بين التكفير والغلو في الجرح!

منذ 2014-04-25

أهل التكفير لا يرحمون الخلق فيتسرَّعون في تكفيرهم، وإخراجهم من دائرة الإسلام، وإلحاقهم بأهل النار وطائفة الغلو في الجرح -الجامية ومن على شاكلتهم- لا يرحمون الناس أيضًا ويتسرعون في تبديعهم وإخراجهم من دائرة أهل السنة وإلحاقهم بالفرق النارية...

عانت وتعاني مجتمعاتنا من أفكارٍ شاذَّة تسبَّبت للمجتمعات الإسلامية في متاعب وشدائد ومِحن... منها فتنة التكفير والغلو فيه، والتسرُّع في إخراج الناس بفعل المعصية أو حتى عدم الدخول في جماعتهم.. بدعوى أنهم جماعة المسلمين وما عداهم أهل جاهلية! ومن ثم تُقرِّر عليه أحكام الكفر، فلا يرث ولا يورث ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يصلون خلفه... إلخ.

وعلى الطرف الآخر؛ نرى طائفة تتربَّص بالدعاة -وفقط الدعاة- والعلماء والعاملين لخدمة الدين.. هذه الطائفة تلتمِس الخطأ للداعية أو العالِم لتُخرِجه من دائرة أهل السنة، وتُلصِق به الابتداع وتُلحِقه بالفرق النارية، ومن ثم تُقرَّر عليه أحكام الهجر والتحذير والتشويه لسيرته وعمله، فلا يستمعون له، ولا يتركون الناس يستمعون، ولا يُصلُّون خلفه، ويُناصِبونه العِداء... إلخ.

خلاصة الأمر ببساطة:

أهل التكفير لا يرحمون الخلق فيتسرَّعون في تكفيرهم، وإخراجهم من دائرة الإسلام، وإلحاقهم بأهل النار وطائفة الغلو في الجرح -الجامية ومن على شاكلتهم- لا يرحمون الناس أيضًا ويتسرَّعون في تبديعهم وإخراجهم من دائرة أهل السنة وإلحاقهم بالفِرق النارية...

أخشى على هؤلاء وهؤلاء أن يعاملوا بجنس العمل، من لا يرحم لا يرحم!

أين أنتم من رحمة الإسلام ورحمة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة السلف؟! يا من تزعمون وتتمسَّحون بالتمسُّك بالشريعة تارةً -التكفيريون- أو التمسُّك بالسلفية تارةً أخرى -الجامية ومن شابههم-؟!

هل التماس الأخطاء للعلماء والدعاة والوقوف لهم على أي خلاف تُبدِّعونهم به -دون عذر ورحمة- من أخلاق السلف؟!

وهذا الأمر ليس مدعاة لترك الإنكار على أهل البدع؛ وإنما دعوتهم بالتي هي أحسن والتأكد قبل إلصاق التهم أنهم فعلًا أهل ابتداع حقيقي ثابت غير موهوم.

لا أشك في انحسار كل تلك التيارات لصالح تيار إسلام عام نظيف بلا تعصُّب لجماعة أو حزب أو شيخ أو مذهب... الخير في الأمة موجود وأهل الحق ثابتون..

نسأل الله التعجيل بزوال الفتن عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونسأله أن يُعلِي راية الكتاب والسنة.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 27
  • 0
  • 1,234

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً