الرد العلمي على الطريقة البودشيشية

منذ 2013-03-29

والعلم هو كما قال ابن القيم رحمه الله: "العلم قال الله، قال رسوله، قال الصحابة"، ليس خلاف فيه وإن الطرق الصوفية وعلى رأسها الطريقة البودشيشية من أشد المخالفين لهذه القاعدة الجليلة، حيث وضعوا مفاهيم غريبة وبعيدة عن العلم، لا يقبلها شرع ولا عقل، حتى إنهم ليعتبرون الشيخ الأمي أعلى الناس بدعوى أنه من أولياء الله تعالى وأحبائه وأصفيائه.


الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
نحمد الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد على نعمه التي لا تحصى ولا تعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:

فنحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة العلم الشرعي الذي أضاء به سبحانه وتعالى بصائرنا وقلوبنا وطريقنا إلى رضوانه وجنته، حيث قال سبحانه وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]، أي على علم.

والعلم هو كما قال ابن القيم رحمه الله: "العلم قال الله، قال رسوله، قال الصحابة"، ليس خلاف فيه وإن الطرق الصوفية وعلى رأسها الطريقة البودشيشية من أشد المخالفين لهذه القاعدة الجليلة، حيث وضعوا مفاهيم غريبة وبعيدة عن العلم، لا يقبلها شرع ولا عقل، حتى إنهم ليعتبرون الشيخ الأمي أعلى الناس بدعوى أنه من أولياء الله تعالى وأحبائه وأصفيائه، وترتبت عن هاته القاعدة الباطلة ضلالات وخرافات وانحرافات أصلها مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة، وكما هو معلوم من الدين فإن الله تعالى لا يقبل عبادة حتى تكون على سنته صلى الله علي وسلم، يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36]، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7].

وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (صحيح مسلم:1718)، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"، وقال الإمام مالك رحمه الله: "السنة سفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها غرق"، ونشرع بعون الله في الرد على شبهة الطريقة البودشيشية المذكورة، كتبه: الشيخ أبو الحسن هشام المحجوبي، والأستاذ عبد الكريم صكاري (أبو مريم) يوم الثلاثاء 5 مارس 2013 .

الشبهة الأولى: (الاعتقاد الجازم بولاية شيخ الطريقة وصلاحه، وأنه من أهل الجنة)، فهذا باطل محض وخطأ جسيم؛ لأن القاعدة الشرعية تقول: "إن كنت صاحب سنة فلا تشهد لأحد بنار ولا جنة إلا من شهد له الرحمن أو رسوله العدنان"، يقول سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [الأنعام:93]، ويقول سبحانه وتعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]، ويقول سبحانه وتعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36]، فالشهادة لأحد بالصلاح والجنة غيب، والغيب لا يعلم إلا من كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أما شهادة الوصف وهي الاعتقاد أن من توفر فيه الإيمان والصلاح فهو من أوليائه سبحانه وتعالى ومن أهل الجنة، من غير تعيين فلا بأس بها باتفاق علماء الأمة.

الشبهة الثانية: (اعتقاد ولاية الشخص بظهور الكرامات على يديه) فهاته القاعدة باطلة لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح، فالإنسان يوزن باتباعه لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والعبادات والأخلاق والسلوك، يقول سبحانه وتعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:32]، ويقول سبحانه وتعالى موضحا صفات أوليائه: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62]، ومحل الشاهد أنه سبحانه وتعالى لم يقل الذين تظهر عليهم كرامات، وقال غير واحد من السلف الصالح: "إذا رأيت الرجل يسير على الماء ويطير في الهواء، فزنه على الكتاب والسنة".

الشبهة الثالثة: (الاعتقاد التام بوجوب اتباع طريقة الشيخ وإن خالفت طريقة النبي صلى الله عليه وسلم) فهاته القاعدة تخالف معنى أشهد أن محمد رسول الله، الذي هو أعتقد بقلبي وأقر بلساني وأبرهن بأعمالي، أن لا متبوع بحق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل عبادة من معتقد أو ذكر أو صلاة أو ذبح أو حج على غير سنته وهديه صلى الله عليه وسلم مردودة على صاحبها حتى يتوب منها، يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33]، أي لا تبطلوها بالبدع، ويقول سبحانه وتعالى: {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158]، ومفهوم الآية أن من اتبع غير طريقة النبي صلى الله عليه وسلم فهو على ضلال مبين، ويقول سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ} [الأحزاب:21]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي» (منزلة السنة:13، وقال الألباني:إسناده حسن)، وقال صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك» (صحيح ابن ماجة:41).

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والحمد لله رب العالمين.


من بريد قراء طريق الإسلام
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 48
  • 13
  • 48,084

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً