تفريغ كلمة صوتية وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر ...

تفريغ كلمة صوتية
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ
للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر (تقبله الله)

3/6

أحزاب كأحزاب يثرب
وفي هذه الأحداث اليوم، تحزب هذا العدو من صليبيين وملاحدة ورافضة وغيرهم من المرتدين، وأقبلوا بطائراتهم وبارجاتهم وما يملكون من قوة، يقصدون ديار المسلمين والاستيلاء عليها، وقد أحاطوا بها من كل جانب كما قال ربنا في شأن الأحزاب: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب: 10 - 11]، قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تأويل هذه الآية: "يقول -تعالى- مخبرا عن ذلك الحال، حين نزلت الأحزاب حول المدينة، والمسلمون محصورون في غاية الجهد والضيق، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظهرهم، أنهم ابتلوا واختبروا وزلزلوا زلزالا شديدا، فحينئذ ظهر النفاق، وتكلم الذين في قلوبهم مرض بما في أنفسهم، أما المنافق فنجم نفاقه، والذي في قلبه شبهة ضَعُفَ حاله فتنفس بما يجده من الوسواس في نفسه، لضعف إيمانه وشدة ما هو فيه من ضيق الحال". انتهى كلامه رحمه الله.

ولقد ذهب الناس اليوم كل مذهب، وظن الخوَّارون المتحيِّرون ظنَّ السوء، فهذا يظن أنه لا يقف أمام الأحزاب أحد من المجاهدين ويباد أهل الإسلام، وهذا يظن أنهم لو وقفوا لكسروهم كسرةً وأحاطوا بهم إحاطة السوار بالمعصم، وهذا يظن أن أرض العراق والشام وغيرها من ديار الإسلام، لم تعد مأوى للمسلمين ولم تبق تحت دولة الإسلام، فيحدِّث نفسه بالفرار إلى ديار الكفر، وهذا يظن أن ما أخبره به أهل الآثار النبوية وأهل التحديث من المبشرات، ما هي إلا أماني كاذبة وخرافات لاغية.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة التفريغ كاملاً أو للإستماع للكلمة الصوتية
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

تفريغ كلمة صوتية وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر ...

تفريغ كلمة صوتية
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ
للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر (تقبله الله)

2/6

قد كان لكم آية
ففي معركة بدر، قصَّ علينا ربنا حال نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام مع عدوهم فقال: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِہِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13]، وقص علينا حصارهم لبني النضير فقال: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]، فأمرنا -سبحانه- أن نعتبر بأحوال من سبقنا في هذه الأمة وما قبلها من الأمم، ثم ذكر -جل وعلا- في غير موضع من كتابه، أن سنته في الأمم سنة مطردة وعادته مستمرة، قال تعالى: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الفتح: 22 - 23]، فينبغي على كل مجاهد في دولة الإسلام، أن يعتبر بسنة الله وأيامه في عباده، لا سيما في مثل هذه الحملة الغاشمة على دار الإسلام وأرض الخلافة، فقد أطل النفاق برأسه وكشَّر الكفر عن أنيابه، وظنَّ المنافقون والذين في قلوبهم مرض، أنَّ ما وعدهم الله ورسوله إلا غرورا، وأنْ لن ينقلب حزب الله ورسوله إلى أهليهم أبدا، وزين ذلك في قلوبهم وظنوا ظن السوء وكانوا قوما بورا، وإن وجه الاعتبار من هذه الحوادث العظيمة، أنه كما ابتلي المسلمون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الأحزاب، وقد أنزل الله فيها سورة تضمنت ذكر هذه الغزاة، التي نصر الله فيها حزبه الأمين، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده بغير قتال، بل بثبات المؤمنين بإزاء عدوهم، كذلك الحال اليوم في الرقة والموصل وتلعفر، شبيه بتلك الحال سواء بسواء، ولقد انقسم الناس اليوم كانقسامهم عام الخندق، إذ إن المسلمين في غزوة الأحزاب تحزب عليهم عامة المشركين الذين حولهم، وجاءوهم بجموعهم إلى المدينة ليستأصلوهم، فاجتمعت قريش وحلفاؤها من بني أسد وأشجع وفزارة وغيرهم من قبائل نجد، واجتمعت أيضا اليهود من قريظة والنضير، فإن بني النضير كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أجلاهم قبل ذلك، كما ذكره الله -تعالى- في سورة الحشر، فجاؤوا في الأحزاب إلى قريظة وهم معاهدون للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومجاورون له قريبا من المدينة، فلم يزالوا بهم حتى نقضت قريظة العهد ودخلوا في الأحزاب، فاجتمعت هذه الأحزاب العظيمة وقد فاقوا المسلمين أضعافا كثيرة في العدد والعدة، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- الذرية من النساء والصبيان في آطام المدينة، وجعل ظهرهم إلى جبل سَلْعٍ وجعل بينه وبين العدو خندقا، والعدو قد أحاط بهم من العالية والسافلة وكان عدوا شديد العداوة، لو تمكن من المؤمنين لكانت نكايته فيهم أعظم النكايات.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة التفريغ كاملاً أو للإستماع للكلمة الصوتية
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

تفريغ كلمة صوتية وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر ...

تفريغ كلمة صوتية
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ
للشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر (تقبله الله)

1/6

الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله بالسيف بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فأقام به الحجة وأوضح به المحجة ونصر به الملة الحنيفية، وجاهد في سبيل الله حتى استقام به الدين، فصلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فإن من سنة الله -تعالى- التي لا تتبدل ولا تتغير، ابتلاؤه لعباده المؤمنين كما أخبر -سبحانه- بقوله: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2 - 3].

وقال تعالى: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4].

فكان لا بد للمؤمن أن يوطن نفسه للابتلاء، وقد جاء في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ربه تعالى: (ألا إن ربي أمرني أن أعلِّمكم ما جهلتم، مما علَّمني يومي هذا، كلُّ مالٍ نحلتُه عبداً حلالٌ، وإني خلقتُ عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلتُ عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أُحرِّق قريشا، فقلت: رب إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزُهم نُغزِك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك) [رواه مسلم].

ولن تجد لسنّة الله تبديلاً
وما هذه الابتلاءات التي تمر بها الدولة الإسلامية اليوم، من اجتماع ملل الكفر عليها وتحزب الأحزاب إلا مصداق لذلك الوعد، فلا نقول إلا كما قال سلفنا الصالح من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رأوا الأحزاب: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].

وقد أنزل الله في سورة البقرة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، فبين الله -سبحانه- منكِرا على من ظن خلاف ذلك، أنهم لا يدخلون الجنة إلا بعد أن يبتلوا مثل هذه الأمم قبلهم، بالبأساء: وهي الحاجة والفاقة، و بالضراء: وهي الوجع والمرض، وبالزلزال: وهي زلزلة العدو، فلما جاء الأحزاب عام الخندق فرأوهم، قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، وعلموا أن الله قد ابتلاهم بالزلزال، وأتاهم مَثَل الذين خلوا من قبلهم، وما زادهم إلا إيمانا وتسليما لحكم الله وأمره. وهذه حال المسلمين الصادقين اليوم، كما كانت هي حال المسلمين الصادقين في كل زمان، وإن هذه الفتنة التي ابتلي بها المسلمون في دولة الخلافة، مع هؤلاء الكفرة المفسدين الصائلين على شريعة الإسلام، قد جرى مثيل لها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابتلى الله بها نبيه والمؤمنين، وأنزل -سبحانه وتعالى- في تلك الأحداث سورا واضحات وآيات بينات، وزخرت كتب السنة بذكر كثير منها، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إن نصوص الكتاب والسنة اللَّذين هما دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، يتناولان عمومَ الخلق، وعهودُ الله في كتابه وسنة رسوله تنال آخر هذه الأمة كما نالت أولها، وإنما قصَّ الله علينا قصص من قبلنا من الأمم لتكون عبرة لنا، فنشبِّه حالنا بحالهم ونقيس أواخر الأمم بأوائلها، فيكون للمؤمن من المتأخرين شَبَهٌ بما كان للمؤمن من المتقدمين"، انتهى كلامه رحمه الله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة التفريغ كاملاً أو للإستماع للكلمة الصوتية
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

استعينوا بالله واصبروا • أصبحت الحرب على الدولة الإسلامية واحدة من أهم ثوابت الدول الصليبية في ...

استعينوا بالله واصبروا


• أصبحت الحرب على الدولة الإسلامية واحدة من أهم ثوابت الدول الصليبية في إدارتهم للملفات السياسية بين الدول الكافرة، فكل أمر قد يؤثر على هذه الحرب أو يشغل عنها فهو مرفوض مهما كانت أهميته بالنسبة لهذه الدولة الكافرة أو تلك.
فأمريكا الصليبية تمنع حلفاءها من أي صدام أو تنازع، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى انشغال هؤلاء الحلفاء بالحرب فيما بينهم، عن مهمتهم الأكبر ووظيفتهم الأهم وهي قتال الدولة الإسلامية، وقد بات هذا الأمر عامل إرباك لهذه الدول، وهي ترى مصالحها تتأثر، وأعداءها يحققون المكاسب على حسابها، وهي عاجزة عن الرد عليهم، أو لجم تحركاتهم، بانتظار أن تضع الحرب أوزارها بين الدولة الإسلامية وأعدائها.

فيما باتت بعض الأطراف التي فهمت هذه اللعبة جيدا تسعى لاستثمار الوقت فيها بأقصى ما تستطيع، فتسعى لوضع يدها على أكبر قدر ممكن من المكاسب، مستغلة عجز أعدائها عن الإتيان بأي حركة، خوفا من المعارضة الأمريكية.

وهذا ما نجده اليوم مثالا واضحا خلال الصراع المتصاعد بين طواغيت دول الخليج، الذين يريد كل منهم فرض إرادته على الآخرين، وينافسهم على الحظوة لدى الصليبيين، ويسعى جهده ليثبت أنه الأكثر نفعا للصليبيين في حربهم على الدولة الإسلامية.

فمنذ الأيام الأولى لخروج هذا الصراع للعلن هرع كلا الطرفين المتصارعين إلى الولايات المتحدة يطلب منها العون على خصمه، فكان الجواب الأمريكي الجازم، أنها تتقبل أي درجة من درجات الصراع بينهم، ما لم تؤثر على خطة حربها ضد الدولة الإسلامية، خاصة وأن أغلب الطائرات التي تقصف المسلمين في العراق والشام، تنطلق من الأراضي التي يسيطر عليها أولئك الطواغيت.

وكذلك رأينا أحد وزراء الدول الأوروبية الذي حضر إلى الخليج للوساطة بين أولئك الطواغيت، يذكرهم بوظيفتهم الحقيقية، وواجبهم الأول، ويقولها صريحة أن عليهم أن لا يقدموا أي شيء على قتال الدولة الإسلامية، فهو الهدف الأول لأسيادهم الصليبيين اليوم.

ومثل هذا نراه جليا في منع أمريكا للصراعات بين كل من طواغيت تركيا، والـ PKK المرتدين، وكذلك بين الحكومة الرافضية في بغداد ومرتدي إقليم كردستان، وذلك تحت شرط معلن، بأنها لن تقبل أي صراع قد يؤثر على سير الحرب ضد الدولة الإسلامية، وأن عليهم انتظار أن تضع هذه الحرب أوزارها، ليتمكنوا من فتح ملفات خلافاتهم، وإدارة صراعاتهم بالطريقة المناسبة.

وها قد مرت -بفضل الله- ثلاثة أعوام على هذه الحرب، التي يعترف قادة الصليبيين بعجزهم عن تحديد أمد زمني لانتهائها، وهو الأمر الذي يضغط كثيرا على أعصاب بعض حلفاء أمريكا، وهم يعلمون أنه كلما طال أمد هذه الحرب، فإن أعداءهم سيصبحون أقوى، وسيكون من الصعب استعادة ما حققوه من مكاسب من أيديهم، ويوما بعد يوم يفرغ صبر هؤلاء الأعداء، ويصبحون أكثر قابلية لتجاوز الممانعة الأمريكية، خاصة إذا تجاوزت مكاسب خصومهم، وتصرفاتهم المعادية لهم، خطوطا حمراء، يصعب عليهم تحمل نتائج تجاوزها، ويعرفون صعوبة إعادتهم عنها فيما بعد.
ولذلك فإن كل يوم آخر يثبت فيه المجاهدون في حربهم ضد التحالف الصليبي، من شأنه أن يزيد -بإذن الله- من حدة الصراع بين حلفاء أمريكا، ويقرب من حالة الاحتراب بينهم، فيكف الله بذلك أذاهم عن المؤمنين، ويشغل الدول الصليبية بحل هذه النزاعات، ويفتح أمام الموحدين أبوابا جديدة للعمل في مناطق أخرى من العالم، تزيد من تشتت الصليبيين، وتنهك حلفاءهم الطواغيت.

إن أي تحالف في العالم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وإن الزمن هو أحد أهم العوامل في تفكيك التحالفات، وإن زيادة التكاليف على بعض أطراف أي حلف من شأنها أن تدفعه إلى الانسحاب منه، وكذلك فإن الصراع بين أعضاء الحلف، وشعور كل منهم أن الآخر يستغل هذا التحالف لصالحه، من شأنه أن يذهب بقيمته في أعينهم، ويدفع كلا منهم على تفضيل العمل لمصالحه الخاصة، خارج هذا التحالف.

وإن إطالة أمد هذه الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي وأتباعه، بالإضافة إلى الاستمرار في توجيه الضربات الموجعة لأعضاء هذا التحالف، من شأنها أن تؤدي -بإذن الله- إلى خلخلة صفوفه، وسعي بعض أطرافه إلى الخروج منه، تخلصا من تكاليفه الباهظة، وطلبا للسلم والعافية.

ولا يكون ذلك بعد الاستعانة بالله، إلا بمزيد من الصبر والمصابرة، والجهاد والمثابرة، حتى يفصل الله بيننا وبين القوم الكافرين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

استعينوا بالله واصبروا • أصبحت الحرب على الدولة الإسلامية واحدة من أهم ثوابت الدول الصليبية في ...

استعينوا بالله واصبروا


• أصبحت الحرب على الدولة الإسلامية واحدة من أهم ثوابت الدول الصليبية في إدارتهم للملفات السياسية بين الدول الكافرة، فكل أمر قد يؤثر على هذه الحرب أو يشغل عنها فهو مرفوض مهما كانت أهميته بالنسبة لهذه الدولة الكافرة أو تلك.
فأمريكا الصليبية تمنع حلفاءها من أي صدام أو تنازع، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى انشغال هؤلاء الحلفاء بالحرب فيما بينهم، عن مهمتهم الأكبر ووظيفتهم الأهم وهي قتال الدولة الإسلامية، وقد بات هذا الأمر عامل إرباك لهذه الدول، وهي ترى مصالحها تتأثر، وأعداءها يحققون المكاسب على حسابها، وهي عاجزة عن الرد عليهم، أو لجم تحركاتهم، بانتظار أن تضع الحرب أوزارها بين الدولة الإسلامية وأعدائها.

فيما باتت بعض الأطراف التي فهمت هذه اللعبة جيدا تسعى لاستثمار الوقت فيها بأقصى ما تستطيع، فتسعى لوضع يدها على أكبر قدر ممكن من المكاسب، مستغلة عجز أعدائها عن الإتيان بأي حركة، خوفا من المعارضة الأمريكية.

وهذا ما نجده اليوم مثالا واضحا خلال الصراع المتصاعد بين طواغيت دول الخليج، الذين يريد كل منهم فرض إرادته على الآخرين، وينافسهم على الحظوة لدى الصليبيين، ويسعى جهده ليثبت أنه الأكثر نفعا للصليبيين في حربهم على الدولة الإسلامية.

فمنذ الأيام الأولى لخروج هذا الصراع للعلن هرع كلا الطرفين المتصارعين إلى الولايات المتحدة يطلب منها العون على خصمه، فكان الجواب الأمريكي الجازم، أنها تتقبل أي درجة من درجات الصراع بينهم، ما لم تؤثر على خطة حربها ضد الدولة الإسلامية، خاصة وأن أغلب الطائرات التي تقصف المسلمين في العراق والشام، تنطلق من الأراضي التي يسيطر عليها أولئك الطواغيت.

وكذلك رأينا أحد وزراء الدول الأوروبية الذي حضر إلى الخليج للوساطة بين أولئك الطواغيت، يذكرهم بوظيفتهم الحقيقية، وواجبهم الأول، ويقولها صريحة أن عليهم أن لا يقدموا أي شيء على قتال الدولة الإسلامية، فهو الهدف الأول لأسيادهم الصليبيين اليوم.

ومثل هذا نراه جليا في منع أمريكا للصراعات بين كل من طواغيت تركيا، والـ PKK المرتدين، وكذلك بين الحكومة الرافضية في بغداد ومرتدي إقليم كردستان، وذلك تحت شرط معلن، بأنها لن تقبل أي صراع قد يؤثر على سير الحرب ضد الدولة الإسلامية، وأن عليهم انتظار أن تضع هذه الحرب أوزارها، ليتمكنوا من فتح ملفات خلافاتهم، وإدارة صراعاتهم بالطريقة المناسبة.

وها قد مرت -بفضل الله- ثلاثة أعوام على هذه الحرب، التي يعترف قادة الصليبيين بعجزهم عن تحديد أمد زمني لانتهائها، وهو الأمر الذي يضغط كثيرا على أعصاب بعض حلفاء أمريكا، وهم يعلمون أنه كلما طال أمد هذه الحرب، فإن أعداءهم سيصبحون أقوى، وسيكون من الصعب استعادة ما حققوه من مكاسب من أيديهم، ويوما بعد يوم يفرغ صبر هؤلاء الأعداء، ويصبحون أكثر قابلية لتجاوز الممانعة الأمريكية، خاصة إذا تجاوزت مكاسب خصومهم، وتصرفاتهم المعادية لهم، خطوطا حمراء، يصعب عليهم تحمل نتائج تجاوزها، ويعرفون صعوبة إعادتهم عنها فيما بعد.
ولذلك فإن كل يوم آخر يثبت فيه المجاهدون في حربهم ضد التحالف الصليبي، من شأنه أن يزيد -بإذن الله- من حدة الصراع بين حلفاء أمريكا، ويقرب من حالة الاحتراب بينهم، فيكف الله بذلك أذاهم عن المؤمنين، ويشغل الدول الصليبية بحل هذه النزاعات، ويفتح أمام الموحدين أبوابا جديدة للعمل في مناطق أخرى من العالم، تزيد من تشتت الصليبيين، وتنهك حلفاءهم الطواغيت.

إن أي تحالف في العالم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وإن الزمن هو أحد أهم العوامل في تفكيك التحالفات، وإن زيادة التكاليف على بعض أطراف أي حلف من شأنها أن تدفعه إلى الانسحاب منه، وكذلك فإن الصراع بين أعضاء الحلف، وشعور كل منهم أن الآخر يستغل هذا التحالف لصالحه، من شأنه أن يذهب بقيمته في أعينهم، ويدفع كلا منهم على تفضيل العمل لمصالحه الخاصة، خارج هذا التحالف.

وإن إطالة أمد هذه الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي وأتباعه، بالإضافة إلى الاستمرار في توجيه الضربات الموجعة لأعضاء هذا التحالف، من شأنها أن تؤدي -بإذن الله- إلى خلخلة صفوفه، وسعي بعض أطرافه إلى الخروج منه، تخلصا من تكاليفه الباهظة، وطلبا للسلم والعافية.

ولا يكون ذلك بعد الاستعانة بالله، إلا بمزيد من الصبر والمصابرة، والجهاد والمثابرة، حتى يفصل الله بيننا وبين القوم الكافرين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84: مقال: إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84:
مقال:

إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين

2/2
• الفتح ابتلاء بالخير.. فطوبى لمن شكر

وقد وجدنا في زماننا هذا من أهل الضلال من يكرر سؤال أسلافه لأهل التوحيد، طالبا من جنود الدولة الإسلامية أن يُروه من الآيات المحسوسة كي يؤمن بصحة رايتها، وصواب منهجها، ولعل أشهر الآيات التي طلبها أولئك المضلون أن يروا للدولة الإسلامية التمكين في الأرض، والظفر بالأعداء، فلم يلتفت أمراء الدولة الإسلامية وعلماؤها لهذه الدعاوى الفارغة، واستمروا في دعوتهم وجهادهم، معلنين للعالم كله، أن آية صحة منهجهم موافقته لكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأن آية صدق إيمانهم بهذا الدين، مطابقة أقوالهم لفعالهم، بأن يجاهدوا أعداء الله حتى يمكنهم الله في الأرض، فيقيموا حكم الله فيها.

فلما جاء أمر الله، ورأى الضالون بأعينهم ما كانوا يطلبون رؤيته من تمكين في الأرض للدولة الإسلامية، نكصوا على أعقابهم، وقالوا ما هذا إلا مؤامرة أمريكية، أو خطة إيرانية رافضية، وشابهوا بذلك أسلافهم من أهل الضلال، الذين إن جاءهم ما يطلبون ازدادوا كفرا، كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [النمل: 13]، بل خرج أحد المرتدين، لينقض شروطه السابقة، ويقول: حتى لو فتحت الدولة الإسلامية القدس، فإنه لن يتراجع عن عدائه لها، وتحريضه على قتالها.

بينما رأى جنود الدولة الإسلامية فيما مُكّنوا فيه من الأرض، وما فتح لهم من البلاد، نعمة ينبغي شكرها بطاعة الله -تعالى- فيها، كما قال سليمان -عليه السلام- لما رأى آية من آيات ربه التي أنعم بها عليه: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 16]، فأقاموا الدين كاملا، وحكموا الشريعة كما أمر الله سبحانه، وجددوا الخلافة، ووحدوا جماعة المسلمين، ودعوا الناس إلى التوحيد، ونبذ الشرك، وكفَّروا المشركين بمختلف مللهم، وقاتلوهم، فكانت أفعالهم آية على صدق أقوالهم، وكانت إقامتهم للدين آية على صحة منهجهم، واستقامة طريقتهم، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

• المحنة ابتلاء بالشر .. فطوبى لمن صبر

واليوم يعود أهل الضلال إلى منهاجهم القديم، ليستدلوا لأنفسهم ومن يسمع لهم، على اتهامهم للدولة الإسلامية بالزيغ والضلال، ولجنودها بالظلم والطغيان، بما يراه الناس من تحشد أمم الكفر كلها لحربها، واجتماعهم على قتالها، وانحسار رقعة تمكينها، وقتل جنودها وأمرائها، حتى يقول قائلهم: لو كانت الدولة الإسلامية على حق لما جرى لها ما جرى، عقب الفتح والتمكين، والجماعة والخلافة.

ونسي هؤلاء الضالون المضلون، أن هذه حال أصحاب دعوة الحق في كل زمان، أن يبتليهم الله بأعدائهم ثم تكون لهم العاقبة، كما قال موسى -عليه السلام- لقومه، إذ وعدهم أن العاقبة لهم، بالتمكين في الأرض، وهم في أوج محنتهم: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، وهو ما أقر به الكافر هرقل عظيم الروم، حين سأله فأجابه فقال له بعد ذلك: "سألتك: هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة" [متفق عليه]، فلا ينظر إلى حال الموحدين ساعة ابتلائهم بالشر، كما لا ينظر إلى حالهم ساعة ابتلائهم بالخير، ولا يستدل لهم أو عليهم بسجالات الحروب، وتقلبات الأيام، ولا سواء، فقتلانا في الجنة وقتلى الكافرين في النار.

بل إننا -بفضل الله- نستدل على صحة منهج الدولة الإسلامية، وصدق دعوتها بالولاء لله ورسوله والمؤمنين والبراءة من المشركين والمرتدين، وقتالهم، وإقامة شرع الله في أرضه، وثبات جنودها وأمرائها على ذلك، ورفضهم لأي مداهنة في دين الله، وشدة عداء الكفار بكل أصنافهم للدولة الإسلامية، وصراعهم المستميت للقضاء عليها، وتقديم ذلك على كل أولوياتهم وأهدافهم الأخرى، كما قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]، وكما قال سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]، والحمد لله رب العالمين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84: مقال: إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84:
مقال:

إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين

من يراجع سير الأنبياء والمرسلين من لدن نوح -عليه السلام- إلى عهد داود وسليمان -عليهما السلام- يجد سفرا من الابتلاءات التي مر بها أهل التوحيد، على أيدي المشركين، والكفار المعاندين، الذين ساموهم قتلا، وتعذيبا، وتهجيرا، وكانوا فوقهم قاهرين، إلى أن يُحِلَّ الله عذابه على الذين كفروا، فينجو المسلمون من ذلك العذاب بتوحيدهم، وإيمانهم بالله الواحد القهار.

ومن يراجع حوارات الأنبياء -عليهم السلام- مع الطغاة المتجبرين، لا يجد فيها نبيا من الأنبياء، أو رسولا من المرسلين، يستشهد على صدق دعوته وصحّة منهجه، بمدى انتشارها بين الناس، وبكثرة الأتباع والمؤمنين، أو التمكين في الأرض، بل نجدهم غالبا ما يردّون عن أنفسهم شبهات الملأ الكافرين الذين يطعنون في دعوتهم بأنها لم تجتذب إلا الضعفاء والمساكين، بل من الأنبياء المرسلين من لم يتبعه إلا الرجل والرجلان، ومنهم من لم يتبعه أحد مطلقا، رغم صدق دعوتهم، وطاعتهم لربهم، وصحة منهجهم في الدعوة، والعمل لتمكين دين الله في الأرض، كما قال عليه الصلاة والسلام: "عرضت عليَّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد" [رواه مسلم].

• أهل الضلال يشترطون الآيات.. ويكفرون بها

لقد بين الله -تعالى- في كتابه العزيز أن الاستدلال على صحة الطريق، بالملك والسلطان، والثروة والجاه، إنما هو منهج الطواغيت الكافرين بالله العظيم، وإنه لا يعتقد بهذه الأمور دليلا على صدق الدعاوى إلا القوم الفاسقون، الذين يسهل على الطواغيت خداعهم، والاستخفاف بعقولهم، قال تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 51 - 54].

وبيَّن -سبحانه- أن من صفات أهل الضلال أن يشترطوا على الدعاة إلى الحق أن يأتوهم بالمعجزات والخوارق كي يؤمنوا بدينهم، كما قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة: 118]، وكانت هذه الآيات التي يطلبونها تختلف بين وقت وآخر، بحسب تفاوت أزمانهم، فمنهم من أراد رؤية الله -تعالى- جهرة، ومنهم من طلب أن يكلمه -سبحانه- ويعرض عليه الإيمان به، ومنهم من طلب أن يُفجِّر لهم من الأرض ينبوعا، أو ينزل عليهم من السماء مائدة، أو غير ذلك من الأمور المادية التي تدركها الحواس، حتى تطمئن نفوسهم لصحة هذا الدين، وهداية هذا الطريق، وذلك أنهم قوم لا يؤمنون بالغيب، ولا يأخذون دينهم من كلام ربهم، وسنن رسلهم، وهكذا هم الزائغون عن أمر الله -تعالى- في كل وقت وحين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84: حوار مع: أمير جنود الخلافة في شرق آسيا • هل هناك من ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84:
حوار مع:
أمير جنود الخلافة في شرق آسيا

• هل هناك من تورط في مشاركة الطواغيت حربهم على جنود الخلافة في شرق آسيا، وهل للطواغيت في المناطق المجاورة أو غيرها دور في ذلك؟

نعم، هناك من تورط في ذلك بل هم يتربصون ويترصدون أخبار المجاهدين هنا، ومن ضمن هؤلاء روسيا وأمريكا، مع أن كلّاً منهما منشغل بمآسيه وبَأْسائه في العراق والشام.

• هل استقبالكم للمهاجرين مستمر حتى الآن؟ وهل يوجد طريق للالتحاق بكم؟

الجواب: نعم والحمد لله، فما زلنا نستقبل المهاجرين ونرحب بهم، وهنالك عدة طرق وسبل آمنة لتحقيق ذلك، ولكن لا بد على كل من أراد النفير أن يبذل الأسباب لذلك مع الإخلاص والتضرع إلى الله أن ييسر له الهجرة، ويوصله إلى ساحات الرباط والقتال، لينال رضى ربه الرحمن.

• ما هي الرسالة التي توجهها إلى الصليبيين عامة وفي شرق آسيا خاصة؟

أما رسالتي إلى الصليبيين فأقول، أيها الصليبيون أبشروا بما يسوؤكم فإن جنود الدولة الإسلامية في شرق آسيا ماضون في طريقهم حتى يزلزل الله بهم عروشكم في واشنطن وموسكو بعزّ عزيز أو بذُل ذليل، عزّاً يُعِز الله به الإسلام وذلّاً يُذِل الله به الكفر، شئتم أم أبيتم. وليبلغن ملك أمتنا ما بلغ الليل والنهار بإذن ربنا الرحمن، فإما أن تسلموا أو تدفعوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون وإما أن تُعِدُّوا أنفسكم، فإننا سنغزوكم بعد حملاتكم هذه إن شاء الله، وستجدوننا صابرين غالبين قاهرين، بإذن الله.

• هل من رسالة إلى الموحدين في العالم عامة وفي شرق آسيا خاصة؟

أيها الموحدون في العالم، لقد قامت دولتكم كما ذكر لكم نبيكم، وأتت كما وصفها لكم، وتيقنَّا من غير ريب أو شك أنها خلافة على منهاج النبوة، فإياكم ثم إياكم أن تُؤتى من قبلكم وفيكم عينٌ تطرِف وعرقٌ ينبِض، فبيعوا سلعتكم لله رخيصة واجعلوا أعمالكم لله خالصة، فيُباهي بها ملائكته ويغيظ بها الكفار من شياطين الجن والإنس. وأعْلِموا الصليبيين بأنه قد حانت ساعة الصفر وجاء وقت محاسبتهم على شركهم بالله وتقتيلهم وتشريدهم للمسلمين المستضعفين في العالم واغتصابهم أعراضهم وأموالهم، وأخبروهم أن موعدنا واشنطن وموسكو، وأن الخبر ما يرون لا ما يسمعون بإذن الله.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة الحوار كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84: حوار مع: أمير جنود الخلافة في شرق آسيا 3/4 • لو ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84:
حوار مع:
أمير جنود الخلافة في شرق آسيا

3/4
• لو تحدثنا عن حركة تحرير مورو وكيف وقَّعت على اتفاق مع الحكومة الصليبية؟

جبهة تحرير مورو هي في الأصل مزيج غير متجانس من الأفكار والمذاهب، والشخصيات المتنازعة، ذوات الأهداف المتضاربة، وإن كان غلب عليها الوسم بتبعيتها للإخوان المرتدين، ولذلك فقد عانت كثيرا من التشققات خلال العقود الأربعة الماضية، وكذلك فقد عصفت بها الخلافات الشديدة حول طريقة التعاطي مع الحكومة الصليبية، بين تيار رافض منذ زمن للعمل المسلح، ويصر على التفاوض مع الحكومة الصليبية، والرضا بأي شيء منها، وتيار آخر كان يرى السلاح الوسيلة الوحيدة لإخراج الجيش الفلبيني الصليبي من مناطق المسلمين، وقد نجح الصليبيون في استغلال هذا الخلاف بينهم على أحسن وجه، فأعطوا للتيار الاستسلامي أقل القليل، ثم أجبروا تيار القتال على الرضا بذلك القليل، ثم بدؤوا يتملصون من ذلك القليل الذي وعدوا بإعطائه، ليكتشف قادة الجبهة بمختلف تياراتها أن الصليبيين كانوا يتلاعبون بهم طيلة السنوات الماضية، ولكن ذلك لم يغير من واقع الحال شيئا، فالقوم قد استطابوا القعود، ورضوا بالمناصب التافهة التي تحصلوا عليها، بل وأعجبهم الدخول في لعبة الديموقراطية الشركية، والمشاركة فيها.

وقد ساعد هذا الأمر -ولله الحمد- على انكشاف حقيقة أولئك الضالين المضلين، وابتعاد الشباب عنهم، وانتماء الكثيرين منهم إلى الجماعات المجاهدة، التي تقوم على التوحيد، ولا تقبل بإلقاء السلاح أبدا، وهدفها المعلن إقامة حكم الله في الأرض، وعلى رأسهم الجماعات والكتائب والسرايا التي انضمت إلى الدولة الإسلامية.

واليوم يقف قادة جبهة تحرير مورو بمختلف تياراتهم وأطيافهم عاجزين أمام سطوة الحكومة الفلبينية الصليبية، وليس لهم إلا الشكوى من نكث الصليبيين وعودهم معهم، وفي الوقت نفسه يزعمون أن تحت أيديهم آلاف المقاتلين المسلحين، دون أن يستطيعوا تحريكهم ضد الصليبيين، خوفا من وسمهم بالإرهاب.

• كثيراً ما يتحدث الإعلام الصليبي عن توعد الرئيس الفلبيني بقرب القضاء على المجاهدين عندكم. فما حقيقة ذلك؟

إن طاغوت الفلبين "دوتيرتي" قد سولت له نفسه ذلك، وظن أنه سيطفئ نور الله بكلامه؛ وصدق الله إذ قال: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَہُ وَلَوْ كَرِہَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32]، فمنذ أن أسلم أهل هذه البلاد لم يتوقف الكفار يوماً عن التخطيط لمحاربتهم، كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال) [رواه أحمد وأبو داود]. فهل أباد هذا الطاغوت المجاهدين ومسحهم من على الخارطة؟ أم أنهم يزدادون ويكثرون ويقوون من حين إلى آخر بإذن ربهم؟ فوالله لن يستطيعوا إطفاء نور الله وقد وعدنا الله بأنه سيُتمّ نوره ويظهر دينه؛ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَہُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِہَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة الحوار كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84: حوار مع: أمير جنود الخلافة في شرق آسيا 2/4 • كيف ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84:
حوار مع:
أمير جنود الخلافة في شرق آسيا

2/4
• كيف كان وضع المجاهدين في شرق آسيا قبل إعلان الخلافة؟ وما هي الثمار التي جنيتموها من انضمامكم إلى صفوف الدولة الإسلامية؟

كما سبق وقلت فإنه بالرغم من الآثار الطيبة لحمل السلاح ضد الصليبيين في جزر الأرخبيل، فإن الناس هنا لم يتخلصوا من داء الفصائل والأحزاب الذي أصاب ويصيب كل ساحة جهادية، خاصة قبل عودة الخلافة، وتكوين جماعة المسلمين من جديد تحت إمرة إمام مسلم، وكذلك فإن أهل الضلال سرعان ما استغلوا الأحداث وحرفوا الناس إلى التهادن مع الصليبيين، والصعود على أكتافهم لاستلام المناصب في الحكومات الكافرة.

وهنا كان أهل التوحيد يسعون جهدهم لتعليم الناس دين الإسلام، ويحرضونهم على الاستمرار في الجهاد حتى إقامة الدين في هذه الأرض، ولكن الناس أخلدوا إلى الأرض، ورضوا بالفتات القليل الذي حصلوا عليه من المشركين، ومع قلة العدد والعدة، وضعف الناصر من البشر، بدأ اليأس يتسلل إلى قلوب كثير من الشباب، وللأسف، فمنهم من قعد عن الجهاد، وانشغل بتحصيل الرزق وتربية الأطفال، ومنهم من هاجر إلى ساحات جهاد أخرى يرى فيها أملا لإقامة دين الله في الأرض.
وكان من نعمة الله علينا وعلى كل المسلمين في العالم، أن أعلن الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- إعادة الخلافة، فسارعنا لبيعة أمير المؤمنين بعد أيام قليلة من إعلان عودة الخلافة، طاعة لأمر الله، وجمعا لأشتات المجاهدين في هذه المنطقة تحت راية الدولة الإسلامية، ولكن إعلان هذه البيعة تأخَّر فترة من الزمن، حتى يسر الله خروجه، فكان فيه الخير الكثير للجهاد في جزر الأرخبيل كافة.

خاصة أن الكتائب والسرايا التي اجتمعت تحت راية الدولة الإسلامية هي من خيرة الجماعات منهجا، وأوضحها عقيدة، وأشرسها في قتال المشركين، ولا أدل على ذلك من المعارك الكبيرة التي خاضها جنود الدولة الإسلامية ضد الجيش الفلبيني الصليبي خلال العامين الماضيين، التي تضمنت صد العديد من الحملات العسكرية الكبيرة، وقتل المئات من جنود الجيش الصليبي، واقتحام أكثر من مدينة كانت تحت سيطرة الصليبيين، ولن تكون مدينة ماراوي التي سيطر عليها المجاهدون آخرها بإذن الله.

• ما هو وضع ساحة الجهاد عندكم وما هي مناطق تواجدكم في شرق آسيا؟ وما هي أبرز المعارك التي خاضها المجاهدون مع الحكومة الصليبية بعد إعلان الخلافة وما هي طبيعة العمليات؟

إن أحوال المجاهدين هنا بشكل عام من حسن إلى أحسن، ويزداد عددهم ويكثر سلاحهم، وأعدادهم باتت -بفضل الله- كبيرة في "مينداناو" جنوب الفلبين في شرق آسيا. وقد وصل إلينا كثير من المهاجرين، من مختلف دول منطقة شرق آسيا، بل ومن خارجها أيضا، والحمد لله وحده.

وقد كان لنا عدة معارك في مناطق متفرقة من البلاد منذ إعلان الخلافة، ففي "باسيلان" وحدها وصل عدد المعارك إلى خمس، ومن أهمها معركة استمرت 46 يوماً، استُعملت فيها المروحيات والطائرات النفاثة والمدفعية، التي كانت تضرب الموحدين ليلَ نهار، وقد بلغ عدد قتلى العدو مائة تقريبا ما عدا الجرحى.

وكذلك الأمر في منطقة "راناو" المهمة، فكان لمدينة "راناو" خمس معارك أخرى منذ إعلان الخلافة ومن أهمها المعركة الثالثة في "بوتيج" سنة 1437 هـ، التي بدأت بعد أن تعرَّضت مناطق المجاهدين لقصف جوي بالمروحيات ليلاً وبالطائرات النفاثة نهاراً، وكذلك للقصف المدفعي ليلا ونهارا خلال ستة أشهر متواصلة، وكان للعدو عدته وعتاده كالطائرات والدبابات والمروحيات والمدافع بينما كان للمجاهدين قليل من العدة والعتاد وكثير من التوكل على الله والالتجاء إليه، فمنَّ الله عليهم بأن قتلوا المئات من عدوهم ونصرهم عليهم.

وأما في "ماجينداناو" فقد أرهق المجاهدون فيها أعداءهم المتغطرسين الصليبيين بفضل منه ونعمة.

وعلى العموم فقد ذاق الصليبيون منا الويلات بفضل الله، وقد خبرناهم جيدا من خلال المعارك الكثيرة التي خضناها معهم، فوجدناهم جبناء عند اللقاء، رغم كثرة أعدادهم وضخامة تسليحهم، فنصرنا الله عليهم، وأثخنَّا فيهم الجراح.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة الحوار كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84: حوار مع: أمير جنود الخلافة في شرق آسيا فنَّد أمير ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 84:
حوار مع:
أمير جنود الخلافة في شرق آسيا

فنَّد أمير جنود الخلافة في شرق آسيا ادعاءات طاغوت الفلبين بقدرة جيشه على القضاء على المجاهدين، وذكَّر بالمعارك الكثيرة التي خاضها جنود الدولة الإسلامية ضد الجيش الفلبيني الصليبي، التي رجحت فيها الكفة لأهل التوحيد على المشركين رغم كثرة عددهم وعتادهم.

وروى الشيخ أبو عبد الله المهاجر جانبا من قصة الجهاد في شرق آسيا، وصولا إلى بيعة المجاهدين لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله، وانضمامهم إلى الدولة الإسلامية، والفتوحات التي جرت على أيديهم بعد ذلك.

وبيَّن أن جبهة تحرير مورو بتياراتها المختلفة وقعت في فخ الحكومات الصليبية المتعاقبة في الفلبين التي لم تقدم لهم غير الوعود الكاذبة، التي تركوا سلاحهم في سبيل الحصول عليها، وكشف عن ترك كثير من مقاتلي تلك الحركات لها، بسبب اكتشافهم سوء منهجها، وكذب قادتها، وانضمام بعضهم إلى الدولة الإسلامية.
ووجَّه إلى كل المسلمين في العالم رسالة يدعوهم فيها إلى الهجرة إلى مناطق انتشار جنود الخلافة في شرق آسيا نصرة لإخوانهم، وإقامةً لدولتهم، وبشَّر بوصول الكثير من المهاجرين من مختلف المناطق إليهم، وانضمامهم إلى صفوفهم.

صحيفة (النبأ) تنقل لكم مجريات الحوار مع الشيخ أبي عبد الله المهاجر حفظه الله، أمير جنود الخلافة في شرق آسيا

1/4
• السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ هلّا تحدِّثْنا عن وضع المسلمين في شرق آسيا؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

لقد كان حال المسلمين في شرق آسيا كحال بقية إخوانهم في أصقاع الأرض بدون جماعة واحدة تضمهم، ولا إمام يقودهم، فكانوا شيعا وأحزابا وقبائل وتنظيمات، متفرقين، متشتتين، وقد استفاد المشركون من هذا الواقع بشكل كبير.

ومع انتشار النصرانية بشكل كبير في هذه المنطقة تحت سيف الاستعمار الصليبي وبدعم منه، واستمرار ذلك حتى وقتنا الحالي، كان القضاء على الإسلام في هذه المنطقة من أهم أهداف المشركين المعلنة، فحاولوا الضغط على المسلمين بكل وسيلة لتغيير دينهم، وإزالتهم من الأرض، وهو ما ولَّد ردة فعل جيدة، بأن استفاق الناس من سباتهم، وحملوا السلاح ضد الحكومة الصليبية وجيشها المجرم.

وهو ما أصاب المشركين بالذهول، خاصة وسط عجزهم عن قهر المنتسبين للإسلام، وإخضاعهم من جديد، فاضطروا إلى وقف سفكهم الدماء، وإيقاف عدوانهم على مناطقهم، وبات أقصى أمانيهم أن يقعدوهم عن القتال، ولكن هيهات، فرغم جرائم الصليبيين، وغدر الغادرين، وخيانة الخائنين، لا زال الناس هنا يحتفظون بأسلحتهم، مستعدين لقتال النصارى في كل حين.

وفي هذا الجو من العداوة بين أهل التوحيد وأهل الشرك نشأ جيل جديد من الشباب، تعلم التوحيد، وعرف الولاء والبراء، وجعل نصب عينيه إقامة حكم الله في الأرض في هذه البقعة التي باتت شوكة في حلوق النصارى المحاربين، والبوذيين الوثنيين، وغيرهم من ملل الشرك أجمعين، ولكن كثرة الأحزاب، وتعدد الرايات، وكثرة الأمراء الذين يقودون الناس من ضلال إلى ضلال، أبعد الناس عن تحقيق غايتهم السامية، بل وأوقع كثيرا منهم في الشرك والردة، مع سيرهم في طريق الإخوان المرتدين، ودخولهم في الديموقرطية، وموالاة المشركين.

ولكن بقيت ثلة من الموحدين يحرصون أن لا يكون الحكم في هذه الأرض إلا لله تعالى، وكان هؤلاء هم طليعة المبايعين لأمير المؤمنين حفظة الله، والمنضمين إلى الدولة الإسلامية، بارك لنا الله فيها.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة الحوار كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

• حملة جديدة لإزالة أجهزة "الستلايت" وعن أنشطة وبرامج مركز الحسبة في الولاية أعلن أمير مركز ...

• حملة جديدة لإزالة أجهزة "الستلايت"

وعن أنشطة وبرامج مركز الحسبة في الولاية أعلن أمير مركز الحسبة بولاية الخير عن بدء حملة جديدة لإزالة ما تبقى من الصحون واللواقط الخاصة بالقنوات الفضائية، مشددا على أنه سيتم تعزير كل من يضبط عنده لاقط، وأكد أمير المركز على خطورة أجهزة "الستلايت" على دين المسلم وخلقه وعرضه.

ودعا المسلمين الذين ما زالوا مصرين على هذه المعصية باقتنائهم هذه الأجهزة للتوبة إلى الله تعالى، وتسليم الصحون واللواقط لمركز الحسبة طاعةً لله تعالى ثم لولي الأمر.

وأوضح أن هناك انخفاض كبير في المنكرات المضبوطة منذ بداية الشهر الفضيل، بفضل الله تعالى.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ


أخي المسلم.. للإطلاع على الصحيفة كاملة
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
حملة جديدة لإزالة أجهزة "الستلايت
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً