د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

أمــا والله إن الــظـلــــم لــــــؤم *** ومـا زال المسيء هو الظلوم إلى ديـــــــــان يوم الدين ...

أمــا والله إن الــظـلــــم لــــــؤم *** ومـا زال المسيء هو الظلوم

إلى ديـــــــــان يوم الدين نمضي *** وعنــد الله تجـتمع الخصوم

ستعلم في الحســـــاب إذا التقينا *** غـدًا عنـد الإله من الملــوم

إذا خـــان الأمير وكاتباه *** وقاضي الأرض داهن في القضاء فويل ثم ويل ثم ويل *** لقاضي الأرض من ...

إذا خـــان الأمير وكاتباه *** وقاضي الأرض داهن في القضاء

فويل ثم ويل ثم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي الســمــاء

وإن كان الوداد لذي وداد *** يزحــــزحـه عن الحق الجلاء

فلا أبقــاه رب العرش يوماً *** كــحـــلـــة بميل من عماء ...المزيد

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يبين آثار الغلو والتشنيع والتجريح في العلماء “وليعلم هذا الذي ...

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يبين آثار الغلو والتشنيع والتجريح في العلماء
“وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سببًا في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرّح العالم، لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحًا شخصيًا بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم؛ (فإن العلماء ورثة الأنبياء)، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح” ...المزيد

أنواع فرقة النكاح الفرقة بين الزوجين تكون إما بطلاق أو فسخ. 1- الفرقة بسبب الطلاق: هي ما كانت ...

أنواع فرقة النكاح
الفرقة بين الزوجين تكون إما بطلاق أو فسخ.
1- الفرقة بسبب الطلاق: هي ما كانت بألفاظ الطلاق صريحاً أو كناية.
2- الفرقة بسبب الفسخ تكون فيما يلي:
الخلع إذا كان بغير لفظ الطلاق..
ردة أحد الزوجين..
الفرقة بسبب العيب المشترك كالجنون والصرع..
أو المختص بالمرأة كالرتق والقروح السيالة..
أو المختص بالرجل كالجب والعِنّة..
إسلام أحد الزوجين..
الفرقة بسبب الإيلاء..
الفرقة بسبب اللعان..
الفرقة بسبب الإعسار في المهر أو النفقة أو السكن..
فرقة إسلام الزوج على أختين أو أكثر من أربع نساء..
فرقة عدم الكفاءة بين الزوجين..
الفرقة بسبب الرضاع ونحو ذلك.

الفرق بين الطلاق والفسخ: الفرق بين الطلاق والفسخ من ثلاثة أوجه:

الأول: أن الطلاق إنهاء لعقد النكاح، لكن لا يزول الحِل إلا بعد البينونة الكبرى.
أما الفسخ فهو نقض للعقد من أساسه.
الثاني: أن الطلاق لا يكون إلا بناءً على عقد صحيح لازم.
أما الفسخ فيكون بسبب حالات طارئة على العقد كردة الزوجة، أو جماع الزوج لأم زوجته أو بنتها ونحو ذلك، أو بسبب حالات مقارنة للعقد تقتضي عدم لزومه من الأصل كخيار البلوغ لأحد الزوجين، وخيار أولياء المرأة التي تزوجت من غير كفء.
الثالث: الطلاق ينقص عدد الطلقات التي يملكها الرجل، أما الفسخ فلا ينقصها.
فكل فرقة بسبب من جانب المرأة تكون فسخاً، وكل فرقة من جانب الرجل أو بسبب منه فهي طلاق.

من يملك الفسخ:
فسخ النكاح: هو حل الرابطة التي تربط بين الزوجين.
والفسخ قد يكون بسبب خلل وقع في العقد، كما إذا تم العقد فتبين أن الزوجة أخته من الرضاع، وقد يكون بسبب طارئ عليه يمنع بقاءه، كما إذا ارتد أحد الزوجين عن الإسلام، فيفسخ العقد بسبب الردة الطارئة، فإذا كان سبب الفسخ جلياً فسخ الزوجان النكاح من تلقاء أنفسهما، كما إذا تبين للزوجين أنهما أخوان من الرضاع.
وإذا كان سبب الفسخ خفياً فلا يفسخه إلا القاضي كالفسخ بسبب الردة، أو بسبب العيب، أو بسبب النشوز ونحو ذلك.

الحالات التي يطلق فيها القاضي:

يجوز للقاضي أن يطلق الزوجة من زوجها عند طلبها في الأحوال الآتية:
عدم نفقة الزوج عليها..
وجود العيب بالزوج..
غيبة الزوج بلا عذر..
حبس الزوج..
حصول الضرر بسبب الزوج كأن يضربها، أو بسبها، أو يؤذيها ونحو ذلك.
فيجوز في هذه الحالات وأمثالها أن تطلب المرأة الطلاق من زوجها إذا تضررت، أو خشيت الوقوع فيما حرم الله بسبب بُعد الزوج عنها، أو عدم قدرته على جماعها.
قال الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة:229].

موسوعة الفقه الإسلامي
...المزيد

خطأ الاقتصار في الفتوى على مذاهب المتأخرين وهجر أقوال المتقدمين مع كونها أقرب لزمن الوحي قال ابن ...

خطأ الاقتصار في الفتوى على مذاهب المتأخرين وهجر أقوال المتقدمين مع كونها أقرب لزمن الوحي
قال ابن القيم في إعلام الموقعين:
(القول في جواز الفتوى بالآثار السلفية والفتاوي الصحابية ، وأنها أولى بالأخذ بها من آراء المتأخرين وفتاويهم ، وأن قربها إلى الصواب بحسب قرب أهلها من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن فتاوى الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوى التابعين ، وفتاوى التابعين أولى من فتاوى تابعي التابعين ، وهلم جرا وكلما كان العهد بالرسول أقرب كان الصواب أغلب ، وهذا حكم بحسب الجنس لا بحسب كل فرد من المسائل ، كما أن عصر التابعين ، وإن كان أفضل من عصر تابعيهم فإنما هو بحسب الجنس لا بحسب كل شخص ، ولكن المفضلون في العصر المتقدم أكثر من المفضلين في العصر المتأخر ، وهكذا الصواب في أقوالهم أكثر من الصواب في أقوال من بعدهم ؛ فإن التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين). ...المزيد

منهج أئمة الحديث في تقويم الرجال: العلم المتعلق بالرجال يسمى: “علم الجرح والتعديل” ويعلم أنه لا ...

منهج أئمة الحديث في تقويم الرجال:
العلم المتعلق بالرجال يسمى: “علم الجرح والتعديل”
ويعلم أنه لا يوجد منهج بشري على الإطلاق يملك عشر معشار هذا المنهج التوثيقي الدقيق الذي قدمه لنا أئمة الحديث رضي الله عنهم أجمعين.

يقول الإمام أبو حاتم بن حبان يصف معالم هذا المنهج ويقول: “لسنا ممن يوهم الرعاع مالا يستحله ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفا بل نعطى كل شيخ حظه مما كان فيه ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح”

محاور هذا المنهج متعددة وتفاصيلها تراجع في مظانها من كتب الحديث والمصطلح لكن هنا إشارة لمسائل ثلاث فقط حتى يتبين لنا مدى عدلهم وإنصافهم رحمهم الله.

المسألة الأولى: تقويم المبتدعة:
العلماء ينظرون في الراوي إلى جهتين: جهة الضبط والإتقان بالإضافة إلى الصدق؛ الصدق والضبط والإتقان فإذا توفرت هاتان الصفتان اعتمدت رواية الراوي حتى واو عرف بتلبسه ببدعة غير مكفرة تخلف منهج السلف الصالح وكانوا يقولون: “لنا صدقه وعليه بدعته”؛ “لنا صدقه” لأنه عرف بالصدق لاسيما إن كان خارجياً مثلاً يعتقد أنه يكفر لو كذب وإن كان وجد أيضاً كذب في الخوارج لكن هذا في حق من قبله من أهل البدع أنه ثبت صدقه؛ يقول “لنا صدقه وعليه بدعته” فليس هذا تهويناً من أهل البدع وأهلها وإنما تعظيم للعدل واعتراف بالحق لأهله.

يقول الإمام الطبري رحمه الله: “لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الردية ثبت عليه ما ادعي به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار، لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه”

مجرد الاتهام هكذا جزافاً لكن ينبغي التحري والتدقيق في هذا.

يقول الحافظ ابن حجر: “فالمعتمد أن الذي ترد روايته من أنكر أمراً متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة وكذا من اعتقد عكسه فأما من لم يكن بهذه الصفة وانضم إلى ذلك ضبطه لما يرويه مع ورعه وتقواه فلا مانع من قبوله”

فلذلك لا نعجب إذا رأينا بعض علماء الحديث وأئمتهم حتى البخاري نفسه قد يروي عن بعض أهل البدع لتوفر هاتين الصفتين: الصدق والضبط فهذا يدل على عظم العدل الذي اتصف به هؤلاء السلف في تقويمهم للرجال مع شدتهم على أهل البدع وحساسيتهم في هذه المسألة ولذلك شيخ الإسلام نفسه يعترف بفضائل المبتدعة إذا ثبت الحق عنهم ولا يتردد في ذلك.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: “وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين وهو خير من أن يكونوا كفارا ”فانظر إلى دقة شيخ الإسلام وشدة إنصافه في هذا الباب؛ نجد أيضاً في صفوف من ينتسبون إلى الدعوة الإسلامية يقولون على بعض الجماعات كجماعة التبليغ أنهم ينتشرون في كل أقطار العالم حتى في داخل روسيا؛ في جنوب أفريقيا ؛في أمريكا؛ في أوربا في كل بلاد العالم ينتشرون للدعوة إلى الإسلام على بعض البدع يتلبسون بها وهي معروفة ويرثون لهذا ويقولون كيف يعلمون الناس إسلاماً به هذه البدع؟ فأولى بمن يرى فهماً أصح للإسلام أن ينشط نشاطهم وأن يتحرك حركتهم لكن مع الكسل نتفرغ للرثاء فقط لحال هؤلاء الذين يسلمون على أيديهم.

وهذا كلام شيخ الإسلام يقول: “وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين وهو خير من أن يكونوا كفارا. وكذلك بعض الملوك قد يغزو غزوا يظلم فيه المسلمين والكفار ويكون آثما بذلك ومع هذا فيحصل به نفع خلق كثير كانوا كفارا فصاروا مسلمين وذاك كان شرا بالنسبة إلى القائم بالواجب وأما بالنسبة إلى الكفار فهو خير وأكثر المتكلمين يردون باطلا بباطل وبدعة ببدعة لكن قد يردون باطل الكفار من المشركين وأهل الكتاب بباطل المسلمين فيصير الكافر مسلما مبتدعا واخص من هؤلاء من يرد البدع الظاهرة كبدعة الرافضة ببدعة أخف منها وهى بدعة أهل السنة”

ويقول أيضاً شيخ الإسلام في نفس الباب يقول رحمه الله: “والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة والزيدية من الشيعة خير منهم أقرب إلى الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا وهذا لأن الأصل الذي اشتركوا فيه أصل فاسد مبنى علي جهل وظلم وهم مشتركون في ظلم سائر المسلمين فصاروا بمنزلة قطاع الطريق المشتركين في ظلم الناس ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض”

ومن جميل ما سطره يراع الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه سير أعلام النبلاء هذا من أنفس كتب الرجال من أنفس هذه الكتب وأعظمها.

يقول الحافظ الذهبي رحمه الله: “غلاة المعتزلة وغلاة الشيعة وغلاة الحنابلة وغلاة الأشاعرة وغلاة الجهمية وغلاة الكرامية قد ماجت بهم الدنيا وكثروا وفيهم أذكياء وعباد وعلماء نسأل الله العفو والمغفرة لأهل التوحيد ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع ونحب السنة ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ وإنما العبرة بكثرة المحاسن”.

منهاج أهل السنة في تقويم الرجال للشيخ محمد بن أحمد إسماعيل المقدم
...المزيد

(كلام العلما الأقران في بعض يُطوى ولا يُروى). قد يحصل بين بعض الأقران يعني الناس المتقاربون في ...

(كلام العلما الأقران في بعض يُطوى ولا يُروى).
قد يحصل بين بعض الأقران يعني الناس المتقاربون في السن؛ في العلم؛ في كذا أو يكونوا متعاصرين في عصر واحد فيحصل بينهم شيء من الخلاف لسبب من الأسباب فيؤدي إلى وقوع بعضهم ببعض دون عدل أو تأن حتى إن الواحد منهم قد يصف غيره أحياناً بأوصاف يعلم يقيناً أنه بريء منها لكن حب الذات والانتصار للنفس يلقي فيه روح الغيرة والاعتداء لأجل ذلك كان النقاد الجهابذة من المحدثين يهملون هذا الجرح بين الأقران إذا تبين لهم أن سبب صدوره نزاعات شخصية بين الطرفين.

والعبر بالأدلة والبراهين فالجرح صحيح الجرح مقدم على التعديل لكن إذا كان الجرح ناشئ عن خصومة مذهبية أو عصبية أو نوع من التحاسد وثبت ذلك فلا يقبل هذا الجرح؛ وهذا ما ينبغي أن يحكى لكنه يطوى ويخفى.

وهذه الصورة لا تقف عند المحدثين بل قد تتعداه في مثل هذا العصر إلى العلماء والدعاة وشتى العاملين في حقل الدعوة الإسلامية؛ وبعض الناس يعجب مثلاً إذا اقتبس الإنسان من كتب لبعض الشيوخ بينهم وبين بعض العلماء مثلاً بعض الخلاف والمساجلات والمحاورات الشديدة في الكتب والردود والأخذ والرد لماذا؟ لأنهم ينحرفون عن هذا المنهج وهو: أن كلام الأقران يطوى ولا يحكى؛ فالمنهج القسط أن ينظر إلى الخلفيات التي تبنى عليها الأحكام ومن ثم توزن بما يقتضيه الحال من التحري والإنصاف حتى لا يتهم أحد بما ليس فيه؛ فليس كل جرح مؤثراً وليس كل اتهام مقبولاً.
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه جرح أحد حتى يتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه”


قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله هذا باب غلط فيه كثير من الناس وضلت فيه نابتة جاهلية لا تدري ما عليها في ذلك والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته وبانت ثقته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحه ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل بها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب قوله من جهة الفقه والنظر؛ وأما من لم تثبت إمامته و لا عرفت عدالته ولا صحت لعدم الحفظ والإتقان روايته فإنه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب النظر إليه”.


يقول الإمام الذهبي: “كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به لاسيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد وما ينجو منه إلا من عصمه الله وما علمت أن عصراً من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين ولو شئت لسردت من ذلك كراريس”


يعني مثل ما حصل بين العز بن عبد السلام وابن الصلاح؛ مثل ما حصل بين السيوطي والسخاوي وهكذا في كل عصر تحصل مثل هذه الأشياء فإذا تناطحت النسور آفاق في السماء ما ينبغي للكتاكيت أن تتدخل في مثل هذا الصراع نحن نأخذ ما يسقط منهم من العلم والفضل؛ ننتفع بالخير الذي عند كل أحد منهم؛ هؤلاء نسور مالنا نحن ندخل بينهم.

إذا تلاقت الفحول في لجب فكيف حال الغطيط في الوسط
نأخذ الخير الذي عندهما ونطوي ما يكون بينهما من هذه النزاعات.


يقول السبكي رحمه الله: “الحذر الحذر من هذا الحسبان بل إن الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على جرحه من تعصب مذهبي أو غيره فإننا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة ولو فتحنا هذا الباب وأخذنا في تقديم الجر ح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة؛ إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون”


ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني: “واعلم قد وقع من جماعة الطعن في جماعة بسبب اختلافهم في العقائد فينبغي التنبه لذلك وعدم الاعتداد به إلا بحق”

“منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم” للشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصيام.
...المزيد

“من نماذج الانصاف في نقد الكتب والمؤلفات نقد ”كتاب إحياء علوم الدين” هذا نموذج واضح ونحتاجه ...

“من نماذج الانصاف في نقد الكتب والمؤلفات نقد ”كتاب إحياء علوم الدين”
هذا نموذج واضح ونحتاجه كثيراً جداً؛ نقد العلماء لكتاب إحياء علوم الدين وكتاب قوت القلوب لأبي طالب المكي.

يقول شيخ الإسلام بعد كلام طويل في حق الإحياء: “والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه وقالوا أمرضه الشفاء”


ما معنى هذه الكلمة؟ يقولون أبو حامد مرضه الشفاء؛ هل يوجد شفاء يمرض؟ الشفاء لابن سينا وكتاب الشفاء هذا في الفلسفة فكانوا يقولون أبو حامد لما قرأ في كتاب الشفاء هذا أمرضه هذا الشفاء أمرضه كتاب الشفاء لابن سينا.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله في الإحياء أيضاً: “وأما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير، لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائف الحكماء، ومنحرفي الصوفية، نسأل الله علماً نافعاً”
ويقول أيضاً: “الغزالي إمام كبير وما من شرط العالم أنه لا يخطئ”
ويقول الذهبي: “ورحم الله أبا حامد فأين مثله في علومه وفضائله ولكن لا ندعي عصمته من الخطأ والغلط ولا تقليد في الأصول”


فانظر إلى إمام من أئمة أهل السنة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الذهبي رحمه الله يثبتان الاضطراب والانحراف في منهج أبي حامد الغزالي رحمه الله ولم يمنعهما ذلك من تقرير الجوانب الإيجابية في منهجه الفكري إحقاقاً للحق وإتماماً للعدل المأمور به شرعاً؛ فإذا فقدنا هذه الضوابط التي ذكرناها تشيع الاتهامات وتكثر الافتراءات ويصل الحال عند بعض الناس إلى أن يرموا بالكتاب جملة وتفصلاً وقد يتطاولون بألفاظ السب والتجريج لمؤلفه.

أما منهج أهل الحق أهل السنة والجماعة فقد وضحه الإمام ابن القيم رحمه الله: “فإن كل طائفة معها حق وباطل فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ورد ما قالوه من الباطل ومن فتح الله له بهذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيهما الأسباب”

“منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم” للشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصيام.
...المزيد

منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: “اعلم وتحقق أن ...

منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: “اعلم وتحقق أن المناظرة الموضوعة لقصد الغلبة والإفحام وإظهار الفضل والشرف والتشدق عند الناس وقصد المباهاة والمماراة واستمالة وجوه الناس هي منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله، المحمودة عند عدو الله إبليس ونسبتها إلى الفواحش الباطنة من الكبر والعجب والحسد والمنافسة وتزكية النفس وحُب الجاه وغيرها كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة من الزنا والقذف والقتل والسرقة، وكما أن الذي خير بين الشرب وسائر الفواحش استصغر الشرب فأقدم عليه فدعاه ذلك إلى ارتكاب بقية الفواحش في سُكره فكذلك من غلب عليه حُب الإفحام والغلبة في المناظرة وطلب الجاه والمباهاة دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع الأخلاق المذمومة”


في نفس الوقت لا ننكر أن النقد البناء ضرورة لا غنى عنها، لأن هذا من تمام العدل والإنصاف أن يحق الحق نصيحة لله ورسوله وللمؤمنين.

وقال ابن القيم رحمه الله في بيان هذا المنهج: “عادتنا في مسائل الدين كلها دقها وجلها أن نقول بموجبها ولا نضرب بعضها ببعض ولا نتعصب لطائفة على طائفة بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق ونخالفها فيما معها من خلاف الحق لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة ونرجو من الله أن نحيا على ذلك ونموت عليه ونلقى الله به ولا قوة إلا بالله”
“منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم” للشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصيام.
...المزيد

(الخطأ اليسير في جنب الصواب الكثير مغفور) والانصاف عزيز يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “ومن له ...

(الخطأ اليسير في جنب الصواب الكثير مغفور) والانصاف عزيز
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين “

وقال ابن القيم: “فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها” فإذا علم هذا؛ والحقيقة أن كثيراً جداً من الشباب يحتاجون إلى التدبر في هذه القاعدة بالذات فمجرد تصيد الأخطاء وتتبع العثرات والبحث عن الهفوات كل ذلك يكون مع التغافل عن الحسنات فهذا دليل على فساد القصد وسوء الطوية وقلة الدين.
يقول الإمام الشعبي رحمه الله: “لو أصبت تسعاً وتسعين وأخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين”

و يا للأسف نلاحظ هذا في كثير من الشباب، تجد عالم من الأئمة له فضل عظيم جداً في خدمة الإسلام والسنة والجهاد في سبيل الله وكذا؛ فمجرد أنه أخطأ في مسألة أو مسألتين أو قضايا لكن الغالب عليه الخير والاتباع فتجده يشطب تماماً على هذا الإمام؛ يقول الشيخ الفلاني صاحب البدعة الفلانية ويكون أخطأ في هذه المسألة فيحيدون عن هذا الأصل.

منهاج أهل السنة في تقويم الرجال للشيخ محمد بن أحمد إسماعيل المقدم
...المزيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين ...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة وأهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي إتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل وابتاعه عليه وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان وكلا هذين الطرفين فاسد والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ومن وافقهم خلافا للخوارج والمعتزلة” ...المزيد

يقول الإمام الذهبي: “ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ...

يقول الإمام الذهبي: “ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه؛ نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك” ...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً