الحلم حلة أهل الإيمان والعقل قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأشجِّ عبد القيس: إن فيك ...

الحلم حلة أهل الإيمان والعقل


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأشجِّ عبد القيس: إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة).

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "قيل للأحنف بن قيس: ما الحلم؟ قال: أن تصبر على ما تكره قليلا" [عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين].

ورُوي أن رجلاً سبَّ ابن عباس، رضي الله عنهما، فلما فرغ الرجل قال ابن عباس: "يا عكرمة، هل للرجل حاجة فنقضيها؟" فنكَّس الرجل رأسه واستحى.

ومثلها أن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- قال لعرابة بن أوس: "بم سُدْت قومك يا عرابة؟" قال: "يا أمير المؤمنين، كنت أحلم عن جاهلهم وأعطي سائلهم وأسعى في حوائجهم، فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن جاوزني فهو أفضل مني".

إنه الحِلم -أخي المجاهد- الذي يعتبر من أهم الصفات التي يجب على المسلم التحلي بها إذا ما أراد أن يكون من أصحاب الخلق الحسن، فهو يعني الطمأنينة عند الغضب، والتفكر قبل الحكم على الشيء، والتعقل والروية.

وقال الإمام ابن القيم: "أوثق غضبك بسلسلة الحلم، فإنه كلب إن أفلت أتلف" [الفوائد].

أخي المجاهد، لقد وصف الله -تعالى- نفسه بهذه الصفة فقال عزَّ من قائل: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 235]، وفي آية أخرى: {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]، وقال أيضا: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17]. ووصف -تعالى- خليله إبراهيم -عليه السلام- بها فقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114].

وما نال أحد من النبي -صلى الله عليه وسلم- فينتقم منه إلا إذا انتَهَك محارم الله فينتقم لله، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: خَدَمْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع سنين، أو تسع سنين، ما علمتُ قال لشيء صنعتُ: لم فعلت كذا وكذا؟ ولا لشيء تركت: هلا فعلت كذا وكذا [رواه مسلم].

أخي المجاهد، إن الحلم مطلوب في كل الأوقات وفي جميع الظروف وهو كنز ثمين، وهو في زمن الشدائد والفتن أثمن وأحوج، حيث تحار العقول، وتختلج القلوب، وتضطرب المواقف، ولا يسع المرء عند ذلك سوى تقوى الله والحلم.

واعلم أن ذلك ليس دعوة للبلادة في الطباع، تجعل المرء محط تلقي الإهانات والإساءات دون رد، ولكنه تريُّث وتعقُّل، ونظر في العواقب وتدبُّر، وتقدير للمصالح والمفاسد، وما لم يكن هناك تدبر للإساءة وأسبابها، فلن يكون هناك قدرة على تجاوزها أو ردها.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 124
الخميس 5 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

الفتن والابتلاءات (1) الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على من أرسله ربه ...

الفتن والابتلاءات (1)

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على من أرسله ربه شاهداً ومبشراً ونذيراً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد..

فقد بيَّن الله -تعالى- أن إرادته الشرعية في خلق العباد أن يعبدوه مخلصين له الدين، واقتضت حكمته البالغة أن يكلف العباد بفعل ما يحب وترك ما يكره، وأن يجعل لهم إرادة واختياراً فيختاروا أحد الطريقين: طريق الهدى أو طريق الضلال، دون أن يجبرهم على طاعة أو معصية، مع أن جميع أفعالهم لا تقع إلا بمشيئة الله سبحانه، قال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]، وهذه هي هداية الدلالة بأن بيَّن لهم وميَّز لهم طريق الحق من طريق الباطل، وقد وصف الله -تعالى- نفسه بأنه المبين في قوله: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 25]، ووصف نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأنه مبين فقال سبحانه: {وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} [الدخان: 13]، ووصف كتابه بأنه مبين: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15]، لئلا يكون للناس حجة على الله بعد ذلك، والله -تعالى- يهدي من يشاء بحكمته وفضله ورحمته، ويضل من يشاء بحكمته وعدله.


• الابتلاء بالنعم وبالمصائب:

يريد الله -تعالى- من عباده أن يداوموا على طاعته وامتثال أوامره في السراء والضراء، وأن يقابلوا نعمه بالشكر، ويقابلوا المصائب بالصبر.

وأما النعم فالله -تعالى- يصيب بها المؤمن والفاسق، ولذلك أنكر الله -تعالى- على من يعد نعم الله الدنيوية إكراماً له، ويعد تضييق الرزق إهانة له، فقال سبحانه: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا} [الفجر: 15 - 17]، فالله -تعالى- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، وأما الدين فلا يعطيه إلا لمن يحب.

وكذلك المصائب الدنيوية تصيب الطائع والعاصي، فالفقر والأمراض ونقص الأنفس والجوع والخوف تصيب المسلمين والكافرين، ولكن المسلم له مواقف عدة من هذه المصائب:

1- أولها أنه يعلم أنها من عند الله سبحانه، فيرضى ويسلِّم.

2- وأن لله فيها حكمة قد تظهر للخلق وقد يجهلونها.

3- الإيمان بقضاء الله وقدره، وأنه قدّر الخير والشر، ولا يقول لو كان كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن يقول: قدر الله وما شاء فعل، كما أمرنا النبي، صلى الله عليه وسلم، فالمؤمن لا يلوم نفسه على وقوع المصائب، لأنها قدر الله.

4- أن هذه المصيبة قد أصابته بذنب أذنبه، لقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، فيستغفر الله ويتوب إليه من ذنوبه، وهو موقن بأن الله -تعالى- يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.


• الصبر على الأذى فيه:

هناك مشاق ومصائب وأذىً ومحن تصيب المسلم بسبب دعوته إلى الله وإعلانه الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين والطواغيت وأتباعهم، وأيضاً بسبب مجاهدته لأعداء الله بالحجة والسنان، فهذه يعلم المؤمن أنها ابتلاءات تجري على سنة الله في عباده المجاهدين، بحيث يمحصهم ثم يمحق أعداءهم، ويكشف بها الصادق في إيمانه من الكاذب، والمؤمن من المنافق، فهذه الابتلاءات والفتن يستقبلها المؤمن بالرضا والصبر والاستمرار في دعوته وجهاده، كما أنه لا يهين ولا يستكين لعدوه ولا يحزن لما أصابه في سبيل الله، ويستشعر علوه على الكافرين بإيمانه بالله عز وجل، وقد يجتمع مع هذه السنن الإلهية وقوع معصية من العباد فيحصل الابتلاء والتمحيص، ويعقبهما لطف الله بعباده وعفوه عنهم لاستمرارهم في طاعته ومجاهدة أعدائه، كما حصل في غزوة أحد، فقد حصل الفشل بسبب معصية بعض الرماة وحبهم للدنيا، ولكن الله –تعالى- عفا عنهم بعد أن ابتلاهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152].

وأخبر -تعالى- في السياق نفسه ما حصل في غزوة أحد أن له حكماً كثيرة من صرفه للمؤمنين عن الكافرين، قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137].
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123 قصة شهيد: أغراه المرتدون في خراسان بالمناصب إن تخلى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123
قصة شهيد:


أغراه المرتدون في خراسان بالمناصب إن تخلى عن الدولة الإسلامية فرفض وقاتلهم

• سعد الإماراتي
بشَّر بالخلافة وكان من أوائل الملتحقين بصفوفها وقاتل الصليبيِّين والمرتدين تحت سلطانها

لم يكن "سعد الإماراتي" يعلم عندما غادر بلدته "لوجر" في صغره برفقة أهله أنه سيكون يوما ما الأمير العسكري لمدينة "ننجرهار" تحت سلطان الخلافة، وأنه سيكون من أوائل المبايعين لخليفة المسلمين في خراسان، والساعين لامتداد نفوذها هناك.

ولم يكن يعلم كذلك بأن كثيرا من الذين يحملون البنادق في بلاده، ويرتدون الجعب، ويطلقون اللحى والشعور، سيرتَدُّون عن دينهم ويقاتلون لصالح قوى صليبية كافرة أو مرتدة عميلة.

وهو الذي عاين في صغره اندحار الصليبيِّين الروس عن بلاده وأدرك بفعل ذلك أن الجهاد في سبيل الله عز ليس بعده ذل، وأنه لا بد لذلك الجهاد أن يكون على علم وبصيرة، وتحت راية التوحيد لتطبيق شرع رب العالمين، وتأكد كذلك وهو في السنوات الأولى من حياته، أن لا خيار أمام المسلم غير القيام بفرض دفع الصائل عن دينه وأهله وعرضه.

لم يتوقع عبد الهادي الملقب بـ "سعد الإماراتي" أنه سيخوض أشرس حروبه يوما ما مع أبناء جلدته من المرتدين، وأنه سيُقتل على أيديهم، بعد أن شهدت له جبال خراسان بصولاته ضد الصليبيِّين الأمريكيِّين والطالبان المرتدين، والحكومتين العميلتين الأفغانية والباكستانية.


• تشرب الجهاد وأحب أهله:

ترعرع في مخيم "باغبانان" في بيشاور بعد أن وصل إليه مع أسرته بسبب التهجير الذي تعرضوا له قبل 30 عاما، بعد دخول القوات الروسية الصليبية بلدته، تلقى في مدارسها علومه، إضافة إلى اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسوب، فكان على إلمام جيد بهما.

تشرب الجهاد منذ صغره وأحب أهله، وأدرك أنه لا بد من علم ينير طريق المجاهد، وأيقن بأن القتال تحت راية التوحيد هو الجهاد وما دونه مضيعة للدين وللوقت والجهد، وإهدار للطاقات، وتفريط بالأرواح.

وما إن اكتمل نضوج الشاب اليافع حتى أعلن الصليبيون الأمريكيون عن حملتهم على بلاده، فقام في سبيل الله قومة الأسود، ليساهم في تحكيم شرع الله في الأرض ودحر الغزاة عنها، وكانت أولى غزواته ضد الصليبيِّين في منطقة "كنر" الأفغانية تحت إمرة القاري إسماعيل، الذي كان من المطلوبين الأوائل لدى الأمريكان.


• عملية إنزال فاشلة:

ومن شدة تنكيل سعد وأميره ومجموعاتهما المجاهدة بالصليبيِّين وأعوانهم، نفَّذت عليهم القوات الصليبية الكافرة عملية إنزال دامية لكن الله عصمهما آنذاك، دُمِّرت على إثرها مروحية للكفار وقُتل عدد كبير منهم.

بعد ذلك هاجر البطلان إلى باكستان، حيث قُتل أميره قاري إسماعيل في عملية مداهمة للجيش الباكستاني المرتد في "بيشاور"، وبفعل التضييق والملاحقة هاجر عبد الهادي إلى "ميرانشاه" في وزيرستان.

لم يكن بطلنا ليحصر جهاده في الحدود التي رسمها الصليبيون، ولم يقصر جهاده على قتال الصليبيين وعلى الحكومة الأفغانية العميلة المرتدة، بل كان يقاتل كذلك الحكومة الباكستانية المرتدة، وكان من ذلك أن أُسر في منطقة "مهمند" شمال غربي باكستان، ومكث في السجن مدة، وبعد خروجه عاود هجماته الدامية على الصليبيِّين والمرتدين في باكستان وأفغانستان.


• طلب خبيث من المرتدين وعمالة:

ولما استحكمت شبكة الاستخبارات الباكستانية على حركة "الطالبان" وعلى شبكة "حقاني" طلبوا من عبد الهادي أن يحصر جهاده وعملياته ضد الحكومة الأفغانية فقط، ولكن عبد الهادي كان قد عرف قبل ذلك خُبث عقائد الطالبان ومكائدهم، فلم يُلق لطلبهم بالا، واستمر في العمليات ضد المرتدين في باكستان وأفغانستان، وكان مع عبد الهادي رجال صادقون مخلصون أصحاب عقيدة، وإثر ذلك أعلنت حركة طالبان المرتدة أن عبد الهادي باغٍ على الحركة، لعدم حصر عملياته حيث تريد الاستخبارات الباكستانية.

إلا أن سعد الإماراتي لم يلقِ لإعلان الطالبان بالا، ولا حسب لهم حسابا، فبدأت ضرباته النوعية -هو ومن بقي معه من إخوانه الصادقين- على الاستخبارات في منطقة "لوغر" الأفغانية، وعلى الاستخبارات الباكستانية المرتدة، ما دفع الأخيرة لمحاولة اغتياله أكثر من مرة، إلا أن الله -تعالى- عصمه منهم.


• أول من بشَّر بالخلافة:

أحب سعد إخوانه المجاهدين في العراق من أول ظهور لهم، وأحب رايتهم، بعد أن سمع كلمات قاداتهم وشاهد إصداراتهم وعملياتهم، وتأكد أنهم أصحاب عقيدة ومنهج، فكان من شدة حبه لهم أنه كان دائما يصحب معه راية "العقاب"، ولما أُعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام، أدرك أن بعد هذا الإعلان أمر عظيم ألا وهو الخلافة، فبشَّر عبد الهادي الأمة والمجاهدين من حوله، وذلك موثق بإصدار يحمل اسم (قافلة الحق، العدد الثالث).
...المزيد

من ولي من أمر أمتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقُق عليه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله، ...

من ولي من أمر أمتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقُق عليه

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به) [رواه مسلم].

روى مسلم عن عبد الرحمن بن شِماسة، قال: "أتيت عائشة أسألها عن شيء، فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبكم -أي أميركم- في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا، إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة، فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر -أخي- أن أخبرك ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في بيتي هذا: (اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به) [رواه مسلم].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

لقد أثبتت حادثة تونس وغيرها من الحوادث، أن الديموقراطية فضلا عن كونها كفرا بالله العظيم، وكون من ...

لقد أثبتت حادثة تونس وغيرها من الحوادث، أن الديموقراطية فضلا عن كونها كفرا بالله العظيم، وكون من آمن بها باعتقاد أو قول أو فعل كافرا، فإنها لا يمكن أن تكون طريقا لإقامة الدين بل هي أشر وأطغى من حكم الطواغيت المستبدين، وذلك أن الحكومات الديموقراطية تتصرف بموجب تفويض ممن انتخبها وهم الغالبية من الشعوب عادة، وبالتالي فإنها تتعامل مع كل القضايا على أساس رضا من انتخبها بأفعالها، وتتمادى في التشريع في دين الله، والحكم بغير ما أنزل الله أكثر من تمادي الطواغيت المستبدين أحيانا.

أما دعاوى الديموقراطيين من المنتسبين زورا إلى العمل على تمكين الحكم بالشريعة، فإنها في حقيقتها ليست سوى أدوات للتمويه عن أهدافهم الحقيقية في الوصول إلى الحكم، ومشاركة العلمانيين فيه، والحصول على امتيازات لأنفسهم أو أحزابهم، والبقاء على ذلك، ولو لم يتحصلوا من هذه المشاركة الديموقراطية على شيء مما وعدوا الناس بتحقيقه.

ولا زالت الأيام تكشف زيف دعاوى الديموقراطيين، وفشلهم في تحقيق أي من شعاراتهم التي خدعوا بها أنصارهم المشركين، ولا زال أولئك الأتباع يسبحون بحمد زعمائهم، ويصمون آذانهم عن سماع الحق، أو رؤية الواقع، وقد قال الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [النحل: 106 - 108].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123 الافتتاحية: • استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة منذ ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123
الافتتاحية:

• استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة

منذ عقود طويلة، والمرتدون من أتباع طواغيت الإخوان المشركين، ومن يردد أكاذيبهم، يكررون مقولة ساذجة يريدون من خلالها تبرير إيمانهم بالديموقراطية وطلبهم لها، ومنها أن الديموقراطية هي أمثل طريق لإقامة الدين، وأن الحكم الديموقراطي أقل ضررا على دين الناس من الحكم الاستبدادي الفرعوني.

وبما أن نظرياتهم هذه لم تخضع للتجريب -بشكل كامل على الأقل- فإنهم ظلوا مستمرين في الكذب بها على أتباعهم الراضين بالدخول في شرك الديموقراطية في سبيل المصالح الظنية التي يعدهم بها طواغيتهم، ولكن كان من ثمرات ما جرى خلال العقد الأخير من إسقاط لبعض الأنظمة الفرعونية وإحلال أنظمة ديموقراطية مكانها أنها كشفت زيف تلك الدعاوى الكاذبة، وعرَّت أصحابها وفضحت إيمانهم المطلق بشرك الديموقراطية وحرصهم عليها مهما كانت النتيجة من وراء الدخول في دينها.

فبعد إسقاط الطاغوت التونسي الأسبق (زين العابدين بن علي) تحققت الديموقراطية في تونس، وجرى انتخاب مجلس تأسيسي يقع على عاتقه وضع دستور جديد للبلاد، وشارك في انتخاب أعضاء المجلس أكثر من ثلثي المؤهلين للتصويت من شعب تونس، وفوَّض المنتخبون هؤلاء الأعضاء بالنيابة عنهم في الحكم والتشريع، لكونهم نوابا عنهم، وقاموا بوضع الدستور الذي صدر بعد أعوام ثلاث متضمنا ما فيه من تشريع من دون الله، وأوامر بالحكم بغير ما أنزل الله، كما كان هذا الدستور أساسا لكثير من القوانين الكفرية، ومبيحا لكثير من التعديات على أحكام الشريعة الإسلامية وأهلها.

ولعل أشهر الأمثلة عليها ما صدر مؤخرا عن الحكومة التونسية المرتدة من قوانين معارضة لحكم الله في أبواب النكاح والإرث وغيرها من الأبواب التي فيها أحكام تخص المرأة المسلمة، فأصدر المشركون قانونا كفريا يبيحون به ما حرَّم الله من نكاح المسلمات للمشركين، حين حكم -سبحانه- بقوله: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا} [البقرة: 221]، وهم عاكفون على تشريع قانون كفري آخر ينقضون به حكم الله تعالى في الإرث، بمساواتهم بين الذكور والإناث من الأولاد في الميراث، بخلاف حكمه تعالى: {يوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11]، بالإضافة إلى قوانين أخرى كفرية يعكفون على إصدارها لتعزيز ما يسمونه "مساواة بين الرجل والمرأة"، وهذا كله غيض من فيض كفرهم وطغيانهم على حق رب العالمين في التشريع، الذي مُكنوا منه بتفويض من المؤمنين بدين الديموقراطية.

وقد ضربنا المثال بهذه القوانين لأنها تندرج ضمن ما يسمونه "قوانين الأحوال الشخصية" التي درج الطواغيت الحاكمون لديار الإسلام على عدم التدخل فيها، كصورة من صور خداع الناس بأنهم لا يتدخلون في دينهم، وهكذا بقيت هذه القوانين على حالها في ظل حكم الصليبيين الفرنسيين، ومن بعدهم عتاة الطواغيت المتفرعنين وهم (الحبيب بورقيبة) و(زين العابدين بن علي)، فلم يجرؤوا على التصرف فيها، مخافة أن يثور الناس عليهم، ولكن هذه الحكومة الديموقراطية وجدت في نفسها من القوة ما لم يكن لأسلافها من الحكومات الطاغوتية، نظرا لامتلاكها تفويضا ممن انتخبها من شعب تونس، وبالتالي فإنها تُصدر هذه القوانين باسمهم، وبالنيابة عنهم.
...المزيد

لم يكن الرفق في شيء إلا زانه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه ...

لم يكن الرفق في شيء إلا زانه

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأهريقوا على بوله ذَنوبا من ماء، أو سَجلا من ماء، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين) [صحيح البخاري].
وعن عائشة -رضي الله عنها - قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك، فقلتُ: بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)، قلتُ: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: (قلتُ: وعليكم) [صحيح البخاري].

أخي المجاهد: لقد حثَّ شرعنا الحنيف على الأخلاق الحسنة وحرَّض عليها ليس لأنها تعلو بصاحبها في مراتب الشرف وتُهذب النفس فحسب، بل لأن خيرها ينعكس على كامل المجتمع المسلم وأفراده.

ويعتبر الرفق من الأخلاق التي يتعدى خيرها للآخرين، حتى مع غير البشر، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- شيئا من ذلك فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة، فأرسل إليَّ ناقة محرَّمة -يعني ناقة لم تُركب- من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة، ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نُزع من شيء قط، إلا شانه) [سنن أبي داوود].

وعن أبي يعلى شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليُرح ذبيحته) [رواه مسلم].

ولا بد للرفق أن يكون لِينا من غير ضعف، وتيسيرا من غير تفريط، وأن يُستعمل في موضعه استعمالا حكيما، فلين الجانب بالقول والفعل هو السهولة والتواضع بالقول والفعل وترك العنف والقسوة والغلظة والفظاظة في الأمر والنهي.

قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، [آل عمران: 159].

وإذا ما أردت أيها القائد أو الأمير أو الأب أو الزوج أو الأخ أو الجندي أن تكون مطاعا فلا بد لك من لين الجانب أي السهولة في التعامل بدون عنف أو قسوة.

واجعل أخي المجاهد رفقك بمن حولك لله عز وجل، وليكن هدفك أن تُرِيَ الله هذا الرفق في تعاملاتك كلها إرضاء له، وذلك لأنه -تعالى- يحبه منك فقد روت أمنا عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه) [رواه مسلم].

أي إن الله -تعالى- يسهل الأمور وييسرها بالرفق واليسر ولا يحصل ذلك التيسير والتسهيل بالعنف والغلظة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

سلسلة سؤال وجواب (3) ما أعظم ما أمر الله به وأعظم ما نهى عنه؟ أعظم ما أمر الله به: هو ...

سلسلة سؤال وجواب (3)

ما أعظم ما أمر الله به وأعظم ما نهى عنه؟

أعظم ما أمر الله به:
هو التوحيد؛ وهو عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى، { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [النحل: 36]

وأعظم ما نهى الله عنه:
هو الشرك؛ وهو عبادة غير الله معه، قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ } [النساء: 48]
...المزيد

نصرة لأحرار العراق يتعرض مسلمو العراق لأبشع الجرائم الرافضية في السجون والمخيمات المنسية، وسط ...

نصرة لأحرار العراق

يتعرض مسلمو العراق لأبشع الجرائم الرافضية في السجون والمخيمات المنسية، وسط تغييب إعلامي ممنهج يمارسه إعلام الدجال، وهو نهج مقصود غير مستغرب، لكن ما يكرّسه ويفاقمه تجاهل عامة المسلمين لجرح إخوانهم في العراق كأنهم لا يرون فيه بأسا، مع أنّ ما فيه يفوق ما في كثير من الجراح مجتمعة، لكن الأحرار لم يعتادوا النواح والشكوى ولو بقوا في المحنة مئة عام! نتحدث بلسانهم لا نيابة عنهم، فمن ينوب عن هؤلاء ومن يطيق ما يطيقون؟

إننا نذكّر المسلمين بنصرة إخوانهم أهل العراق تحت مظلة الإسلام الذي يوجب عليهم ذلك، وتيقنوا أن من خذل أهل العراق لن ينصر أهل فلسطين، ومن باع بغداد الرشيد لن يشتري الأقصى.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [508]
"عراق المراغمة"
...المزيد

الجندي المرعب شكّلوا نواة جيوش الفتح التي انطلقت قبل أكثر من عقدين وشيّدت صرح المشروع المقدس ...

الجندي المرعب

شكّلوا نواة جيوش الفتح التي انطلقت قبل أكثر من عقدين وشيّدت صرح المشروع المقدس الذي اجتمع الروم والفرس والمنافقون على حربه منذ أول يوم أُسس فيه على التقوى، وما زال الكافرون والمنافقون يتواصون بحربه حتى هذه اللحظة، بينما واصلت جيوش الفتح طريقها منذ ذلك الحين لم تذل خيولها حتى وصلت سنابكها بلاد إفريقية وخراسان وما زالت مسيرتها ماضية بفضل الله تعالى.

تتسابق الجيوش والحكومات على مطاردة جنودهم قبل قياداتهم، وتُفتح قنوات التنسيق بين أجهزة المخابرات إنْ وردت إشارة ساخنة عن أحدهم، وتطير الوكالات والقنوات بنبأ مقتل عراقي في نزال، وأسر عراقي في إنزال، كأنّ أجناد العراق مادة الرعب ومنتهى الإرهاب الذي يحاول كل هؤلاء عبثا الخلاص منه وهيهات.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [508]
"عراق المراغمة"
...المزيد

محرقة المعسكرات (2) فيا فوارس الإسلام في إفريقية، أعدوا للصليبيين ما استطعتم من قوة، وسلِّحوا ...

محرقة المعسكرات (2)

فيا فوارس الإسلام في إفريقية، أعدوا للصليبيين ما استطعتم من قوة، وسلِّحوا قوتكم بالإيمان والعلم فذلك أدعى للتوفيق وأمضى للطريق، أنار الله دروبكم وحفظ جهادكم، وأعانكم على أمانة حمله وإيصاله إلى شواطئ أوروبا يغزوها ويبدّد أمنها ويحيل شوارعها وعواصمها إلى "إيتوري" و "كابو ديلغادو" ثانية!

فما زالت القلوب تتحرق للثأر من نصارى أوروبا، وما زالت الدعوة مفتوحة لأبطال الإسلام أن يعيدوا الكرة عليهم ويغزوهم في عقر دارهم، ويجْروا أحكام السماء عليهم كما فعل إخوانهم في إفريقية، ولينصرن الله من ينصره.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [507]
"نور الجهاد"
...المزيد

محرقة المعسكرات لم تكد تخبو نار محرقة المعسكرات في غرب إفريقية، حتى سعّر إخوانهم في وسط إفريقية ...

محرقة المعسكرات

لم تكد تخبو نار محرقة المعسكرات في غرب إفريقية، حتى سعّر إخوانهم في وسط إفريقية وموزمبيق نار الجهاد على النصارى المحاربين، وأدخلوهم في دوامة جديدة من التشريد والبوار والذلة والصغار.

ما يميّز الجهاد الإفريقي الصاعد أن المجاهدين هناك استفادوا كثيرا من ساحات ما قبل إفريقية، فأكثروا الفعل وأقلّوا الكلام، وانشغلوا بامتثال الأمر واجتناب النهي وتركوا المغاليط، فأنار الله بصائرهم وبارك جهادهم وهدى إليهم أبناء الإسلام الغيارى، فأتوهم من أقاصي الأرض خفافا وثقالا.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [507]
"نور الجهاد"
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً