الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 516 الافتتاحية: • الإيمان والأماني "ليس الإيمان ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 516
الافتتاحية:

• الإيمان والأماني

"ليس الإيمان بالتمنّي ولا بالتحلّي، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل". بكل هذا الوضوح والجلاء والدقة والصفاء؛ وصفَ أئمة السلف حقيقة الإيمان وضابطه وناظمه، تلك كانت زبدة فهمهم وخلاصة فقههم لهذه الحقيقة التي هي غاية الخلق وسبيل النجاة، وعليها مدار الممات والحياة.

بينما يتمنى الناس اليوم أماني كثيرة ويبنون عليها أحلاما وأوهاما كبيرة، بغير برهان، تماما كما فعل الذين من قبلهم ونعى الله عليهم ذلك في كتابه فقال سبحانه: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}.

نقل الإمام الطبري وغيره في سبب نزول هذه الآية عن قتادة: "أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أولى بالله منكم، وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، نبيُّنا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله، فأنزل الله الآية إلى قوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}، فأفلج الله حُجَّة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان". أهـ.

والمعنى في هذه الآية كما بيّنه المفسرون وفهمه السابقون المهديون: "أن الدين ليس بالتحلّي ولا بالتمني، وليس كل من ادعى شيئا حصل له بمجرد دعواه، ولا كل من قال: إنه هو المحق، سُمع قوله بمجرد ذلك، حتى يكون له من الله برهان، ولهذا قال تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} أي: ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمنّي، بل العبرة بطاعة الله، واتباع ما شرعه على ألسنة رسله الكرام". أهـ.

ومِن تمام عدله تعالى، رغم تفضيله الإسلام وشريعته على سائر الأديان لا شك في ذلك ولا ريب، وقضائه -سبحانه- في كتابه أنّ من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه؛ ومع ذلك فقد جعل -سبحانه- الضابط والمعيار في هذا الدين ليس مجرد الانتساب إليه كما هو حال الكثيرين اليوم، بل قيّد ذلك بالاتباع والعمل، ولذا أتبع الآية بقوله: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}، وقوله: {وهو مؤمن} شرط وقيد بريده العمل، ثم حسم المسألة -تبارك وتعالى- وحدّها وقيّدها وأكّدها بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}، وقوله: {وهو محسن} كقوله: {وهو مؤمن}؛ كلاهما يدلان على الاتباع والإخلاص والانقياد التام لله الفرد الصمد ودينه الحق العدل.

ثم أوجز سبحانه حقيقة الإسلام بكلمات معدودات جامعات واضحات بيّنات محكمات غير متشابهات فقال: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}، قال ابن كثير: "الحنيف هو المائل عن الشرك قصدا، التارك له عن بصيرة، المقبل على الحق بكليته، لا يصده عنه صاد، ولا يرده عنه راد، وقال: هم محمد وأتباعه إلى يوم القيامة". أهـ. فهذا هو الإسلام يا أمة الإسلام، ليس بالأماني ولا الدعاوى والأوهام.

واليوم يدّعي كثير من الأفراد والجماعات أنهم على الحق، ويتوهمون أنهم على الجادة، وأنهم أهل الطريقة المُثلى والراية الفُضلى وغيرها من أوصاف التزكية والتفضيل ونعوت الثناء والتبجيل، ويسيطر عليهم الوهم بذلك، وهم في الحقيقة خلاف ذلك، بل هم يتقلبون في الضلالة وينغمسون في الغواية حتى أخمصهم، لكن زيّن لهم الشيطان سوء أعمالهم فرأوها على غير حقيقتها كما أخبر تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم}.

يقودنا ذلك للحديث عن الوهم، وهو داء عضال ومرض خطير قتّال، يتفوّق على جذم الأطراف وقطع الأوصال، ذلك أنه دقيق يسري في الأفهام والأذهان سريان الدم في العروق والأبدان، ومع ذلك قلّما يُنتبه ويُتفطن إليه، فالواهمون يغرقون في أوهامهم وهم يعتقدون اعتقادا جازما أنهم بُعداء عنه بُرآء منه.
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد: أذاق المرتدين في الفلوجة ألوان العذاب وسقاهم كأس الحتوف (أبو ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:

أذاق المرتدين في الفلوجة ألوان العذاب وسقاهم كأس الحتوف

(أبو عبيدة) التحق بركب الخلافة ولمّا يبلغ 15 عاما ورحل إلى مولاه وهو ابن 20

بالرغم من صغر سنه إلا أنه أذاق المرتدين ألوان العذاب وسقاهم كأس الحتوف، التحق بصفوف المجاهدين وهو ابن 15 عاما ورحل إلى لقاء ربه ولم يكمل العشرين، أبصر نور الهداية وأنقذه الله تعالى من ظلمة الغواية رغم كثرة الضالين حوله.
إنه أحد أبطال مدينة الفلوجة ورجالاتها، نفر للذود عن حياض الدين والتحق بثغور المجاهدين في الفلوجة فور إعلان الخلافة وظهور الحق المبين ساطعا، وشارك في أكثر معاركها شراسة وفي أوج شدتها، عُرف خلالها بإقدامه وشجاعته فكان يتقدّم الصفوف رغبةً بالحتوف.

إنه أبو عبيدة (حسين حسن حسان) فتًى من فتيان عشيرة (البوعيسى)، تلك العشيرة التي ضل عدد ليس بالقليل من أبنائها -نسأل الله لهم الهداية- حيث دفعت بالكثير منهم لمحاربة الموحدين.

وُلدَ بطلنا اليافع عام (1420هـ) في بيئة لا تعرف للجهاد قدرا أو طعما، فأرشده الله واستقام وثبُت حتى منَّ الله عليه بالالتحاق بركب المجاهدين في الفلوجة، وشهد ارتقاء شقيقيه شهيدين -نحسبهما والله حسيبهما- في خضم المعارك التي دارت في الولاية فما ضعفت عزيمته وما استكانت جوارحه.
وتوقاً لشقيقيه اللذين سبقوه بالطريق ذاتها، وسعياً لنيل ما نالا من عظيمِ الدرجات، سارع لركب المفخخات وقرر الالتحاق بموكب النور في معارك مدينة هيت، فامتطى جواده ليعقره في جموع المرتدين، وقدر الله تعالى ألا يتيسر له سبل التنفيذ فعاد لخطوط الرباط مرة أخرى.

ثمّ انحازَ مع المجاهدين الى ولاية الشام فالتحق بأحد ألويتها وخاض المعارك إثر المعارك، والصولات تتبعها الصولات، وقدّر الله إصابته ثلاثة مرات، لكنّه مع هذا كلّه ما ركنَ وما لان، بل واصل جهاده بصبر ويقين، يقين بموعود ربّه بنصر الدين ولو بعد حين.

ولمّا وطأ أعداء الله من الرافضة والمرتدين أرض الفلوجة وعاثوا فيها فساداً، ضربت الخيل بحوافرها الأرض غيظاً ممّا فعل المرتدون، فاستلزم الأمر رجالاً يُلبسونَ الخيل لجامها ويمتطونها ليذيقوا أعداء الله أمرَّ الحتوف بالعمليات الأمنية.

وثب فارسنا لهذا الأمر العظيم يُسابق لطعن الكلى وضرب الرقاب، غير مكترث بكثرة المتحزبين ولا بتساقط المنهزمين، فتوكّل على الله وانطلق بهمّة عالية وعزيمة متينة ليكون أحد رجال المفارز الأمنية في ولاية الفلوجة.

انطلق ولسان حاله يقول: (والله لن ندع السلاح حتى يحكم الله بيننا والله خير الحاكمين). فيسّر الله له الوصول لداخل الولاية واتّخذ من قاطع العامرية التي يقطنها العديد من أبناء عمومته سكناً ومنطلقاً لعملياته، وهناك جدَّ واجتهد فكان جيشاً بمفرده، شارك في عمليات عدة بالرصد والمتابعة والتنفيذ واستعمله اللهُ ليكون غصة تنغّص عيش المرتدين في عُقر دارهم.

وفي يوم ١٤ صفر من الشهر الماضي كُلّف فارسنا بزرع عبوة ناسفة، وركن دراجة مفخخة بمفرده لرتل للمرتدين في عامرية الفلوجة، فأعدَّ له العدة وتوكّل على الله وحاديه قوله تعالى: (فتربّصوا إنّا معكم مُتربِّصون) وعند اقترابهم من مكان العبوة فجّرها عليهم ثم اتبعها بتفجير الدرّاجة التي سبق وركنها بمكان توقع تجمع المرتدين فيه، وأثخنَ فيهم إثخانا عظيما، إلّا أنّه أحسّ من نفسه طول المقام، فابتدر الحِمام منغمساً بنفسه على ما تبقّى منهم وبين عينيه قوله تعالى: (وعجلتُ إليكَ ربّ لِتَرضى) فأستلَّ حزامه وفجّره في جموعهم حاصداً عدداً أكبر من الهلكى والمصابين الذين وقعوا في تفجير العبوتين، ولسان حاله يقول:

لمّا نخاطب فالصوارم تنطقُ ..
إنّ الصوارمَ للجماجمِ تفلقُ.

وهنا كانت نقطة التحول الجوهرية حيث انتقل من ساحات الوغى الى منزلة أسمى وأعلى من ذلك ألا وهي الشهادة ! نحسبهُ نالها والله حسيبه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

ارتكبوا العديد من الجرائم بحق الموحدين حركة (الشباب الصومالية) تطلق يدها في دماء جنود وأنصار ...

ارتكبوا العديد من الجرائم بحق الموحدين
حركة (الشباب الصومالية) تطلق يدها في دماء جنود وأنصار الدولة الإسلامية وتغدر بهم


• الصومال

منذ بزوغ شمس الخلافة -حفظها الله- حاول الصليبييون والكفار والمشركون والمرتدون والمنافقون وغيرهم، إطفاء نورها في كل ولايات الدولة الإسلامية، بدءا من العراق والشام واليمن وخراسان وليبيا، ولم تكن الصومال استثناء من ذلك، فما إن أعلنت ثلة من مجاهدي الصومال بيعتهم لخليفة المسلمين الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله- مُتَحَدّين جبروت الفصائل والتنظيمات ومحطمين أصنامها، حتى سارع فرع تنظيم القاعدة في الصومال إلى سفك دماء أولئك الموحدين فاغتالوا الشيخ (أبا النعمان)، والشيخ (حسين عبدي جيدي)، والأخ (محمد مكاوي)، والأخ المعلم (عبد الودود) تقبلهم الله جمعيا.

ولم يتوقفوا عند ذلك الحد بل زاد غيهم وطال شرهم وتمادوا في طغيانهم، وظنوا أن الدولة الإسلامية -أعزها الله- غافلة عما يفعل هؤلاء الأقزام بالموحدين، فطالت يدهم الجبانة خلال الفترة الماضية العشرات من جنود الدولة الإسلامية ومناصريها غدرا فباتوا يعتقلون كل من يؤيد أو يتعاطف مع الدولة الإسلامية، ولم تستثني حملة اعتقالهم النساء كذلك، حيث اعتقلوا سبعة نساء من بينهن مهاجرات، نسأل الله أن يفك أسرهن.

• السجن 6 أشهر لمن يحوز إصدارات الدولة الإسلامية

حيث أطلقت الحركة -أخزاها الله- قبل يومين الرصاص على مهاجر سواحيلي من مناصري الدولة الإسلامية واقتادوه وهو ينزف دما ولم يعرف ما إذا كان قد توفى أم اقتادوه وهو جريح إلى السجن.

وبحسب الأنباء الواردة فإن الحركة شنت حملة الاعتقالات والقتل هذه من باب توجيه ضربة استباقية لأنصار الخلافة خوفا من موجة بيعات جديدة لخليفة المسلمين كتلك التي وقعت قبل 3 أعوام تقريبا والتي أسفرت عن قيام ولاية الصومال حفظها الله.

وصرح عدد من أقرباء الأسرى أن معظم التهم التي وجهت لأقربائهم هي مشاهدة أو حيازة إصدارات الدولة الإسلامية، وعادة ما يقضي الأسير المتهم بحيازة إصدارات الدولة الإسلامية 6 أشهر في سجونهم وقد تصل إلى سنتين.

ولم تقتصر جرائم هؤلاء السفهاء الحمقى على القتل فقط، بل كان الموت تحت التعذيب في المعتقلات وخارجها من نصيب عدد من الإخوة والمناصرين فك الله أسرهم، فقتلوا الأخ (نور غني) ضربا قبل أن يصل إلى السجن، ثم قتلوا الأخ المعلم (أبو الكرم) -تقبله الله- داخل السجن، وتوفي الأخ المعلم (سعيد بلبل) -تقبله الله- من شدة المرض بعد أن قطعوا عنه الدواء حتى توفي رحمه الله، وهناك قائمة طويلة أخرى من المفقودين الذين لا يُعلم مصيرهم حتى الآن، وكثير ممن خرج من سجونهم لم ينج من كسر أو عاهة مستديمة وبعضهم لم يبق له من بصره إلى القليل بسبب التعذيب وفقدان العناية الصحية داخل سجونهم.

• قتلوه بعد أن فقأوا عينيه وقطعوا لسانه لأن أخاه من جند الخلافة

وفي الآونة الأخيرة تواصلت جرائمهم ضد الموحدين من جنود الدولة الإسلامية وأنصارها ومحبيها، فطالت يدهم الغادرة الأخ (عبد العزيز عبد الله مرسل) الذي خطفوه من مزرعته التي تقع بين مدينتي (بلعد) و(أفجوي) جنوبي الصومال، ثم قتلوه ضربا ورموا جثته في النهر بعد أن قيدوا يديه ورجليه وفقأوا عينيه وقطعوا طرف لسانه قاتلهم الله، وكل ذنبه أن شقيقه من جنود الدولة الإسلامية.

واغتالوا الشيخ (مهد معلم) -تقبله الله- أحد جنود الدولة الإسلامية بتاريخ (3/ صفر) الماضي أمام عائلته في مدينة مقديشو، ثم اغتالوا الأخ (محمد عبد الله حسن) بمقديشو في (12/ صفر) المنصرم لأن شقيقه من جنود الدولة الإسلامية، واغتالوا معه الأخ (محمود محمد حسن) -تقبلهما الله-، واغتالوا العشرات من مناصري الدولة الإسلامية ومؤيديها في مدينة بوصاصو وفي مقديشو والمناطق المحيطة بها نسأل الله أن يرحمهم جميعا.

يفعلون كل ذلك ليصدوا ويرهبوا الموحدين الصادقين الذين أبصروا حقيقة التنظيم وحاله المتردية التي وصل لها عن اللحاق بولاية الصومال، وأنّا لهم ذلك بإذن الله.

وإنا إذ نسجل هذه الجرائم لا نفعل ذلك شكاية أو ضعفا منا، ولكن ليعلم الناس وخاصة أهلنا في الصومال ما وصل له فرع القاعدة في الصومال، لأنه حين يأتي الرد القادم من الدولة الإسلامية بحول الله وقوته نكون قد أعذرنا، قال تعالى {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (الشورى) الآية 41.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - أضواء على عملية (ملبورن) المباركة ● أستراليا ما زالت نداءات استهداف ...

الدولة الإسلامية - أضواء على عملية (ملبورن) المباركة


● أستراليا

ما زالت نداءات استهداف الصليبيين في ديارهم من قبل الدولة الإسلامية -حفظها الله- تلقى آذانا مصغية واستجابة قلّ مثيلها، حيث لا يمضي أسبوعين أو ثلاثة إلا وتطالعنا وسائل الإعلام بعمليات دهس وطعن للصليبيين في شوارع مدنهم.

ففي الوقت الذي أعلن فيه الصليبيّون وأذنابهم المرتدون عن انتهاء الدولة الإسلامية وطي صفحتها يفاجئنا بين الحين والآخر أحد رجالها الجدد، المبايعين لها عن بعد دون أن يصلوا لسلطانها، فكانوا يد دولة الخلافة الباطش داخل ديار العدو.

فلقد طالعتنا وسائل الإعلام الجمعة (1/ ربيع الأول) الماضي عن قيام أحد جنود الخلافة بتنفيذ هجوم دهس وطعن لعدد من رعايا دول التحالف الصليبي بمدينة ملبورن جنوب شرقي أستراليا موقعاً عددا من القتلى والجرحى.

نتج عن العملية -المباركة- طعن ثلاثة أشخاص أحدهم فارق الحياة وحالة أحد الجرحى حرجة، رافق ذلك اشتعال النار في سيارة المنفذ، حيث قضى الأخ المجاهد البطل قتلا برصاص الشرطة إثر مواجهة مع عناصرها بعد مطاردته لهم في أحد شوارع المدينة المزدحمة.

هؤلاء الأبطال على الأغلب أنهم لم يلتقوا بقادة الدولة الإسلامية ولا بأحد رجالها، ولم يتلقوا أي دورات شرعية أو عسكرية في معسكراتها، ولم يصلهم أي تمويل من قبلها، لكنهم تعرفوا إليها من خلال أفعالها، وكلمات قادتها، ومواقف رجالها، ومنهجها -منهاج النبوة- الذي لم تزغ عنه قيد أنملة.

تأتي هذه العملية لتؤكد بأن الدافع وراء قيام شباب نشؤوا في أحياء تلك الدول وتعلموا في مدارسها وتلقوا الخداع والكذب طيلة أعوام عبر محطاتها ووسائل إعلامها، -قيامهم بتنفيذ عمليات بطولية بهذه الشجاعة والجرأة، حيث يطارد أحدهم الصليبيين في شوارع مدنهم، ويعمل الطعن والقتل بهم-، أن الدافع وراء ذلك هو العقيدة.

فوضوح المنهج الذي اعتمدته الدولة الإسلامية منذ قيامها في العراق دون كذب أو مواراة بزعم مصالح عامة أو خاصة تقدم على الدين، حيث لا شيء أعظم مصلحة من توحيد الناس لربهم، وتعليمهم ذلك التوحيد من خلال ممارسته واقعا على الأرض، وإعلان ذلك والخضوع والإذعان إليه، وتوضيح معنى الكفر والكافر والمرتد وأحكامهما للناس، وطريقة التعامل مع الكفار والمرتدين، وتبيين ذلك للناس أجمع، والصدع بذلك دون اعتبارات سياسية أو زمانية أو مكانية هو ما جعل الشاب الذي عاش في أحضان الغرب وترعرع في مدراسه واستقى ماديته وعلومه المدمرة يستجيب لهذه النداءات ويُقدّم أغلى ما يملك، طمعا برضى الله وتطبيق أوامره وتوحيده، وإقرار ذلك على أرضه.

إنه وضوح المنهج المتوافق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، العقيدة التي تخلص العبودية لله، والعمل لله، وتسند الأمر كله لله، حيث الله هو الحاكم والآمر والناهي ولا شيء سواه، إنه التحرر من العبودية للأنظمة الوضعية والحياة المادية، والخضوع لعبودية الله ونظامه وحده.

أضف إلى ذلك كله تطبيق الدولة الإسلامية لهذا المنهج على أرض الواقع والقتال من أجله والثبات عليه، والنجاح في تطبيقه، واجتماع أمم الكفر قاطبة لقتال أصحابه، هو ما جعل هؤلاء الشبان الأبطال يقدمون على ما أقدموا عليه، ثائرين لإخوانهم المستضعفين الذين لا تفارق طائرات الصليبين سماءهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

مقال: سبل الطواغيت من سنن الله في الحياة الدنيا أن أفعال الناس تتشابه مهما اختلف الزمان ...

مقال: سبل الطواغيت


من سنن الله في الحياة الدنيا أن أفعال الناس تتشابه مهما اختلف الزمان والمكان إن تقاربت الظروف { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 62]، ومن ذلك تشابه أفعال الطواغيت على مرّ الزمان من تدرج في الطغيان وإذلال خلق الله ما داموا عليهم قادرين، وطلب رضى الناس إن خافوا زوال ملكهم، أو استبدال ذلك بالبطش بهم بكل رعونة وتجبر إن ظنوا أنهم قادرين عليهم.

وقد ذكر ربنا سبحانه في كتابه العزيز فرعون نموذجاً وقص علينا شيئا مما دار بينه وبين نبي الله موسى عليه السلام، وفي ذلك عبرة لكل معتبر وبيان لحال كل طاغوت من بعده، فعندما جاءه موسى بادئ الأمر حاول الظهور بمظهر المحاور الذي يبحث عن الحجة، فجمع السحرة ليردوا على موسى بعد أن زعم أنّ ما عنده من آيات الله سحر جاء به موسى عليه السلام، فلما اجتمع السحرة وظهرت لهم الآيات آمنوا بموسى فظهرت حقيقة فرعون التي حاول أن يخفيها {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: 123، 124].

فلم يردعه عن التنكيل بهم نظر الناس له وإبصارهم كيف انتصر الحق الذي أراد أن يغلبه بالدجل والسحر، بل تغلبت عليه صفات الكبر والجبروت والطغيان، ثم نكل ببني إسرائيل وآذاهم، فلما أرادو الخروج من عنده لاحقهم حتى ألجأهم للبحر الذي كان فيه غرقه، ومع ما فعل من طغيان وما رد من آيات الله إلا أن رغبته وطمعه في الحياة لم يرده عن زعم الإيمان {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90] فكان جواب الله له {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].

فكان هذا حال الطواغيت من قبله ومن بعده، فقد آذت قريش رسول الله صلى عليه وسلم بكل وسيلة وقد ارتكبوا في المسلمين كثيرا مما يصنفونه من العار، كل ذلك حسدًا وحقداً على أهل الحق والإيمان.

وطواغيت الغرب الصليبيين اليوم ليسوا ببعيدين عنهم، حيث ادعوا في حكمهم حفظ حقوق الإنسان زعموا! وسنوا في ذلك القوانين تلو القوانين، ولكنهم إن أحسوا بالخطر على أنفسهم من أيّ جهة كانت أو حتى إن أثّر ذلك على شهواتهم، تصبح قوانينهم هباء منثورا وعرض الحائط أولى بها عندهم، وكأنما صورة فرعون تتجسد فيهم مرة أخرى.

فأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من دول الصليب والمرتدين الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا عند مقتل رجل واحد على يد طواغيت آل سلول، بينما لم يتوانى هؤلاء عن صب حمم طائراتهم على المسلمين في الموصل وحلب والرقة وغيرها من ديار الإسلام دون مراعاة لنساء أو أطفال وشيوخ، لا لشيء إلا أنهم قالوا ربنا الله فنسفوا البيوت فوق رؤوسهم ومزقوا أجسادهم وأحرقوا جثثهم فلا يرى هؤلاء الطواغيت فيهم أكثر من أرقام.
فكلما رأى الطواغيت أنّ الأمور خرجت من أيديهم وأنّ هناك من يحاول كسر طوقهم، يلجؤون مباشرة إلى طريقة فرعون الأولى {قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127]، فيشنّون حملات إبادة، هدفهم في ذلك كسر عزيمة أهل الإيمان وتحطيم عزائمهم وتمكين اليأس من قلوبهم.

ولم يعي الطواغيت أنّ هذه الحيلة لم تفلح لا قديما ولا حديثا، فلم تكسر عزيمة موسى عليه السلام ولم تؤثر في رسول الله وصحابته ولم يهن أهل الإسلام على مر العصور، ولا أدل على هذا من أفعالهم في الماضي القريب في سجن جونتنامو وأبو غريب التي أرادو فيها كسر المجاهدين، فلم تمضي عدة سنين حتى أعلنت الخلافة من رحم هذه الأهوال وتحت سمع وبصر الطواغيت ورغما عن أنوفهم، فلم تزل الدولة باقية من إعلانها ولم تزدها المحن إلا قوة وصلابة، ولن يعي ذلك أهل الكفر الذي أعمى الطغيان أعينهم حتى يغشاهم اليمَّ فيفيقوا ولن ينفع حينها الندم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

متغيرات وثابت وحيد أن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن ...

متغيرات وثابت وحيد

أن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا}، والعروة الوثقى هي عين ما تبحث عنه وتطلبه أيها الهائم، وهي "الطريقة المثلى والصراط المستقيم".


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [514]
"متغيرات وثابت وحيد"
...المزيد

سبيل النجاة إن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ ...

سبيل النجاة


إن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا}، والعروة الوثقى هي عين ما تبحث عنه وتطلبه أيها الهائم، وهي "الطريقة المثلى والصراط المستقيم".


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [514]
"متغيرات وثابت وحيد"
...المزيد

البيض الصفاح فلن نعود أعزة كرماء بديننا إلا بضرب البيض الصفاح، ومصادمة العدو في كل ...

البيض الصفاح


فلن نعود أعزة كرماء بديننا إلا بضرب البيض الصفاح، ومصادمة العدو في كل ساح


الشيخ أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي
(تقبله الله تعالى)

أيها المؤمنون: لا تغفلوا عن أوامر رب العزة حيث قال: ● { إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ ...

أيها المؤمنون: لا تغفلوا عن أوامر رب العزة حيث قال:

● { إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } الحجرات: 6
● { اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } التوبة: 119
● { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } آل عمران: 103
● { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } المائدة: 92
● { لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } الحجرات: 11
● { لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } المائدة: 92
● { لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ } الممتحنة: 1
● { وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } البقرة: 168
● { لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ } البقرة 264
● { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } الأحزاب: 41
● { تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا } التحريم: 8
● { صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } الأحزاب: 56
...المزيد

وإنَّ دولة الإسلام منذ نشأتها أخذت على عاتقها محاربة النَّصارى والتصدي لكفرهم والثأر لأهل الإسلام ...

وإنَّ دولة الإسلام منذ نشأتها أخذت على عاتقها محاربة النَّصارى والتصدي لكفرهم والثأر لأهل الإسلام منهم، ولا زلنا نذكر تهديد ووعيد دولة الإسلام في العراق بعد تفجيرها لكنيسة "النجاة" في بغداد، حيث أمهل المجاهدون الكنيسةَ النَّصرانيةَ في مصر مُهلةً للإفراج عن المسلمات المأسورات في أديرتها، وهددت بفتح "أبواب الخراب وبحور الدم" عليهم!

وهذا ما نراه اليوم بأم أعيننا، ويعيشه النَّصارى المحاربون واقعاً مريراً مرعباً، فقد أنفذت دولةُ الإسلام وعيدها ونفذّت تهديدها وشفت صدور المؤمنين من النَّصارى المحاربين جزاءً وفاقاً لهم على كفرهم وحربهم للمسلمين واعتدائهم على أعراضهم، وبتنا نرى جثثهم ورؤوسهم تتدحرج في كل مكان! ففُتحت عليهم أبواب الخراب وغرقوا في بحور الدم.

فلم يكن هجوم المنيا هو الأول ولن يكون الأخير بإذن الله، فقد مكَّن الله دولة الإسلام من تنفيذ سلسلة هجمات دامية استهدفت النَّصارى ومعابدهم في مصر خلال الأعوام الماضية، ففي 13 ربيع أول عام 1438هـ استهدف المجاهدون الكنيسة (البطرسية) وسط القاهرة، بعملية استشهادية حصدت 80 منهم بين قتيل وجريح، وفي شهر جمادى الأولى من نفس العام شن جنود الخلافة عدة هجمات مسلحة استهدفت نصارى سيناء، أدت إلى مقتل عدد منهم في العريش، ونزوح المئات منهم إلى خارج سيناء، وفي 12 رجب في العام ذاته نفذ استشهاديان من الدولة الإسلامية هجومين منفصلين بسُتر ناسفة استهدفا كل من الكنيسة (المرقسية) في الاسكندرية، وكنيسة (مار جرجس) في طنطا، ليحصد الهجومان زهاء 190 نصرانياً بين قتيل وجريح، وفي1 رمضان 1438هـ شن جنود الخلافة هجوماً مسلحاً على حافلات تُقل عشرات النَّصارى كانوا في طريقهم إلى " كنيسة الهالك صموئيل" غرب المنيا، فقتلوا وأصابوا نحو55 منهم وأحرقوا إحدى سياراتهم، وفي 11 ربيع الآخر 1439هـ نفذت مفرزة أمنية للدولة الإسلامية هجوماً مسلحاً على كنيسة (مار مينا) بحلوان جنوب القاهرة، قتل فيه 10 من النَّصارى والشرطة المصرية وأصيب آخرون.

ولا زال جنودُ الخلافة ماضون في طريقهم الذي بدؤُوه من العراق، يُمضون ووعودهم باستهداف النَّصارى في مصر وغيرها طاعة لله وجهاداً في سبيله، ولا زالت فاتورة الحساب العسير مفتوحة لم تغلق بعد حتى يؤمنوا بالله وحده أو يدفعوا الجزية للمسلمين عن يد وهم صاغرون، وما دون ذلك فلن تُرفع السيوف عن رقابهم ولن تنفك مفارز المجاهدين تتخطف أرواحهم وتنثر أشلاءهم في كل صعيد.

ونُجدد دعوتنا لأهلنا المسلمين في مصر بضرورة الابتعاد عن كنائس وتجمعات النَّصارى أينما كانت، وكذلك مراكز الجيش والشرطِ وكل ما يتبع للنِّظام المرتد، والابتعاد عن السفارات وأماكن تواجد رعايا الدول الصليبية فهي أهداف لنا، نعرف طريقنا جيداً إليها، وإنّ غداً لناظره لقريب



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 155
الخميس 30 صفر 1440 هـ
...المزيد

دولة الخلافة تُنْفذ وعيدَها في نصارى مصر في إنجاز أمني جديد لدولة الخلافة، وإنفاذاً لوعيدها ...

دولة الخلافة تُنْفذ وعيدَها في نصارى مصر

في إنجاز أمني جديد لدولة الخلافة، وإنفاذاً لوعيدها للنَّصارى مُنذ كانت في العراق، نجح جنودها بتوفيق الله في مصر بتنفيذ هجوم مسلح استهدف حافلات تُقل نصارى كانوا في طريقهم إلى (كنيسة الهالك صموئيل) بمنطقة المنيا جنوب القاهرة، نتج عنه مقتل وإصابة نحو ثلاثين منهم في ثاني هجوم يستهدفهم في ذات المنطقة وبالأسلوب ذاته.

حيث استهدف المجاهدون العام الماضي تجمعات النَّصارى في نفس المنطقة بهجوم مماثل سقط فيه خمسون نصرانياً بين قتيل وجريح، الأمر الذي أدى في حينه إلى وقف رحلاتهم إلى هذا الديْر، وإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إليه، ليعيد المجاهدون في استهدافه مرة أخرى هذا العام بعد استئناف الرحلات إليه.

شكّل الهجوم ضربة أمنية جديدة للنِّظام المصري المرتد بقيادة الطاغوت السيسي والذي كان يستعرض في "شرم الشيخ" أمنَ واستقرارَ حُكمه مِن على "درَّاجتهِ" قبل أن يعود أدراجه بخُفَّي حنين معزياً بقتلى حلفائه، ليذهب "الاستقرار والأمن" المزعوم أدراج الرياح.

فقد حدث الهجوم قبل ساعات من انعقاد ما يسمى "مؤتمر شباب العالم" برعاية الطاغوت السيسي، كما جاء في وقت حرِج يحاول فيه النِّظام المرتد استعادة توازنه السياحي والاقتصادي بعد تضرره إثر عملية إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وأتى أيضاً بعد الإعلان المتكرر للمرتدين عن نجاحات مزعومة في مكافحة "الإرهاب."

ومن حيث المكان، وقع الهجوم في محافظة المنيا الواقعة في (الظهير الصحراوي غرب وادي النيل) وهي المنطقة التي دأب الطواغيت على القول بأنَّها تحت سيطرتهم الأمنية.

وأظهر الهجوم قوة الجهد الأمني لمفارز جند الخلافة في مصر بعد توفيق الله لهم، مقابل ضعف وهشاشة الأجهزة الأمنية للنِّظام المرتد، فالهجوم لم يقع على الطريق الرئيس المؤدية إلى الديْر، والذي كان مغلقاً لخطورة الوضع الأمني! وإنَّما وقع على طريق فرعي غير مُعلن! ما يعني رصداً ومعرفة تامة -من قبل المنُفذين- بتضاريس المنطقة ودروبها، بل وما هو أبعد من ذلك "موعد تحرك الرحلة وخط سيرها"!

ورغم سريان حالة الطوارئ التي لا تنتهي في البلاد والاستنفار الأمني المتواصل لعناصر الجيش والشرطِ، وغلق المعابر والمنافذ وتشديد "الإجراءات الأمنية" على الطرق، كل ذلك لم يمنع الأُسد الغضاب من ترصُّد فريستهم والانقضاض عليها في وضح النهار، في صولة جريئة -بأسلحة خفيفة- نفذها عدد من جنود الخلافة صالوا وجالوا ووصلوا هدفهم ونفذوا عمليتهم في زمن قياسي، ثم انحازوا آمنين إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن، تاركين وراءهم جثث النَّصارى تشخب دماً! ومن نجا منهم هرع مذعوراً يُخبر قومه بهول ما رأى.

وقد يتساءل البعض عن أسباب استهدافنا للنَّصارى فنقول وبالله التوفيق:

إنَّ جميع النَّصارى في مصر اليوم هم "نصارى حربيون" ليسوا بأهل ذمة ودمهم هدر سواء أحملوا علينا السلاح أم لم يحملوه، ولا يُعصم دمهم إلا بإيمان منهم أو أمان من خليفة المسلمين إليهم، وهو ما لم يتحقق فيهم، قال تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).

فهم لم يخضعوا لأحكام الإسلام، فلا جزية دفعوا ولا هم صاغرون، بل هم يحاربون دين الله تعالى ويصدُّون عن سبيله، فيسجنون ويُعذِّبون كل من أسلم منهم ليفتنوه عن دينه، وفي المقابل يوفرون الحماية لكل من ارتد عن الإسلام! والشواهد على ذلك كثيرة.

كما أنَّهم من أخلصِ أنصار السيسي ومؤيديه، فهم حلفاؤه في الحكم وشركاؤه في الحرب على الإسلام، وكثير منهم عناصر وقادة في جيش السيسي ونظامه المرتد ومن أكبر الداعمين له.

وقساوستهم ورهبانهم يطعنون في دين الإسلام والقرآن الكريم والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- على مرأى ومسمع من "أتباعهم" دونما إنكار من أحد منهم!

وأما كنائسهم وأديِرَتهم فهي بيوت يُكفر فيها بالله! وهي دور ندوتهم وأوكار شرهم ومكرهم بالإسلام وأهله، وعليه فإنَّ دم هؤلاء النَّصارى مهدور، واستهداف كنائسهم بالنسف والتخريب مشروع.
وعملياً؛ فإنَّ استهداف النَّصارى أشدُّ وأنكى على النِّظام المصري، فالنَّصارى لهم أيدٍ متنفذة داخل النِّظام سياسياً واقتصادياً، ومن تابع ردة فعلهم بعد الهجوم أدرك ذلك جيداً، كما أنَّ في ضربهم ضربٌ لتحالفهم مع النِّظام المرتد، فها هي أصوات النَّصارى تتعالى بمهاجمة النِّظام المرتد وإلقاء اللوم عليه، ووصفه بالتقصير والفشل والضعف، ونحن لا نُخفي سعينا لتمزيق صفهم وفلّ جمعهم بإذن الله.
...المزيد

مقال: رؤوس الكفر خلق الله الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا بينهم ويكون ذلك عونا لهم في سير ...

مقال: رؤوس الكفر


خلق الله الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا بينهم ويكون ذلك عونا لهم في سير حياتهم، وأخبر سبحانه أن الفضل والكرامة بتقوى الله سبحانه لا بالحسب والنسب فالله يعلم ما تضمره الصدور فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

وقد كانت رابطة القبيلة والعشيرة معينا للناس على التعاون فيما بينهم وتسيير أمورهم فلا يُنسى فقيرهم ولا يطغى غنيهم أو يتعدى بعضهم على بعض وكذا يكون فيها هدايتهم إن كان علية القوم فيهم منقادين للحق مذعنين له، وحال هذه الرابطة كحال الحديد الذين أنزله الله سبحانه {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25] فإن كان بيد مؤمن استعمله في الخير أو فيما أباحه الله وإن كان في يد متجبر كافر استعان به لأذية المؤمنين والصد عن سبيل الله القويم.

فكما علا الأوس والخزرج بنصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامتهم أول دار للإسلام على أرضهم وحمايتها بدمائهم، فمن جهة أخرى كفرت وتجبرت بعض القبائل طاعة لكبرائهم وسادة قومهم الذين وقفوا معاندين للحق وأهله إما عن حقد وحسد كما كان من فرعون هذه الأمة أبو جهل أو حب للرياسة وبغية للرفعة بين الناس كما فعل مسيلمة الكذاب وغير هذا من الأهواء التي يتبعها أهل الباطل ويتعصبون لها.

وفي زماننا هذا علم الطواغيت من كفار ومرتدين أهمية استغلال هذه الرابطة وحرصوا على استغلالها واستعمالها في تطويع الناس لهم وكذلك للتفرقة بينهم بنزع رابطة الدين من قلوبهم وتقوية الروابط الجاهلية الأخرى فلا يجد الناس ما يجمعهم غير ذلك الطاغوت فيدينون له بالطاعة ليكون لهم عنده حظوة ومكانة لينالوا من غيرهم أو يعصموا دمائهم وأموالهم.

فأقبل كثير من هؤلاء الرؤوس على الصليبيين في خراسان والعراق وتقربوا منهم وحاولوا تطويع أبناء عشائرهم لخدمة الصليبيين ليفتحوا بذلك أبوابا واسعة للردة الجماعية في أبناء قومهم مستغلين دعوى الجاهلية، فيقاتلون تعصبا لقبائلهم لا لشيء إلا خدمة لبعض سادتهم الذين باعوا دينهم وقومهم بعرض من الدنيا قليل، فخسر أولئك المخدوعون الدنيا والآخرة.

وقد كان للمجاهدين من هذه الجاهلية موقفا واضحا حازما، فقد حذروهم من أول يوم خطت فيه أقدامهم إلى طريق الردة، ومن كابر وعاند قطفوا رأسه وجعلوه عبرة لغيره كما فعلوا برأس الكفر المرتد عبد الستار أبو ريشة والذي كان من أوائل من أعلن مشروع الردة في العراق الذي أسموه (الصحوة)، فاجتمع مع الطاغوت بوش، وخرج من عنده مزهوا مغرورا يظن أنه في مأمن من سيوف المجاهدين، فنفذ فيه أحد المجاهدين من أبناء عشيرته الذين علت عندهم روابط الإيمان فوق كل رابطة فمزق جسده بحزامه الناسف فانتقلا إلى ربهما ما بين شهيد بإذن الله وطاغوت محارب لله ورسوله فشتان بينهما.

وقد تساقط في مشروع الصحوات الكثير من رؤوس الكفر والردة على أيدي المجاهدين وكذلك انقلب عليهم الرافضة بعد أن انجزوا مهمتهم فأخذوهم قتلا وتشريدا وسجنا، فيفتدي أحدهم نفسه ليخرج من سجونهم بكل ما يملك هو وأهله من وراءه لينفق كل ما دُفع له سابقاً ثمناً لردته فخسروا جميعا دنياهم وآخرتهم بدنيا غيرهم فأي خسران بعد هذا؟ بينما كان حال المجاهدين من حَسن إلى أحسن فلم تزدهم حروب أهل الردة إلا قوة وصلابة ونقاءً للصف، فانتهى حالهم إلى إعلان الخلافة بعد أن دانت لهم أجزاء واسعة من العراق والشام وغيرهما، فأعاد الطواغيت الكرة مرة أخرى فاستعملوا رؤوس العشائر لحرب المجاهدين وإضعافهم.

ومع كل الدروس والعبر التي رآها المرتدون في العراق إلا أنهم سارعوا في تلبية الدعوة وجعلوا أنفسهم رأس حربة ودرعا للطواغيت فأعلنها المجاهدون عليهم حرب شاملة، فقال الشيخ أبو الحسن المهاجر تقبله الله (لا تدعوا مفصلاً أمنيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا أو إعلاميًا لحكومة الرافضة إلا وجعلتموه أثرًا بعد عين، ولا تبقوا رأس عشيرة عفن مرتد إلا وقطفتموه، ولا قرية محاربة إلا وتركتموها آية لمعتبر، وعظة لكل مغترٍّ أشر؛ فهؤلاء هم من وقفوا أنفسهم خدامًا للرافضة وعبيدًا لهم وعينًا ساهرة تحول بين المجاهدين وعدوهم).

وكذلك كان المرتدون في الشام فسلم بعض رؤوس العشائر زمام أموره إلى ملاحدة الأكراد يوجهونه حيث شاؤوا، فيعمل عندهم مرياعاً ليجر أبناء قومه إلى الكفر عياذا بالله، فتربص بهم المجاهدون وكمنوا لهم في كل مرصد وكان من آخرهم قطف رأس المرتد بشير الهويدي والذي كان من رؤوس الكفر في الرقة وحذاءً لملاحدة الأكراد فكانت نهايته عبرة لكل معتبر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 155
الخميس 30 صفر 1440 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً