْفُ الصِّفْرُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
[ رواه النسائيّ في الكبرى (10733) والبيهقي في الشُّعَب (2162) مرفوعاً، ورواه الدارميّ (3729)، والطبراني في الكبير (8644)، وغيرهما بلفظ مقارب عن ابن مسعود موقوفًا وهو الصواب]
قوله: "أصفر البيوت": أي البيت الخالي الذي لا يُقرأ فيه كتاب اللَّه، وهو مأخوذ من الصِّفْر.
وقوله: "الجوف الصِّفْر": أي القلب الخالي الذي لا يحفظ من كتاب اللَّه شيئًا.

4 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وَسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ فَانْصَرَفَ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، حَتَّى مَا يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، قَالَ: فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ المَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لاَ أَرَاهَا، قَالَ: "وَتَدْرِي مَا ذَاكَ؟"، قَالَ: لاَ، قَالَ: "تِلْكَ المَلاَئِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا، لاَ تَتَوَارَى مِنْهُمْ".
[أخرجه البخاري 5018]

5 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَمَا أَنَا أَقْرَأُ اللَّيْلَةَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ إِذْ سَمِعْتُ وَجْبَةً مِنْ خَلْفِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي انْطَلَقَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ"، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا مِثْلُ الْمِصْبَاحِ مُدَلًّى بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، يَقُولُ: "اقْرَأْ يَا أَبَا عَتِيكٍ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ ‌لَرَأَيْتَ ‌الْعَجَائِبَ".
[حديث صحيح أخرجه ابن حبان (779)، والطبراني في الكبير (566)، والحاكم (2035)].

6 – عَنْ ‌عُثْمَانَ بْنِ أَبِي ‌الْعَاصِ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ.
[حديث حسن أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/308، والطبراني في الكبير (8336) ]

7 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ، فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ: "مَا مَعَكَ يَا فُلَانُ"؟ قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ البَقَرَةِ قَالَ: "أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَة"؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاذْهَبْ ‌فَأَنْتَ ‌أَمِيرُهُمْ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ البَقَرَةِ إِلَّا خَشْيَةَ أَلَّا أَقُومَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فَاقْرَءُوهُ وَأَقْرِئُوهُ، فَإِنَّ مَثَلَ القُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ بِرِيحِهِ كُلُّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِئَ عَلَى مِسْكٍ".
[أخرجه الترمذي (2876) وحسّنه، والنسائي في الكبرى (8696)، وابن خزيمة (1509)، وابن حبان (2126)، والحاكم (1622)]

8 - عَنْ ‌سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "‌إِنَّ ‌لِكُلِّ ‌شَيْءٍ ‌سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَارًا لَمْ يَقْرَبْ بَيْتَهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَ لَيَالٍ".
[أخرجه ابن حبان في صحيحه (780)، والطبراني في الكبير (5864)، وأبو يعلى (7554)، والبيهقي في الشُعَب (2161)]

9 - عَنْ أَبِي ‌هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ سَنَامًا، وَسَنَامُ ‌الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَفِيهِ آيَةٌ ‌سَيِّدَةُ آيِ ‌الْقُرْآنِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ، لَا تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وَفِيهِ شَيْطَانٌ إِلَّا خَرَجَ". [أخرجه الترمذي (2878)، وعبد الرزاق في مصنفه (6019)، والحاكم (3026)، والبيهقي في الشُعَب (2171) وفيه ضعف]


10 - عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَبَّاسٌ وَأَبُو سُفْيَانَ –رضي اللهُ عَنْهُما-مَعَهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ - -[يوم حُنَيْن]-قَالَ: فَخَطَبَهُمْ، وَقَالَ: "الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ"، وَقَالَ: "نَادِ: ‌يَا ‌أَصْحَابَ ‌سُورَةِ الْبَقَرَةِ".
[أخرجه أحمد (1776) وغيره، وأصله في مسلم (1775)]

11 - عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ، نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ‌ثَمَانُونَ ‌مَلَكًا، وَاسْتُخْرِجَتْ ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَوُصِلَتْ بِهَا، أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ".
[أخرجه أحمد (20800)، والطبراني (511، و541) وهو ضعيف]

12 - عن أُمَّ الدَّرْدَاءِ –رضي الله عنها-: أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَغَارَ عَلَى جَارٍ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّهُ أَقْيَدُ مِنْهُ فَقُتِلَ، فَمَا زَالَ الْقُرْآنُ يَنْسَلُّ مِنْهُ سُورَةٌ سُورَةٌ، حَتَّى بَقِيَتِ الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ جُمُعَةً، ثُمَّ إِنَّ آلَ عِمْرَانَ انْسَلَّتْ مِنْهُ، وَأَقَامَتِ الْبَقَرَةُ جُمُعَةً، فَقِيلَ لَهَا: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [ق: 29] قَالَ: فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا ‌السَّحَابَةُ ‌الْعَظِيمَةُ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أُرَاهُ يَعْنِي أَنَّهُمَا كَانَتَا مَعَهُ فِي قَبْرِهِ تَدْفَعَانِ عَنْهُ وَتُؤْنِسَانِهِ، فَكَانَتَا مِنْ آخِرِ مَا بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ.
[أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلّام في فضائل القرآن ص 236، وإسناده لا بأس به، وله حكم الرفع فهو مما لا يمكن أن يُقال بالرأي]



ما جاء في فضلها مقرونة بغيرها

13 - عن أبي أمامة الباهلي –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ : "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ".
[أخرجه مسلم (804)]
الزهراوان: أي المنيرتان المضيئتان واحدتها زهراء.
غمامتان: مثنى غَمامة وهي بالفتح السحابة، والجمع غمام.
غيايتان: مثنى غَياية بفتح الأول وهي كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه. والغياية السحابة المنفردة وقيل الواقفة.
‌فرقان: طائفتان أو جماعتان.
مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ: وهي جماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا، والمرادُ أنَّهما يَقيانِ قارِئَهما من حَرِّ الموقِفِ، وكَرْبِ يومِ القيامةِ.
الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ

14 - ‌عن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ ، يَقُولُ: "‌يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ"، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: "كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا".
[أخرجه مسلم (805)]
شَرْق: أي ضوء.
الحزق: الجماعة من الناس والطير وغيرهما.
15 - عن ‌بُرَيْدَةَ ‌بن ‌الْحُصَيْبِ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "‌تَعَلَّمُوا ‌سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ". قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "‌تَعَلَّمُوا ‌سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا ".
[حديث حسن أخرجه أحمد (22950)، والدارمي (3594)، والحاكم (2057)]

16 - عن أبي هريرة –رضي اللهُ عَنْهُ-قال: قال رسول اللَّه -ﷺ -: "اقرؤوا الزهراوين، اقرؤوا البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو فرقان من طير صواف".
[حسن: رواه البزّار -كشف الأستار- (2303) وإسناده حسن]

17 - عَنْ أَنَسٍ بن مالك –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: َكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، جَدَّ فِينَا - يَعْنِي عَظُمَ -.
وفي رواية (‌يُعَدُّ ‌فِينَا ‌عَظِيمًا) وفي أخرى (‌عُدَّ ‌فِينَا ‌ذُو ‌شَأْنٍ)
[حديث صحيح أخرجه أحمد (12215، و12216)، وابن حبان (744) وغيرهما وأصله في الصحيحين].


من السبع الطوال التي أُوتيها النبي - ﷺ - مكان التوراة، ومن تعلمهن صار عالماً

18 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " ‌أُعْطِيتُ ‌مَكَانَ ‌التَّوْرَاةِ ‌السَّبْعَ الطِّوَالَ، وَمَكَانَ الزَّبُورِ الْمِئِينَ، وَمَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ ".
[حديث حسن أخرجه أحمد(16982)، والطبراني في الكبير (186)، والبيهقي في الشُّعَب (2192)، وغيرهم]

19 - عَنْ عَائِشَةَ –رضي اللهُ عَنْهُا- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الْأُوَلَ فَهُوَ حَبْرٌ".
[حديث حسن، أخرجه أحمد (2443)، والحاكم (2070)، والبيهقي في الشّعَب (2415)، وغيرهم].
حَبْر: أي عالم، والبقرة وآل عمران من السَبْع الأُوَل.


كثرة صلاة النبي ﷺ بها أو ببعض آياتها

20 - عَنْ حُذَيْفَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ‌فَافْتَتَحَ ‌الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ"، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى"، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ.
[أخرجه مسلم (203)]

21 - عن ابنّ عبَّاس –رضي اللهُ عَنْهُما-: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ [البقرة: 136]، وَالَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ [آل عمران: 64].
[أخرجه مسلم (727)]

22 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "مَا خَيَّبَ اللَّهُ عَبْدًا قَامَ فِي ‌جَوْفِ ‌اللَّيْلِ، فَافْتَتَحَ ‌سُورَةَ ‌الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ، وَنِعْمَ كَنْزُ الْمَرْءِ الْبَقَرَةُ، وَآلُ عِمْرَانَ".
[أخرجه الطبراني في الأوسط (1772) وهو ضعيف]



فيها اسم الله تعالى الأعظم

23 - عن أبي أُمَامَة –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ : "اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ : في البَقرةِ، وآلِ عِمْرانَ، وطه". يعني: الحي القيّوم.
[حديث حسن أخرجه ابن ماجه (3856)، والطبراني في الكبير (7925)، والحاكم (1861)، والبيهقي في الأسماء والصفات (27) وغيرهم].

24 - عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ –رضي اللهُ عَنْهُا- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " فِي هَذه الْآيَتَيْنِ: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [‌البقرة: 255] وَ ﴿الم ۝ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [آل عمران: 2] إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ ‌اللهِ ‌الْأَعْظَمَ"
[أخرجه أحمد (27611)، وأبو داود (1496) ، والترمذي (3478) ، وابن ماجه (3855)، وهو حديث ضعيف]

فيها آية الكرسي أعظم آي القرآن وطاردة الشيطان

25 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟" قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟" قَالَ: قُلْتُ: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255]. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: "وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ".
[أخرجه مسلم (810)]

26 - عَنْ أُبَيٍّ بْنِ كَعْبٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَأَلَهُ: "أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟" قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا ‌لِسَانًا ‌وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ".
[حديث صحيح أخرجه أحمد (21278)]

27 – عن ابنِ الأسْقَعِ –رضي اللهُ عَنْهُ- أنَّ النَّبيَّ - ﷺ - جاءهم في صُفَّةِ المهاجرين فسأله إنسانٌ: أيُّ آية في ‌القرآن ‌أعظمُ؟ قال النبي - ﷺ -: ﴿‌اللَّهُ ‌لَا ‌إِلَهَ ‌إِلَّا ‌هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة:255].
[حسن أخرجه أبو داود (4003)، والطبراني في الكبير (999)]

28 - عن أبي ذَرٍّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قلت: يا رسول الله! فأيُّما أُنزل عليك أعظم؟ قال: "آيةُ الكرسي".
[أخرجه ابن حبان (361) وغيره، وهو حديث صحيح لغيره]

29 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَبِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَى حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ". فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ : إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلَا أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ" فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، هَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255] حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: "مَا هِيَ؟" قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَهَا ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255] وَقَالَ: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ الشَّيْطَانُ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "أَمَا إِنَّهُ كَذُوبٌ وَقَدْ صَدَقَكَ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثٍ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟" فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: "ذَلِكَ الشَّيْطَانُ".
[حديث صحيح أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10927)، وابن خزيمة (2424)، وذكره البخاري مُعَلّقا (2311)]

30 – عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جَرِينٌ فِيهِ تَمْرٌ، وَكَانَ مِمَّا يَتَعَاهَدُهُ فَيَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ، جِنٌّ أَمْ إِنْسٌ؟ فَقَالَ: جِنٌّ، فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، ‌فَإِذَا ‌يَدُ ‌كَلْبٍ ‌وَشَعْرُ ‌كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ!، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي، فَقُلْتُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ: فَمَا الَّذِي يَحْرِزُنَا مِنْكُمْ؟ فَقَالَ: هَذِهِ الآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: فَتَرَكْتُهُ، وَغَدَا أُبَيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "صَدَقَ الْخَبِيثُ".
[حديث صحيح أخرجه النسائي في الكبرى (10730)، وابن حبان (784)، والحاكم (2064)]

31 - عن أبي أمامة الباهلي –رضي اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله ﷺ : "مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ".
[حديث صحيح أخرجه النسائي في الكبرى (9848)، والطبراني في الكبير (7532)، والأوسط (8068)، والبيهقي في شعب الإيمان].

ما جاء في فضل خواتيمها وأنها كانت فرجاً للمؤمنين

32 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأنصاري -رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : "مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ".
[أخرجه البخاري (5009)، ومسلم (808)]

33 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي اللهُ عَنْهُما- قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ".
[أخرجه مسلم (806)]

34 - عن حذيفة بن اليمان –رضي اللهُ عَنْهُ- أنّ رسول الله ﷺ قال: " فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ "، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ ذَا: " وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ ‌مِنْ ‌كَنْزٍ ‌تَحْتَ ‌الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي "
[حديث صحيح أخرجه أحمد(23251)، والنسائي في الكبرى (7968)، وابن حبان (1697)، والبيهقي في شعب الإيمان (2178)].

35 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَأَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ، فَخَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبَهَا الشَّيْطَانُ".
[حديث حسن أخرجه أحمد (18414)، والترمذي (2882)، والنسائي في الكبرى (10737)، والدارمي (3590)، وغيرهم].

36 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي اللهُ عَنْهُما- قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ ".
[أخرجه مسلم (806)]

37 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ ، انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا، قَالَ: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم: 16]، قَالَ: "فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ"، قَالَ: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا، ‌الْمُقْحِمَاتُ.
[أخرجه مسلم (173)]

38 - عن أبي ذَرٍّ –رضي اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ أُعْطِيتُهُمَا مِنْ كَنْزِهِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَعَلَّمُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ نِسَاءَكُمْ، فَإِنَّهُمَا صَلَاةٌ وَقُرْآنٌ وَدُعَاءٌ".
[أخرجه الحاكم (2066)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2181)]

39 – عن أَبِي ذَرٍّ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ ‌بَيْتِ ‌كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي".
[حديث صحيح لغيره، أخرجه أحمد (21344)]

40 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 284]، قَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ، الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ، وَقَدِ اُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ، ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي إِثْرِهَا: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 285]، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللهُ تَعَالَى، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ " ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ " ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ " ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: نَعَمْ ".
[أخرجه مسلم (125)]

41 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي اللهُ عَنْهُما- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ﴾ [البقرة: 284]، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا " قَالَ: فَأَلْقَى اللهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ " ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ " ﴿وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا﴾ [البقرة: 286] " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.
[أخرجه مسلم (126)]




*تم بحمد الله*
...المزيد

(نماذج من قراءة صحيح البخاري في مجالس معدودة) 1 - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ...

(نماذج من قراءة صحيح البخاري في مجالس معدودة)


1 - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، أبو بكر، المعروف بالخطيب، والمولود في شهر جمادى الآخرة سنة 392هـ في غزية بمنتصف الطريق بين الكوفة ومكة، والمتوفى في السابع من شهر ذي الحجة سنة 463هـ.

قرأ صحيح البخاري بمكة في خمسة أيام على كريمة المروزية.
(تاريخ بغداد 21/39، والمنتظم 16/129، وتاريخ الإسلام 31/92)

وقرأ الخطيب البغدادي الصحيح أيضاً على أبي عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضرير -من أهل نيسابور! ولد في رجب سنة 361هـ، وتوفي سنة 430هـ-في ثلاثة مجالس، قال الخطيب: قدم علينا حاجاً سنة ثلاث وعشرين [وأربعمائة]، ونعم الشيخ علماً وأمانة وصدقاً وخلقاً...ولما حج كان معه حمل كتب ليجاور، فرجع الناس لفساد الطريق، فعاد إلى نيسابور، وكان في جملة كتبه «البخاري»، قد سمعه من الكشميهني. فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنت أبتدئ بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر.
وقبل أن أقرأ الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا الليلتين الماضيتين، فقرأت عليه من ضحوة نهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى طلوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشيخ صبيحتئذ.
قال الذهبي: وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه ".
(تاريخ بغداد 7/317، والمنتظم 15/274، والعِبر في خبر من غبر 2/262، وتاريخ الإسلام 26/283 وغيرها الكثير)

2 - أبو بكر بن عمر بن يونس المزي الدمشقي شمس الدين الحنفي. المولود بالمزة سنة 593هـ، والمتوفى في شعبان سنة 680هـ.
سمعه صحيح البخاري على ابن مندويه والعطار في مجالس أربعة متوالية أولها 26 من شهر رمضان وآخرها يوم الأحد سلخ رمضان المعظم سنة 606هـ بالكلاسة من جامع دمشق ولم يذكر له فوتا.
(ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 2/347)

3 - عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي أبو محمد الدمشقي. المولود في شعبان سنة 612هـ، والمتوفى في جمادى الأولى سنة 689هـ.
سمع "صحيح البخاري" على الحسين بن الزبيدي في مجالس أولها رابع شوال يوم الخميس سنة ثلاثين وستمائة وآخرها يوم الثلاثاء ثلاث وعشرين منه بقراءة الاسفرايني وجماعة.
(ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 2/143)

4 - عمر بن يحيى بن عمر الكرخي فخر الدين. المولود سنة 599هـ تخميناً، والمتوفى في ربيع الآخر سنة 690هـ بدمشق.
سمع على الحسين بن المبارك "صحيح البخاري" بقراءة الاسفرايني وغيره في مجالس أولها يوم الخميس رابع شوال وآخرها ثالث عشر منه سنة ثلاثين وستمائة بدمشق.
(ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 2/257)

5 - محمد بن شاهنشاه بن بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهشاه بن أيوب الأموي الملك الحافظ غياث الدين ويقال شمس الدين ابن الملك المعز معين الدين ابن الملك الأمجد مجد الدين الدمشقي. المتوفى في شعبان سنة 693هـ بدمشق.
سمع على الحسين بن الزبيدي صحيح البخاري في مجالس أولها يوم الخميس رابع شوال سنة 630هـ وأخرها يوم الثلاثاء الثالث والعشرين منه بدمشق بقراءة الاسفرايني.
أي في عشرين يوماً.
(ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 1/129)

6 – أبو القاسم عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي المغربي، المتوفى في التاسع والعشرين في ذي القعدة عام 837هـ.
قال: قرأت البخاري في حصار فاس الجديد في يوم واحد، أبتدأته بعد أذان الفجر وختمته بعد العتمة بقليل
(فهرس الفهارس والأثبات 2/1044)
وفي (خلاصة الأثر 1/73) أنه قرأه بلفظه في يوم واحد أيام الاستسقاء.

7 – الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر الكناني، العسقلاني، المصري، المولود بمصر في الثاني والعشرين من شهر شعبان سنة 773هـ، والمتوفى في ذي القعدة سنة 852هـ.
قرأ البخاري في عشرة مجالس من بعد صلاة الظهر إلى العصر.
(لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ 214، وكنوز الذهب في تاريخ حلب 2/220)

8 - الحافظ شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن [محمد بن] أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن حسين بن علي القسطلاني المصري الشافعي. المولود في ثاني عشر ذي القعدة سنة 851هـ بمصر، والمتوفى بالقاهرة ليلة الجمعة سابع المحرم سنة 923هـ
قرأ «صحيح البخاري» في خمسة مجالس على الشّاوي.
(شذرات الذهب 10/169، والضوء اللامع 2/103، والنور السافر 106، والبدر الطالع 1/102)

9 - برهان الدّين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر البقاعي الحنبلي ثم الشافعي، المولود في ربيع الأول سنة 885هـ، والمتوفى شهيداً بالبطن يوم الثلاثاء حادي عشر شعبان سنة 935هـ.
قرأ على البدر الغزّي «صحيح البخاري» كاملاً في ستة أيام أولها يوم السبت الحادي عشر من شهر رمضان سنة 930هـ.
(شذرات الذهب 10/288)

10 - أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد العلوي، التوقادي، المصري داراً، الحنفي، المولود بمصر سنة 1173هـ، والمتوفي بها في سادس ربيع الأول سنة 1199هـ.
قرأ على مرتضى الزبيدي صحيح البخاري في اثني عشر مجلساً في رمضان سنة 1188هـ،
ثم سمع الصحيح مرة ثانية بمنزل الشيخ مشاركاً مع الجماعة مناوبة في القراءة في أربعة مجالس وكان مدة القراءة من طلوع الشمس إلى بعد كل عصر
(فهرس الفهارس2/1044، و تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار 1/598)



11 - فضل الرحمن بن هلّ الله الصديقي النقشبندي الهندي: محدّث الديار الهندية في عصره. المولود سنة 1208هـ، والمتوفى سنة 1313هـ
قرأ الصحيح على شيخه الشيخ محمد إسحاق الدهلوي بالهند في بضعة عشر يوماً.
(فهرس الفهارس والأثبات 2/1049)

تم بحمد الله تعالى
...المزيد

نماذج من اهتمام أهل العلم بصحيح الإمام البخاري سماعاً وقراءة وإقراء. إعداد/ محمد علي ...

نماذج من اهتمام أهل العلم بصحيح الإمام البخاري سماعاً وقراءة وإقراء.

إعداد/ محمد علي حميسان

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه الرسالة الأولى ضمن مجموعة رسائل تتعلق بصحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري –رحمه الله تعالى-ونفعنا بعلومه، تتعلق –المجموعة-بإبراز مدى اهتمام أهل العلم بهذا السِفر المبارك، قراءة، وسماعاً، وشرحاً، وتعليقاً، وتهذيباً، ورواةً، وإسناداً، وتبركاً، ورداً للشبهات التي تثار ممن قل حظهم في علم الحديث، أو من المشبوهين الذين يحاولون إسقاط حجية السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم التسليم، وهيهات لهم ذلك.
وفي هذه الرسالة سنستعرض حال بعض أهل العلم ممن أولى الجامع الصحيح اهتماماً سواء بالقراءة أو السماع أو الإقراء.

1 - كريمة أم الكرام بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية ،الشيخة، العالمة، الفاضلة، المسندة، أم الكرام المجاورة بحرم الله، والمتوفاة سنة 463هـ، وقد بلغت المائة عام.
روت صحيح البخاري مرات كثيرة؛ وماتت بكرا لم تتزوج أبدا.
(سير أعلام النبلاء 18/233)

2 – أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الحافظ المعروف بابن القيسراني، المولود سنة في السادس من شوال سنة 448، ببيت المقدس، والمتوفي يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة 507هـ ببغداد
قال: كتبت صحيح البخاري ومسلم وأبي داود سبع مرات بالوراقة، وسنن ابن ماجه عشر مرات.
(وفيات الأعيان 7/330)

3 -موسى بن سعادة مولى سعيد بن نصر مولى الناصر عبد الرحمن بن محمد أبو عمران من أهل بلنسية، والمفقود في غزوة كتندة سنة 514هـ.
سمع صهره أبا علي بن سكرة وكانت بنته عند أبي علي ولازمه وأكثر عنه، وانتسخ صحيحي البخاري ومسلم بخطه وسمعهما على صهره أبي علي وكانا أصلين لا يكاد يوجد في الصحة مثلهما. حكي الفقيه أبو محمد عاشر بن محمد أنهما سمعا على أبي علي نحو ستين مرة.
(التكملة لكتاب الصلة 2/177، ومعجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي 1/188)

4 - ابن عطية الإمام الحافظ المتقن أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الغرناطي الأندلسي، المولود سنة 441هـ، والمتوفى بغرناطة لستٍّ بقين من جمادى الآخرة سنة 542هـ.
قال ابن بشكوال: قرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرر صحيح البخاري 700 مرة.
(الصلة لابن بشكوال 433، وتذكرة الحفاظ 4/45، وسير أعلام النبلاء 19/586)

5 - الهاشمي القصار يونس بن يحيى بن أبي الحسن بن أبي البركات بن أحمد ينتهي نسبه إلى عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو محمد الهاشمي القصار، والمتوفي سنة 608هـ .
حدّث بصحيح البخاري 36 مرة، وسمع منه الكثير بمكة وجدة والجعرانة والحديبية والخيف من منى .
(الوافي بالوفيات 29/188)

6- شيخ العلماء أبو الحسين بن اليونيني البعلبكي الحنبلي. المولود سنة 621هـ، والمتوفى في رمضان سنة 701هـ.
قابل صحيح البخاري في سنة واحدة وأسمعه إحدى عشرة مرة.
(معجم الشيوخ للذهبي 2/42، والمعجم المختص بالمحدثين 169، وذيل طبقات الحنابلة 4/330، والمقصد الأرشد 2/259)
7 - فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر البطايحي البعلي أم محمد والدة الشيخ إبراهيم بن القريشة. المولودة سنة 625هـ، والمتوفاة في صفر سنة 711هـ، ولها ست وثمانون سنة.
سمعت على الحسين بن الزبيدي "صحيح البخاري" وحدثت به الصحيح خمس مرات.
وسمعت على الحافظ تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح "صحيح البخاري" خلا من أوله إلى باب التقارب في المسجد.
(ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 2/384)


8 -فخر الدين أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن داود المغربي التوزري، ثم المصري، المالكي، نزيل مكة، والمتوفى بمكة يوم الأحد حادي عشر 713هـ.
سمع الكثير، وأجازه خلق يزيدون على ألف شيخ، وقرأ الكتب الكبار وغيرها، وقرأ " صحيح البخاري " أكثر من ثلاثين مرة على أكثر من ثلاثين شيخاً، وسمع بقراءته خلق كثير.
(البداية والنهاية 18/133، وأعيان العصر 3/228، والوافي بالوفيات 19/334، والدرر الكامنة 3/262)

9 -الشيخ الكبير المسند المعمر الرحلة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن حسن بن علي بن بيان الديرمقرني ثم الصالحي الحجّار، المعروف بابن الشحنة، والمتوفي سنة 730هـ.
سمع " البخاري " على الزبيدي سنة 630هـ بقاسيون، وإنما ظهر سماعه سنة 706هـ، ففرح بذلك المحدثون وأكثروا السماع عليه، فقرئ " البخاري " عليه بضعاً وسبعين مرة.
(أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي 1/405، ومعجم الشيوخ للسبكي 62، والبداية والنهاية 18/327، والوافي بالوفيات 8/142)

10 - شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب البكري، نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، المتوفي يوم الجمعة عشرين رمضان 733هـ
كان لطيف المعاني، ناسخا مطبقا، يكتب في اليوم ثلاث كراريس، وكتب " البخاري " ثماني مرات، ويقابله، ويجلده، ويبيع النسخة من ذلك بألف ونحوه، وكان نادرة وقته.
(البداية والنهاية 18/359)

11 - محمد بن أحمد بن منير القواس الدمشقي. المتوفى سنة 738هـ.
سمع صحيح البخاري على ثمانية وعشرين شيخا.
(ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 1/38)

12 -أحمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله، المسند المعمر المحدث، شهاب الدين الكلوتاتي، أبو الفتح الكرماني، القاهري، الحنفي، المولود سنة 762هـ، والمتوفي يوم الاثنين الرابع والعشرين من جمادى الآخرة 835هـ.
قرأ «صحيح البخاري» نحوا من خمسين مرة. وفي الضوء اللامع والتنبيه والإيقاظ أكثر من ستين مرة.
(الضوء اللامع 1/378، وشذرات الذهب 9/309، والمنهل الصافي 1/388، والتنبيه والإيقاظ 137)

13 -جلال الدّين أسعد بن محمد بن محمود الشّيرازي الحنفي، المتوفى بدمشق في جمادى الآخرة سنة 803هـ وقد جاوز الثمانين.
كتب نسخة من «البخاري» في مجلد وأخرى في مجلدين، وكان قد قرأ صحيح البخاري على الشمس الكرماني، أكثر من عشرين مرة.
(إنباء الغمر 2/157، وشذرات الذهب 9/44)

14 -أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل الزين القاهري الحنفي ويعرف بالتاجر، المتوفى سنة 805هـ.
قرأ صحيح البخاري إلى سنة 807هـ خمسا وتسعين مرة وقرأه بعد ذلك مراراً كثيرة.
(الضوء اللامع 11/79)

15 -إبراهيم بن محمد بن صديق ويدعى أبا بكر بن إبراهيم بن يوسف برهان الدين الدمشقي الشافعي الصوفي المؤذن بالجامع الأموي بدمشق الحريري أيضا، نزيل الحرم، ويعرف بابن صديق، المولود ولد في آخر سنة 719هـ أو بداية التي تليها، والمتوفى بمكة في ليلة الأحد سابع عشر شوال سنة 806هـ بمنزلة رباط ربيع، وله خمس وثمانون سنة وأشهر.
قرئ عليه البخاري في حلَب أربع مرار وبمكة أزيد من عشرين مرة، فضلاً عن دمشق والمدينة النبوية.
(الضوء اللامع 1/147)

16-محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، أبو طاهر، مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي اللغوي الشافعي. ولد في ربيع الآخر سنة 729هـ بكارزين، والمتوفي بزبيد ليلة العشرين من شوال سنة 817هـ وقد ناهز التسعين.
قال عبد الحي الكتاني: ووجدت في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني: " رأيت خط الفيروزبادي في آخر جزء من صحيح الإمام البخاري قال: إنه قرأ صحيح البخاري أزيد من خمسين مرة " اه.
(فهرس الفهارس 2/1046)

17 – سليمان بن إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر نفيس الدين أبو الربيع بن البرهان أبي إسحاق المكي العدناني التعزي الزبيدي الحنفي، محدث اليمن ويعرف بالعلوي نسبة لعلي ابن راشد بن بولان. ولد في ظهر يوم الثلاثاء سادس عشر رجب سنة 745هـ، وتوفي في سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 825 وله ثمانون سنة.
ذكر أنه مر على صحيح البخاري 150 مرة ما بين قراءة وسماع وإسماع ومقابلة.
(الضوء اللامع 3/259، وشذرات الذهب 9/274، والبدر الطالع 1/265)

18 - محمد بن أحمد بن محمد بن المحب. الزين أبو الخير الطبري الأصل المكي الشافعي ولد في جمادى الأولى سنة 739هـ بالمدينة النبوية، وتوفي بمكة في رمضان سنة 815هـ.
حضر مجالس العلم عند صهره القاضي أبي فضل النويري ولازمه وكان يقرأ عليه صحيح البخاري في غالب السنين.
أي كل سنة مرة.
(التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 2/433)


19 – عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله، جمال الدين القرشي البكري الصديقي الجرهي المحتد الشيرازي المولد، ولد ليلة الخميس ثالث صفر سنة 744هـ، وتوفي ليلة الأحد سابع عشري صفر سنة 828هـ ببلادلار.
سمع البخاري على نيف وسبعين شيخا من قبل الخمسين إلى بعد السبعين وصحيح مسلم على عشرة.
(الضوء اللامع 4/181)

20 – أبو القاسم عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي المغربي، المتوفى في التاسع والعشرين في ذي القعدة عام 837هـ.
نسخ من صحيح البخاري ثماني نسخ وربما فعل أكثر، أكثرها في سِفر واحد، ونسخ أيضاً من صحيح مسلم تسع نسخ.
(فهرس الفهارس والأثبات 2/1044)

21 – إبراهيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْبُرْهَان الطرابلسي الأَصْل الشامي المولد وَالدَّار الشافعي، المعروف بالبرهان، والمولود في ثاني عشر رَجَب سنة 753 هـ، والمتوفي سنة 841هـ
قرا البخاري أكثر من ستين مرة، ومسلماً نحو العشرين سوى قراءته لهما في الطلب أو قراءتهما من غيره عليه.
(الكاشف 116، والضوء اللامع 1/141، والبدر الطالع 1/28)

22 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن روزبة الكازروني الأصل المدني الشافعي ويعرف بالجمال أبي عبد الله الكازروني، المولود في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة 757هـ بالمدينة، والمتوفى بالمدينة في ليلة الاثنين ثاني عشر سنة 843هـ.
قرأ صحيح البخاري على الجمال الخجندي الحنفي، وابن صديق، والقاضي البدر إبراهيم بن الخشاب، وقرأ عليه أبو الفرج المراغي فقرأ عليه البخاري ثلاث مرات فضلاً عن غيره.
(التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 2/433)

23 - علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن عطيف نور الدين العدني اليماني الشافعي نزيل مكة ويعرف بابن عطيف. المولود سنة 812هـ، والمتوفي بمكة ليلة الاثنين رابع جمادى الأولى سنة 886هـ.
سمع من قاضي عدن الجمال بن كبن صحيح البخاري ثلاث مرات، وبعد موت الجمال بن كبن سمع من قاضي عدن أيضا الجمال محمد بن مسعود الأنصاري البخاري كاملاً، وأقرأ صحيح البخاري بالمدرسة التي جددها عبد الوهاب بن طاهر في شهر رمضان سنة 885هـ.
(الضوء اللامع 6/4)

24– عبد الله بن أحمد بن محمد الحسيني القادري، أصيل الدين الإيجي الشافعي، نزيل مكة، والمولود سنة 845هـ، والمتوفي سنة 904هـ.
نقل السيد جمال الدين المحدث عن أستاذه السيد أصيل الدين أنه قال: " قرأت صحيح البخاري نحو 120 مرة في الوقائع والمهمات لنفسي وللناس الآخرين فبأي نية قرأته حصل المراد وكفى المطلوب " اه.




25 – عبد الرحمن بن محمد الأوجاقي، الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث المسند الحافظ الحجة الرحلة الناقد تقي الدين ابن الشيخ محب الدين الأوجاقي المصري الشافعي. المتوفى بالقاهرة يوم الاثنين ثاني أو ثالث جمادى الآخرة سنة 910هـ.
روى صحيح البخاري عن جمع كثير يزيد عددهم على المائة وعشرين نفساً ما بين قراءة وسماع.
(الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة 1/234)

26 - حسن بن محمد بن مزلق. بدر الدين ابن المزلق الشافعي. المتوفي سنة 965هـ.
كان يختم في رمضان كل سنة صحيح البخاري تحت قبة النسر حفظاً.
(الكواكب السائرة 2/137)


27 -أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي العيش بن محمد أبو العباس المقري التلمساني المولد المالكي المذهب نزيل فاس ثم القاهرة، والمتوفى في جمادي الآخرة سنة 1041هـ
قرأ على عمه الشيخ الجليل العالم أبي عثمان سعيد بن أحمد المقري مفتي تلمسان ستين سنة ومن جملة ما قرأ عليه صحيح البخاري سبع مرات، وأملاه في الجامع الأموي بدمشق وغيرها.
(خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/302)

28 -علي بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، ابن السراج أبو الحسن الأنصاري السجلماسي الجزائري، المتوفى في أواخر شعبان سنة 1057هـ شهيداً بالطاعون في الجزائر من الديار المغربية.
قرأ الستة على مشايخه دراية وقرأ البخاري سبع عشرة مرة بالدرس قراءة بحث وتدقيق.
(خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3/173)

29 -عناية الله الحنفي الكشميري، المتوفى في شهر رمضان سنة 1125هـ.
قرىء عليه صحيح البخاري ستاً وثلاثين مرة.
(الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) 6/769)

30 – محمد عابد بن أحمد بن علي بن يعقوب، أبوعبد الله الأنصاري الخزرجي السندي الحنفي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه-، المولود سنة 1190هـ، والمتوفى يوم الاثنين 18 ربيع الأول سنة 1257هـ بالمدينة المنورة.
كان مدة مقامة بالمدينة مثابراً على إقراء كتب السنة حتى إنه كان يختم الكتب الستة في ستة أشهر، بل إن الشيخ حسن الحلواني المدني ذكر أنه سمع على الشيخ عابد الكتب الستة في شهر وأخذها عنه دراية في ستة أشهر.
قلت: وقد مكث في المدينة عدة سنوات، فمعنى هذا أنه ختم البخاري فضلاً عن الكتب الستة مرات كثيرة.
(فهرس الفهارس والأثبات 2/720)

31 - أبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الحسني المتوفى بفاس سنة 1323 عن نيف وسبعين سنة.
ختم الصحيح بالزاوية الكتانية بفاس أزيد من عشرين مرة.
(فهرس الفهارس والأثبات 1/186)

وهناك الكثير من الأربطة والزوايا والمدارس في مختلف بلدان الإسلام، والتي تحافظ على ختم صحيح البخاري كل سنة، خاصة في شهر رمضان المبارك.

تم بحمد الله تعالى تعالى
...المزيد

ما يتعلق بألفية ابن مالك-رحمه الله تعالى- من مُلَحٍ وطرائف ونوادر جمع وإعداد: محمد علي عباد ...

ما يتعلق بألفية ابن مالك-رحمه الله تعالى- من مُلَحٍ وطرائف ونوادر
جمع وإعداد: محمد علي عباد حميسان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اقتدى بهداه، أما بعد.
فمن المعلوم أن ألفية ابن مالك -رحمه الله تعالى- في النحو والصرف، والمسماة بـ "الخلاصة" من المنظومات اللاتي تلقّاها أهل العلم بالقبول، وبلغت شهرتها الخافقين، وسارت بها الركبان، واعتكف عليها المشايخ وطلبة العلم حفظاً وشرحاً، وهذا دليل إخلاص ناظمها، وغزارة فوائدها، وجودة سبكها.
ولما اهتم العلماء بنشر فوائدها وتوضيح مكنوناتها، وذكر شواهدها، حصل من ذلك بعض المُلَح والنوادر التي لا تخلو من فائدة أو طرفة، وقد جمعت ما استطعت الوصول إليه من ذلك، فجمعتُ من فوائد بعض المشايخ في ملتقى أهل الحديث وبطون الكتب، وما استفدته مشافهة من بعض مشايخي الفضلاء، فأرجو أن تنال استحسان القراء الكرام، وأكون ممن يُدخل السرور على أخيه المسلم، راجياً ممن قرأها دعوة صالحة، فنشرع وبالله تعالى التوفيق والسداد.

1 - قال ابن حمدون في حاشيته على شرح المكودي 1/ 23 :" ويروى أن ابن مالك زاد بعد هذا " [أي قول ابن مالك في المقدمة: فائقة ألفية ابن معطي] "فائقة منها بألف بيت" ثم وقف، ولم يستطع الزيادة على هذا الشعر أياماً، فرأى شخصاً في منامه فقال: سمعت أنك تضع ألفية في النحو، قال ابن مالك : نعم، فقال: إلى أين وصلت فقال: إلى "فائقة منها بألف بيت" فقال: ما منعك من إتمام هذا البيت؟، فقال له: عجزت منذ أيام، فقال له: أتريد إتمامه؟ قال له: نعم، فقال له: " والحي قد يغلب ألف ميت"، فقال له: لعلك أنت ابن معطي، قال له: نعم، فاستحيا منه، فلما أصبح أسقط ذلك الشطر وقال "وهو بسبق... الخ ".والإنصاف أن نظم ابن مالك أجمع وأوعب، ونظم ابن معطي أسلس وأعذب.

***
2 - أتى امحمد ولْ أحمديورَ يومًا إلي حي بني مالكٍ التندغيين مرافقًا عمه و شيخه العلامة محمدْ فالْ بن محمذن - ببَّها، فاستقبلهم شيخ الحي. وكان لمرابط ببّها يعرفه عن طريق السماع فقط، و لم يسبق له أن رآه.
فلما كان منهما الرجل بمكان لا يستطيع فيه امحمدْ تعريف لمرابط ببّها بالرجل، قال امحمدْ: "أيٌّ كَما"، ففهم لمرابط ببها الإشارة وسلم على الرجل باسمه.
والنكتة في القصة أن قول امحمد "أي كما" مقطعٌ من بيت من ألفية ابن مالك هو:

أيٌ كَما وأُعربتْ ما لمْ تُضفْ
وصدرُ وصلها ضميرٌ انحذفْ


وشاهد البيت قول الشاعر:
إذا ما لقيتَ بني مالكٍ
فسلِّمْ على أيُّهمْ أفضلُ


فعند ذكر امحمد للمقطع، انصرف ذهن لمرابط ببها إلى بيت الألفية، ثم من بعده إلى شاهده، ثم فهم من الشاهد أنه بصدد السلام على أفضل بني مالك، أي رئيسهم .. فسلم عليه باسمه.
(منقولة عن حامد ولد الفالي)

3 - وقد ذكر أحد الفضلاء أنه وقع للرجلين موقف مشابه لما وقع في قصة "أيٌّ كما "، ذلك أن أسرة أهل اشْنِـينْ كانوا نازلين بقرب الحي الذي فيه لمرابط ببها و امحمد، فأتى والدهم بابَ ولْ اشنينْ يومًا للسلام على لمرابط ببها وكان امحمد حاضرا بالمجلس مدركاً أن عمه وشيخه لم يعرف الرجل فقال امحمد مخاطبا لمرابط ببها: "هلْ رأيتَ الذيب قط" ففهم منها لمرابط الإشارة إلى المذق الذي وصفه الراجز بقوله:
حتى إذا جنَّ الظلامُ و اختلطْ
جاؤوا بمذقٍ هلْ رأيت الذيب قطْ


وذلك المذق الذي تلك صفته هو ما يعرف عندنا محلياً ب " إشنينْ" و لا يخفى ما في ذلك من الإشارة لاسم الأسرة النازلة بقربهم، عندها سلم لمرابط علي باب و بدأ معه الحديث.

***
4 - ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن اجدود الملقب "العباد" طرفة في كتابه "الضبط لعلمي الرسم والضبط" ص 79 بعد إنْ انتهى من ذكر بعض ما يقع فيه الطلبة من فاحش لحن الخط مع ذكر نماذج لذلك لئلا يقع فيها أمثالهم نحو (كماء أنزلناه) قد يكتبها البعض (كما إن أنزلناه)، أو (فتنقلبوا) يكتبها (فتن قلبوا) فقال:
طرفة: هذا النوع يسمى التحنكيل بالعامية، والفعل منه "حنكل" ويقال إن اشتقاقه أن أبا عذرته كتب بيت الخلاصة من باب "لا الجنسية" [هكذا]:

وَرَكّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحَاً كَلاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ وَالْثَّانِ اجْعَلاَ

كتبه هكذا:
وَرَكّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِ حَنكَلاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ وَالْثَّانِ اجْعَلاَ


فجعل "فات" كلمة و"حنكل" كلمة، فصار كل من فعل شيئاً من هذا القبيل يقال له: "قد حنكل"

***
5 – ذكر العلامة محمد الحسن ولد الددو –حفظه الله تعالى- أثناء لقاء معه على قناة دليل الفضائية في برنامج "سوانح الذكريات" الحلقة الخامسة أن أحد جداته نزل عليها ضيوف –رجال مسافرون- وبينهما وبينهم ساتر خفيف، وهم يظنون أنها لا تسمعهم، فأرسلَتْ إليهم كل لبن الإبل، فلما شربوه ظنوا أنه ممزوج بماء، فقال أحدهم:
ونعتوا بجملةٍ منكّرا
فأُعطيتْ ما أعطيتُهُ خبرا


فسمعت جدته ذلك، وسمعت ضحك الضيوف، فعرفت أنه ما قصد هذا البيت، وإنما قصد البيت الذي بعده، وهو:
وامنع هنا إيقاع ذات الطَّلَبِ
وإنْ أتت فالقولَ أضمِرْ تُصبِ


فالبيت هذا شاهده:


أتيت غسان ومعزاهم تئطْ

بلبنٍ لها ورَسْلٍ وأقِطْ

حتى إذا جَنَّ الظلامُ واختلَطْ

جاءَوا بِمَذْقٍ هل رأيتَ الذئبَ قَطْ


فأجابتهم من وراء الساتر، فقالت: لا والله ليس فيه ماء، وإنما الإبل في الصيف ليس لها غذاء إلا ما تشربه من المياه، فاستغربوا وقالوا: ما تكلمنا في هذا الموضوع، قالت: بلى، أنت قلت هذا البيت إشارة إلى الى البيت الذي بعده، والذي شاهده كذا وكذا...

***
6 – حدثنا شيخنا العلامة د. أحمد بن عبد العزيز الحداد –حفظه الله تعالى- أن أحد العلماء المغاربة كان مسافراً للحج، فمر على إحدى البلدان ولعلها مصر، فسأل عن عالم بها حتى يستريح عنده ويؤانسه، فدُلَّ على بيت أحدهم، فطرق عليه الباب، فسأل صاحبُ البيت: مَن الطارق؟، فقال: رجل. وكان صاحب المنزل عالماً بالنحو، فقال: لا يجوز الابتدا بالنكرة.
فقال الشيخ المسافر:
.....................................
مَا لَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ

وَهَلْ فَتَىً فِيكُم فَمَا خِلٌّ لَنَا
وَرَجُلٌ مِنَ الكِرَامِ عِنْدَنَا

وَرَغْبَةٌ فِي الخَيْرِ خَيْرٌ وَعَمَلْ
بِرٍّ يَزِينُ وَلْيُقَسْ مَا لَمْ يُقَلْ


فانظر كيف أجاب، وشرح حاله، وطلب البر، وغير ذلك، بأبيات من الألفية.

وللفائدة: فالشافعية يذكرون بأن المقصود في هذه الأبيات هو الإمام النووي، بينما يذكر الحنابلة أن ابن مالك قصد محمد بن أبي الفتح البعلي، وهو أوّل شارح للألفية، وهما من تلاميذ ابن مالك –رحم الله تعالى الجميع-.

***

7 - نقل أحد طلبة العلم عن الشيخ عبد العزيز البِرْماوي -رحمه الله تعالى-أنه حدثهم أثناء شرحه الألفية فقال: كان بالأزهر شيخ شديد على الطلاب يقال له الشيخ الخراشي، وذات يوم امتحن الشيخ الطلاب، وكان أحد الطلاب يعاني من شدة الشيخ عليه، فجاء من نصيب الطالب سؤال عن الترخيم، وطلب منه الشيخ أن يسمعه ما قال ابن مالك في الترخيم، فكان ينبغي أن يذكر الطالب قول ابن مالك :
تَرْخِيماً احذِفْ آخِرَ المُنَادَى
كَيَا سُعَا فِيمَنْ دَعَا سُعَادا


لكن الطالب أراد أن يحرج الشيخ فغيّر في البيت وقال:
ترخيما احذف آخر الحواشي
كيا (خرا) لمن دعا خراشي


فغضب الشيخ ، وعُقِد للطالب مجلسٌ لتأديبه ومحاكمته وقرروا فصله من الجامعة لمدة سنة على ما أذكر بسبب هذا البيت .

8 - ومثلها ما ذكره الكاتب سعيد الصباح تحت عنوان "تساؤل صديق" قائلاً:
روى لي الشاعر الجزائري السائحي الأكبر، أثناء انعقاد مؤتمر الأدباء والكتّاب العرب في تونس، أواخر العام 1990 ، أن له صديقاً يدعى زهنون الخراشي، فاتبع مبدأ الترخيم حين ناداه ِشعراً:
ترخيماً إحذف آخر الحواشي
كــ”يا…..” [فيمن] دعا خراشي


***

9 - كان أحد المدرسين في أحد المعاهد يشرح ألفية ابن مالك، فجاء الحديث عن علامات الفعل الماضي، فقال الطالب للمدرس: ما رأيكم بقول ابن مالك؟:
وجوزوا دخول لم على المضي
كـ لم أتى ولم سعى ولم رضي


فاحتار المدرس وقتاً داخل المعهد وخارجه، وفي الأخير أفاده الطالب أنه من اختلاقه.
***

10 - قيل بأن أحد النحاة كان له بنت في سن الزواج، فجاء لخطبتها رجلان، أحدهما، ابن عمها وهو فقير، والثاني تاجر من التجار لكنه بعيد.
فعرض الأب على ابنته الأمر، فقال لها : ما رأيكِ؟
فقالت: الأمر لك يا والدي. [وكان هواها مع ابن عمها]
فقال لها: أمّا أنا فأختار لك التاجر؛ لأنه سيريحيك، ووو ..
فقالت وكانت فطنة: ولكن ابن مالك يقول :
وَفِى اخْتِيَارٍ لاَ يَجِيءُ الْمُنْفَصِـلْ
إِذَا تَأَتَّى أَنْ يَجِيءَ الْمُتَّصِـلْ


فقال الأب: سلمنا لابن مالك !!

***
11 - قال أحد الفضلاء: حدثنا شيخنا النحوي الفاضل محمد أحيد ولد عمر ولد محم بوبة نزيل المدينة النبوية حفظه الله أن الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي -رحمه الله تعالى- (ت:1363هـ) استضافه أحد الناس فقدم له طعاما ووضع الملاعق حوله فأكل الشيخ بيده ولم يأكل بالملعقة فقال الرجل للشيخ محمد: مالك لا تأكل بالملعقة يا شيخ؟ فقال الشيخ على البديهة: يقول ابن مالك في ألفيته:
وَفِى اخْتِيَارٍ لاَ يَجِيءُ الْمُنْفَصِـلْ
إِذَا تَأَتَّى أَنْ يَجِيءَ الْمُتَّصِـلْ


والملعقة في حكم المنفصل .

قال لي الشيخ الفاضل د. محمد أبو بكر باذيب –حفظه الله تعالى-: والذي نحفظه وهو مثبت في كتب رحالة الحضارم ومدوناتهم أن الذي استشهد ببيت الألفية في تناول الأكل باليد دون الملاعق هو العلامة الفذ الحبيب أحمد بن حسن العطاس تـ 1334هـ. قال ذلك في ضيافة أقامها له شيخ الإسلام الأنبابي تـ 1313هـ بمناسبة وفود الحبيب أحمد إلى القاهرة.
ولا مانع من تعدد الحادثة للشيخ الحبيب وغيره.
***

12 - في حاشية ابن الحاج على شرح المكودي للألفية 1/130 :قال ابن غازي : ورد علينا أيام كنا بمدينة مكناسة من أعيان ( سلا ) الأديب المجيد أبو سعيد بن محمد فحاجانا بقوله:

يا قارئا في النحو ألفيةً قد جمعت
في النحو معظم ما في النحو قد قيلا

إن كنت تفهمها فهما تحوز به
أسرارها حين تخفى والأقاويلا

في أي بيت بها قد جاء فاعلها
فعلا ومن فاعلٍ قد جاء مفعولا


قال ابن غازي بعد بيتي أبي سعيد :فأوقع الله في قلبي أنه أراد: ويرفعُ الفاعلَ فـِـعلٌ أضمرا، فقلت مجيباً له :

فدتك نفسي فقد أحسنت تمثيلا
وفُقْت كلَّ الورى نظماً وتسجيلا

قد جاء ذاك بها في باب فاعلها
من بعد أربعة في النظم تكميلا


يريد ابن غازي البيتَ الخامس من باب الفاعل: ترفع كان المبتدا اسماً ...إلخ

13 - وألغز فيه أحدهم فقال:
يا قارئاً ألفية الجياني
وسالكاً في أحسن المعاني

في أي بيت جاء فعل فاعلا
والمبتدأ من بعد مفعولا


فأجاب ابن حمدون:
يا أيها الحبر الهمام السيد
أبقاك رب للعباد ترشد

أهديت لغزا في الخلاصة بدا
في قوله ترفع كان المبتدا


وأجاب أحدهم أيضاً فقال:
ألغزت لغزاً يا خليلي قد بدا
في قوله: ترفع كان المبتدا


***
14 - قال الشيخ عصام البشير-حفظه الله تعالى-: حدثني شيخي الشيخ مصطفى النجار أن أحد الطلبة قرأ على شيخه عنوان (أفعال المقاربة) من ألفية ابن مالك، فصحفها وقال: (أبغال المغاربة).

***
15 - قال الشيخ أبو مصعب الجهني –حفظه الله تعالى-: كنت مع مجموعة من صغار الطلبة -في السن-فجاء أحد الشباب يريد أن يدرس شئياً من الألفية على أحد زملائه، وكان قد أصيب بوعكة عقلية قبل ذلك، فقال له: اشرح لي قول ابن مالك:

وكل حرف مستحق للبنا
والأصل في المجنون أن يُسَكَنا


يسكن بلهجتنا يعني أن توضع الأغلال في يديه كيلا يضر الاخرين

***

16 - قال ابن مالك في ألفيته:

تَرْفَعُ كَانَ المبْتَدَا اسْماً وَالْخبَرْ
تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّداً عُمَرْ


فقام أحد الرافضة بتغييره، فقال في حاشيته على البهجة المرضية للسيوطي:

ترفع كان المبتدأ وما يلي
تنصبه ككان سيدا علي


***

17 - كان الشيخ الشاعر عامر الأنبوطي (ت.1173) –رحمه الله تعالى-يعمد إلى المتون المشهورة فيعارضها، ومما جاء في معارضته لألفية ابن مالك:

يقول عامـر هو الأنبـــــوطي
أحمد ربي لســــت بالقنوطــي

وأستعيـــــن الله في ألفــية
مقاصد الأكل بــها محـــــوية

فيـــها صنوف الأكل والمطـاعم
لذت لكل جائع وهـــــــاتم


وفيها يقول :

طعامنا الضاني لذيذ للنهم
لحماً وسمناً ثم خبزاً فالتقـم

فإنها نفيسة والأكل عـمّ
مطاعماً إلى سناها القلب أمّ


وفيها:
والأصل في الأخباز أن تقمّرا
وجوزوا التقديد إذ لا ضررا

وامنعه حين يستوي الخرفان
فإنه يعيق أكل الضــاني


ويقول أيضاً:

وخير ما في غربنا يلتمس
حبّ مكركب يسمى الكسكس

وقهوتان في الصباح والمسا
ومن يزد عليهما فقد أسى


***
18 - سئل الشيخ عدود –رحمه الله تعالى- عن لبس السراويل في الإحرام؟
فقال من ألفية ابن مالك :

ولِسَراويلَ بِهذا الجمعِ
شَبَهٌ اقتضى عمومَ المَنعِ


وسئل ما حكم شرب البيبسي؟
فقال منها – أيضاً:

والرفْعُ في غيرِ الذي مَرَّ رَجَحْ
فما أُبيحَ افْعَلْ ودَعْ ما لمْ يُبَحْ


***

19 - ذكر الشيخ العيكفي –أيده الله تعالى-أن أحد المدرسين في درس الألفية قرأ:

وَمِثْلُ كَانَ دَامَ مَسْبُوقاً بِمَا
كَأعْطِ ما دمت مُصِيباً دِرْهَما


فسأله طالب أليس الحديث "أن تصدق وأنت صحيح شحيح" فالمظنون بابن مالك أن يكون هذا مراده: كأعط ما دمت صحيحاً درهماً.
فلما رجعنا إلى الشروح لم نجد تخريجاً أحسن من هذا.

***

20 - ألغز ابن غازي المكناسي –رحمه الله تعالى- فقال:

حاجيتكم معشر جمع النبلا
المعربين مفردا وجملا

ما ألف بيت دون شطر نصبت
بوتد منه رقيتم للعلا


والإجابة هي ألفية ابن مالك عدا الشطر الأول من البيت الأول، فـ "قال": فعل، و"محمد" فاعله، وجملة "هو ابن مالك" معترضة لا محل لها من الإعراب، وما بعدها إلى آخر الألفية في محل نصب بـ "قال".
وقد أجاب العالم الموريتاني أباه بن أبوه نظماً فقال:

ألفية بن مالك الحبر الأجل
هي الجواب ما عدا الشطر الأُوَل

نصب محلها بقال قد ظهر
وكون قال وتدا فيه نظر



***
21 - مما قيل في مدح الألفية قول ابن المجراد:

خلاصة النحو لا أبغي بها بدلا
مستغرقا درسها في كل أوقاتي

قد جمعت لب علم النحو مختصرا
نظما بديعا حوى جل المهمات

قل لابن مالك إني قد شغفت بها
لم يأت مثل لها يوما، ولا يأتي

وها أنا أسأل الرحمن مغفرة
له تبوئه في خير جنات


***

22 - وقال بعض المغاربة يمدح ألفية ابن مالك ويعرض باللخمي –رحمه الله تعالى- صاحب "التبصرة" لمخالفته مذهب الإمام مالك في بعض المسائل وتخريجها على غير مذهبه، حتى قيل إنه ممزق مذهب مالك ومقطع أوصاله.

لقد مَزَّقتْ قلبي سِهامُ جُفونها
كما مَزَّق اللخميُّ مذهبَ مالكِ

وصال على الأوصال بالقَدِّ قَدُّها
فأضحت كأبيات بتقطيع مالكِ

وقُلِّدْتُ إذْ ذاك الهوى لمرادها
كتقليد أعلامِ النحاة ابْن مالك

وملكتها رقّي لرقّة لفظِها
وإن كنت لا أَرضاه مِلْكا لمالك

وناديتها: يا مُنْيتي، بَذْل مُهْجتي
ومالي قليلٌ في بديع جمالكِ


***
محمد بن يوسف المراكشي التاولي المالكي أحد فقهاء المغاربة الممتطين سنام الفضل وغاربه، ... وعَلم فضل أشهر من نار على علم، له فى الأدب يد لا تقصر عن إدارك غاية، وباع تلقى راية البلاغة فكان عرابة تلك الراية، ومن نوابغ كلمه... قوله من أرجوزة ضمّن فيها مصاريع من ألفية ابن مالك مدح بها شيخه الحافظ أبا العباس المقرئ وقال فيه:

ذاك الإمام ذو العلاء والهمم ... "كعلم الأشخاص لفظاً وهو عم"
فلن ترى فى علمه مثيلا ... "مستوجباً ثنائي الجميلا"
ومدحه عندى لازم أتى ... "فى النظم والنثر الصحيح مثبتا"
أوصاف سيدى بهذا الرجز ... "تقرب الأقصى بلفظ موجز"
فهو الذى له المعالى تعتزي ... "وتبسط البذل بوعد منجز"
رتبته فوق العلى يا من فهم ... "كلامنا لفظ مفيد كاستقم"
وكم أفاد دهره من تحف ... "مبدي تأول بلا تكلف"
لقد رقى إلى المقام الباهر ... "كطاهر القلب جميل الظاهر"
وفضله للطالبين وجدا ... "على الذي فى رفعه قد عهدا"
قد حصل العلم وحرر السِّيَر ... "وما بإلا أو بإنما انحصر"
فى كل فن ماهر فيه ولا ... "يكون إلا غاية الذى تلا"
سيرته سارت على نهج الهدى ... "ولا يلى إلا اختيارا ابدا"
وعلمه وفضله لا ينكر ... "مما به عنه مبينا يخبر"
يقول دائما بصدر انشرح ... "اعرف بنا فاننا نلنا المنح"
يقول مرحبا لقاصد ومَن ... "يصل إلينا يستعن بنا يعن"
والزم جنابه واياك الملل ... "إن يستطل وصل وإن لم يستطل"
واقصد جنابه ترى مآثره ... "والله يقضى بهبات وافره"
وانسب له فإنه ابن معطى ... "ويقتضى رضا بغير سخط"
واجعله نصب العين والقلب ولا ... "تعدل به فهو يضاهى المثلا"

ترجمته من كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4/272




تم بحمد الله تعالى
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً