الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 77 الافتتاحية: قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 77
الافتتاحية:

قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية والقتال في سبيلها


إن للانحطاط دركات، كما للعلو والرفعة درجات، فأما أهل الأهواء والشهوات فهم يستسهلون الدركات، ويفرحون بكثرة من يهبط معهم فيها، ويرضيهم موقعهم منها مهما كان سحيقا، وهم يرون غيرهم قد هوى أكثر منهم، وانحط إلى دركات أبعد منهم.

أما أهل النور والهدى، وأتباع أولي العزم من الرسل، فهم يمضون صعودا إلى ذرى المعالي، مهما كانت الصعوبات والمشاق، لا توحشهم قلة السالكين، ولا تخذّلهم كثرة المنتكسين والمتراجعين، وهم على أمرهم هذا حتى يصطفي الله منهم الشهداء، ويمكنهم في الأرض ليقيموا دينه فيها.

ومن تابع مسيرة الدولة الإسلامية منذ قيامها قبل عقد من الزمن، ومسيرة أعدائها من الفصائل المنتسبة للإسلام زورا، يدرك أنها ما زالت -بفضل الله- في علو وسمو، بدينها وعقيدتها، وما زال جنودها في جهاد وصبر الموقنين بلقاء الله عز وجل، ويدرك أن أعداءها ما زالوا في انحطاط وتنازلات في دينهم وعقيدتهم، حتى وصل بهم الأمر إلى المجاهرة بالكفر بعد الاستخفاء به، وإلى إعلان دخولهم في فسطاط الكافرين بعد زعمهم العداوة له، فصدق في الدولة الإسلامية وأعدائها قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179].

وإن كان الجهاد في العراق قد فضح الله فيه الإخوان المرتدين وإخوانهم من السرورية، وأظهر نهايتهم المخزية وهم جنود مجندة لدى الصليبيين والروافض، فقد كانت الشام وغيرها من بلدان الثورات -بفضل الله- المكان الذي فضح الله فيه تنظيم القاعدة وعقيدته الضالة، وقادته الفاسدين المفسدين، وعلماء السوء المرقِّعين لهم، المنقلبين على أعقابهم.

لقد ظن الظواهري ومن معه من أرباب الضلالة أن المظاهرات التي خرجت في بعض البلدان ستكون الباب لتمكينهم في الأرض، وحلموا بأن يترقبهم الناس ليسلِّموا لهم الحكم، ويعطوهم البيعة، فيقيموا الدول التي رسموها في مناماتهم، كما أقام الطاغوت الخميني دولته إثر سقوط شاه إيران المرتد، فباركوا تلك الثورات، وأيدوا منهجها السلمي البدعي، بعد سنين طويلة من التنظيرات والخطب عن عدم جدوى هذه الخيارات.

ثم كانت الطامة الكبرى عندما أبدوا تأييدهم الضمني للحكومات الديموقراطية المرتدة التي نشأت على أنقاض حكم الطواغيت المستبدين في تونس ومصر وليبيا، التي أسموها في خطابهم "حكومات ما بعد الثورات" ليخفوا حقيقتها، ويدلِّسوا في بيان حكمها، وذلك بإعلانهم الصريح عدم العداء لها، والسكوت عن ردتها، ما دامت تحظى برضى الدهماء والغوغاء، وذلك بحجة عدم الاصطدام بهؤلاء، والتفرغ لمعركتهم الباردة مع أمريكا الصليبية وحلفائها.

وكان في عدم قتال هذه الحكومات الطاغوتية، أو مناصبتها العداء، بل والدخول تحت وصايتها، والقتال تحت رايتها -كما حدث في ليبيا- إعلان واضح للناس بأنهم يقبلون قتال الطواغيت المستبدين في بعض الأحيان، وينهون عنه في أحيان أخرى كما ورد في وثيقة العار التي كتبها الظواهري، ولكن هذا القتال يتوقف بمجرد تطبيق الديموقراطية والسماح لأوليائهم من الإخوان المرتدين بالمشاركة فيها، بل ويستعدون لمناصرة هؤلاء الطواغيت الجدد، وقتال أعدائهم إن لزم، كما فعلوا في مصر بعد سقوط حكم الطاغوت مرسي.

واليوم نجدهم في الشام يباركون للطاغوت أردوغان فوزه في إقرار التعديلات التي اقترحها على الدستور التركي الجاهلي، ويكادون يَعدُّون هذا الاستفتاء الكفري نصرا للإسلام، وفتحا من الله تعالى، ولا يستحون من إعلان أن سبب فرحهم بالأمر هو لمجرد "فرح الشعب التركي" الذي عمَّموا عليه وصف الإسلام، ونسوا أن الفرح بالكفر كفر، وأن المسلم لا يفرح بإقرار دستور كفري يعطي حق التشريع لغير الله، ويُلزَم بالتحاكم إلى غير ما أنزل الله، فمن فرح به ليس بمسلم، كما نسوا أيضا أن "الشعب التركي" لم يفرح عشرات الملايين فيه بالتعديلات الدستورية، وأصروا على الدستور الكفري القديم، ونسوا أن يبينوا للناس حكم هؤلاء الذين لم يفرحوا بالتعديلات في نظرهم.

وإن كانت المرحلة السابقة قد كشفت مداهنة تنظيم القاعدة لطواغيت الديموقراطية، بل وموالاتهم، فإن المراحل القادمة ستكشف لنا -بإذن الله- عن مشاركته في الديموقراطية الكفرية فعليا، وإرسالهم المرشحين إلى البرلمانات، ليزاحموا العلمانيين على كفر القوانين، واحترام الدساتير، ولن يطول صبرهم على ترك ساحة الكفر هذه للإخوان المرتدين، وإن من سار على الدرب وصل.



- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 76 - مقال: أفي كلّ مرة لا تعقلون؟! قبل سنوات، ومع بداية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ
العدد 76 - مقال:
أفي كلّ مرة لا تعقلون؟!

قبل سنوات، ومع بداية الحرب بين "ثوار" ليبيا وطاغوتها القذافي، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة بنغازي لتشكر الدول الصليبية على قصفها لجيش الطاغوت معمّر، وتقديمها الدعم الكبير لـ "الثوار" الذين كانوا يقاتلون بغطاء من الطائرات الصليبية، وفي تلك المظاهرات رُفعت أعلام أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وغيرها من الدول الصليبية، في ظاهرة تنكرها العيون التي اعتادت أن ترى مرارا تلك الأعلام تأكلها النيران، وتدوسها الأقدام.

إن ذلك المشهد لم يكن -كما يبدو- حدثا معزولا، بل هو صورة من ظاهرة تتكرر باستمرار، وها نحن اليوم نرى المشهد يعاد في الشام بعد الضربة الأمريكية على أحد مطارات النظام النصيري في البادية، التي لا يُعلم يقينا بعد، حجم الضرر الذي أحدثته في ذلك المطار.

ورأينا كيف تحول ترامب ما بين غمضة عين والتفاتتها من عميل لبوتين، ونصير لليهود، إلى بطل في عيون المغفلين، وقلوب السذَّج الجاهلين، وباتت تصريحات ترامب أنسا للبطّالين، ومحط آمال الواهمين، وتحولت أمريكا -في أنظارهم- من دولة مجرمة تحرص على بقاء الطاغوت بشار على كرسيه، إلى دولة راعية للسلام ناصرة للمستضعفين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

إن هؤلاء الظالمين يتناسون أن أمريكا الصليبية قتلت من المسلمين أضعاف أضعاف ما قتل الطاغية بشار الأسد وجيشه المرتد، وما تزال طائراتها تحوم فوق مدن أهل الإسلام في العراق، والشام، وخراسان، واليمن، والصومال، وليبيا، وبلدان الصحراء الكبرى، ولا يمر يوم إلا وترتكب مذبحة جديدة، بقصف قرية، أو تدمير حي، في مختلف بلاد المسلمين.

ويتناسون أيضا أنه وفي الوقت الذي نزلت فيه صواريخ الأخرق ترامب على مطار الشعيرات، كانت قذائف طائراته تهطل على المسلمين في مدن الرقة والطبقة والموصل، دون أن يجرؤ أي منهم على استنكار الأمر أو مجرد الإشارة إليه، لكي لا يفسد ذلك عليهم الأجواء الاحتفالية ببطلهم المخلّص الجديد.

ويتناسى هؤلاء قرنا كاملا صدَّقوا فيه وعود الأمريكيين عدة مرات، ووقعوا خلاله في مصائد الصليبيين مرات أكثر، بدءا بـ "مبادئ ولسون" و"وعود مكماهون"، وليس انتهاء بـ "عاصفة بوش" و"عقيدة أوباما"، ثم لم تكن خاتمتهم في كل مرة يسلمون فيها قياد أنفسهم لهؤلاء المشركين، ويسيرون في خدمة مشاريعهم الغادرة إلا أن يجدوا أنفسهم قد خرجوا منها صفر اليدين، وقد استعبدهم الصليبيون بعد أن زعموا أنهم جاؤوا لتحريرهم، أو أسلموهم لأعدائهم بعد أن وعدوهم بالعز والتمكين.

بل إن المصيبة الأكبر عليهم هي إيمانهم بوعود المشركين، وتوكلهم عليها، واستعدادهم الدائم لتقديم كلِّ ما يطلبه الصليبيون منهم في سبيل الحصول على نصرهم وتأييدهم، وتشكيكهم في وعد الله بالنصر لمن أطاعه، كما قال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40 - 41]، ورفضهم القولي والفعلي لطاعة الله فيما أمر استجلابا لنصره، وطلبا لتأييده، بل وعداؤهم لمن يتوكل على الله وحده، ويعبده فلا يشرك به أحدا من خلقه، واتهامهم لمن أطاع الله بإقامة الدين وتحكيم شريعة رب العالمين بتأخير النصر عنهم، وجلب البلاء وتكالب الأعداء عليهم.

إنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات الأمريكية الصليبية جيش طاغوت من الطواغيت، فقد فعلت ذلك مرارا خلال العقود الثلاث الماضية على الأقل، فدَمَّرت جيش طاغوت البعث صدام بزعم حماية جزيرة العرب من احتلاله لها، وقصفت جيش صربيا الصليبي بزعم حماية أهل كوسوفو من بطش النصارى الأرثوذكس، ثم أنهت حكم طاغوتي العراق وليبيا بزعم تقديم الحرية لأهل هذه البلدان، وفي كل مرة يتبين أن الهدف كان يتعلق بالسيطرة على موارد البلاد، وإخضاع العباد، ولن يخرج هجوم الأخرق ترامب ضد الطاغية بشار عن هذا الإطار.

كما أنها ليست المرة الأولى التي ينخدع فيها أهل الضلال بوعود الصليبيين وشعاراتهم ولن تكون الأخيرة، ولكنَّ أكثر الناس لا يؤمنون.



- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 76
الخميس 16 رجب 1438 ه‍ـ
...المزيد

قنبلة نووية وزلزال اقتصادي إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان ...

قنبلة نووية وزلزال اقتصادي

إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون بيوتهم بأيديهم.

وبعيدا عن الغوص في تعقيدات الاقتصاد، تنطوي الخطوة الترامبية على مخاوف حقيقية من حدوث "ركود عالمي" غير مسبوق يضرب الاقتصاد العالمي، إلى حد دفع "خبراء الاقتصاد" الدوليين إلى التحذير من خطورة الخطوة واصفين إيّاها بـ "القنبلة النووية! والزلزال الاقتصادي!"

الزلزال الاقتصادي بالفعل بدأ يضرب الأسواق العالمية الربوية التي تقتات عليها الحكومات الكافرة التي تساق راغمة إلى مستقبلها الأسود المليء بالحروب والتصدعات السياسية والاقتصادية.

وإلى جانب التبعات الاقتصادية والسياسية، فإنّ للأزمة تبعات اجتماعية وخيمة على شعوب هذه الدول الصليبية، فارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر كل ذلك سيؤدي حتما إلى تفشي جرائم القتل والسرقة وتجارة المخدرات والبشر، وستنشأ أجيال أمريكية أوروبية تمتهن الجريمة! وتقتل لكي تأكل! إننا نتحدث عن تفكك اجتماعي يفوق حد السيطرة والعلاج.

ولكي نقرّب الصورة أكثر، نستذكر ما حلّ بهذه الشعوب الصليبية إبّان "أزمة كورونا" وكيف ظهرت على حقيقتها الهمجية البهيمية في السرقة والنهب والاعتداء بحثا عن الطعام والمال، كان ذلك عينة صغيرة من التفكك الاجتماعي الناجم عن الأزمة الاقتصادية بفعل "الفيروس الصيني!"، بينما التفكك المتوقع حدوثه بفعل "الكساد الأمريكي" سيفوق كل الحدود.


افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على ...

كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم

إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على أمريكا أو أوروبا، بل سيطال جميع الأنظمة والحكومات الطفيلية التي ربطت مصيرها بأمريكا وحلفها ودولارها، بل ستكون أزمتها أكبر من أزمة دولة الدولار نفسها! وستغدو عملة الدولار التي استخدمتها أمريكا في إخضاع وابتزاز الشركاء والأعداء، ستغدو أيقونة الأزمة الاقتصادية، وستنقلب لعنة ووبالا على عبادها البائعين أنفسهم بها.

لكن هذا لا يعني أن يتّكل المسلمون على ذلك، فليس بالضرورة أن يسقط هذا النظام الجاهلي غدا أو بعد غد، فقد تطول أو تقصر مدة بقائه وتربُّعه على عرش الحرب على الإسلام، وقد يسقط وينشأ بعده نظام أكثر حرابة.

وإنما المطلوب من المسلمين شرعا وواقعا، أن يعززوا نظام اقتصادهم بالصدقات كي لا يكون المال دولة بين الأغنياء منهم، والمطلوب الاعتماد على الذهب قدر المستطاع، وهجر البنوك الربوية ومعاملاتها التي تفشّت في المجتمعات الجاهلية، كما عليهم وجوبًا مناصرة المجاهدين ومؤازرتهم والالتحاق بهم، لأنهم الطائفة التي سيجري الله على أيديها أقداره بهزيمة الكافرين وتدمير عروشهم.

افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

السبيل إلى ضبط النية أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا ...

السبيل إلى ضبط النية

أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا فيه بما يضيق المقام هنا لبسطه، غير أننا نوجز بعضه في أمرين،
الأول: أن النية لخفائها ودقة أمرها يكون ضبطها بتعاهدها ومتابعتها بين الفينة والأخرى وتكرار ذلك وطرقه مرارا وتكرارا، فذلك من أجود ما يحسنها ويطهرها من العوالق التي تعلق بها فتخدشها أو تبطلها، وهو مما ينبغي للمجاهد إدراكه والمواظبة عليه وإنزاله منزلته واستشعار قدره،

والثاني: مجاهدة النفس في ذلك، إذ إنه لا يتأنى ولا يستقيم إلا بالمجاهدة ودوامها كما كان يفعل السلف رحمهم الله، يجتهدون في ضبط نياتهم سائر أعمارهم، لأنهم أيقنوا أن العبرة بالقبول كما رُوي عنهم: "كونوا لقبول العمل أشدّ هما منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}". فمن استصحب هذه المعاني وجلت نفسه وجدّت في تصحيح النية، وطلب الإخلاص وتحصيله ومجانبة القوادح فيه من الرياء كثيره ويسيره وغيره.
...المزيد

جهادنا دعوة فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق ...

جهادنا دعوة


فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق نبيِّك صلى الله عليه وسلم، وطريق أصحابه، قال تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123].

كما روى ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) [رواه البخاري]، فجهادنا دعوة إلى الله عزوجل، وهو قبل ذلك امتثال لأمر الله عزوجل بالقتال، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الكافرين.

صحيفة النبأ العدد (133) - رمضان 1439
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

على شفا جُرف هارٍ لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، ...

على شفا جُرف هارٍ


لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، كلما وضعوا خطة لعلاجه، انتكست حالته مجددا فعادوا من حيث بدأوا، فهم في الحقيقة من أزمة إلى أخرى، لأن الأساس الذي بنوا عليه اقتصادهم؛ أساس متصدع متداع يتضمن كل أسباب السقوط والانهيار، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}.

ختاما، زعم الأهوج "ترامب" مرارا أنه انتصر في محاربة الجهاد، وبينما هو الآن منهمك في محاربة السيارات الألمانية والبضائع الصينية! ومقبل على المزيد من هذه المعارك التجارية؛ يبقى الجهاد المستفيد الأكبر من هذه المعارك التي اندلعت بين هذه الدول الكافرة، لأن جميعها عدو للجهاد الذي هو قدر الطائفة المنصورة إلى يوم الدين.


افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

معركة الجمارك الأمريكية بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على ...

معركة الجمارك الأمريكية

بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على أوروبا، ها هو يلقي في "حديقة الورود" قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي بأسره! مستهدفًا حلفاءه قبل أعدائه! عبر فرض تعريفات جمركية خيالية، يريد من خلالها "إنقاذ" الاقتصاد الأمريكي من الغرق، مكرِّرًا بذلك سياسات أسلافه التي زادتهم رهقًا وغرقًا.

فما فعله "ترامب" ليس جديدا على عالم السياسات الأمريكية الفاشلة في علاج أزماتهم المزمنة، فقد سبقه وشابهه قانون "سموت هاولي" للتعريفات الجمركية الذي فرضه الطاغوت "هربرت هوفر" قبل نحو قرن لنفس الأسباب التي يتعلل بها "ترامب" اليوم، إلا أن ردود الفعل المضادة على تلك التعريفات، أحدثت العكس وزادت المركب الأمريكي غرقا، وهو ما يتكرر اليوم.

يبرر "ترامب" خطوته المتشنجة بأنها تهدف إلى تجاوز "العجز التجاري" الأمريكي وإحداث "توازن" مع الدول المنافسة، خصوصا الصين والاتحاد الأوروبي، عبر تطبيق سياسة "العين بالعين" أي المعاملة بالمثل.

المعاملة بالمثل ستدفع الدول المتضررة إلى تطبيق نفس السياسة مع أمريكا، وبالفعل، فالرد الصيني والأوروبي لم يتأخر وجاء قويا وموازيا، وهو ما يهيئ الفرصة لاندلاع مزيد من المعارك الاقتصادية المتبادلة بين أعداء الإسلام، وتعمُّقها وانتقالها إلى ميادين جديدة خارج الميدان الاقتصادي.

إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون بيوتهم بأيديهم.


افتتاحية صحيفة النبأ العدد 491 - معركة الجمارك الأمريكية
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

واجب المسلم تجاه القوانين الدولية إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ...

واجب المسلم تجاه القوانين الدولية

إن المسلم مطالب بالكفر بـ "القانون الدولي" الجاهلي ومحاكمه ومؤسساته، ليس بسبب ظلمه وفساده وعدم صلاحيته لقيادة البشرية فحسب، وليس بسبب إجحافه تجاه فلسطين أو غيرها، بل إن المسلم مأمور بالكفر بالمحاكم الدولية حتى لو أعادت القدس ودمشق إلى أهلها! لأن الكفر بهذه القوانين والمحاكم الجاهلية، واجب توجبه العقيدة الإسلامية كونه من الكفر بالطاغوت الذي لا يتم الإيمان إلا به، وعلى المسلمين أن يعلّموا أهليهم وأبناءهم ومن حولهم هذه العقيدة التي بدأت تندرس بين ضلالات "الإسلاميين" المتراكمة وانحرافات "الجهاديين" المتفاقمة، فهذه القوانين الجاهلية بدساتيرها ومجالسها البرلمانية، قد انتشر واستطار شرها بعد أن هوّن دعاة الضلالة من شأنها وجرفوا الناس إلى طوفانها، يوم أن صوّروا لهم أنها مجرد "وسائل وأدوات عصرية" لتنظيم شؤون الحياة لا علاقة لها بالإيمان أو الكفر!


افتتاحية صحيفة النبأ - كذبة القانون الدولي - العدد 490

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

المصلحةُ المطلقةُ فِي امتثالِ أمرِ اللهِ إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم ...

المصلحةُ المطلقةُ فِي امتثالِ أمرِ اللهِ

إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم وأحزابهم، متكيفة حسب ظروفهم، ولا يريدون أن يتجشموا عناء أن يكيّفوا ظروفهم حسبها، أو يقيدوا واقعهم بقيودها، أو أولئك الذين يريدون إقناع أنفسهم أن الإسلام روحانيات بين العبد وربه لا علاقة لحكم الدنيا به ولا علاقة له بها، هم في الحقيقة يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض، سواء أقروا بذلك أم لم يقروا، وسواء تعللوا بالعلل الفاسدة أو تحججوا بالمصالح المتوهمة التي نراها يوما بعد يوم تتبدد وتبطل هنا وهناك.

أما المسلم الحق الذي خضع واستسلم وانقاد بالكلّية للإسلام، يعتقد أن امتثال وتعظيم أمر ربه تعالى فيه المصلحة المطلقة في كل حال، وأن طاعة الله تعالى ورسوله أنفع له من المصالح والمفاسد المتوهمة التي اتخذها كثير من المتعالمين والإسلاميين متكأ يردون به الآيات المحكمات التي لا تقبلها نفوسهم المريضة، ولا تتوافق مع عقولهم القاصرة.

افتتاحية النبأ "وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ" ٤٨٩

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

الطائفة المنصورة فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين ...

الطائفة المنصورة

فمن حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن ابتلاهم بما ابتلاهم به ليمحص الله الذين آمنوا، وينيبوا إلى ربهم وليظهر من عدوهم ما ظهر منه من البغي والمكر والنكث والخروج عن شرائع الاسلام فيقوم بالمؤمنين ما يستوحون به النصر وبصدورهم ما يستوجب به الانتقام". الفتاوى.

والنصر ومعالمه في كتاب الله وسنة رسوله أوسع من أن تُختزل في جمل قصيرة وهو موضوع شيق وهام والحاجة له ماسة في هذا الوقت وها نحن أمام أية جامعة شاملة نتوقف معها لتكون محور هذه الكلمات قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

قال ابن القيم رحمه الله: "فأمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء ما اجتمعت في فئة قط إلا نصرت وإن قلت وكثر عدوها:

1- أحدها الثبات.
2- والثاني كثرة ذكر الله.
3- والثالث طاعته وطاعة رسوله.
4- والرابع اتفاق الكلمة وعدم التنازع.
5- والخامس ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه وهو الصبر.

قال: "فهذه خمسة أشياء تبنى عليها قبة النصر، ومتى زالت أو بعضها، زال من النصر بحسب ما نقص منها وإذا اجتمعت قوَّى بعضها بعضًا وصار لها أثر عظيم في النصر"، وقال: "ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمة من الأمم وفتحوا الدنيا ودانت لهـم العباد والبلاد، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل" [كتاب الفروسية]

العدد (١٤٤)- ذو الحجة ١٤٣٩ هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc111art
...المزيد

أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه ...

أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ

عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفيِفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ) [رواه مسلم]

• (وأهل الجنة ثلاثة)

أي أنّ أكثر أهل الجنة من أهل هذه الصفات الثلاث الجامعة لخصال الخير، وقد بوّب الإمام النووي في "شرح مسلم" على هذا الحديث: "باب الصفات التي يُعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النّار".

▪ (ذو سلطان مقسط متصدق موفق)

قال ابن رجب: "هو من كان له سلطان عَلَى الناس فسار في سلطانه بالعدل، ثم ارتقى إلَى درجة الفضل"، فهو له سلطة يديرها بشرع الله العدل، محسنٌ إلى الناس، موفَّقٌ من الله لما فيه صلاح رعيته، ويدخل فيه كل راع كالأب ورب العمل ونحوه.

▪ (ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم)

قال ابن رجب: "الرحيم الرقيق القلب الَّذِي لا يخص برحمته قرابته، بل يرحم المسلمين عموما"، وهو بالضرورة شديد على الكفار، لقوله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.

▪ (وعفيف متعفف ذو عيال)

قال ابن رجب: "هو من يحتاج إِلَى ما عند الناس وهو يتعفف عنهم، وهذا أحد نوعي الجود، أعني العفة عما في أيدي الناس، لا سيما مع الحاجة"، وهو كقوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 492
السنة السادسة عشرة - الخميس 26 شوال 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً