إن كانت أمريكا دنسته .. فنحن اشترينا به ثمنا قليلا

منذ 2005-05-21
هل تعجبون من فعل الأمريكان بكتاب رب العالمين؟ فأولئك النصارى الذين دنسوا القران في "غوانتانامو"رجال صليبيون حاقدون على الدين، ولا غرو فقد كان الواحد من أسلافهم ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعرفه كما يعرف ابنه فيعاند ويكابر حسدا من عند أنفسهم { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }، ولذا فإن الله قد فتح أمام المؤمن حجب الغيب، وأبان له أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }

إنه يجب على المسلم أن يغضب، ويتمعر وجهه لهذا الحادث الأليم، فكتاب الله رمز حياة للمسلم، يفديه بماله ونفسه وولده، وجزء من مهمته في الحياة الدفاع عنه والجهاد من أجله وبه، ولن نتوقع من " النصارى " إلا هذا فهم أمة ضلال، يأتيهم الحق الصراح الواضح فيردونه اتباعًا لشهواتهم.. وتقديما لأهوائهم..

ألا قطع الله يد ولسان وأركان ودولة من عبث بكتاب الله وأهانه.. وأرانا فيه عجائب قدرته.. وشتت عليه ضيعته وانتقم لنا منه عاجلا غير آجل...

إن العواطف ستلتهب، والدموع ستسكب، ولكننا في زمن تعودنا على مثل هذا، فما هي إلا أيام، وسيزول الحدث، وسينسى الناس، فكم من مقدس أهين، وكم من حرمة انتهكت.. فثارت الناس وبرد حماسها، وانطفت جذوة عاطفتها بعدما ينشغل كل واحد منا بضيعته، ويأتي حدث ينسينا ما قبله، فنحن في زمن " فتن " يرقق بعضها بعضًا..

تدنس القدس منذ ستين سنة، ويهان المسجد الأقصى على أيدي عصابة آثمة من الصهاينة الأنذال، وتهراق دماء الأبرياء في أجزاء من العالم الإسلامي وهي عند الله غالية، فقطرة دماءهم وسفكها اشد عند الله من هدم الكعبة المشرفة، ومع ذلك فقد ألفنا أوضاعنا، واستسغنا العناء في زمن العناء، لأننا أمة الثورة المؤقتة التي يخمدها غيرها، بعد أن أصبحنا ظاهرة صوتية نجيد فنون الخطابة والكلام.. دون فعل يفلق الصم ويقطع الأغلال..

إن كانت أمريكا دنست كتاب ربنا وأهانته، فنحن اتخذناه وراءنا ظهريا في كثير من أصقاع العالم الإسلامي حين حيدناه عن " الحكم " في شؤوننا، واستجلبنا زبالة عقول البشر بديلا عن الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وطبق " حكم الجاهلية " في دماء المسلمين وأموالهم ودمائهم وأعراضهم"، { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }، { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
أليست إقصاء كتاب الله عن الحكم في صغائر الأمور وكبائرها " تدنيس " له وإهمال وهو الكتاب الذي نزل ليعمل به، فاتخذنا قراءته عملا، واكتفينا أن نطرز به مقدمات حفلاتنا، ونواحنا على موتانا، فإذا جاء وقت العمل به شك البعض فيه وفي صلاحيته؟ { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

دنسناه حين لم يبق منه إلا أحكامًا على استحياء في بعض الأحوال الشخصية، ثم ركناه على الرف في كثير من الشؤون الحياتية في العالم الإسلامي..

ولقطع الطريق على أولئك المستعدون دائما للوقوف أمام من ينكر تحكيم غير الكتاب، فلن أدخل في مسألة "التكفير " فيه، ولكني سأكتفي بالقدر الذي يتفق عليه المسلمون كلهم من أول البعثة إلى هذا الوقت، وهو أن الحكم بغير القران موبقة خطيرة، وكفر سماه الله كذلك،سواء كان أصغرا أو أكبرا، وأنه أعظم من كبائر الذنوب وموبقاتها؛ إذ الذنب الذي يسميه الله كفرًا فهو كفر وقبح.

إن كانت أمريكا دنست كتاب الله، فنحن دنساه حين رضينا بفعل حثالة من بني قومنا، ومن الذين يتكلمون بألسنتنا، أولئك المنافقون الذين جعلوا كتاب الله هزوا، وشككوا في ربانيته، واعتدوا عليه معنويا، فاستخفوا بتعاليمه، ودعوا إلى إقصائه عن الحياة، وفصله عن شؤونها، أو ليس هؤلاء أشد تدنيسا للكتاب وأكثر صراحة وكفرا من قوم الأصل فيهم بغض الكتاب وتدنيسه وحربه إلى قيام الساعة؟

أليس الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، فيأخذ منه ما يحقق به مصلحته أشد وأعظم من فعل الذي الأصل فيه الكفر؟ وليس بعد الكفر ذنب، إذ المصيبة تكمن في المسلم الذي يتخذ كتاب الله هزوا، ويجعله سلما لتحقيق مطامعه الخاصة، ورؤيته الخاصة، فيكون القران عرض كأي عرض يباع ويشترى، { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

إني في هذا لا أقلل من شأن إهانة الكتاب معاذ الله، فأي مؤمن يرف قلبه بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم يحزن عندما يرى كتاب الله العظيم تطاله أيدي الأنجاس، ولكني أريد تسليط الضوء على جانب آخر من التدنيس الذي يقع فيه المسلمون لكتاب الله منذ زمن كبير، ولكنه تدنيس قد ألف ولم يعد يحرك القلوب، ويسعى الناس لإنكاره.

إن صيانة القران هو في إعادة الاعتبار للقرآن الذي يشكل حاديا للأمة في كل جوانب حياتها، وجعله نبراسًا وهدى ونور { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ } [صّ:29] { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }

الله أكبر إن دين محمد

 

وكتابه أقوى وأقوم قيلا

لا تذكر الكتب السوابق قبله

 

طلع الصباح فأطفئ القنديلا



المصدر: موقع صيد الفوائد
  • 19
  • 1
  • 23,925
  • محمود حسين

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال رائع لأنه سلط الضوء على قضيه مهمه وهو الحكم بكتاب الله . (اسال الله ان يرد الحكام المسلمين الى الحكم بكتاب الله والسنه النبويه).
  • ابو عبدالرحمن

      منذ
    [[أعجبني:]] ولكني أريد تسليط الضوء على جانب آخر من التدنيس الذي يقع فيه المسلمون لكتاب الله منذ زمن كبير، ولكنه تدنيس قد ألف ولم يعد يحرك القلوب، ويسعى الناس لإنكاره.
  • حواء

      منذ
    [[أعجبني:]] الترغيب فى الرجوع الى الحكم بكتاب الله فى كل أمورنا كدولة من المفروض انها دولة اسلاميه [[لم يعجبني:]] اريد حلاً ليس كلاماًككل عهودنا اريد دوراًأسال عنه(ما هو دورى كمسلمة) شكراً hawaa
  • asdf84f

      منذ
    [[أعجبني:]] يجب التمسك المسلمين بكتاب الله
  • أبو معاذ

      منذ
    [[أعجبني:]] أن المقال ركز على ركن هام جدا في هذه المشكلة وهي دور المنافقين من داخل الأمة في هدم تعاليم الإسلام وتحييده عن حياة المسلم ، فالمنافقين لم يكونوا في الدرك الأسفل من النار إلا لعظم دورهم المظلل والضبابي والمشكك في هدم الدين ، وكثير من هم في بلادنا ، فأقلامهم السوداء تطعن في كل ما يمت للفضيلة والطهر ، ويريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، فهم للكفر أقرب للإيمان ، إن لم يقعوا في الكفر أصلا ... خلّصنا وأراحنا الله منهم .
  • عـبـد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] إختيار الكاتب لقضية ترك المسلمين العمل بكتاب الله كدستور ومنهج حياة. [[لم يعجبني:]] عدم سرد الموضوع سردا جيد وتنقصه بعض الدلائل و المقومات من جانب الأخذ بالأحكام من الكتاب و السنة و جعل القرأن هو منهج و دستور قائم مع ذكر بغض الأمثلة للأمم التى هلكت بإنتهاك حرمات الله و الدول الإسلامية مجازاًً"ًََإن صح أن يطلق عليها إسلامية التى أصبحت منهارة داخليا بسبب النظم الفاشلة التى تحكمها و القوانين الغربية التى وضعها لنا الكفار لنحكم بهاليرضوا عنا تاركين كتاب الله و سنة رسوله وراءناظهريا"
  • أبـو عـبـدالـلــه

      منذ
    [[أعجبني:]] حيدناه عن " الحكم " في شؤوننا، واستجلبنا زبالة عقول البشر بديلا عن الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وطبق " حكم الجاهلية " في دماء المسلمين وأموالهم ودمائهم وأعراضهم
  • اماه .

      منذ
    [[أعجبني:]] يا الله اسالك ان تبارك في كاتب هذا المقال وتستعمله في خدمة ونصرة دينك ..............امين لا تعليق اخر .فقد الجم فمي من الخجل منا ومن واقعنا والله المستعان
  • حمود الكويتي

      منذ
    [[أعجبني:]] جيدة من حيث أنها نوهت على نوع من أعظم أنواع التنديس وهو نبذ كتاب الله والعمل بغيره, لكن أحببت أن أبين أن نبذ كتاب الله عز وجل ليس في الحدود والقضاء فقط, وليس متعلقا بالحكام فقط, بل هو عام متعلق بكل مسلم, فكل مسلم قدم هواه على الكتاب في أي قضية من القضايا فقد نبذه, والواجب على كل المسلمين التمسك بهذا الكتاب والتمسك بالسنة قال تعالى في كتابه الكريم: (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)) وقال: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) فالمشرك الذي يدعوا الأموات ويستغيث بأصحاب القبور قد نبذ كتاب الله, والصوفي المخرف الذي يثبت الأحكام بهواه قد نبذ كتاب الله, والرافضي الذي يسب خير خلق الله بعد الأنبياء قد نبذ كتاب الله, والتكفيري الذي يكفر بالأوهام والظنون قد نبذ كتاب الله, فعليكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف, وعليكم بالعلماء أهل الذكر كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ بن عثيمين رحمهم الله, ومن الأحياء المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ, والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ صالح اللحيدان والشيخ عبدالله الغديان وغيرهم من العلماء الكبار ودعوا عنكم الأصاغر فقد رأينا من تقلباتهم ما يندى له الجبين والله المستعان وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
  • ابو طلحة

      منذ
    [[أعجبني:]] ما اعجبني؟ لا شيء الا الخطب بالطبع [[لم يعجبني:]] اولا ان ماحدث من الكفرة بكتاب الله يقارب ان يحدث من المسلمين انفسهم بمعني انه تزداد حملات التنصير بجامعات مصر وفقا لسياية البابا شنودة ورايت بعينى الطالبات المحجبات لابسات الخمار وهن مع الطلبة المسيحيين يسمعون كلام الحب ويتقبلون الهدايامنهم ثم البقيه ان تتنصر الفتاة واهلها غافلون عن دين الله وبالطبع عن بناتهم اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً