"ورحم الله من أعان على نصرة الإسلام ولو بشطر كلمة"

الحمد لله َ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ , وأصلى واسلم على من بعثه الله بين يدى الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
أما بعد :
فلا يخفى على ذى لب الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين وما أحداث بورما منكم ببعيد , وليست وليدة اليوم بل هى منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وكما قال ربنا جل وعلا فى كتابه :" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"
وكذلك وردت أحاديث في السُّنَّة النَّبويَّة ، منها:
- عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت))
إن النصرة شريعة فى الإسلام راسخة ومنها نصرة دين الله وكتابه وسنة نبيه والمستضعفين من المسلمين والمقدسات كالقدس .
قال الشيخ عبدالرحمن السعدى رحمه الله :
ورحم الله من أعان على نصرة الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين.
ودين الله منصور وسنة الله ماضية كما قال الله جل وعز فى محكم التنزيل " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)"
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ))وقال الله عز اسمه
________________________________________
وأيضا قوله جل وعز :.
((لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ))
والقرّان الكريم والسنة المطهرة حافلة بالحث على نصرة الدين ونصرة رسوله ونصرة المستضعفين.
وكما فى الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".
أخرجه مسلم والبخاري
وفى مسند أحمد رحمه الله :أبغونى ضعفائكم فإنكم ترزقون وتنصرون بضعفائكم "
فأكمل الناس أحوالا فى معاملة المحاويج والمعوزين هو المخلص الذى لايحتاج واسطة يتقربون به إليه , لأنه مكتف بشفاعة النبى صلى الله عليه وسلم
فإذا طلب منك نفع أحد هؤلاء ببدنك أو قلمك أو مالك أو جاهك أو خبرتك وعلمك ورأيك,فاستحضر قوله صلى الله عليه وسلم "أبغونى " وتمثله صلى الله عليه وسلم طارقا يشفع فى فقراء أمته , فهذ الوصية النبوية شفاعة منه صلى الله عليه وسلم لكل ذى جاه ومال ورأى وحكمة وقوة يقدر بها على كشف غمة المعوزين ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم "أبغونى" أى طلب رضاى وسرورى بالإحسان للضعفاء, فإن الله يبارك أرزاقكم وينصركم على عدوكم بالإحسان إلى المحاويج .
فطوبى لشفعاء الضعفاء .
ولا يزال العلماء المخلصين والرجال الصادقين فى هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ...إن واجبنا أن نعرض الحق الثابت فى النفوس حتى لاينسى من هو العدو .
ومن هذه الشبكة المباركة ادعو كل من له منبر كخطباء المساجد وفى الإعلام والمبتعثين وغيرهم أن يستغلوا هذه الوسائل فى نصرة الإسلام والمسلمين.
ولا تترك مواقع التواصل فى الدعوة وغيرها من الوسائل حتى وإن ضعفت همتك . لعلك بكلمة تكتبها تلقى الله وهو راضٍ عنك."د.عبدالملك القاسم ؛؛ فعند قلة الدعاة وعند كثرة المنكرات وعند غلبة الجهل -كحالنا اليوم- تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته" .الشيخ بن باز رحمه الله
كما أدعو من هذا المنبر رجال الأعمال الخيريين كالراجحى وغيره لإنشاء فضائية دعوية تليق بالمملكة بل فضائيات للدعوة إلى هذا الدين الحنيف الذى زاغ عنه المليارات وبيان الإسلام الصحيح للعالم , لا يعلمون إلا الصورة التى شوهها أعداء الإسلام . نحن على الحق وهم على الباطل ويرصدون التريليونات ويحشدون الحشود . ألسنا أولى بذلك منهم ؟ إننا بحاجة لتضافر الجهود لنصرة الدين , وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة .
اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل عبادك الموحدين , اللهم بشائر النصر عاجلا غير اّجل ,اللهم نصرك الذى وعدت.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
المصادر :
القراّن الكريم
تفسير السعدى
البخارى ومسلم
سنن أبي داود
مسند أحمد
رسائل للدكتور محمود بن كابر الشنقيطى
القول السديد للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله
كلمة معالى الشيخ صالح اّل الشيخ فى مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس
اخدم دينك للدكتور عبدالملك القاسم
القول السديد شرح كتاب التوحيد
الدعوة للشيخ بن باز رحمه الله ...المزيد