د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

ابن حزم لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها ، وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ، ويظنون ...

ابن حزم
لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها ، وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ، ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ، ويقدرون أنهم يصلحون.

قال ابن القيِّم: (الكسَالى أكثر النَّاس همًّا وغمًّا وحزنًا، ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب ...

قال ابن القيِّم: (الكسَالى أكثر النَّاس همًّا وغمًّا وحزنًا، ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب النَّشَاط والجِدِّ في العمل).

العبد الذي ينشط ويكون ذا همة تبلغه وترقيه يسعد وتسعد به أمته. أقسام النشاط ينقسم النَّشَاط إلى ...

العبد الذي ينشط ويكون ذا همة تبلغه وترقيه يسعد وتسعد به أمته.

أقسام النشاط ينقسم النَّشَاط إلى قسمين:
القسم الأوَّل: النَّشَاط المحمود: وهو النشاط في الطاعات طلبًا لمرضاة الله، والنشاط في الأمور النافعة كافة.
القسم الثَّاني: النَّشَاط المذموم: وهو ما لا ينفع في الآخرة، أو كان على وجه الرِّياء، الذي هو الشِّرك الأصغر. ومن النشاط المذموم النشاط فيما يضر بالعبد في دينه أو دنياه.
...المزيد

قال ابن القيم رحمه الله: " أجمع العقلاء على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن الراحة لا تنال بالراحة ...

قال ابن القيم رحمه الله: " أجمع العقلاء على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن الراحة لا تنال بالراحة وأن من آثر اللذات فاتته اللذات".

كن موحدًا لله ولا تكن مشركًا يتضمّن التَّوحيد نفي وجود أيّ آلهة أُخرى مع الله، ونفي الشَّبه بين ...

كن موحدًا لله ولا تكن مشركًا
يتضمّن التَّوحيد نفي وجود أيّ آلهة أُخرى مع الله، ونفي الشَّبه بين الله وبين خلقه.
فالله واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ، لا شريك ولا نِدَّ له، منفردٌ في التصرّف في مُلكه، لا يُسأل عمّا يفعل، لا يخرج عن مشيئته وإرادته شيء، بل هو الفعّال لما يريد، لا رادّ لأمره، ما شاءه كان، وما لم يشأ لم يكن. ( )
وكلمة التوحيد هي أصل الدين وأساسه، ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة، والجنة والنار، وهي دعوة جميع الأنبياء والرسل، من لدن نوح ﷺ حتى محمد ﷺ.
الشرك المنافي للتوحيد
والشرك بالله، هو أن تجعل شَريك لله في العبادة والملك، ويعتبر ذلك من أكبر الكبائر، ويسمى صاحبه مشركًا، والكفر أعم من الشرك.
ويُعتبر الشرك بالله أعظم الذنوب والمعاصي التي يمكن للإنسان ارتكابها، ورد في القرآن: (إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افترى إِثْمًا عَظِيمًا)، والشرك بالله نوعان:
أصغَر وأكبر، حيثُ أن الشرك الأكبر يُخرج الإنسان من دين الإسلام، وهو أن يجعل لله ندًّا أو يعتقد بألوهية غير الله، ويعبد غيره من شمس وقمر وبشر.
أمّا الأصغر، فهو ما دون ذلك كمخافة غير الله، ورجاء غيره، فهذا لا يُعتبر مُخرجًا من الدِّين.
«حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والألوهية». ( )
«إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل الإنسان أحداً بالله، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بأعمال خصها الله تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان، وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً». ( )
ورد التحذير من الشرك في كثير من آيات القرآن والسنة عن المسلمين، منها:
قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ»
قوله تعالى: «إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ»
قوله تعالى: «إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ»
قول النبي : (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله..).
وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ۝٨٢﴾ [الأنعام:82].
وقال أيضاً: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ۝٨٧ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ۝٨٨﴾ [الأنبياء:87–88].
وعن عبادة عن النبي ﷺ قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل». متفق عليه.
وعن أنس بن مالك «أن نبي الله ﷺ، ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل، قال: «يا معاذ!» قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ!». قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ!». قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إلا حرمه الله على النار» قال: يا رسول الله! أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: «إذا يتكلوا». فأخبر بها معاذ عند موته، تأثما». متفق عليه.
وعن أبي هريرة أنه قال: «قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت، يا أبا هريرة، ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قبل نفسه». أخرجه البخاري.
وعن عثمان قال: قال رسول الله ﷺ: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة». أخرجه مسلم.
والموحد لا يخاف إلا من الله، فلا تخاف من إنسان على قطع الرزق، وتترك الصلاة من أجل الخوف على الرزق، أو تترك أكل الحلال من أجل الخوف على الرزق، زملاؤك مرتشين فأنت مرتشي، وتقول: أنا خائف على أكل عيشي ينقطع، لا، لا تخف إلا من الله، ربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾ [آل عمران:175]، وقال تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُون﴾ [البقرة:40].
الرهبة لا تكون إلا من الله، ترهب من؟ من عبد مثلك مثله، ضعيف لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، لماذا تخاف منه؟ فأنت لا تخف إلا من الله سبحانه وتعالى.
فأنت كن موحدًا لله، لا تحلف إلا بالله، "من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت"، ولا تسجد إلا لله، فاحذر أن تسجد لمخلوق، ولا تنحني لمخلوق، إياك أن تنحني لمخلوق، لا تنحني إلا لله، يقول الشاعر:
ومما زادني فخرًا وتيهًا *** وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيًا
فنحن لنا الفخر أن نكون عبيد لله سبحانه وتعالى، فأنت احذر إنك تنحني لغير الله، أو تركع وتسجد لغير الله؛ لأن الركوع والسجود عبادة لا تكون إلا لله تبارك وتعالى.
كذلك لا تسأل إلا الله، النبي عليه الصلاة والسلام يقول لابن عباس: " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله" رواه الترمذي وصححه
احذر أن تسأل الأموات؛ فإن الأموات لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، ولا يملكون موتًا ولا حياةً، ولا نشورًا، "إذا سألت فاسأل الله"؛ قل: يا الله، ارفع يديك إلى السماء وقل: يا رب، يا رب، ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ﴾ [النمل:62].
فأنت كن موحدًا لله، لا إله إلا الله، لا معبود بحقٍ إلا الله، النفع والضر بيد الله، العز والكرامة بيد الله، العطاء بيد الله، المنع بيد الله، الحياة بيد الله، الموت بيد الله.
فاحذر أخي الكريم أن يركن قلبك إلى أحدٍ غير الله، فهذه وصية الشاب المسلم؛ كن موحدًا لله واحذر أن تكون مشركًا.
والشرك هو أن تجعل لله ندًا وهو خالقك، فاحذر أن تعتقد أن إنسان يملك النفع والضر، وهو إنسان بشر مثلك مثله، ولكن الذي يملك الأرزاق هو الله، والذي يملك النفع هو الله، والذي يملك رفع الضر هو الله.
فعلق قلبك بالله، وقل: اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التفويض إلا لك، ومن التسليم إلا إليك، ومن الوقوف إلا على بابك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الرهبة إلا لجلالك العظيم، ومن الطمع إلا لما في يديك الكريمتين يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين. وبالله التوفيق.
...المزيد

قال الغزالي: "ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ...

قال الغزالي: "ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ولا في الخدِّ حتى يُصَعَّر، ولا في الظَّهر حتى ينحني، ولا في الذَّيل حتى يُضَمَّ، إنَّما الورع في القلب". ...المزيد

أُثر عن عمر بن عبد العزيز الأموي الخليفة الراشد بعد الراشدين وصح الأثر: أنه كان إذا صلى الصبح ...

أُثر عن عمر بن عبد العزيز الأموي الخليفة الراشد بعد الراشدين وصح الأثر: أنه كان إذا صلى الصبح بالمؤمنين -وهو خليفة الله في عباده- عاد إلى بيته وجمع أطفاله ونساءه فيقرأ أحدهم القرآن وهم يتدبرون ويبكون، لقد قال من يعرفهم: والله لو دخلت عليهم ووجدتهم كما هم عليه يبكون لقلت: بين أيديهم جنازة، وما ذاك إلا أنهم يقرءون القرآن فيتأثرون فيبكون. ...المزيد

وقدوة هذا الصابر على فتنة النساء: نبي الله الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب ...

وقدوة هذا الصابر على فتنة النساء:
نبي الله الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، قال تعالى: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ (يوسف: 23)، بل إن يوسف عليه السلام آثر السجن على أن ينقاد لهذه الفتنة، قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ (يوسف: 33).

قال ابن القيم:
"وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن يوسف الصديق صلى الله عليه وسلم من العفاف أعظم ما يكون، فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره، فإنه صلى الله عليه وسلم كان شاباً، والشباب مركب الشهوة، وكان عزباً ليس عنده ما يعوضه، وكان غريباً عن أهله ووطنه، والمقيم بين أهله وأصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم، فإذا تغرب زال هذا المانع، وكان في صورة المملوك، والعبد لا يأنف مما يأنف منه الحر، وكانت المرأة ذات منصب وجمال، والداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك، وكانت هي المطالبة فيزول بذلك كفلة تعرض الرجل وطلبه وخوفه من عدم الإجابة، وزادت مع الطلب الرغبة التامة والمراودة التي يزول معها ظن الامتحان والاختبار لتعلم عفافه من فجوره، وكانت في محل سلطانها وبيتها بحيث تعرف وقت الإمكان ومكانه الذي لا تناله العيون، وزادت مع ذلك تغليق الأبواب؛ لتأمن هجوم الداخل على بغتة، وأتته بالرغبة والرهبة، ومع هذا كله عفَّ لله ولم يطعها، وقدَّم حق الله وحق سيّدها على ذلك كله، وهذا أمر لو ابتلى به سواه لم يعلم كيف تكون حاله؟".
...المزيد

قال ابن الجوزي رحمه الله من أعظم المحن الاغترار بالسلامة بعد الذنب، فإن العقوبة تتأخر. ومن أعظم ...

قال ابن الجوزي رحمه الله
من أعظم المحن الاغترار بالسلامة بعد الذنب، فإن العقوبة تتأخر.
ومن أعظم العقوبة ألا يحس الإنسان بها، وأن تكون في سلب الدين، وطمس القلوب، وسوء الاختيار للنفس، فيكون من آثارها سلامة البدن وبلوغ الأغراض.

وقد لخص ابن عباس رضي الله عنه الموضوع في كلمات حيث قال: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق".

فمن راقب العواقب سلم من المعاطب..

قَدِّرْ لِرِجْلِكَ قَبْلَ الْخَطْوِ مَوْضِعَهَا ... فَمَنْ عَلَا زَلَقًا عَنْ غِرَّةٍ زَلَجَا

وَلَا يغرنك صــفو أَنْت شـَـــاربه ... فَرُبمَا كَانَ بالتـكدير ممتزجـا
...المزيد

لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. فعن جرير بن عبد الله قال: "سألت رسول الله ﷺ ...

لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.
فعن جرير بن عبد الله قال: "سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري".
ولما رأى الفضل ينظر إلى امرأة وضيئة صرف وجهه إلى الشق الآخر.
فإذن مسألة غض البصر هي أساس العلاج؛ لأن المسألة في أولها، وهو أهون شيء النظر، أهون شيء في البداية النظر، قال العلاء بن زياد: "لا تتبع بصرك رداء امرأة؛ فإن النظرة تجعل في القلب شهوة".
وقال أحد الصالحين لابنه: "يا بني امش وراء الأسد والأسود" وراء الأسد والحية والثعبان "امش وراء الأسد والأسود، ولا تمش وراء امرأة".

نظر الرجل إلى محاسن المرأة سهم مسموم من سهام إبليس، والسهم المسموم إذا دخل السم ينتشر: "إياكم والنظرة؛ فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة"، تزرع الشهوة في القلب.

وكان السلف رحمهم الله في غاية الحرص على غض البصر.
قال سفيان الثوري: كان الربيع يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق إطراقاً شديداً، حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العَمى.

وخرج حسان إلى العيد، فقيل له لما رجع: يا أبا عبد الله، ما رأينا عيداً أكثر نساءً منه، فقال: ما تلقتني امرأة حتى رجعت، وهو حسان بن أبي سنان لما خرج إلى العيد ورجع، قالت له امرأة: كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم؟ فلما أكثرت عليه، قال: "ويحك؛ ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك".

وكانوا يحاربون النظر، ويعتبرونه منكراً شديداً، وينهرون فاعله:
عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: "دخل عبد الله بن مسعود على مريض يعوده، ومعه قوم، وفي البيت امرأة، فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة، فقال عبد الله: "لو انفقأت عينك كان خيراً لك" لو انفقأت عينك، وصارت مصيبة، واحتسبت عند الله كان خيراً لك من النظر، واستعمال البصر بالمعصية.

ثم إنه إذا كرره حصل في القلب زرع الفتنة، وذلك أمر يصعب قلعه؛ ولذلك لا بد من الحمية بسد باب النظر؛ فإنه إذا سده سهل بعد ذلك انحسار الأمر.
هذه القضية لا يكاد يطبقها اليوم إلا من رحم الله، غض البصر عن النساء.
وفي معنى النظر وصف المرأة حتى كأنه ينظر إليها، ولهذا نهينا عنه، فقال النبي ﷺ: لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها، وهذه أصل في سد الذرائع، وأن وصف المرأة لرجل الأجنبي عنها يؤدي إلى الافتتان بالموصوفة.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً