أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ...

أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


ولم يكن أولئك المجرمون المبايعون لعميل المخابرات الباكستانية أختر منصور المتعصبون لفصائلهم التي فرّقت المسلمين، ليتركوا الشيخ وشأنه، وهم يعلمون مكانته في الصومال عموما وعند مقاتلي حركة الشباب خصوصا، وهو العالم المجاهد المرابط، أحد مؤسسي الجهاد في الصومال، المربي لأجيال من المجاهدين، فخططوا لاغتياله، وكان يشعر بنيتهم ولم يبالِ بل مضى يدعو الجنود للالتحاق بجماعة المسلمين.

خططوا لاغتياله ولم يشفع له عندهم إسلامه، ولا سنوات جهاده الطويلة، ولا حسن بلاء في معاركه ضد أعداء الدين، ولا صبر على ابتلاء في سبيل الله، فصاروا لا يرون فيه إلا ما رأى اليهود في عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، فقتلوه ولم يخفوا ذلك، بل خرجوا يتبجحون بذلك، ويعلنونه في الملأ، ليزرعوا في نفوس جنودهم الخوف من قيادة الحركة، ويبينوا لهم أنهم لا يرعوون عن سفك دم حرام، حينما يتعلق الأمر بمصالحهم الضيقة.

وقد كانت قصة اغتياله -تقبله الله- نموذجا حيا للغدر بجنود الدولة الإسلامية الذي بات مفخرة تنظيم القاعدة وحلفائه من الصحوات.

فبعد إعلان بيعته لأمير المؤمنين ودعوته الناس للحاق بركب الخلافة المبارك، أرسلت قيادة حركة الشباب مجموعة من جواسيسها ممن كانوا على معرفة شخصية بالشيخ للقائه، على أنهم يريدون البيعة لأمير المؤمنين، فقبل الشيخ لقاءهم، وأرسل في طلبهم، ودفع أجرة نقلهم إليه، ثم استقبلهم أحسن استقبال، وألقى فيهم موعظة يذكرهم فيها بالله ويحضّهم على بيعة إمام المسلمين، وذبح شاةً ليُطعمهم لكرم ضيافته، فأكلوا من زاده، وأمّنهم على نفسه ورفاقه بأن ترك أسلحتهم معهم، فكان جزاؤه منهم الغدر والغيلة، بعد المكر والخديعة.

ذهب الشيخ أبو نعمان ليرتاح مع اثنين من إخوانه، وكلف ثلاثة آخرين بخدمة ضيوفه، ليتسلل الغادرون إلى مضجعه فيقتلوه ورفيقيه، ويقتلوا الإخوة الذين كانوا في خدمتهم، ولم ينج منهم إلا واحد كان قد نزل إلى بئر ليجلب لهم الماء، ويهرب الجناة إلى سادتهم، يزفون إليهم نبأ قتلهم للشيخ الشهيد، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

قُتل الشيخ أبو نعمان -تقبله الله- ولم تمت شجرة الخلافة في أرض الهجرتين كما تمنّى يهود الجهاد، بل نمت -بفضل الله- واستوت على سوقها، ولا زال إخوان الشيخ وجنوده وتلاميذه يتوافدون منضمين إلى ركب الخلافة، وسيثمر اجتماعهم وجهادهم بإذن الله عزا وتمكينا.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • كان الصحابي الجليل عبد الله بن ...

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• كان الصحابي الجليل عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- من ذوي الشأن بين أصحابه فلما أسلم قال للنبي، عليه الصلاة والسلام: (يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أي رجل عَبْدُ اللهِ فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيّدنا، قال: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك! فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! فقالوا شرّنا وابن شرّنا! وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله) [رواه البخاري]، فهذا طبع اليهود في كل مكان، وبه يتطبع من يأخذ بمنهجهم الباطل في التكبر عن اتباع الحق، والكيد لأهله، حسدا من عند أنفسهم أن يروا الحق في سواهم.

الشيخ أبو النعمان ينتاري -تقبله الله- كان من تلك الفئة النادرة في الناس التي تنقّب عن الحق، وتتقصى طريق الهداية، فلما وجده لم يبالِ بمكانته بين قومه، ولا بما يتوقعه منهم من كيد وبهتان، بل انطلق مؤمنا به، عاملا بما يقتضيه، داعيا الناس إليه، صابرا على الأذى فيه.

كان له يد خير في تأسيس الجهاد في الصومال، بل كان من قاداته المبرزين، وفرسانه المشهورين، قاتل المرتدين والصليبيين، وأصيب عدّة مرات، وأوذي في سبيل الله، سجنا وجوعا وتشريدا، لتكون نهاية مسيرته الظافرة أن يقتل غدرا بيد من كانوا يعدونه بالأمس خيرهم وابن خيرهم، ليتحول بمجرد تركه لهم ملتحقا بركب الخلافة إلى هدف لهم، ينتقصون من شأنه، وينالون من عرضه، وفي الختام يطعنونه في ظهره بعدما أمنهم وآواهم ونصرهم.

ولد الشيخ بشير آدم فيلي المشهور بأبي نعمان ينتاري عام 1390 هـ، في قرية جدودي من منطقة ساكوا، ويعود نسبه إلى قبيلة ينتار من قبائل الرحاويين.

خرج من قريته وهو صغير السن لطلب العلم، فدرس القرآن في قرية حكركا من إقليم باي، ثم انتقل إلى مدينة بيدوا ليلتحق بدار الحديث، ثم التحق بمعهد شرعي في منطقة لوق التي تلقى فيها دورة عسكرية في معسكرات «الاتحاد الإسلامي» في فترة حكم الميليشيات للصومال، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة ساكوا ليعمل هناك داعيا ومدرسا للعلوم الشرعية، وقد أدى به ذلك إلى الاصطدام مع المسيطرين على تلك المدينة من مشركي الصوفية وزعماء الميليشيات القبلية، فنجاه الله منهم بعد أن حاولوا اغتياله بإطلاق النار عليه أثناء إلقائه لمحاضرة في أحد شوارع المدينة.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب - معركة فتح الرمادي، ثلاثة أيام لا غير: فما كان من قادة ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

- معركة فتح الرمادي، ثلاثة أيام لا غير:

فما كان من قادة الدولة الإسلامية إلا أن قاموا بترتيب صفوف المجاهدين في الداخل وتكليف البطل أبي عبد الجبار بإمارة الرمادي عسكريا، بعد أن دفعها عن نفسه مرارا وتكرارا، إلا أن القادة كانوا يتوسمون خيرا في هذا الرجل الورع التقي النقي، نحسبه والله حسيبه، فاستنّ بسنة أبي تراب -تقبله الله- في زيارة جميع الإخوة وحل مشاكلهم ونصح مخطئهم فزاد الصف المسلم تماسكا، وسمت روحهم المعنوية، وعلا دافعهم الإيماني لبذل المزيد من الجهد لنيل إحدى الحسنيين، فجاءت جمادى الآخرة من عام 1436 هـ حيث غزوة أبي تراب الأنصاري، التي فتح الله بها على المجاهدين منطقتي الصوفية والبوفراج، لتكون المنطلق للغزوة الكبرى (غزوة الشيخ أبي مهند السويداوي) التي وضع خططها مسبقا، تقبله الله، ففي صبيحة اليوم السادس والعشرين من رجب ابتدأت الغزوة وما أن أفل هلال رجب حتى أفَلت به جموع المرتدين من الرمادي وصارت تحت سلطان الخلافة، إلا أن سنة الابتلاء لم تفارق خندق الحق حتى بأيام الغزوة الثلاث، وفي مساء اليوم الثاني صاح الأمير النحرير أبو عبد الجبار بجنوده على مسمع المرتدين: غدا -بإذن الله- سندخل المجمع الحكومي الرافضي، وأقسم على الله بذلك، فأبر الله بقسمه صبيحة اليوم الثالث فدُكَّت صروح المرتدين في الرمادي وحُرِّر الأسارى وكان -رحمه الله- بنفسه يقود مفارز الاقتحام، إلى أن تجندل وهو يصلي صلاة عصر يوم الفتح بصاروخ غادر، بعدما أقر الله عينه بالنصر والفتح المبين مع ثلة من خيرة المجاهدين الذين عركتهم المحن والشدائد، فتقبلهم الله وأعلى نزلهم.

- قصة الرمادي أم قصة الإيمان:

إن قصة الجهاد في الرمادي تكاد تكون مشهدا مصغرا لحال مجاهدي الدولة الإسلامية في كل ساحات قتالهم مع المشركين والمرتدين، فهم يتقلبون بين فتح وتمكين وإقامة للدين، وبين محن وابتلاءات وصبر ومصابرة، وكلما ضاقت عليهم الأرض وظن أعداؤهم أنهم أوشكوا على القضاء عليهم تماما ومن إنهاء وجود دولتهم، منّ الله عليهم بفتح أكبر من الفتح الذي قبله، فيخرجون أقوى مما كانوا قبل الابتلاءات، وتعود دولتهم أشد تمكينا في الأرض مما كانت.

ومن يعرف هذه الحقائق يدرك السبب وراء صبر قادة وجنود الدولة الإسلامية على المحن، وعدم تمكن أعدائهم من توهين عزائمهم، أو زرع القنوط والإحباط في نفوسهم، فهم موقنون بوعد الله لهم بإحدى الحسنيين، وبأن الأرض يمكن أن تسلب منهم، لكنهم على يقين بأنهم سيستردونها وأضعافها من المرتدين، وأن الرجال سيقتلون، وهذا من غايات جهادهم؛ أن يتخذ الله منهم شهداء، ولكن سيعوض الله عنهم بأضعافهم عددا، وبمن هم أشد منهم خبرة وقوة، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يتنازلوا عنه هو منهجهم القائم على توحيد الله وجهاد أعداء الله، الذي ثبتوا عليه طوال السنين الماضية، لأن أي انحراف عن هذا المنهج سيعني هدم البنيان من أساسه، وتضييع ثمرة جهاد ودماء عشرات الآلاف من المجاهدين الذين بتضحياتهم قام الدين وعادت الخلافة.

لقد ابتلى الله جنود الخلافة في ولاية الأنبار بالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فصبروا، وابتلاهم بالفتح فشكروا؛ بأن عملوا فيما مكنّهم الله كما أراد الله، من تطبيق لشرعه، وإقامة لحدوده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهم بين عبادتي الصبر والشكر، وهذا هو حال المؤمن في كل زمان ومكان.

إن العبرة الأكبر في قصة فتح الرمادي قبل عام، أن نصر الله قريب من عباده المؤمنين، مهما قل عددهم وعتادهم، ومهما كانت قوة أعدائهم، ومهما كان حالهم من الشدة والبلاء، بل إن ذلك كله من مقدمات النصر التي ذكرها الله تعالى بقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [سورة البقرة: 214].


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب - محن في الرمادي ومنح في الموصل: بلغت قلوب المجاهدين ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

- محن في الرمادي ومنح في الموصل:

بلغت قلوب المجاهدين الحناجر، فخيرة الرجال قد ارتقوا، إلا أن الله ثبّت الثلة القليلة الباقية التي انحسرت بشارع واحد، بعد ملاحم عظيمة وتضحيات جسيمة فمقتل أبي بلال وأبي تراب قد أخذ منهم كل مأخذ، فلقد كانا أسدين من آساد الإسلام، تقبلهما الله، وابتلي المؤمنون هناك وزلزلوا زلزالا عظيما، وبقوا ليلتهم يجأرون إلى الله ويتضرعون بين يديه، فقادتهم وخيرة رجالاتهم قُتلوا، وذخيرتهم أوشكت على النفاد وجرحاهم لا يجدون العلاج، فجاءت توجيهات القائد البيلاوي بفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط عن المجاهدين في الرمادي، فجلس الشيخ أبو مغيرة القحطاني -رحمه الله- وكان حينها واليا على صلاح الدين وجمع جنده وسلاحه وقسمها نصفين بينه وبين كواسر الأنبار وجلس يبكي مقسما: والله لن نخذل إخواننا في الأنبار، وهذا النصف من السلاح سنرسله لهم، والنصف الثاني سنغزو به سامراء فإما فاتحين أو نقتل هنالك.

وجاءت غزوة سامراء ثم فتح الموصل، إلا أن المجاهدين في الرمادي من ضيق إلى ضيق والتعب بلغ بهم مبلغه، فلم يكن لهم بد من عمل يحسم الأمر بعد التوكل على الله والتبرؤ من حولهم وقوتهم، فجهزوا استشهاديين اثنين لضرب القوات المحاصرة لهم، بعد أن صرح أحد كبرائهم أن الساعات القليلة القادمة ستكون نهاية وجود المجاهدين في الرمادي، وما أن بدت شمس اليوم التالي حتى كرّ المجاهدون على أعداء الله في المدرسة الحمراء في حي الضباط وانغمس الاستشهاديان فيهم وفجرا عجلتيهما فيهم، لتنكسر تلك القوة الهائلة، وتنكفئ تلعق جراحها، وفرّج الله عن المجاهدين بعد معاناة كبيرة، وبدأت بوادر النصر تظهر شيئا فشيئا، فصارت الفتوحات شارعا فشارعا ثم حيا فحيا، حتى وصلوا لمشارف «مجلس محافظة الأنبار» الشركي، حيث توقفت عجلة الانتصارات عند ذاك الحد، فقتل القائد أبو أحمد العيساوي تلاه الماجد أبو مهند السويداوي ثم أمير كتيبة الاقتحاميين أبو إسماعيل البغدادي، ثم غزوات لم يكتب الله لها التوفيق، فعاد البلاء بأعتى صوره على المجاهدين، فثبت الله من شاء في هذه المحنة ليزداد الصف المسلم المجاهد تماسكا وقوة.

معركة فتح الرمادي، ثلاثة أيام لا غير

فما كان من قادة الدولة الإسلامية إلا أن قاموا بترتيب صفوف المجاهدين في الداخل وتكليف البطل أبي عبد الجبار بإمارة الرمادي عسكريا، بعد أن دفعها عن نفسه مرارا وتكرارا، إلا أن القادة كانوا يتوسمون خيرا في هذا الرجل الورع التقي النقي، نحسبه والله حسيبه، فاستنّ بسنة أبي تراب -تقبله الله- في زيارة جميع الإخوة وحل مشاكلهم ونصح مخطئهم فزاد الصف المسلم تماسكا، وسمت روحهم المعنوية، وعلا دافعهم الإيماني لبذل المزيد من الجهد لنيل إحدى الحسنيين، فجاءت جمادى الآخرة من عام 1436 هـ حيث غزوة أبي تراب الأنصاري، التي فتح الله بها على المجاهدين منطقتي الصوفية والبوفراج، لتكون المنطلق للغزوة الكبرى (غزوة الشيخ أبي مهند السويداوي) التي وضع خططها مسبقا، تقبله الله، ففي صبيحة اليوم السادس والعشرين من رجب ابتدأت الغزوة وما أن أفل هلال رجب حتى أفَلت به جموع المرتدين من الرمادي وصارت تحت سلطان الخلافة، إلا أن سنة الابتلاء لم تفارق خندق الحق حتى بأيام الغزوة الثلاث، وفي مساء اليوم الثاني صاح الأمير النحرير أبو عبد الجبار بجنوده على مسمع المرتدين: غدا -بإذن الله- سندخل المجمع الحكومي الرافضي، وأقسم على الله بذلك، فأبر الله بقسمه صبيحة اليوم الثالث فدُكَّت صروح المرتدين في الرمادي وحُرِّر الأسارى وكان -رحمه الله- بنفسه يقود مفارز الاقتحام، إلى أن تجندل وهو يصلي صلاة عصر يوم الفتح بصاروخ غادر، بعدما أقر الله عينه بالنصر والفتح المبين مع ثلة من خيرة المجاهدين الذين عركتهم المحن والشدائد، فتقبلهم الله وأعلى نزلهم.

قصة الرمادي أم قصة الإيمان

إن قصة الجهاد في الرمادي تكاد تكون مشهدا مصغرا لحال مجاهدي الدولة الإسلامية في كل ساحات قتالهم مع المشركين والمرتدين، فهم يتقلبون بين فتح وتمكين وإقامة للدين، وبين محن وابتلاءات وصبر ومصابرة، وكلما ضاقت عليهم الأرض وظن أعداؤهم أنهم أوشكوا على القضاء عليهم تماما ومن إنهاء وجود دولتهم، منّ الله عليهم بفتح أكبر من الفتح الذي قبله، فيخرجون أقوى مما كانوا قبل الابتلاءات، وتعود دولتهم أشد تمكينا في الأرض مما كانت.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب العودة إلى الرمادي جلس أمراء المعسكرات الصحراوية يتشاورون ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

العودة إلى الرمادي

جلس أمراء المعسكرات الصحراوية يتشاورون لإيجاد حل ناجع وسريع قبل أن يستفحل خطر الطيران، فكان الرأي أن ينشِئوا معسكرات مخفية تحت رمال الصحراء كحلّ مؤقت إلى أن يأتي التوجيه من القيادة العسكرية للدولة الإسلامية، الذين كان منهم الشيخان البيلاوي والسويداوي، حيث كانا منهمكين بوضع الخطط للنزول للمدن مستغلين اضطراب الوضع الأمني الناجم عن المظاهرات، بعمليات أمنية وعسكرية كبرى، إلى أن صارت الرمادي مهيأة لنزول المجاهدين من الصحراء، وهذا فضل من الله، منّ به على عباده بعدما تقطعت بهم السبل، وفرج بعد ضيق ألمّ بهم.

أمر المشايخ بالنزول السريع وفق خطط معدة سلفا، بالاتفاق مع عشائر أهل السنة بحماية المجاهدين لهم من بطش الحكومة الرافضية ونقل المعركة نحو مناطق الرافضة، وقد جرت الأمور كما رُسم لها في أول الأيام، إلا أن الخيانة تجري في عروق كثير من شيوخ تلك العشائر، فطعنوا المجاهدين من ظهورهم وفتحوا الطرق للرافضة نحو أماكن سيطرة المجاهدين في شارع الـ 60 والملعب والبكر والبوفراج ودلّوهم على عوراتهم، فابتدأت الملاحم العظام وحمي الوطيس.

حصار داخل الرمادي

ثلة قليلة مؤمنة مجاهدة تواجه آلاف المرتدين بدروعهم وطائراتهم، فاستعر القتل وكثرت الجراح في صفوف المجاهدين وأوشك السلاح على النفاد، مما جعل بعضهم يهمّ بالرجوع إلى الصحراء والحفاظ على الباقين، لينادي فيهم أبو أحمد قائلا لأن نقتل كلنا هاهنا خير لنا من أن تقتلنا الطائرات في صحراء قاحلة، فارتفعت الروح المعنوية لدى الجند، وتبايعوا على الموت.

لم تكن المعركة متكافئة، ما زاد الحال سوءا، ورافق ذلك مزيد من القتل والجراح، فقلّ الرجال وانعدمت المؤونة وانحسر تواجدهم في حي البكر، وطلبوا من أميرهم الشيخ السويداوي أن يرسل لهم ما يقوي شوكتهم من المؤازرة، فاكتفى -رحمه الله- بإرسال الأخ أبي تراب، فاستغرب المجاهدون من صنيعه، لكن ما أن وصل القائد أبو تراب الأنصاري أرض الرمادي حتى علموا صواب هذا القرار، إذ بدأ بزيارة الإخوة وتثبيتهم وحل مشكلاتهم ونزع خلافاتهم، فرصّ الصفوف ورتّبها، وكأن ما آزرهم به الشيخ السويداوي، جيش بأكمله وليس رجلا واحدا.

أعد أبو تراب غزوة لاسترجاع حي الملعب بقيادته، فلما جاء الصباح وقد كان مقررا أن تبدأ الغزوة في الساعة العاشرة منه، فوجئ المجاهدون بهجوم للمرتدين من ستة محاور، فتقدمت عليهم من كل محور دبابتا أبرامز وفوجان من ميليشيا «سوات» والشرطة الاتحادية الرافضية، لتبدأ ملحمة قلت مثيلاتها، واشتعلت المحاور كلها واشتد لهيب المعارك وانغمست الثلة القليلة في صفوف المرتدين حتى وصل الحال للاشتباك بالأيادي بين المرتدين والمجاهدين بعد نفاد ذخيرة بعض الإخوة، وثار غبار المعركة وعلا لهيبها فصار المجاهدون لا يفرقون بين الدبابة والجدار مستترين بها وينكلون بأعداء الله، ومما يُذكر أن المرتدين حاصروا أحد المجاهدين بمنزل من كل جانب، وطالبوه أن يسلم نفسه لكنه أبى وبقي يقاتلهم موقنا بصدق طريقه وحفظ الله له، فضربت الدبابة المنزل بعدما عجزوا من الدخول له لتفتح فتحة بالجدار ليخرج منها الأخ سالما ويلتحق بإخوته، وإبّان الملاحم أصيب القائد أبو تراب بفخذه إصابة بسيطة واستمر نزيفه، فلم يستطع الإخوة إيصاله لمكان آمن لعلاجه بسبب حصار المرتدين للمجاهدين فقتل، تقبله الله.

- محن في الرمادي ومنح في الموصل:

بلغت قلوب المجاهدين الحناجر، فخيرة الرجال قد ارتقوا، إلا أن الله ثبّت الثلة القليلة الباقية التي انحسرت بشارع واحد، بعد ملاحم عظيمة وتضحيات جسيمة فمقتل أبي بلال وأبي تراب قد أخذ منهم كل مأخذ، فلقد كانا أسدين من آساد الإسلام، تقبلهما الله، وابتلي المؤمنون هناك وزلزلوا زلزالا عظيما، وبقوا ليلتهم يجأرون إلى الله ويتضرعون بين يديه، فقادتهم وخيرة رجالاتهم قُتلوا، وذخيرتهم أوشكت على النفاد وجرحاهم لا يجدون العلاج، فجاءت توجيهات القائد البيلاوي بفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط عن المجاهدين في الرمادي، فجلس الشيخ أبو مغيرة القحطاني -رحمه الله- وكان حينها واليا على صلاح الدين وجمع جنده وسلاحه وقسمها نصفين بينه وبين كواسر الأنبار وجلس يبكي مقسما: والله لن نخذل إخواننا في الأنبار، وهذا النصف من السلاح سنرسله لهم، والنصف الثاني سنغزو به سامراء فإما فاتحين أو نقتل هنالك.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب • الابتلاء سنة ربانية ماضية إلى قيام الساعة، يبتلي الله عباده ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

• الابتلاء سنة ربانية ماضية إلى قيام الساعة، يبتلي الله عباده ليختبرهم وهو العليم بحالهم، يبتليهم ليميز الخبيث من الطيب، فإنه -سبحانه- جعل البلاء سبيلا يتميز به الصادق من الكاذب، قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [سورة العنكبوت: 1- 2]، وهي سنة جارية في المؤمنين، لا تتخلف ولا تتبدل، ولما كانت الدولة الإسلامية دولة توحيد وجهاد، جرت على من جاهد تحت رايتها تلكم السنة الربانية.

فما إن وطئت أرضَ الرافدين حوافرُ خيل الصليبيين، حتى قامت ثلة مؤمنة وحملت الراية وذادت عنها بالنفس والنفيس وسقتها بزكي الدماء وطاهر الأشلاء، وقد علمت يقينا أن الله -سبحانه- ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه القائمين بدينه علما وعملا، ولم يضمن نصر الباطل، فقال: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة المجادلة: 21]، وقال: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة الحج: 38]، وقال: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: 68].

وقد لمست تلكم الثلة المؤمنة الصادقة المجاهدة هذه الحقيقة واقعا بين الحين والآخر، فنصر وعز وتمكين تارة وهزيمة وقتل وتشريد وأسر تارة أخرى، يتقلبون بين نعماء وضراء، شاكرين صابرين، وهذا حال المؤمن.

فبعد أن منّ الله على المجاهدين بإعلان دولة العراق الإسلامية، وفُتحت المناطق، وحُكِّم الشرع، وأقيمت الحدود، وكثر سواد المجاهدين، وصاروا ذوي شوكة ومنعة، جرت عليهم سنة الله في أمثالهم، فعظم البلاء، واشتدت الفتنة، فانحاز المجاهدون من مواقعهم في المدن، والسعيد إذ ذاك من ثبته الله ولم يغير أو يبدل، ولم ينته الابتلاء بالتشريد وفقدان المناطق وقتل وأسر الأفذاذ من الرجال، بل استمر مع المجاهدين ممحصا لصفوفهم ومنقيا لذنوبهم، فصاروا بعد ذاك قوة باطشة تضرب متى شاءت وكيفما شاءت بالوقت الذي تريد، بإذن الله تعالى، وهم ثلة قليلة بعدة بسيطة تفترش الأرض وتلتحف السماء بصحاري الأنبار وجبال الشمال وبساتين ديالى، فشنوا الغارة تلو الغارة وصدى زئيرهم سمعه العالم أجمع.

وهنا نسرد جانبا مما عانته فئة من تلك الثلة المؤمنة من محن وابتلاءات تكلّلت بفتح وعز وتمكين، تلك الفئة كانت قد اتخذت من صحراء الأنبار مأوى لها بعد الله عز وجل، بسبب خيانة بعض العشائر المرتدة.

- معسكر الشيخين:

كانت الصحراء اختيارا صائبا من قادة الدولة الإسلامية كمكان لترتيب الصفوف واستقطاب المجاهدين والنأي بعيدا عن أعين الصليبيين وأذنابهم لوعورة الصحراء، وقد تكفل الشيخ المهندس أبو إبراهيم الزيدي -تقبله الله- بإعداد أول معسكر لمجاهدي دولة العراق الإسلامية في صحراء الأنبار وقد كان تعداده لا يتجاوز العشرة مجاهدين بإمكانيات وعدة بسيطة، غير أن الإيمان الذي وقر في صدورهم كان أكبر من أي سلاح مادي، فكثرهم الله حتى بلغوا المئات وأثخنوا بالمرتدين وأسيادهم وأذاقوهم الويلات رغم حر وقر الصحراء الموحشة، وكانت غزوة جراح الشامي المباركة التي أقضت مضاجع المرتدين في حديثة وكتمت أنفاسهم، وأرجعت -بفضل الله- الكثيرين إلى صوابهم لما علموا أن المجاهدين لا زالت لهم كلمة عالية مدوية، ويوما بعد يوم صارت المضافات تغص بالمهاجرين والأنصار، حتى أينع العمل وبدأ الإعداد للمرحلة التالية، وهي الرجوع إلى المناطق التي انحازوا منها وصاروا يتحينون الفرص لذلك بعد سنوات من إنهاك العدو وقطف رؤوس قياداته في حرب استنزاف قلّ مثيلها، وبالوقت نفسه كان المرتدون يعدون العدة للهجوم على المعسكرات في صحراء الأنبار.

وفي ليلة شاتية باغتت طائرة مسيرة خيمة للمجاهدين بمعسكر الشيخين وأمطرتها بعدة صواريخ ارتقى على إثرها أبو سليمان وأبو دجانة وأبو قسورة وأبو الفاروق وأصيب آخرون، وكان هذا إنذارا عجّل باندفاع مجاهدي الصحراء إلى فتح المدن والحواضر والعودة إليها، فقد دفع الصليبيون هذا النوع من الطائرات القاصفة للحكومة الرافضية لاستخدامها في ضرب المجاهدين في أراضي الصحراء المكشوفة للطيران، وهنا كانت الخطوة الجريئة التي يسّر الله مقدماتها...


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة • لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، ...

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة

• لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، بل جعلوا منه قاعدة لنشر دينهم ونصرة مذهبهم، فأنفقوا عشرات المليارات من موارد البلاد في تقوية ميليشياتهم وتمويل دعوتهم، ومن ذلك تمويل النظام النصيري وإمداده بآلاف الجنود، التي من دونها لم يكن له الاستمرار في حربه المنهكة كل هذا الوقت، فحشد زعماء الرافضة في طهران كل قوتهم للوقوف في صف النظام ومساندته، وبذلوا في سبيل ذلك كل ما استطاعوا.

إن الفتوح التي منّ بها الله تعالى على الدولة الإسلامية في العراق هي فرصة للقضاء على المشروع الرافضي، وذلك بفتح جبهات قتال واسعة ضدهم، قتل فيها عشرات الألوف من جنودهم، وأنفقوا فيها الكم الأكبر من سلاحهم وعتادهم، واستنزفت فيها ميزانياتهم إلى أن وصلوا إلى حد الإفلاس.

فدخول الرافضة في حربين كبريين في العراق والشام، أجبرهم على توزيع قواتهم على جبهات قتال واسعة لا قبل لهم بها، ما دفعهم أوّلا إلى توريط أحد أهم مرتكزات عملهم وهو حزب اللات اللبناني في القتال إلى جانب الجيش النصيري، رغم ما سببه ذلك من تشويه لسمعة الحزب المشرك الذي قدم نفسه لعقود بصورة المقاوم لليهود الحريص على تحرير المسجد الأقصى، ثم أردفوه بالميليشيات العراقية، ثم زادوا عليهم بمتطوعين من الرافضة من كل أنحاء العالم، بل واضطرهم الاستنزاف المستمر والحاجة إلى قوات أحسن تدريبا وأداء إلى الزج بالحرس الثوري، وفي النهاية تورط الجيش النظامي الإيراني بالدخول في الحرب بمستشاريه وجنوده.

إن الفرصة التي أتيحت اليوم للقضاء على الرافضة ودولهم وميليشياتهم يجب أن لا تضيع من أيدي الموحّدين، وإن استمرار التورط الرافضي في الحرب المنهكة في العراق والشام، بالإضافة إلى ما فتحوه من حرب في اليمن، سيؤدي خلال سنوات قليلة -بإذن الله- إلى تشتيت قوتهم، وإفراغ خزائنهم، وإنهاك جيوشهم، ما سيؤدي بالمحصلة إلى إضعاف قوتهم، وتفكيك منظومتهم، وإفشال مخططاتهم بالسيطرة على بلدان المسلمين وقلوبهم وعقولهم، ثم اجتثاث ذلك الدين من الأرض كما جرى عدة مرات على مدى التاريخ.

لقد بنى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وإخوانه -تقبلهم الله- جهادهم في العراق على قاعدة الصدام بالرافضة، وجعلهم على رأس قائمة الاستهداف ليرفعوا أقنعتهم ويظهروا وجههم الكالح وحقيقتهم القبيحة، فتحصل المفاصلة بين خندق التوحيد وخنادق الشرك، فيهبّ المسلمون لقتالهم، وهو ما تحقق اليوم بأبهى صوره، والمشروع الذي بدأه الموحدون بقتلهم للطاغوت باقر الحكيم بدأ يؤتي اليوم ثماره، بفضل الله، فقد اختفت اليوم كل دعوات التقارب مع الرافضة، وزال من الوجود كل مُدافع عنهم ممن يزعم الانتساب إلى أهل السنة، وباتت الحرب بيننا وبينهم حربا عقدية بامتياز.

فالأسباب الكونية للانتصار على الرافضة متوفرة، بإذن الله، ولا يلزم منها بعد التوكل على الله سوى مواصلة الحرب في العراق والشام، بل وتوريطهم في بؤر استنزاف جديدة، عن طريق فتح جبهات جديدة عليهم، وضربهم في عقر دورهم.

والرافضة كما وصفهم الشيخ الزرقاوي قبل عقد من الزمان «العدو القريب الخطير لأهل السنة، وخطرهم أعظم، وضررهم أشد، وأفتك على الأمة من الأمريكان»، فقتالنا للصليبيين قد يستمر لعقود قبل أن يعلنوا هزيمتهم وينسحبوا إلى ديارهم كما هو حال جميع الحملات الصليبية التي غزوا بها بلاد المسلمين، أما قتال الرافضة فلم يتوقف منذ عشرة قرون أو يزيد، ولن ينتهي حتى تُطهّر الأرض منهم ويظهر دين الله في جميع أرضه على أيدي أوليائه.

ولا يمكن الحديث عن إزالة الشرك من الأرض، وإقامة الخلافة في كل بلاد المسلمين المغصوبة وهؤلاء المشركون مقيمون فيها، يطعنون في دين المسلمين، ويعبدون الأوثان بين أظهرهم، فهزيمة هؤلاء المشركين وإلحاق دويلاتهم بدويلات أسلافهم من العبيديين والقرامطة والحمدانيين من أوجب الواجبات، وبدون ذلك لا يمكن الحديث عن فتح روما ولا عن استرداد بيت المقدس.

◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة
...المزيد

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة • عندما نزل الصليبيون أرض العراق، أراد الضالون أن يكون ...

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة

• عندما نزل الصليبيون أرض العراق، أراد الضالون أن يكون قتالهم «مقاومة لاحتلال»، أو سبيلا لتحرير «وطن» واستعادة نظام طاغوتي علماني، وأراده الموحّدون جهادا في سبيل الله، تكون غايته ألَّا يبقى شرك في الأرض، وأن يكون الحكم والطاعة والعبادة لله وحده لا شريك له، لا في أرض الرافدين وحدها ولكن في كل أرض الله، عندما تعمّها راية الخلافة التي بدأ العمل لرفعها مع انطلاق الموحدين في جهادهم لكل طوائف المشركين.

أراد الضالون أن يكون القتال محصورا بأمريكا وحدها، وأن تترك طوائف الشرك وشأنها وهي التي جعلت صدورها دون صدور الصليبيين، وأعملت سيوفها في ظهور المجاهدين، وسامت المسلمين سوء العذاب أسرا وتقتيلا، بل وتعدى بعضهم الأمر بالدعوة إلى التحالف مع مشركي الرافضة في سبيل إخراج الأمريكيين من العراق، متناسيا أنهم كانوا أداتهم الطيعة في فرض سيطرتهم على البلاد، وخنجرهم المسموم في إخضاع العباد، فسلمهم الصليبيون الحكم والسلطة، والجيش والشرطة، والسلاح والسجون، والمال والنفط، وبدؤوا يتراجعون من المشهد رويدا رويدا لينحازوا إلى قواعدهم تاركين للرافضة تأمين مصالحهم، وتحمل الخسائر بالنيابة عنهم.

لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، بل جعلوا منه قاعدة لنشر دينهم ونصرة مذهبهم، فأنفقوا عشرات المليارات من موارد البلاد في تقوية ميليشياتهم وتمويل دعوتهم، ومن ذلك تمويل النظام النصيري وإمداده بآلاف الجنود، التي من دونها لم يكن له الاستمرار في حربه المنهكة كل هذا الوقت، فحشد زعماء الرافضة في طهران كل قوتهم للوقوف في صف النظام ومساندته، وبذلوا في سبيل ذلك كل ما استطاعوا.

إن الفتوح التي منّ بها الله تعالى على الدولة الإسلامية في العراق هي فرصة للقضاء على المشروع الرافضي، وذلك بفتح جبهات قتال واسعة ضدهم، قتل فيها عشرات الألوف من جنودهم، وأنفقوا فيها الكم الأكبر من سلاحهم وعتادهم، واستنزفت فيها ميزانياتهم إلى أن وصلوا إلى حد الإفلاس.

فدخول الرافضة في حربين كبريين في العراق والشام، أجبرهم على توزيع قواتهم على جبهات قتال واسعة لا قبل لهم بها، ما دفعهم أوّلا إلى توريط أحد أهم مرتكزات عملهم وهو حزب اللات اللبناني في القتال إلى جانب الجيش النصيري، رغم ما سببه ذلك من تشويه لسمعة الحزب المشرك الذي قدم نفسه لعقود بصورة المقاوم لليهود الحريص على تحرير المسجد الأقصى، ثم أردفوه بالميليشيات العراقية، ثم زادوا عليهم بمتطوعين من الرافضة من كل أنحاء العالم، بل واضطرهم الاستنزاف المستمر والحاجة إلى قوات أحسن تدريبا وأداء إلى الزج بالحرس الثوري، وفي النهاية تورط الجيش النظامي الإيراني بالدخول في الحرب بمستشاريه وجنوده.

إن الفرصة التي أتيحت اليوم للقضاء على الرافضة ودولهم وميليشياتهم يجب أن لا تضيع من أيدي الموحّدين، وإن استمرار التورط الرافضي في الحرب المنهكة في العراق والشام، بالإضافة إلى ما فتحوه من حرب في اليمن، سيؤدي خلال سنوات قليلة -بإذن الله- إلى تشتيت قوتهم، وإفراغ خزائنهم، وإنهاك جيوشهم، ما سيؤدي بالمحصلة إلى إضعاف قوتهم، وتفكيك منظومتهم، وإفشال مخططاتهم بالسيطرة على بلدان المسلمين وقلوبهم وعقولهم، ثم اجتثاث ذلك الدين من الأرض كما جرى عدة مرات على مدى التاريخ.

لقد بنى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وإخوانه -تقبلهم الله- جهادهم في العراق على قاعدة الصدام بالرافضة، وجعلهم على رأس قائمة الاستهداف ليرفعوا أقنعتهم ويظهروا وجههم الكالح وحقيقتهم القبيحة، فتحصل المفاصلة بين خندق التوحيد وخنادق الشرك، فيهبّ المسلمون لقتالهم، وهو ما تحقق اليوم بأبهى صوره، والمشروع الذي بدأه الموحدون بقتلهم للطاغوت باقر الحكيم بدأ يؤتي اليوم ثماره، بفضل الله، فقد اختفت اليوم كل دعوات التقارب مع الرافضة، وزال من الوجود كل مُدافع عنهم ممن يزعم الانتساب إلى أهل السنة، وباتت الحرب بيننا وبينهم حربا عقدية بامتياز.

فالأسباب الكونية للانتصار على الرافضة متوفرة، بإذن الله، ولا يلزم منها بعد التوكل على الله سوى مواصلة الحرب في العراق والشام، بل وتوريطهم في بؤر استنزاف جديدة، عن طريق فتح جبهات جديدة عليهم، وضربهم في عقر دورهم.

والرافضة كما وصفهم الشيخ الزرقاوي قبل عقد من الزمان «العدو القريب الخطير لأهل السنة، وخطرهم أعظم، وضررهم أشد، وأفتك على الأمة من الأمريكان»، فقتالنا للصليبيين قد يستمر لعقود قبل أن يعلنوا هزيمتهم وينسحبوا إلى ديارهم كما هو حال جميع الحملات الصليبية التي غزوا بها بلاد المسلمين، أما قتال الرافضة فلم يتوقف منذ عشرة قرون أو يزيد، ولن ينتهي حتى تُطهّر الأرض منهم ويظهر دين الله في جميع أرضه على أيدي أوليائه.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة
...المزيد

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح • الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ...

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح

• الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله ليس مخصوصا بأناس دون غيرهم، لا برجال الدعوة والحسبة ولا بأحد من الناس، بل هو شرف يستطيع أي مسلم أن يتقلده، شريطة أن لا يأمر الناس بأمر إلا وعنده عليه دليل من الكتاب أو السنة ولا ينهى الناس عن شيء إلا وهو متيقن أنه منكر وعنده على ذلك الدليل من الكتاب أو السنة كي لا يقع في مصيبة الابتداع في دين الله أو نهي الناس عن أمور أباحها الله أو اختلف العلماء فيها خلافا مستساغا، قال الله: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النحل: 116-117]، ولا بد من الإشارة هنا إلى الفرق بين إنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته وبين الطريقة التي سنذكرها، فإنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته واجب حتم على كل مسلم كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم]، فلم يعذر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخجل ولا بعدم المعرفة ولا حتى بعدم المودة وإنما عذر فقط غير المستطيع، هذا في إنكار المنكر حال رؤيته، أما الطريقة التي يندب لها ويحث عليها فهي تخصيص وقت للدعوة إلى الله بالخروج للطرقات والأسواق وغيرها بحثا عن المعاصي والمنكرات من أجل إنكارها ومناصحة مرتكبيها وهذه من أعظم الأعمال التي ترفع صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي من أقوى الطرق في تطهير وتنقية المجتمع المسلم، قال الله تعالى: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 122]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [سورة هود: 117]، وهنا عدة تنبيهات نسوقها لمن أراد أن يخصص شيئا من وقته لهذه الطريقة من طرائق الدعوة:

أولا: إخلاص النية لله والحذر من العجب والرياء وحب الظهور وغير ذلك من النوايا الفاسدة، وكذلك استشعار نعمة الهداية وشكره سبحانه عليها.

ثانيا: هذه الطريقة من طرائق الدعوة أمرها سهل ويسير على من يسره الله عليه ولا تحتاج إلى كثير علم واطلاع، بل يستطيع أي مسلم أن يقوم بها، بأن يخرج من بيته باحثا عن المنكرات لينكرها، سواء في الطرقات والأسواق أو حتى بالبحث والسؤال عن المقصرين والعصاة، كالسؤال عن المقصرين في عدم حضور الجماعة أو بعقوق الوالدين أو بأكل وشرب المحرمات أو غير ذلك، ثم الذهاب إليهم ومناصحتهم وتذكيرهم بتقوى الله، ولو استلزم الأمر طرق الباب عليهم في بيوتهم، وتكون النصيحة بكلمات يسيرة مع الدعوات الصادقة، فإن لهذه الطريقة أعظم الأثر في نفوس المقصرين.

ثالثا: الرفق واللين مع جهلة الناس، كما قال الله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [سورة آل عمران: 159]، وإشعارهم بالحرص عليهم وإرادة الخير لهم.

رابعا: أن سالك هذا الطريق، طريق الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالذات قد يواجه أصنافا من الأذى والمضايقة والسخرية والاستهزاء والاتهام، فلا بد من توطين النفس على ذلك واحتساب الأجر عند الله، فهذه سنة الله وعلى قدر الإيمان يكون الابتلاء {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [سورة المطففين: 29-30].

خامسا: إذا قمت بالنصح عدة مرات بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تجد استجابة، فلا تيأس ولا تمل فإن الأنبياء -عليهم السلام- لم يملوا ولم يكلوا ولم يكونوا يكتفون بالنصيحة مرة واحدة، بل كانوا يكررونها لعل الله أن يفتح على قلوب العصاة ويهديهم، وأوضح مثال على ذلك نوح عليه السلام، فقد استمر يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم إنه بإمكانك بعد تكرارك النصيحة وعدم استجابة من نصحته أن ترفع أمره إلى السلطان ممثلا برجال الحسبة أعزهم الله، هذا في عموم المعاصي أما كبائر الذنوب، أو الذنوب التي يتعدى ضررها إلى الغير فانصح مرة واحدة فإن لم تجد الاستجابة فارفع الأمر مباشرة إلى السلطان حتى تبرئ ذمتك أمام الله سبحانه، وهذا ليس من الإفساد في شيء كما يعتقده بعض الناس بل هو عين الإصلاح، واحذر أشد الحذر من أن تعاقب أو تعزر على المعاصي بنفسك دون الرجوع إلى السلطان، فإن هذا باب شر وفتنة، وقد يترتب عليه من المفاسد أعظم من المنكر الذي أردت أن تنكره.

التنبيه السادس: احرص على أن تصحب معك في وقتك الذي خصصته للدعوة أخا صالحا يعينك على هذا العمل العظيم ويشد من أزرك، وفقنا الله وإياك إلى سبل الخير والفلاح.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقال:
الدعوة إلى الله تعالى
تنبيهات ونصائح
...المزيد

[2/1] أعظم الناس إيماناً (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها) • وبعد هذا، ليتدبر مريد ...

[2/1]
أعظم الناس إيماناً (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)

• وبعد هذا، ليتدبر مريد العلم بعض الأحاديث والآثار في التحذير من علماء السوء:

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لغير الدجال أخوفني على أمتي)، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك؟ قال: (أئمةً مضلين) [رواه الإمام أحمد].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) [رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].

وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود» [رواه البيهقي في «شعب الإيمان»].

فإذا مات العلماء ولم يبق منهم إلا قليل بين مرابط في الثغور وأسير في السجون ومطارد في الكهوف، لم يُعظَّم طلب العلم عند «المشايخ» إلا من جهل حقيقة العلم الشريف، فالعلم النافع هو المثمر في القلوب وعلى الجوارح، قال عبادة بن الصامت، رضي الله عنه: «إن شئت لأحدثنك بأول علم يُرفع من الناس؟ الخشوع، يوشك أن تَدخُل مسجد جماعةٍ فلا ترى فيه رجلا خاشعا» [رواه الترمذي].

قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «إن الفقيه حق الفقيه، من لم يقنِّط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يؤمِّنهم من عذاب الله، ولم يَدَع القرآن رغبة عنه إلى غيره، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها» [رواه الدارمي في سننه].

وقال مجاهد، رحمه الله: «إنما الفقيه من يخاف الله تعالى» [رواه الدارمي في سننه].

قيل للحسن البصري، رحمه الله: «ليس هكذا يقول الفقهاء»، فأجاب: «ويحك ورأيت أنت فقيها قط؟! إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه» [رواه الدارمي في سننه].

وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمُه عملَه، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملُهم علمَهم، وتخالف سريرتُهم علانيتَهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم، تلك إلى الله تعالى» [رواه الدارمي في سننه].

نعم، حقيقة العلم خشية الله، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فمن لم يخف اللهَ فيترك ما يُغضب اللهَ وما يبغضه، فليس بعالم ولا فقيه، ولو درس ودرّس وزعم أنه عالم، ومن لم يدعُ الناس إلى عزائم الأمور ويحذّرهم من رخص الفجور فليس بعالم.

فطلب العلم عند «شر من تحت أديم السماء» وعند «دعاة على أبواب جهنم»، ليس طلبا محمودا، وأما طلبه عن طريق الورق في قرن غاب فيه العلماء إلا في الثغور والسجون والكهوف فمحمود بالآثار، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وليحذر المرء من العجب والكبر إن ابتلاه الله بصحبة علماء السوء، وليتذكر ما رواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عدَّ تسعة، فمن أنت لا أُمَّ لك؟ قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام. قال: فأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): أنّ هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة، فأنت ثالثهما في الجنة) [المسند].

فهل يفتخر طالب العلم بترجمة مليئة بالجلوس في حلق أهل الفجور والبدع والارتداد؟!

أما بعد تجديد الخلافة، فالحمد لله الذي منّ على ولاة أمور المسلمين -حفظهم الله- بفتح باب واسع لعامة الجنود والرعية ليطلبوا العلم في المعاهد والمساجد والمعسكرات، فصار بإمكان مريد العلم أخذه من أفواه الرجال دون حرج ولا افتتان بإذن الله تعالى، فلا ينبغي للطالب المستطيع أن يُعرض عن هذه الوسيلة السلفية في ظل الخلافة، علما أن فضل المدرسين من المهاجرين والأنصار لم يكن بصحبة علماء السوء في دار الكفر والقعود، وإنما كان ذلك بالورق وجعل ما في الورق سلوكا في الاعتقاد والمنهاج.

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
أعظم الناس إيماناً
(قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)
...المزيد

أعظم الناس إيماناً (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها) • بسم الله، والحمد لله، والصلاة ...

أعظم الناس إيماناً (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)

• بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

من كان شيخه كتابه كان صوابه أكثر من خطئه... نعم، إن كان كتابه كتابا {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، كتابا {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، كتابا أنزله الله على عبده {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا}، كتابا {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، كتابا {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}، كتابا لو {كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، كتابا قال الله -جل وعلا- فيه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، وقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}.

فمن كان كتابه كلاما غير مخلوق، من الله بدأ وإليه يعود، وكان للطالب قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فصوابه أكثر من خطئه، لا ريب في ذلك.

وكذلك من كان شيخه البخاري أو مسلما وتلقى عنهما ما رفعاه إلى أفصح من نطق بالضاد، الذي أوتي جوامع الكلم، وما أوقفاه على خير أمة أخرجت للناس، خير القرون، رضي الله عنهم.

وكذلك من كان كتابه تفسير الطبري أو ابن المنذر أو ابن أبي حاتم.

وكذلك من كان كتابه في الاعتقاد السنة للإمام أحمد أو ابنه عبد الله أو البربهاري أو الخلّال أو ابن بطة أو حرب الكرماني.

وكذلك من كان كتابه رسائل مجدّدي الإسلام كابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهّاب وعبد الرحمن بن حسن.

أما من كان شيوخه علماء الطواغيت والمبتدعة الضلّال والفسقة القاعدين، فخطؤه أكثر من صوابه -إلا من رحم الله وقليل هم- فكيف إذا تبعهم على ما يدعون إليه من الفجور والابتداع والردة، والعياذ بالله؟!

فلا يُعظَّم طالب العلم بدراسته عند علماء الطاغوت ودعاة الضلال كابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والفوزان والعودة والحوالي والحويني والعدوي والمدخلي والوادعي والفلسطيني والمقدسي والحدوشي والسباعي... إلخ.

وقد صدق أحد هؤلاء الرويبضة عندما قال وهو كذوب: «والسنة التي مدحت العودة إلى الورق دون النظر إلى الشخوص والمثل هي القاطعة لحجة هذا الفريق، هذه السنة هي قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما: (أي الخَلْق أعجب إليكم إيمانا؟) قالوا: الملائكة، قال: (وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم؟) قالوا: الأنبياء، قال: (وكيف لا يؤمنون وهم يأتيهم الوحي؟) قالوا: نحن، فقال: (وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟) قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بها) وفي بعض ألفاظه: (بل قوم من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا) وفي لفظ آخر: (يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا) فالحديث بوضوحه يمدح أخذ العلم عن طريق الورق المعلق، بل جعل هؤلاء القوم هم أعظم الناس أجرا، وأفضل أهل الإيمان إيمانا، وهذا يدل على أن العصمة عند اختلاف الزمان، وسقوط النماذج الفاسدة الحاملة لاسم العلم والعلماء زورا وبهتانا، هو العودة إلى الورق، ولن يضر هؤلاء (المتمردين) قول فلان وعلان، ورأي زيد وعمرو فإنه لا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى البدعية إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد كما قال ابن تيمية، وهذا الطريق، وهو أخذ العلم عن طريق الورق المعلق -وهو طريق شرعي- هو الذي يمنع زلة العالم من أن تقفز إلى ذهن التابع فتستقر تحت اسم العصمة والدين».

وبعد هذا، ليتدبر مريد العلم بعض الأحاديث والآثار في التحذير من علماء السوء:

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لغير الدجال أخوفني على أمتي)، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك؟ قال: (أئمةً مضلين) [رواه الإمام أحمد].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) [رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].

وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود» [رواه البيهقي في «شعب الإيمان»].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
أعظم الناس إيماناً
(قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)
...المزيد

رموز .. أم أوثان (3) ففي ظل الواقع البائس الذي عاشه المسلمون خلال القرون الماضية خرج الكثير ممن ...

رموز .. أم أوثان (3)

ففي ظل الواقع البائس الذي عاشه المسلمون خلال القرون الماضية خرج الكثير ممن يزعم أنه سيحقق الإصلاح في حياة الناس الدنيوية، أو يدعوهم إلى اتباعه في طريقته ومنهجه الديني، وازدادت هذه الظاهرة وضوحا بعد عصر سايكس وبيكو ودويلاتهما، حيث بدأت الأحزاب والفصائل والتنظيمات التي تنتسب للإسلام بالظهور، وبرز في كل منها «رموز» يزعم كل منهم أنه وحزبه هم من سيقود الأمة إلى الخلاص من الواقع الأليم، وأنهم سيجدّدون الخلافة، وسيطبقون الشريعة، ويقيمون العدل، ويزيلون الظلم، ويرجعون الأمة إلى العصر الذي كان فيه الخليفة يقول للغيمة «أمطري حيث شئت فإن خراجك عائد إلي»، وإذا تطاول أحد من ملوك الأرض انطلق إليه جيش أوله عنده وآخره في حاضرة المسلمين، فتعلّق الناس بهذه «الرموز» تعلق الغريق بحبل النجاة، وكل من هؤلاء «الرموز» يخط للناس منهجا جديدا لتحقيق أحلامهم، أو لنكون أكثر دقة فإن كلا منهم كان يقدم لأتباعه نوعا خاصا من المخدرات التي لا تجعلهم غافلين عن الواقع فحسب، بل أيضا غافلين عن مدى موافقة مناهجهم لكتاب الله وسنة نبيه، عليه الصلاة والسلام، فبات في الواقع عشرات السبل على رأس كل منها شيطان يدعو إلى النار، وصرنا نرى من عجائب الأمور أن صار أتباع الأحزاب والتنظيمات كلما خطوا انحرافا جديدا بحثوا عن مسوغ له من أفعال «رموزهم» لعلمهم اليقيني أن لا أحد من حزبهم يجرؤ على انتقاد أفعال أولئك «الرموز»، وبالتالي يصبح الفعل أو القول مهما بلغ من الضلال «شرعيا» في دينهم ما دام أحد «الرموز» قد قام به، أو رضيه، أو لمجرد السكوت عنه، فصاروا بذلك أربابا يعبدون من دون الله، يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله.

وإننا نرى اليوم أن الضالين من أتباع تلك الفصائل يضعون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم ويرفضون السماع لمن يدعوهم إلى الحق بمجرد أن يذكر «رموزهم» بسوء، بل ويزداد تعصب كثير منهم لتلك «الرموز» كلما زادت حدة الهجوم عليهم لبيان حقيقتهم، فشابهوا بذلك حال المشركين الذين كانوا يحاربون الرسل إذا ما بينوا لهم حقيقة الأوثان التي يعبدونها، كما وصف الله حال بعض منهم بقولهم {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}، وقولهم (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ).

وبالتالي لا بد من وضع كل من أولئك «الرموز» في حجمه الحقيقي وفق المقياس الشرعي، فمن كان منهم من الصالحين الذين غلا الناس في محبتهم بعد وفاتهم، حفظنا له حقه، وسعينا إلى هدم طريقة أتباعه في تقديسه والغلو فيه، واتّباعه من دون أمر الله ورسوله، ومن كان في نفسه ضالا أو مرتدا بيّنّا للناس حكمه، وحكم طريقته ومنهجه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة، ولا يمكن أن ندعو الناس إلى التوحيد، مع تركنا لأولئك الذين يحرِفون الناس عن طاعة الله إلى طاعة أنفسهم، وعن اتباع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى اتباع طرقهم ومناهجهم الضالة المنحرفة، إنها معركة واحدة يجب أن نخوضها، فندعو إلى التوحيد، ونحمل فأس إبراهيم -عليه السلام- لنحطم «الرموز» التي يعبدها الناس من دون الله، بأن نزيل عن أولئك البشر المعبودين المتّبَعين «رمزيتهم» ونعيدهم بشرا من لحم ودم، يأكلون ويشربون ويتزوجون، يتمنون ويشتهون، يرجون ويخافون، يهتدون ويضلون، لا حق لهم في طاعة ولا اتباع، إلا ما أذن به الله.

إن معركة تحطيم «الرموز» وإعادة الناس إلى الكتاب والسنة، هي المعركة الأطول والأصعب، ولكنها رغم ذلك تبقى من أهم المعارك التي يجب أن نخوضها وننتصر فيها، ولله عاقبة الأمور.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
رموز .. أم أوثان (3)
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً