سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين ◆ أولا: النصرة العسكرية 𝟭- استهداف الأحياء اليهودية في ...

سبل عملية لنصرة المسلمين في فلسطين

◆ أولا: النصرة العسكرية

𝟭- استهداف الأحياء اليهودية في أمريكا وأوروبا وسائر العالم.
𝟮- مهاجمة السفارات اليهودية والصليبية بالحرق والتخريب.
𝟯- استهداف المعابد اليهودية (الكنس) المنتشرة في كل مكان.
𝟰- مهاجمة الملاهي الليلية اليهودية واستهداف زوارها بالقتل.
𝟱- استهداف المصالح الاقتصادية اليهودية المنتشرة في العالم.

◆ ثانياً: النصرة الإعلامية

𝟭- توعية الأجيال بأن المعركة مع اليهود دينية عقائدية بحتة، لا وطنية ولا قومية.
𝟮- وأنّ ميدان المعركة يشمل كل أماكن الوجود اليهودي ولا ينحصر داخل فلسطين.
𝟯- بيان حقيقة اليهود كما جاءت في القرآن، وأنّ اليهود في كل زمان ومكان سواء.

◆ ثالثاً: النصرة بالدعاء

إن الدعاء سلاح المؤمن، وهو سلاح فتّاك إن استوفى شروطه وآدابه، وهو مرافق لكل صور النصرة السابقة ولا ينفكّ عنها بحال، فلا تنسوا المسلمين من الدعاء.

"ندعوكم للالتحاق بأجناد الخلافة، الذين يسعون لإزالة الحدود والسدود التي تحول بينهم وبين نزال اليهود، والذين قد عزموا -بإذن الله تعالى- لتحطيم الجيوش وإسقاط العروش التي جعلها الصليبيون لبني إسرائيل حصنا ومنعة، ويحرضون إخوانهم في كل مكان للنيل من اليهود والإثخان فيهم، داخل فلسطين وخارجها، ليقتلوهم حيث ثقفوهم وليشردوا بهم من خلفهم، ويزرعوا الرعب في قلوبهم، حتى يطهروا بيت المقدس من شركهم بالله العظيم، ويعيدوا أرضها إلى دار الإسلام من جديد، وما ذلك على الله بعزيز"

* الشيخ المجاهد أبو حمزة القرشي -تقبله الله تعالى-
* إنفوغرافيك النبأ - ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ
...المزيد

ونستغل الحدث ناصحين... • نرى اليوم مكلومين ما يحدث للمسلمين في أرض فلسطين من ابتلاء بالأنفس ...

ونستغل الحدث ناصحين...

• نرى اليوم مكلومين ما يحدث للمسلمين في أرض فلسطين من ابتلاء بالأنفس والثمرات والولدان من قبل إخوان القردة والخنازير، ونعظم حق الأخوة الإسلامية والشعور بالجسد الواحد، وما نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ونستغل الحدث هنا ناصحين، ومن صدق النصيحة نرى أنه لابد لنا هنا من التذكر أن هذه الخسارة -كما يراها الناس- إنما هي ابتلاء في الحياة الدنيا التي لا بقاء فيها ولا نماء، وإنما الخسارة الحقيقية هي خسارة الآخرة {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، لا خسارة الناس ولا الحجارة ولا الأموال كما يرى أهل الدنيا، وخسارة الآخرة تكون عندما يكون القتال لغير الله، فهلّا راجع المسلمون نياتهم، وأحسنوا اعتقادهم ليربحوا الدنيا والآخرة؟!

- اقتباسات من النبأ / ربيع الثاني ١٤٤٥هـ
...المزيد

التوكل على الله من أسرار الانتصار • إن مثل هذه الحقائق مغيبة عن كثير من المسلمين؛ فالتعلُّق ...

التوكل على الله من أسرار الانتصار

• إن مثل هذه الحقائق مغيبة عن كثير من المسلمين؛ فالتعلُّق بالله وحده والتوكل عليه عبادةٌ عظيمة تنبني عليها حياة أمة معززة ومكرّمة، أو تُفرط فيها فتعيش في ذلٍّ وهوان وتبعية، كما هو حال أمتنا اليوم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: حال كثير من المتفقّهة والمتعبّدة؛ فهم مع حسن قصدهم وتعظيمهم لحرمات الله ولشعائره، يغلب عليهم الضعف والعجز والخذلان؛ لأنّ الاستعانة بالله والتوكُّل عليه واللجأ إليه والدعاء له، هي التي تقوّي العبد وتيسّر عليه الأمور، ولهذا قال بعض السلف: من سرهَّ أن يكون أقوى الناس فليتوكّل على الله.

- [أمراض القلوب وشفاؤها]
...المزيد

رسالة إلى كلِّ مجاهدٍ في أرض المعركة • تمسَّك بسلاح التوحيد وصاحبه في كلِّ شؤون حياتك وتحركاتك ...

رسالة إلى كلِّ مجاهدٍ في أرض المعركة

• تمسَّك بسلاح التوحيد وصاحبه في كلِّ شؤون حياتك وتحركاتك لا تتخلَّ عنه ولو للحظة، بل أكرم جنابه وأحسن ضيافته في قلبك، وليظهر ذلك على جوارحك، والزم غرزه؛ فهو المعين لك على النصر المبين، وبه ستقهر جحافل الكفار والمنافقين والمرتدين، ولن تستطيع أمريكا أو غيرها أن تنتصر على التوحيد، فأينما وجد المجاهد الموحد الذي ينصر دين الله فإن الله عز وجل ناصره ومؤيده لا محالة ولا شك في ذلك أو ريبة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، فالعبرة في أسرار الجهاد تكمن في البقاء والثبات على توحيد الله ونصرته، فنصر الله مرهون بذلك، ولا علاقة لعدد العدو وكثرة عتاده في حسم المعركة، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:٢٤٩]، فكن من الصابرين واثبت على الحق فإن العاقبة للمتقين. ...المزيد

سلاح المؤمن! - وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها: الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون ...

سلاح المؤمن!

- وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها:

الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون الداعي ممن يأكل المال الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِن الطّيِّباتِ واعْملُوا صالِحًا}، وقال تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا كُلُوا مِن طيِّباتِ ما رزقْناكُمْ}، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب لذلك) [رواه مسلم].

فلندع الله عز وجل في كل وقت، ولنرفع إليه حاجاتنا، ونسأله أن يصلح حالنا وحال المسلمين، وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا، وأن ينصر الإسلام ودولته، وأن يمكن لها في الأرض وأن ينصرنا على القوم الكافرين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

ثم إن الاستغفار هو طلب مغفرة الذنوب وستر العيوب من الله الغفور الرحيم، وقد جعل الله عز وجل للمستغفرين الصادقين ثواباً عظيماً في الدنيا والآخرة.

والاستغفار سبب زيادة قوة الأمم والأفراد، قال نبي الله هود عليه وعلى نبينا السلام: {ويا قوْمِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا ويزِدْكُمْ قُوّةً إِلىٰ قُوّتِكُمْ ولا تتولّوْا مُجْرِمِين} [سورة هود: 52].

وفي ساحات القتال التي شهدت المواجهات بين أنبياء الله وأتباعهم من جهة وبين المكذبين الضالين من جهة أخرى، نجد أن الأنبياء ومن آمن بهم يقرنون بين طلب المغفرة وطلب النصر من الله، قال تعالى: {وما كان قوْلهُمْ إِلّا أن قالُوا ربّنا اغْفِرْ لنا ذُنُوبنا وإِسْرافنا فِي أمْرِنا وثبِّتْ أقْدامنا وانصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة آل عمران: 147].

وسبب ذلك -والله أعلم- أن الداعي يريد النصر من الله، ولكن كيف يطلب النصر من الله وهو يرى نفسه مقصرا في جنب الله ومحملا بالذنوب والآثام، ولذا فهو يطلب من الله أن يطهره ويعفو عنه أولا، ثم يطلب حاجته الحالية الملحة وهي تثبيت الأقدام في مواجهة جنود إبليس والنصر على الكفر وأنصاره.

والاستغفار المقرون بالتوبة النصوح سبب لسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وأنِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُمتِّعْكُمْ مّتاعًا حسنًا إِلىٰ أجلٍ مُّسمًّى ويُؤْتِ كُلّ ذِي فضْلٍ فضْلهُ} [سورة هود: 3]، وهو سبب لأن يرحمنا الله ويحبنا: {واسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ} [سورة هود: 90].

ومن ثواب الاستغفار أن ينزل الله علينا بركات السماء ويفتح علينا بركات الأرض: الأموال والبنين وإنبات النبات وجريان الأنهار: {فقُلْتُ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ إِنّهُ كان غفّارًا * يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا * ويُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وبنِين ويجْعل لّكُمْ جنّاتٍ ويجْعل لّكُمْ أنْهارًا} [سورة نوح: 10-12].

والله سبحانه لا ينزل عذابه ونقمته على أمة تستغفره وتتوب إليه {وما كان اللّهُ مُعذِّبهُمْ وهُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الأنفال: 33].

والاستغفار تجديد للعهد بين العبد وربه، وأنه ملتزمٌ لطاعة مولاه، يعود إلى ربه وإلى طاعته في كل وقت، وكلما أذنب وكلما غفل استغفر ربه سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي -أي يأتي عليه شيء من الفتور- وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) [رواه مسلم]. تلك كانت حاله صلى الله عليه وسلم، وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

والمؤمن إذا انتهى من صلاته المكتوبة وكذلك صلاة الليل يستغفر الله عز وجل طالبا أن يغفر الله له ما كان في عبادته من تقصير وخلل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم من الصلاة المكتوبة قال: (أستغفر الله) ثلاثاً. وقال الله تعالى عن المؤمنين: {وبِالْأسْحارِ هُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الذاريات: 18].

بل وحتى بعد مجيء النصر من الله، واندحار الكفار، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح المقرون بالحمد وبالاستغفار والتوبة {إِذا جاء نصْرُ اللّهِ والْفتْحُ * ورأيْت النّاس يدْخُلُون فِي دِينِ اللّهِ أفْواجًا * فسبِّحْ بِحمْدِ ربِّك واسْتغْفِرْهُ إِنّهُ كان توّابًا} [سورة النصر: 1-3].

فعلى المسلمين أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه ويصلحوا أعمالهم ويعودوا إلى ربهم، وأن يسألوه النصر على أعداء الدين، مع طلب مغفرة الذنوب والعفو والرحمة من رب العالمين، كما علّمنا الله عز وجل في آخر سورة البقرة أن ندعو {واعْفُ عنّا واغْفِرْ لنا وارْحمْنا أنْت موْلانا فانْصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة البقرة: 286]، جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن الله تعالى قال: (قد فعلت) أي قد أجبت من دعا بهذا الدعاء.

• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
سلاح المؤمن!
...المزيد

سلاح المؤمن! • الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وآله وصحبه وأتباعه إلى ...

سلاح المؤمن!

• الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد أمر الله عباده بأن يدعوه، ووعدهم بأن يجيب دعاءهم، فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60].

بيّن الله عز وجل أن الدعاء عبادة بقوله: {عِبَادَتِي} لأن الدعاء أعظم العبادات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) [رواه أحمد وأصحاب السنن]، وفي الآية ترغيب في الدعاء؛ لأنه عبادة لله عز وجل، وفائدته ترجع على العبد بالأجر والقرب من الله عز وجل، وتحقق ما يطلبه العبد من ربه عاجلا أو آجلا، وفي الآية ترهيب كبير لمن أعرض عن الدعاء، حيث وصفهم الله سبحانه وتعالى بالمستكبرين وهي أكبر من وصف المتكبرين، فهي زيادة في الكبر وطلب له، وقد هددهم الله وتوعدهم بدخول جهنم أذلة صاغرين ذليلين، وهو الجزاء المقابل للاستكبار الذي لا يحبه الله ولا يحب أهله، كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [سورة النحل: 23]، إذ التكبر من صفات الله عز وجل التي لا يرضى أن ينازعه فيها أحد من خلقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النَّار) [رواه أبو داود]، ومنه نعلم أن الطغاة والجبابرة والمتكبرين موعودون بعذاب الله، وقد يكون عذابهم من عنده أو بأيدي المؤمنين، كما قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} [سورة التوبة: 52]. هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فالذين يستكبرون عن عبادة الله {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وعدا حقا.

وقد أمرنا الله عز وجل بأن ندعوه مخلصين له الدين: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة غافر: 65]، ولا يرضى سبحانه بأن يدعو عبادُه غيرَه أبدا، فذلك هو الشرك وهو الظلم العظيم، قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان: 13].

وقد أخبر سبحانه أن كل من يُدعى من دون الله فهو لا يملك لمن يدعونه ضراً ولا نفعاً فقال: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [سورة فاطر: 13-14]، والقطمير هو الغشاء الرقيق الذي يكون على نوى التمر.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، فغيره كذلك وأولى، قال تعالى: {قُلْ لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأعراف: 188].

وأمره ربه سبحانه وتعالى أن يقول: {إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ} [سورة الجن: 21].

وإن أردنا أن يجيب الله دعاءنا فقد طلب منا أن نستجيب له فنفعل ما يأمرنا به وننتهي عما ينهانا عنه، مع الإيمان به سبحانه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186]، أي: فليفعلوا ما أريد منهم وليبشروا بإجابة دعائهم.

فإذا دعا اللهَ مسلمٌ فليعلم أنه أولا في عبادة، وكلما زاد وألح في الدعاء كان من الله أقرب، وثانيا: أنه سيستفيد من دعائه -مع الأجر- إحدى ثلاث خصال، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها) قالوا: إذاً نكثر، قال صلى الله عليه وسلم: (الله أكثر). [رواه أحمد]، وقد استثنى من إجابة الدعاء ما كان فيه إثم أو قطيعة رحم.

وعلى الداعي أن لا يعجل، بل يلح ويكثر ويتضرع ويخشع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجّل، يقول دعوت فلم يستجب لي) [رواه البخاري ومسلم].


• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
سلاح المؤمن!
...المزيد

فارس الإعلام أبو بلال الحمصي أقسم على الله فأبرّه، نحسبه • هجر أضواء الشهرة والفضائيات ليكتب قصة ...

فارس الإعلام أبو بلال الحمصي أقسم على الله فأبرّه، نحسبه

• هجر أضواء الشهرة والفضائيات ليكتب قصة جهاده بالدماء والأشلاء

بدأت حياته الجديدة بين إخوانه المهاجرين والأنصار، في كنف دولة الإسلام، فأحب إخوانه وأحبوه حبا شديدا، لفرط أدبه، وحبه لهم، وذوده عنهم، فترك أبو بلال أضواء الشهرة وبريق الفضائيات ليكون جنديا خفياً من جنود الخلافة، فهو لا يهتم بمعرفة الناس له، فيكفي أن يعرفه رب الناس ويصطفيه.

واصل مسيرته مجاهدا إعلاميا، فكان ممن ينقلون معارك دولتنا لتكون بشرى للموحدين وحسرة لأعداء الدين.

كانت عدته سلاحه وآلة التصوير، فهما أغلى ما يملك وبهما تعلق قلبه، سلاح بيده، يسطر به أروع الملاحم، وآلة التصوير في اليد الأخرى، توثق هذه الملاحم. هكذا كان هذا المجاهد الإعلامي، فلم يترك غزوة إلا كان في صفها الأول، ولا بشرى إلا كان أول من يزفها ولم يكتف بهذا بل أراد المزيد من التضحيات في سبيل الله، فقد شغف قلبه حب الشهادة، وأصبح يردد في جلوسه وقيامه: «اللهم شهادة ترضى بها عني، اللهم خذ من دمي وأشلائي حتى ترضى».

أسر قلبه الاستشهاديون وفعالهم فكان يصور وصاياهم، وكلما وقف أمامهم بكى بحرقة وحسرة، وليس يَبكي هؤلاء الأحبة الذين سيفارقهم، بل يبكي حاله وحرمانه، إنه الاصطفاء الذي في كل مرة يتجاوزه، وكلما مرت في إصدار ما قصة استشهادي، تجده يندمج في تلك اللحظات، حتى كأنه ينقطع عن هذه الدنيا وينتقل إلى عالم آخر، بدايته طير خضر وقناديل، ثم حين يعود إلى عالمه تنهمر دموعه غزيرة ليقول: «ونحن متى نلتحق بهذه القوافل؟!»

روح الاستشهاد التي امتلكها والتي استحوذت على كل حواسه جعلته يسعى ليكون في قائمة الاستشهاديين، ولكن في كل مرة يُرفض طلبه فهو من الكوادر القليلة في ولايته، يقولون له «نحن بحاجة لك» فيصيح وعيناه تفيضان من الدمع:

«وأنا احتاج الرحيل، اشتقت لربي!»

رغم كل هذا لم ييأس لم يركن إلى الدنيا، بل ازداد زهدا فيها، فكان يسعى لا يكل ولا يمل، ليأتي ببديل له في عمله ويعطيه ما يمتلك من خبرات، فنجح في مسعاه ثم انطلق ليسجل اسمه في قائمة الاستشهاديين، ولا تسل عن حاله حين استجاب الله لدعائه وحقق حلمه يوم أصبح اسمه في القائمة الذهبية، قائمة الاصطفاء إن شاء الله تلك القائمة التي كتبت بمداد الشوق إلى الله وبحبر الدم القاني.

تغير كل شيء في الفارس أبي بلال من يومها، فلا تكاد تراه إلا سعيداً مستبشراً أذهب الله ذلك الحزن الخفي الذي يسكن قلبه وأبدله بدموع الألم والحسرة التي يذرفها في سجوده وقيامه دموع الفرح والبشر بل الأغرب أنه لم يعد يملك صبراً حتى يصل دوره، كل يوم يسأل إخوانه من يبادله دوره ولكن الكل مشتاق للقاء الله، فلا أحد يرضى، فهي جنة عرضها السماوات والأرض وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فالتجأ إلى ربه يدعوه: «اللهم عجّل لي، اللهم عجّل لي».

وكيف لا يستجيب الله لعبده وقد صدق النية، نحسبه والله حسيبه فرغم أن دوره لم يحن بعد إلا أن الله عجّل له واصطفاه، فكان تنفيذه بعد أسبوع واحد فقط من دخوله القائمة الذهبية إنه الصدق وإخلاص النوايا فمن أحب لقاء الله صدقا أحب الله لقاءه ما جعله يسجد لله شكرا.

بدأ يجهز نفسه للقاء الرحمن وللقاء الأحبة الذين سبقوا، ولسان حاله يقول: «أخيرا، ستشرب كلماتي من دمائي أخيرا سأعقد تلك الصفقة الرابحة فأبيع دنياي الفانية بجنة ذات قطوف دانية».

في يومه الأخير طاف على كل إخوانه الاستشهاديين ممن أحبهم وأحبوه طالبا منهم أن يسامحوه، ويغفروا له إن أساء لهم يوما عن غير قصد، ثم حرضّهم على الثبات على ما عزموا، والصدق مع الله فدين الله لا ينصر إلا بالتضحيات.

في ذلك اليوم الأخير له في هذه الدنيا الفانية، كان سعيدا مستبشرا يتلألأ وجهه نورا كلما تذكر أنه بعد ساعات قليلة يلقى الله عز وجل مدركا أن دين الله أغلى من الأرواح والدماء والأجساد فأزهق روحه، ونثر أشلاءه لتحيا عقيدته.

عاد أبو بلال إلى مدينة حمص، كما أقسم ووعد، وما نحسبه إلا من الذين قال فيهم رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه: «لو أقسم على الله لأبره»، عاد الفارس بالدماء والأشلاء ليحرق قلوب المرتدين، كما أحرقوا قلوب المسلمين عاد إليهم زلزالا يقضّ مضاجعهم وبركانا يحرق أفئدتهم، وكان آخر ما كتب قبل تنفيذ العملية خاطرة وُجدت بين وصاياه التي كتبها لزوجته ولإخوانه قال فيها:

«اللهم لا أسألك حوراً ولا قصوراً بل أسألك رؤية وجهك الكريم. اللهم لا أطلب إلا أن أكون من الذين تضحك لهم، اللهم إني أحببت لقاءك فاصطفني إليك، وأنعم عليّ بالرحيل إليك من هذه الدنيا الفانية».

تلك كانت آخر كلماته في حياته لم يُسمَع بعدها إلا صوت الانفجار وتناثر الأشلاء في عملية زلزلت أمن المرتدين وزفتهم إلى جهنم أفواجا.

فما أروعها من خاتمة، وما أحلاه من ارتقاء فللّه درك أيها الفارس وهنيئا لك ما حزته من فضل واصطفاء، يا من كتبت قصة جهادك بدمائك، وختمتها بأشلائك فسلام على روحك في الخالدين.

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 21 – قصة شهيد:
1437 هـ
...المزيد

فارس الإعلام أبو بلال الحمصي أقسم على الله فأبرّه، نحسبه • من إعلام «الثورات» إلى إعلام الخلافة، ...

فارس الإعلام أبو بلال الحمصي أقسم على الله فأبرّه، نحسبه

• من إعلام «الثورات» إلى إعلام الخلافة، ليحط رحاله أخيرا في قناديل تحت عرش الرحمن، نحسبه والله حسيبه.

أبو بلال، ابن مدينة حمص الأبية ذو الثامنة والعشرين ربيعا، أسد مقدام وفارس في زمن عزّ فيه الفرسان، لم يخش في الله لومة لائم صدع بالحق حينما كُممت الأفواه، شهم شجاع ما عرفه أحد إلا أحبه، ترك الدنيا وزينتها، في وقت كان فيه شباب المسلمين يلهثون وراء الدنيا وحطامها، لكنه من نوع آخر فريد، شغف قلبه حب الجهاد وأسر روحه الكريمة عشق الشهادة فطلب الموت واشتاق لقاء الرحمن حتى نال شرف اللقاء في أعلى مراتبه

درس العلوم «الشرعية» بمعهد حمص وحصل على شهادة، لم تكن تعني له شيئا، فالمناهج كانت أشعرية صوفية، كان يبحث عن مراده ولم يجده إذ لم يجد إلى أرض الجهاد سبيلا حتى انطلقت الأحداث في الشام فصار محرّضا على النظام النصيري يحض رفاقه على الخروج عليه.

لم تستهوه السلمية ولا صرخات الحناجر فالذل لا تمحيه إلا الخناجر فبدأ أبو بلال يحرّض رفاقه على رفع السلاح في وجه الطغاة ثم أخذ يجمع التبرعات التي يجود بها المسلمون لأهلهم المستضعفين ببلاد الشام ولكن لم يرض أن تكون هذه الأموال إلا لشراء السلاح والإعداد ليواجهوا هذا الطاغوت.

عمل مع الكثير من الخارجين على النظام النصيري في كيانات وتحت مسميات شتّى كانت أهداف العاملين فيها لا تتجاوز الخروج على هذا النظام، وقد انتكس كثير ممن كان معه فيها وهوى في مهاوي الفصائل ومؤامرات الفنادق بينما كان هدفه هو أن يجد الطريق إلى الراية النقية المجاهدة.

كان دوره في هذه الفترة هو تحويل الدعم إلى سلاح، إضافة إلى نقل معاناة المسلمين في حمص المحاصرة للعالم وله مع إعلام العار مواقف كثيرة، أظهر فيها زيف دعاويهم، فلقد كانوا يلزمونه بعدم كشف فضائح «الائتلاف» و «المجالس المحلية» التي تتاجر بدماء المستضعفين ولكن صدقه وسلامة فطرته منعاه من ذلك فقد كان كلما حاوروه طفق يكشف خور كل هؤلاء العملاء ويفضح مشروعهم الخبيث ثم ما لبثوا أن اشترطوا عليه إزالة راية التوحيد التي كان يضعها وراءه، اعتزازا بها، ولمّا خيروه بين الراية والشهرة ضربهم عرض الحائط وازداد تمسكا بالراية.

تواصل معه العرعور مطية طواغيت آل سلول الذي باع دينه بالدولار والريال وساومه ليطعن بمجاهدي دولة الإسلام أو قطع الدعم عنه وعن مجموعته فرفض أبو بلال عرض العرعور رغم أنه كان في قلب حمص يعيش مع أبناء منطقته قصة صمود تحت خناق حصار رهيب لا يملكون ما يسدون به الرمق بل جلد العرعور حين أعلن أمام الملأ، أنه إذا خرج من الحصار حياً سيبايع دولة الإسلام ويقاتل كل من يقاتلها.

خرج من حمص بعد أن سلمها العملاء للنظام النصيري على طاولة المفاوضات برعاية أمم الكفر حاملاً في قلبه وجعا وألما كبيرين لتركه أرضه مجبرا معاهدا الله أن يعود فاتحا وقال كلمته الشهيرة رافعا سبابة التوحيد قبل خروجه: «لا تظنوا أننا لن نعود، سنعود، بإذن الله، ولكن بالدماء والأشلاء لنحرقكم حرقا، فانتظرونا»!

خرج أبو بلال من حمص مهاجراً إلى دار الإسلام، في حين سلك أغلب من كان معه في الحصار طريق تركيا باحثين عن عرض من الدنيا قليل فثبت الفارس بعدما وجد طريق الحق والهداية وإن كان صعباً مُتعِبا فشتان بين طريق أشواك نهايته الجنان، وطريق رياحين وورود نهايته جهنم وبئس المصير!

• هجر أضواء الشهرة والفضائيات ليكتب قصة جهاده بالدماء والأشلاء

بدأت حياته الجديدة بين إخوانه المهاجرين والأنصار، في كنف دولة الإسلام، فأحب إخوانه وأحبوه حبا شديدا، لفرط أدبه، وحبه لهم، وذوده عنهم، فترك أبو بلال أضواء الشهرة وبريق الفضائيات ليكون جنديا خفياً من جنود الخلافة، فهو لا يهتم بمعرفة الناس له، فيكفي أن يعرفه رب الناس ويصطفيه.

واصل مسيرته مجاهدا إعلاميا، فكان ممن ينقلون معارك دولتنا لتكون بشرى للموحدين وحسرة لأعداء الدين.

كانت عدته سلاحه وآلة التصوير فهما أغلى ما يملك وبهما تعلق قلبه، سلاح بيده، يسطر به أروع الملاحم، وآلة التصوير في اليد الأخرى، توثق هذه الملاحم. هكذا كان هذا المجاهد الإعلامي، فلم يترك غزوة إلا كان في صفها الأول، ولا بشرى إلا كان أول من يزفها، ولم يكتف بهذا، بل أراد المزيد من التضحيات في سبيل الله، فقد شغف قلبه حب الشهادة، وأصبح يردد في جلوسه وقيامه: «اللهم شهادة ترضى بها عني، اللهم خذ من دمي وأشلائي حتى ترضى».

أسر قلبه الاستشهاديون وفعالهم، فكان يصور وصاياهم، وكلما وقف أمامهم بكى بحرقة وحسرة، وليس يَبكي هؤلاء الأحبة الذين سيفارقهم، بل يبكي حاله وحرمانه، إنه الاصطفاء الذي في كل مرة يتجاوزه، وكلما مرت في إصدار ما قصة استشهادي، تجده يندمج في تلك اللحظات، حتى كأنه ينقطع عن هذه الدنيا وينتقل إلى عالم آخر، بدايته طير خضر وقناديل، ثم حين يعود إلى عالمه تنهمر دموعه غزيرة ليقول: «ونحن متى نلتحق بهذه القوافل؟!».

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 21 – قصة شهيد:

السنة السابعة - 1437 هـ
...المزيد

ملّة الكفر واحدة • يكفكف المتنازعون نزاعاتهم، ويتصالحون من خصوماتهم، ويوقفون معاركهم، ويتهيؤون ...

ملّة الكفر واحدة

• يكفكف المتنازعون نزاعاتهم، ويتصالحون من خصوماتهم، ويوقفون معاركهم، ويتهيؤون جميعا للدخول في حلف واحد يضم فرق الكفر والردة كلها، يكون هدفه الوحيد هو القضاء على الدولة الإسلامية.

فمن كان يتخيل أن تلتقي أمريكا وروسيا، بعد أكثر من نصف قرن من التهديد المتبادل بالإفناء في حرب نووية، لا تبقي ولا تذر، وحرب باردة استنزفت طاقتيهما، وعدة حروب بالوكالة عنهما قضت على إحداهما وكادت تقضي على الأخرى، ولكنهما اليوم تلتقيان، ضد الدولة الإسلامية؟!

ومن كان يتوقع أن تتوقف المعارك فجأة بين النظام النصيري وصحوات الردة في الشام، بعد خمسة أعوام من الحرب الطاحنة التي راح ضحيتها مئات الألوف من القتلى والمعاقين، وملايين المهجّرين والمشرّدين؟! ولكن حدث ذلك فعلا، وبات الطرفان قريبين جدا من الدخول في مفاوضات «الصلح» المُخزية، تحت ظل الرعاة الرسميين لهما: روسيا وأمريكا، وبالتالي لن يبقى لهم عدو في الساحة غير الدولة الإسلامية.

وفي خراسان، التي زعمت فيها حركة طالبان الوطنية مرارا أنها لن تفاوض الحكومة الأفغانية العميلة للصليبيين، أعلنت باكستان (راعية حركة طالبان الوطنية) أنها ستشرف على المفاوضات بينها وبين الحكومة الأفغانية، لإنهاء الحرب بينهما من جهة، وبين الطالبان والأمريكان من جهة أخرى، وبالتالي توجيه السلاح الذي بأيديهم إلى العدو المشترك لكل هؤلاء وهو الدولة الإسلامية.

وكذلك الأمر في الولايات الليبية، حيث أشرف الصليبيون على اتفاق بين مرتدي برلمان طرابلس، ومرتدي برلمان طبرق، سينتهي إلى حكومة وحدة وطنية تجمع الطرفين، وتكون النتيجة توحيد قواتهما في جيش واحد، يقوم بمقاتلة الدولة الإسلامية هناك تحت إشراف وتمويل التحالف الصليبي وبغطاء جوي منه.

إن المراقب لهذه الأحداث سيقف بفهمه المجرد عاجزا عن تحليل هذه التطورات، وعن فهم كيف تنقلب الخصومات إلى تحالفات، والأعداء المتشاكسون إلى رفقاء سلاح متعاونين، ولكن من ينظر إليها من منظار المنهج الرباني سيعلم -وبلا شك- أن الكفار أبناء ملّة واحدة مهما اختلفت مسمّياتهم وأشكالهم ودوافعهم وغاياتهم، وأن الذين كفروا بعضهم أولياء بعض، مهما تنافسوا في هذه الدنيا وتنازعوا عليها.

وبناء على هذه الحقائق وضعت الدولة الإسلامية منهجها في معاملة الكفار، والمستمدّ من المنهج النبوي الصافي الذي يؤمن أنّ (ملّة الكفر واحدة)، والذي من أهم أسسه قول ربنا جل وعلا (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)، وبالتالي فإن الرد على اجتماع المشركين وأوليائهم المرتدين لقتالها لن يكون إلا بقتالهم كلّهم، حتى تتحقق الغاية العظمى للجهاد (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)، فلا يكون القتال لأجل قطعة أرض، أو للنزاع على كرسي أو منصب أو ثروة، ولكن قتال المشركين حتى يؤمنوا بالله العزيز الحكيم، وقتال المرتدين تنفيذا لأمر الله فيهم بالقتل، أو يتوبوا من ردتهم قبل القدرة عليهم، والاستمرار في هذا القتال دون توقف حتى لا يبقى شرك في الأرض، ولتكون عبادة الناس وطاعتهم لله وحده لا شريك له في ذلك.

إن اجتماع الكفار لقتال الدولة الإسلامية لن يغير من قدَر الله شيئا، ولن يؤخر في وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، فماذا أغنت عنهم أحلافهم السابقة؟ والدولة الإسلامية بفضل الله تزداد قوة وانتشارا على الأرض وفي قلوب المسلمين يوما بعد يوم، وكلما ظنوا أنهم قدروا عليها، خيب الله ظنونهم، وأظهرها عليهم، وما دروس العراق والشام عنا ببعيد.


• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
ملّة الكفر واحدة
...المزيد

ما أبلغها من وصية • حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيى الواسطي، حَدَّثَنَا مَحَمَّدَ بْنَ بَشِيرٍ، ...

ما أبلغها من وصية

• حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيى الواسطي، حَدَّثَنَا مَحَمَّدَ بْنَ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا سَهْلَ بْنَ حَمَيْدٍ، عَنْ خوشب، عن الحسن البصري قال: اسْتَعِينُوا عَلى السَّيِّئَاتِ القديمات بالحَسَناتِ الحَدِيثَاتِ، وَإِنَّكُم لَن تَجِدُوا شَيْئًا أَذْهَبَ بِسَيْئَةٍ قَدِيمَةٍ مِن حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ، قَالَ الحَسَنَ وأَنا أَجِدَ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (1) وعن يَزِيدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنَ عُثْمَانَ، عَنْ نِمْرَانَ بْنِ مِحْمَرِ الرَّحَبِي، قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ يَسِيرُ فِي الجَيْشِ وَهُوَ يَقُولُ: أَلا رَبِّ مُبَيْضِ لِثِيَابِهِ مُدَنّس لِدِينِهِ، أَلا رَبَّ مَكْرِم لِنَفْسِهِ وَهُوَلَهَا مَهِينَ، ألا بادِرُوا السَّيِّئاتِ القَدِيمَاتِ بالحَسَناتِ الحَدِيثَاتِ، فَإِنْ أَحَدَكُمْ لَوْ أَساءَ ما بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً لَغَلَبَتْ سَيِّئَاتِهِ حَتَّى تَقْهَرَهُنَّ. (2)

(1) 📖 تفسير ابن أبي حاتم [١١٢/٧٤].
(2) 📖 مصنف ابن أبي شيبة [١١٦/٧].
...المزيد

الكفر بالطاغوت في حياة السلف! • فأما في الصغر عن جعفر عن أبيه قال: (كان علي بن الحسين يعلم ...

الكفر بالطاغوت في حياة السلف!

• فأما في الصغر
عن جعفر عن أبيه قال: (كان علي بن الحسين يعلم ولده يقول: قل: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت). مصنف ابن أبي شيبة.

• وأما عند الموت:
عن حميد بن عقبة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه عاد مريضًا من جيرته، فوجده في السوق وهو يغرغر، لا يفقهون ما يريد، فسألهم أبو الدرداء: يريد أن ينطق؟ قالوا: نعم، يريد أن يقول: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت! فقال أبو الدرداء: وما علمكم بذلك؟ قالوا: لم يزل يرددها حتى انكسر لسانه، فنحن نعلم أنه إنما يريد أن ينطق بها، فقال أبو الدرداء: أفلح صاحبكم! إن الله يقول: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، تفسير ابن جرير الطبري.

• وما بين ذلك:
عن وهيب بن الورد، قال: (خرج رجل إلى الجبانة بعد ساعة من الليل، قال: فسمعت حسّا وأصواتا ولعله صوتًا شديدًا، وجيء بسرير حتى وضع، وجاء شيء حتى جلس عليه، قال: واجتمعت إليه جنوده ثم صرخ، فقال: من لي بعروة بن الزبير؟ فلم يجبه أحد، حتى تابع ما شاء الله من الأصوات، فقال واحد منهم أنا أكفيكه، قال: فتوجه نحو المدينة، وأنا أنظر، ثم أوشك الرجعة، فقال: لا سبيل إلى عروة! قال: ويلك ولم؟! قال: وجدته يقول كلمات إذا أصبح وأمسـى، فلا يخلص إليه معهن، قال الرجل: فلما أصبحت قلت لأهلي جهزوني، فأتيت المدينة، فسألت عنه حتى دللت عليه، فإذا شيخ كبير، فقلت: شيئًا تقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ فأبى أن يخبرني، فأخبرته بما رأيت وما سمعت، فقال: ما أدري غير أني أقول إذا أصبحت آمنت بالله العظيم، وكفرت بالجبت والطاغوت، واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم. إذا أصبحت قلت ثلاث مرات، وإذا أمسيت قلت ثلاث مرات).

- العدة للكرب والشدة لضياء الدين المقدسي
...المزيد

الابتلاء طريق الشهداء • يا جنود التوحيد وحُرَّاس العقيدة تحت أي ابتلاء كنتم، أسرى أو مطاردين أو ...

الابتلاء طريق الشهداء

• يا جنود التوحيد وحُرَّاس العقيدة تحت أي ابتلاء كنتم، أسرى أو مطاردين أو مقاتلين في الميادين... لا تكلُّوا ولا تملَّوا من مراغمة أعداء الله ومُصابرتهم على إظهار دين الله ونُصرتِه بالإعداد والجهاد سِنَانًا ولِسَانًا، فَعما قريبٍ تَنجلي عنكم هذه الغُمَّة بإذن الله تعالى كما انجلت غيرها من قبل.

واعلموا أن هذا الطريق كتب الله على سالِكِيهِ الابتلاء حتى يلقوهُ سبحانه تمييزًا وتمحيصًا واصطِفاءً، فكونوا كما يُحِبُّ الله أن تكونوا صابرين محسنين مُسترجعين، وأكثروا من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝١٥٦ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:١٥٥-١٥٧]، فكونوا على يقين أنَّ العاقبة للمتقين وأنَّ النصر للمؤمنين، وأنَّ رِضى الله وجنَّتَهُ لا تنالُ بالآمال بل بصالح الأعمال، فهذا وعدُ الله تعالى، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

- مقتبس من صحيفة النبأ العدد: ٣٢١
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً