د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

ذكر الإمام ابن القيم أن الصواب في مسألة العامي إذا لم يجد من يفتيه أنه يجب عليه أن يتقي الله ما ...

ذكر الإمام ابن القيم أن الصواب في مسألة العامي إذا لم يجد من يفتيه أنه يجب عليه أن يتقي الله ما استطاع ويتحرى الحق بجهده ومعرفة مثله ، وقد نصب الله تعالى على الحق أمارات كثيرة ولم يسو بين ما يحبه وبين ما يسخطه من كل وجه ، بحيث لا يتميز هذا من هذا ولا بد أن تكون الفطر السليمة قائلة إلى الحق ، مؤثرة له ، ولابد أن يقوم لها عليه بعض الأمارات المرجعة ولو بمنام أو بإلهام ، فإن قدر ارتفاع ذلك كله ، وعدمت في حقه جميع الإمارات ، فهنا يسقط التكليف عنه في حكم هذه النازلة ، ويصير بالنسبة إليها كمن لم تبلغه الدعوة ، وإن كان مكلفاً بالنسبة إلى غيره ، فأحكام التكليف تتفاوت بحسب التمكن من العلم والقدرة. ...المزيد

فَضلُ المَشيِ إلى المساجِدِ وانتظارِ الصَّلاةِ 1- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ ...

فَضلُ المَشيِ إلى المساجِدِ وانتظارِ الصَّلاةِ
1- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (مَن غدَا إلى المسجِدِ أو راحَ، أعدَّ اللهُ له نُزَلَه من الجَنَّةِ كلَّما غدَا أو راحَ).
2- عن أبي مُوسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أعظمُ الناسِ أجرًا في الصَّلاة أبعدُهم فأبعدُهم ممشًى، والذي ينتظرُ الصَّلاةَ حتى يُصلِّيَها مع الإمامِ أعظمُ أجرًا مِن الذي يُصلِّي ثم ينامُ).
3- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن تطهَّرَ في بيتِه، ثم مَشَى إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ؛ ليقضيَ فريضةً مِن فرائضِ اللهِ، كانتْ خُطواتُه: إحداهما تحطُّ خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً).
4- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: كانتْ دِيارُنا نائيةً عن المسجدِ فأردْنا أن نَبيعَ بُيوتَنا، فنقربَ من المسجدِ، فنهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: (إنَّ لكم بكلِّ خُطوةٍ درجةً).
5- عن أُبيِّ بن كعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كان رجلٌ لا أعلمُ رِجالًا أبعدَ من المسجدِ منه، وكان لا تُخطيه صلاةٌ، فقيل له، أو قلت له: لوِ اشتريتَ حمارًا تركبه في الظَّلْماءِ وفي الرَّمْضاءِ! قال: ما يَسرُّني أنَّ منزلي إلى جنبِ المسجدِ؛ إني أُريدُ أن يُكتَبَ لي ممشاي إلى المسجدِ، ورُجوعي إذا رجعتُ إلى أهلي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (قد جمَع اللهُ لك ذلِكَ كلَّه).
6- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أراد بنو سَلِمةَ أن ينتقلوا إلى قُربِ المسجدِ، فبلَغَ ذلك رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهم: (إنَّه بلَغَني أنَّكم تُريدون أنْ تَنتقِلوا قربَ المسجدِ، قالوا: نعمْ يا رسولَ الله، وقد أَرَدْنا ذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا بني سَلِمةَ، دِيارَكم تُكتَبْ آثارُكم! دِيارَكم تُكتَبْ آثارُكم).
7- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (سَبعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظلُّه: الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأ في عِبادة ربِّه، ورجلٌ قَلْبُه مُعلَّقٌ بالمساجدِ...).
8- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (ألَا أدلُّكم على ما يَمْحو اللهُ به الخطايا، ويرفعُ به الدرجاتِ؟ قالوا: بلي يا رسولَ الله، قال: إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ، وكثرةُ الخُطا إلى المساجدِ، وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ؛ فذَلِكُم الرِّباط، فذَلِكُم الرِّباط).
9- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (صلاةُ الرجُلِ في جماعةٍ تَزيدُ على صلاتِه في بيتِه وصلاتِه في سُوقِه بِضعًا وعِشرين درجةً؛ وذلك أنَّ أحدَكم إذا توضَّأ فأحْسَنَ الوضوءَ، ثمَّ أتى المسجدَ لا تُنهِزُه إلا الصَّلاةُ، لا يُريد إلَّا الصَّلاةَ، فلم يَخطُ خُطوةً إلَّا رفَعَ اللهُ له بها درجةً، وحطَّ عنه بها خطيئةً، حتى يدخُلَ المسجدَ، فإذا دخَلَ المسجدَ كان في صلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ هي تحبسُه، والملائكةُ يُصلُّونَ على أحدِكم ما دامَ في مجلسِه الذى صَلَّى فيه، يقولون: اللهمَّ ارحمْه، اللهمَّ اغفرْ له، اللهمَّ تُبْ عليه، ما لم يُؤذِ فيه، ما لم يُحدِث فيه).
...المزيد

فضائل المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد 1 - الذي يحافظ على الجماعة في المسجد في ظِلِّ الله يوم ...

فضائل المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد

1 - الذي يحافظ على الجماعة في المسجد في ظِلِّ الله يوم القيامة:

ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعةٌ يظلُّهم الله في ظِلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه)) وذَكَر منهم ((ورجل قلبُه معلَّقٌ بالمساجد))
قال النووي: شديد الحب لها، والملازمة للجماعة فيها.

2 - الذاهب إلى المسجد تُكتب آثاره في ميزان حسناته:

روى مسلمٌ عن جابرٍ قال: خَلَت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلِمةَ أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: ((بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟))، قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك.

قال: ((يا بني سَلِمَةَ، ديارَكم، تُكتَبْ آثارُكم، ديارَكم، تُكتب آثاركم))

3 - المشي إلى صلاة الجماعة يمحو الخطيئات ويرفعُ الدرجات:

روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟!))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))

4 - أجر الخارج إلى صلاة مكتوبة متطهرًا كأجر الحاجِّ المُحْرِم:

روى أحمد وأبو داود - وحسَّنه الألباني والأرناؤوط - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن خرج من بيته متطهِّرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجرُه كأجر الحاجِّ المُحْرِم))

5 - الخارج إلى الصلاة ضامن على الله تعالى:

روى أبو داود - وصحَّحه الألباني - عن أبي أمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ كلهم ضامنٌ على الله عز وجل: رجلٌ خَرَجَ غازيًا في سبيل الله، فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفَّاه فيدخله الجنَّة، أو يرده بما نال من أجرٍ وغنيمة، ورجلٌ راح إلى المسجد، فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفَّاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجرٍ وغنيمة، ورجلٌ دخل بيته بسلامٍ، فهو ضامنٌ على الله عز وجل))

6 - الخارج إلى الصلاة في صلاةٍ حتى يرجع إلى بيته:

روى أبو داود والترمذي - وصحَّحه الألباني - عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضَّأ أحدكم، فأحسن وُضوءه، ثم خرج عامدًا إلى المسجد، فلا يشبكن بين أصابعه؛ فإنَّه في صلاة))

وليس ذلك في ذهابه إلى المسجد فقط، بل هو في صلاةٍ أيضًا حتى يرجع إلى بيته؛ فقد روى ابن خزيمة بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد، كان في صلاةٍ حتى يرجع، فلا يقل هكذا - وشبَّك بين أصابعه))

واسمع إلى هذا الموقف:

روى مسلمٌ في (صحيحه) عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل لا أعلم رجلًا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاةٌ في المسجد، فتوجَّعت له، فقلتُ له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء؟

قال: ما يسرُّني أنَّ منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد جمع اللهُ لك ذلك كلَّه))

قال النووي: فيه إثبات الثواب في الخُطى في الرجوع من الصلاة كما يثبت في الذهاب.

7 - البشارة من النبيِّ صلى الله عليه وسلم لمَن مشى إلى المسجد:

روى أبو داود والترمذي بسندٍ حسنٍ عن بريدة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((بشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة))

8 - إعداد الله تعالى ضيافة خاصة في الجنة للذاهب إلى المسجد:

في (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن غَدَا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنة نُزلًا كلما غدا أو راح))

النُّزُل: هو المكان الذي يهيَّأ للضيف عند نزولِه.

9 - فرحُ الله بقدوم العبد إلى المسجد:

روى ابن خزيمة وصحَّحه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتوضأ أحدكم وضوءه، ويسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته).

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
...المزيد

يا رب: يا مَن له تعنو الوجوهُ وتخشعُ ولأمره كلُّ الخلائق تخضعُ أعنو إليك بجبهةٍ لم أَحْنِها ...

يا رب:
يا مَن له تعنو الوجوهُ وتخشعُ ولأمره كلُّ الخلائق تخضعُ
أعنو إليك بجبهةٍ لم أَحْنِها إلا لوجهك ساجدًا أتضرَّعُ
وإليك أبسط كفَّ ذلٍّ لم تكن يومًا لغير سؤالِ فضلك تُرفَعُ
أنا مَن علمت، المذنب العاصي الذي عظُمت خطاياه فجاءك يهرعُ
يا رب عبدُك عند بابك واقفٌ يدعوك دعوةَ مَن يخاف ويطمعُ
يا ربِّ ما لي غيرُ بابك مفزع آوي إليه بكلِّ ذلٍّ أخشعُ
ما لي سوى دمعي إليك وسيلةٌ وضراعتي ولمن سواك سأضرعُ
إن لم أقف بالباب راجي رحمة فلأي بابٍ غير بابك أقرعُ

ديوان القرضاوي (نفحات ولفحات) صـ (114).
...المزيد

الله سبحانه وتعالى خلق السماوات سبعًا، واختار العليا منها، فجعلها مستقر المقربين من ملائكته، ...

الله سبحانه وتعالى خلق السماوات سبعًا، واختار العليا منها، فجعلها مستقر المقربين من ملائكته، واختصها بالقرب من كُرسيه ومن عرشه.
• خلق الجنان واختار منها جنة الفردوس، وجعل عرشه سقفها.
• خلق الملائكة واصطفى، واختار منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل.
• خلق البشر واصطفى منهم الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم، واصطفى من أولي العزم النبي صلى الله عليه وسلم.
• خلق الصحابة، واصطفى من الصحابة السابقين الأولين، واختار منهم أهل بدر، وأهل بيعة الرضوان.
• خلق الأمم واصطفى منها أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
• خلق البلاد واختار منها بلده الحرام "مكة"، فهي أحب البلاد إلى الله تعالى.
• خلق الأرض واختار منها المساجد، واختار من المساجد البيت الحرام.
• خلق الأيام واختار منها يوم النحر ويوم الجمعة، والعشر الأوائل من ذي الحجة.
• خلق الليالي واختار منها ليلة القدر.
• خلق الشهور واختار منها شهر رمضان والأشهر الحرُم.
(انظر زاد المعاد: 1/ 42-56).
يقول قتادة رحمه الله: إن الله اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسولًا، ومن الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، ومن الشهور رمضان والأشهر الحرام، ومن الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم والعقل. (تفسير الطبري وابن كثير).
...المزيد

لا يُصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساحْ في روضة القرآن، في ظل الأحاديث الصحاحْ ...

لا يُصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساحْ
في روضة القرآن، في ظل الأحاديث الصحاحْ
شعبٌ بغير عقيدةٍ ورقٌ تذرّيه الرياحْ
من خان حيَّ على الصلاة يخون حيَّ على الكفاحْ

قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة ...

قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال). ...المزيد

نقل عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على ...

نقل عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء..

للأشهر الحرم مكانة عظيمة عند الله تعالى، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، قال الله تعالى: ...

للأشهر الحرم مكانة عظيمة عند الله تعالى، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) رواه البخاري.

وأمّا مسألة مضاعفة الأجر والعقاب في الأشهر الحرم وفي مكة المكرمة وفي المدينة المنورة فقد تكلم فيها جماعة من العلماء، فمنهم من ذهب إلى مضاعفة الإثم في الزمان والمكان الفاضلين، كالأشهر الحرم وفي ومكة المكرمة والمدينة المنورة، كابن كثير والقرطبي والبهوتي، وقد نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.

جاء في [كشاف القناع 2/ 330] من كتب الحنابلة: "ويجب اجتناب كذب وغيبة ونميمة وشتم أي: سبّ وفحش، قال ابن الأثير: هو كلّ ما اشتدّ قبحه من الذنوب والمعاصي ونحوه كلَّ وقت؛ لعموم الأدلة، ووجوب اجتناب ذلك في رمضان ومكان فاضل آكد؛ لحديث أبي هريرة مرفوعاً: «من لم يَدَعْ قولَ الزّور والعمل به فليس لله حاجة في أنْ يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري، ومعناه: الزَّجر والتحذير؛ ولأنّ الحسنات تتضاعف بالمكان والزمان الفاضلين، وكذا السيئات".

يقول القرطبيُّ رحمه الله تعالى: "(فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم) بارتكاب الذنوب؛ لأنّ الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيئ، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، وقد ذكر الله تعالى ذلك بقوله سبحانه: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين} [الأحزاب: 30]" [تفسير القرطبي 8/ 134].

وجاء في [تفسير ابن كثير 4/ 148]: "قال تعالى: {فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم} أي: في هذه الأشهر المحرمة؛ لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أنّ المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج: 25]، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام؛ ولهذا تغلظ فيه الدّية في مذهب الشافعي، وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حقّ من قتل في الحرم أو قتل ذا محرم...، وقال قتادة في قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} إنّ الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً، من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء".

وذهب بعض العلماء كابن رجب الحنبلي إلى عدم المضاعفة، ولكن الإثم فيها أعظم من الإثم من غيرها من الأزمنة والأمكنة.

جاء في [جامع العلوم والحكم 2/ 317] لابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: "تكتب السيئة بمثلها من غير مضاعفة، كما قال تعالى: {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون} [الأنعام: 160] وقوله: {كتبت له سيئة واحدة} إشارة إلى أنها غير مضاعفة، لكن السيئة تعظم أحياناً بشرف الزمان أو المكان، كما قال تعالى: {إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36]، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36]: في كلهن، ثم اختصّ من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن حرماً، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم، وقال قتادة في هذه الآية: اعلموا أنّ الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً فيما سوى ذلك، وإن كان الظلم في كل حال غير طائل، ولكن الله تعالى يعظم من أمره ما يشاء تعالى ربنا".

وعليه؛ يجب على المسلم أن يجتنب المعاصي في كلّ وقت، حتى لو لم تضاعف، والاجتهاد بفعل الطاعات أيضاً، فقد وعد الله تعالى بمضاعفتها للعبد إلى أضعاف كثيرة.
...المزيد

ارتباط فقه الأولويات بأنواع أخرى من الفقه علاقة فقه الأولويات بفقه الموازنات: 1- الموازنة بين ...

ارتباط فقه الأولويات بأنواع أخرى من الفقه
علاقة فقه الأولويات بفقه الموازنات:
1- الموازنة بين المصالح بعضها وبعض
فقه الموازنات وبالتالي فقه الأولويات يقتضي منا تقديم الضروريات علی الحاجيات ومن باب أولى علی التحسينات وتقديم الحاجيات علی التحسينات والمكملات.
2- الموازنة بين المفاسد أو المضار بعضها وبعض
ويشتمل قواعد فقهية أساسية وهي :
أ- الضرر يزال بقدر الامكان.
ب- الضرر لايزال بضرر مثله أو أكبر.
ج- يرتكب أخف الضررين وأهون الشرين.
د- يتحمل الضرر الأدنى لدفع الضرر الأعلى.
ه- يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام.
3- الموازنة بين المصالح والمفاسد عند التعارض .
إن درء المفسدة مقدم علی جلب المصلحة يكمل هذه قاعده أخرى مهمه وهي أن المفسدة الصغيرة تغتفر من أجل المصلحة الكبيرة ، وتغتفر المفسدة العارضة من أجل المصلحة الدائمة ولا تترك مصلحة محققة من أجل مفسدة متوهمة.
علاقة فقه الألويات بفقه المقاصد
حتى لا نشدد علی أنفسنا وعلى الناس فيما لا يتصل بمقاصد الشرع وأهدافه ومن هنا لا أرى معنى للتشديد في رمي الجمرات في الحج قبل الزوال وإن ترتب علی ذلك شدة الزحام وموت المئات تحت الأقدام فليس من الشرع ما يدل علی أن أمر مقصود لذاته بل المقصود ذكر الله والمطلوب التيسير ورفع الحرج ومن المهم هنا التفريق بين المقاصد الثابتة والوسائل المتغيرة.
علاقة فقه الألويات بفقه النصوص
والزم ما يكون هذا الفقه بالنسبة إلى السنه النبوية فهي التي كثيرا ما يقع الخلط في فهمها اكثر من القرآن نظرا لتعرضها للتفصيلات ولدخولها في الكثير من الجزئيات والتصنيفات، ولأن فيها ما هو للتشريع وهو الأصل، وما ليس للتشريع وفيها ما هو للتشريع الدائم وما هو للتشريع الطارئ وما هو للتشريع العام وما هو للتشريع الخاص وقد فصل ذلك المحققون من العلماء.
أولوية الكيف علی الكم
إنما يقاس الرجال بما في رؤوسهم من علم وما في قلوبهم من إيمان وما يثمر الإيمان من عمل.
وضرب الكاتب الكثير من الأمثلة من القرآن.
مثل غزوة بدر والعكس بغزوة حنين حين أعجب المسلمون بكثرتهم.
والكثير من الأمثلة الأخرى.
علاقة فقه الأولويات بفقه الموازنات
أهم ما يقوم عليه فقه الموازنات :
1- الموازنة بين المصالح بعضها وبعض.
فالمصالح التي أقرها الشرع ثلاث مراتب أساسية :
أ- ضروريات.
ب- حاجيات.
ج- تحسينيات.
والضروريات متفاوتة
خمس مراتب :
أ- الدين.
ب- النفس.
ج- النسل.
د- العقل.
هـ- المال.
وفي الموازنة بين المصالح تقدم :
• المصلحة المتيقنة على المصلحة المظنونة أو المتوهمة.
• المصلحة الكبيرة على المصلحة الصغيرة.
• مصلحة الدولة على مصلحة الفرد.
• مصلحة الكثرة على مصلحة القلة.
• المصلحة الدائمة على المصلحة العارضة أو المنقطعة.
• المصحة الجوهرية أو الأساسية على الشكلية والهامشية.
• المصلحة المستقبلية القوية على الآنية الضعيفة.
2- الموازنة بين المفاسد أو المضار بعضها وبعض :
فالمفسدة التي تعطل ضروريا غير التي تعطل حاجيا
والتي تضر بالمال دون التي تضر بالنفس
- والمفاسد متفاوتة في إحجامها وآثارها وأخطارها
ومن هنا قرر الفقهاء جملة قواعد ضابطة لأهم أحكامها.
منها :
• لا ضر ولا ضرار.
• الضرر يزال بقدر الإمكان.
• الضرر لا يزال بضرر مثله أو أكبر منه.
• يرتكب أخف الضررين وأهون الشرين.
• يتحمل الضرر الأدنى لدفع الضرر الأعلى.
• يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام.
3- الموازنة بين المصالح والمفاسد عند التعارض :
فالعبرة للأغلب والأكثر ، فإن للأكثر حكم الكل ومن القواعد المهمة هنا :
• درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
• المفسدة الصغيرة تغتفر من أجل المصلحة الكبيرة.
• تغتفر المصلحة العارضة من أجل المصلحة الدائمة.
• لا تترك مصلحة محققة من أجل مفسدة متوهمة.
كيفية معرفة المصالح والمفاسد :
والمصالح المرعية إما دنيوية أو أخروية أو هما معا وكل منها له طريق لمعرفته ومعظم مصالح الدنيا ومفاسدها معروف بالعقل، فإن خفي شيء من ذلك طلب من أدلته ، وأما مصالح الآخرة ومفاسدها فلا تعرف إلا بالنقل.
ويتفاوت ثواب الآخرة بتفاوت المصالح في الأغلب ، ويتفاوت عقابها بتفاوت المفاسد في الأغلب.
والمصالح ثلاثة أنواع :
أ‌- مصالح المباحات.
ب‌- مصالح المندوبات.
ت‌- مصالح الواجبات.
والمفاسد نوعان :
1- مفاسد المكروهات.
2- مفاسد المحرمات.

- كتاب فقه الأولويات للدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله
- فقهيات د. محمود عبدالعزيز
...المزيد

الشعور بالوحدة ومخاطره وكيفية التخلص منه سبع حلول للوحدة المسببة للموت المبكر الشعور بالوحدة هو ...

الشعور بالوحدة ومخاطره وكيفية التخلص منه
سبع حلول للوحدة المسببة للموت المبكر
الشعور بالوحدة هو حالة من الاحتياج إلى اتصال عميق وليس سطحياً.
وهي حالة نفسية ليس لها علاقة ببقاء الشخص وحيدا، فهناك من يعيش وحده دون أن يشكو من شيء، وغيره يشعر بوحدة شديدة وحزن رغم وجود الكثير من الناس حوله.
وأشارت دراسة نشرتها صحيفة بريطانية ، إلى أن الشباب يشعرون بالوحدة أكثر من الكبار، حيث يقول شخص من كل اربع أعمارهم بين 18 و30 عاما إنه يشعر بالوحدة.

ما الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في براثن الوحدة؟
وما المخاطر الجسدية والنفسية والعقلية التي من الممكن أن تنتج عن الوحدة وتهدد الحياة؟
وهل من حلول لتفادي الوحدة أو التعافي منها؟
جدار الصمت الذي نبنيه حول أنفسنا يعزز الشعور بالوحدة

أسباب الوقوع في براثن الوحدة
هناك سبعة أسباب رئيسية للوحدة، وهي:
1- الصمت:
جدار الصمت الذي نبنيه حول أنفسنا من الممكن أن يؤدي إلى صعوبة فهمنا لأنفسنا ويشجعنا على العزلة، فلا يوجد أحد للتحدث معه، ولا أحد للجوء إليه، وهو ما يعزز الشعور بالوحدة.
2- الإقصاء والحزن:
ما يحدث حين تتعارض الهوية الشخصية مع المجتمع هو أن تقل القدرة على التواصل، ويزداد الإحساس بالإقصاء وعدم الاهتمام والحزن الدفين الذي يعمق حالة الوحدة.
3- الاغتراب:
وفقا لمؤسسة مايند للصحة العقلية، من أسباب الشعور بالوحدة على الرغم من كون الشخص محاطا بالناس، أنه يشعر بأن أحدا لا يفهمه أو يهتم به، مما يعمق شعوره بالاغتراب.
4- الصدمة:
الصدمات الناتجة عن الاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الفشل العملي، يمكن أن تؤدي إلى انعدام الثقة في الناس وتجنب العلاقات العميقة معهم، ومن ثم الشعور بالوحدة.
5- التكنولوجيا:
تفضيل مشاهدة التلفاز، أو طول المكث على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الإسراف في ممارسة الألعاب الإلكترونية، كلها أسباب للشعور بالوحدة.
6- إدمان المواد الإباحية:
كلما زاد انغماس المرء في متابعة المواد الإباحية، أصبح أكثر وحدة.
7- غياب العلاقات الاجتماعية:
أكدت مؤسسة مايند للصحة العقلية أن من أسباب الشعور بالوحدة أن لا يكون لدى الشخص علاقات اجتماعية. كما أظهرت الأبحاث أن ضرر غياب العلاقات الاجتماعية يعادل ضرر تدخين 15 سيجارة في اليوم.
القلق والاكتئاب يزيدان الشعور بالوحدة بمقدار ثلاث أضعاف.

أخطار الوحدة القاتلة
الشعور بالوحدة أمر لا يمكن الاستهانة به، فقد تكون له أخطار مدمرة للصحة إلى حد الوفاة:
1- تهديد نظام المناعة:
أشارت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، إلى أن الشعور بالوحدة يمكن أن يهدد نظام المناعة، ويحفز الجينات المسؤولة عن حدوث الالتهاب بالجسم.
2- زيادة التأثر بنزلات البرد والإنفلونزا:
أجريت دراسة في عام 2017 على 159 شخصا، ووجد أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة هم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد بنسبة 39%.
3- مشاكل القلب والأوعية الدموية:
في دراسة أجريت عام 2016 على 181 ألف شخص، وجد أن الوحدة تزيد من الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 32% ومن الإصابة بمرض القلب بنسبة 29%، كما تزيد من الإصابة بأمراض تؤثر على القلب كالسمنة وضغط الدم.
4- القلق والاكتئاب:
يزيد الشعور بالوحدة من خطر القلق والاكتئاب بمقدار ثلاث أضعاف، ففي دراسة تعود لعام 2006، وجد أن المستويات العالية من الوحدة ترتبط بزيادة أخطار الاكتئاب.
5- نمط حياة غير صحي:
وجدت دراسة أن الوحدة قد تتسبب في عيش أنماط حياة غير صحية، تشمل سوء التغذية وقلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الشعور بالإجهاد والمعاناة من اضطرابات الطعام والنوم، وزيادة الوزن.
6- التأثير على الصحة العقلية:
قد أكدت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاجن، أن "الوحدة هي مؤشر قوي على صحة عقلية أسوأ لدى كل من الرجال والنساء". فهي تجعل الضغط العصبي أكثر صعوبة، وتعزز السلوك العدواني والشعور بالخوف.
7- الوفاة المبكرة:
في دراسة أجريت على 3.4 ملايين شخص، ثبت أن الوحدة تزيد من أخطار الوفاة المبكرة بنسبة 30%.
وقالت جامعة بريجهام يونج : "هناك أدلة قوية على أن الشعور بالوحدة يزيد بشكل كبير من خطر الوفيات المبكرة".
‪تغيير طريقة التفكير والتركيز على الأمور الإيجابية أمر جوهري للتعامل مع الوحدة‬.‬

التغلب على الشعور بالوحدة
أطلقت حملة في بريطانيا للقضاء على الشعور بالوحدة، ونصحت باتباع الآتي:
1- التحدث إلى الأصدقاء والعائلة:
خلصت دراسة علمية إلى أن الروابط الاجتماعية ولقاء الأصدقاء والعائلة لا يحد من أخطار الشعور بالوحدة فقط، بل يساعد على التعافي منها.
2- ممارسة الهوايات والاهتمامات المفضلة:
عبر الانضمام إلى النوادي التي تنظم النشاطات الاجتماعية وتشكل طريقاً للتعرف على الناس وإنشاء علاقات اجتماعية.
3- العمل التطوعي:
قد يكون العمل التطوعي مفيدا لما يمنحه من شعور بالقيمة والفائدة التي يقدمها، وفقا لدراسة نشرتها غارديان البريطانية، تقول: إن التطوع ساعتين أسبوعياً يقلل من الشعور بالوحدة.
4- التخفيف من قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي:
قامت جامعة بنسلفانيا، بقياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على طلاب تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما، وأكدت أن الاستخدام الأقل من المعتاد، يؤدي إلى انخفاض كبير في الشعور بالوحدة.
5- تغيير طريقة التفكير:
أثبتت دراسات أن تغيير طريقة التفكير قد يكون جوهريا في التعامل مع الوحدة بالتوقف عن المبالغة في التفكير السلبي، والتركيز على الأمور الإيجابية.
6- الاستمتاع بالوقت:
الاستمتاع بالوقت لا يقل أهمية عن النشاط الاجتماعي، فاشغل وقتك بهواياتك واهتماماتك وبالمتعة التي توفرها لك هذه الأشياء، ولا تربط سعادتك بالآخرين.
7- وجود صديق تألفه وتحبه:
وجود صديق تألفه وتحبه في حياتك قد يؤنس وحدتك، ويساعد في الحد من خطر الموت المبكر، وخاصة لدى من يعيشون بمفردهم، لأنهم الأكثر عرضة لخطر الشعور بالوحدة القاتلة.
محمد صلاح
...المزيد

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * * * وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا أَنَا ...

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * * * وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي أَضْحَى حَزِينًا * * * عَلَى زَلَّاتِهِ قَلِقًا كَئِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * * * صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُسِيءُ عَصَيْتُ سِرًّا * * * فَمَا لِي الْآنَ لَا أُبْدِي النَّحِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُفَرِّطُ ضَاعَ عُمُرِي * * * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالْمَشِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْغَرِيقُ بِلُجِّ بَحْرٍ * * * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مُجِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ السَّقِيمُ مِنْ الْخَطَايَا * * * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُخَلَّفُ عَنْ أُنَاسٍ * * * حَوَوْا مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * * * وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكُمْ مُنِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ مَدَدْتُ كَفِّي * * * إلَيْكُمْ فَادْفَعُوا عَنِّي الْخُطُوبَا
أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدًا * * * وَكُنْتُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا
أَنَا الْمَهْجُورُ هَلْ لِي مِنْ شَفِيعٍ * * * يُكَلِّمُ فِي الْوِصَالِ لِي الْحَبِيبَا
أَنَا الْمَقْطُوعُ فَارْحَمْنِي وَصِلْنِي * * * وَيَسِّرْ مِنْكَ لِي فَرَجًا قَرِيبَا
أَنَا الْمُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوًا * * * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يَخِيبَا
فَيَا أَسَفَى عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * * * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إلَّا الذُّنُوبَا
وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَاجِلَنِي مَمَاتٌ * * * يُحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا
وَيَا حُزْنَاهُ مِنْ نَشْرِي وَحَشْرِي * * * بِيَوْمٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبَا
تَفَطَّرَتْ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * * * وَأَصْبَحَتْ الْجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا
إذَا مَا قُمْتُ حَيْرَانًا ظَمِيئَا * * * حَسِيرَ الطَّرْفِ عُرْيَانًا سَلِيبَا
وَيَا خَجَلَاهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابِي * * * إذَا مَا أَبْدَتْ الصُّحُفُ الْعُيُوبَا
وَذِلَّةِ مَوْقِفٍ وَحِسَابِ عَدْلٍ * * * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا
وَيَا حَذَرَاهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * * * إذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتْ الْقُلُوبَا
تَكَادُ إذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظًا * * * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلَّامًا مُرِيبَا
فَيَا مَنْ مَدَّ فِي كَسْبِ الْخَطَايَا * * * خُطَاهُ أَمَا أَنَى لَكَ أَنْ تَتُوبَا
أَلَا فَاقْلِعْ وَتُبْ وَاجْهَدْ فَإِنَّا * * * رَأَيْنَا كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبَا
وَأَقْبِلْ صَادِقًا فِي الْعَزْمِ وَاقْصِدْ * * * جَنَابًا نَاضِرًا عَطِرًا رَحِيبَا
وَكُنْ لِلصَّالِحِينَ أَخًا وَخِلًّا * * * وَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرِيبَا
وَكُنْ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانًا * * * وَكُنْ فِي الْخَيْرِ مِقْدَامًا نَجِيبَا
وَلَاحِظْ زِينَةَ الدُّنْيَا بِبُغْضٍ * * * تَكُنْ عَبْدًا إلَى الْمَوْلَى حَبِيبَا
فَمَنْ يَخْبُرْ زَخَارِفَهَا يَجِدْهَا * * * مُخَالِبَةً لِطَالِبِهَا خَلُوبَا
وَغُضَّ عَنْ الْمَحَارِمِ مِنْك طَرْفًا * * * طَمُوحًا يَفْتِنُ الرَّجُلَ الْأَرِيبَا
فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * * * إذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا
وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنْهَا * * * يَجِدْ فِي قَلْبِهِ رَوْحًا وَطِيبَا
وَلَا تُطْلِقْ لِسَانَكَ فِي كَلَامٍ * * * يَجُرُّ عَلَيْكَ أَحْقَادًا وَحُوبَا
وَلَا يَبْرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * * * بِذِكْرِ اللَّهِ رَيَّانًا رَطِيبَا
وَصَلِّ إذَا الدُّجَى أَرْخَى سُدُولًا * * * وَلَا تَضْجَرْ بِهِ وَتَكُنْ هَيُوبَا
تَجِدْ أُنْسًا إذَا أُوعِيتَ قَبْرًا * * * وَفَارَقْتَ الْمُعَاشِرَ وَالنَّسِيبَا
وَصُمْ مَا اسْتَطَعْت تَجِدْهُ رِيًّا * * * إذَا مَا قُمْتَ ظَمْآنًا سَغِيبَا
وَكُنْ مُتَصَدِّقًا سِرًّا وَجَهْرًا * * * وَلَا تَبْخَلْ وَكُنْ سَمْحًا وَهُوبَا
تَجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلًّا * * * إذَا مَا اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْكُرُوبَا
وَكُنْ حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * * * طَلِيقَ الْوَجْهِ لَا شَكِسًا غَضُوبَا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم * * * عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا
وسامح هفوتي وأجب دعائي * * * فإنك لم تزل أبداً مجيبا
وشفِّع فيّ خير الخلق طراً * * * نبياً لم يزل أبداً حبيبا
هو الهادي المشفّع في البرايا * * * وكان لهم رحيماً مستجيبا
عليه من المهمين كل وقتٍ * * * صلاة تملأ الأكوان طيبا

الشاعر الصرصري
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً