عندما تصدح المآذن بالغناء!

منذ 2014-05-25

انتشرت في بعض الدول الإسلامية بدعةٌ محدثةٌ خطيرة، هذه البدعة هي ( الأذان الموَحَّد )، وتتلخَّصً بأن يقوم مؤذنو المساجد بفتح المذياع على إحدى القنوات التي تبث الأذان من أحد المساجد الرئيسية في البلد.

العنوان حقيقي وليس تشبيهي أخي القارئ، وإليك التفصيل


انتشرت في بعض الدول الإسلامية بدعةٌ محدثةٌ خطيرة، هذه البدعة هي ( الأذان الموَحَّد )، وتتلخَّصً بأن يقوم مؤذنو المساجد بفتح المذياع على إحدى القنوات التي تبث الأذان من أحد المساجد الرئيسية في البلد.


أولاً: مشروعية هذه الطريقة في الأذان:
جاء في فتوى اللجنة الدائمة: "الأذان فرض كفاية بالإضافة إلى كونه إعلاماً بدخول وقت الصلاة ودعوة إليها، فلا يكفي عن إنشائه عند دخول وقت الصلاة إعلانه مما سجل به من قبل، وعلى المسلمين في كل جهة تقام فيها الصلاة أن يعيِّنوا من بينهم من يحسن أداءه عند دخول وقت الصلاة .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
وسُئلوا :
قد سمعت من بعض الناس في الدول الإسلامية أنهم يسجلون بالشريط المذياع أذان الحرمين الشريفين ويضعون المذياع أمام المكبر ويؤذن بدل المؤذن، فهل تجوز الصلاة؟ مع ورود الدليل من الكتاب والسنة ، ومع تعليق بسيط ؟ .
فأجابوا :
إنه لا يكفي في الأذان المشروع للصلوات المفروضة أن يؤذن من الشريط المسجل عليه الأذان، بل الواجب أن يؤذن المؤذن للصلاة بنفسه؛ لما ثبت من أمره عليه الصلاة والسلام بالأذان ، والأصل في الأمر الوجوب. "
( فتاوى اللجنة الدائمة  6 / 66 ، 67 )
وقد قرَّرَ (مجلس المجمع الفقهي الإِسلامي برابطة العالم الإسلامي )، الدورة التاسعة - في مكة المكرمة - من يوم السبت لعام 1406هـ ما يلي :
"إن الاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد عند دخول وقت الصلاة بواسطة آلة التسجيل ونحوها: لا يجزئ ، ولا يجوز في أداء هذه العبادة، ولا يحصل به الأذان المشروع، وأنه يجب على المسلمين مباشرة الأذان لكل وقتٍ من أوقات الصلوات، في كلّ مسجد، على ما توارثه المسلمون من عهد نبيّنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن."
وجاء في موقع الإسلام سؤال وجواب ما نصُّهُ :
"على أنه ينبغي الانتباه هنا إلى أن المسجد إذا كان له مؤذن راتب، لم يَحِقَّ لأحدٍ ينازعه حقه في الأذان، أو يعتدي عليه، فيؤذن بدلاً منه، إلا بإذنه."
 

ثانياً: مما يترتب على هذه الطريقة المبتدعة في الأذان الوقوع في بدعة أخرى، وهي قيام المكلَّفِ بفتح الإذاعة في المسجد بفتح المذياع قبل الوقت غالباً لئلا يفوته الأذان المنقول عبر الإذاعة، ويترتب عليه بث قراءة القرآن والتسبيحات والأذكار قبل الأذان للصلوات الخمس.


سُئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما حكم الإسلام في قراءة القرآن يوم الجمعة قبل صلاة الظهر بمكبرات الصوت، إذا قلت هذا أمر غير وارد يقول لك : تريد أن تمنع قراءة القرآن؟ وما رأيكم في الابتهالات الدينية تسبق أذان الفجر بقليل بمكبرات الصوت إذا قلت :هذا أمر ليس له دليل يقول لك: هذا عمل خير، يوقظ الناس لصلاة الفجر .
فأجابوا :
" لا نعلم دليلاً يدل على وقوع ذلك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم أحداً من الصحابة عمل به، وكذلك الابتهالات التي تسبق الأذان للفجر بمكبرات الصوت، فكانت بدعة، وكل بدعة ضلالة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (رواه البخاري) " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
( فتاوى اللجنة الدائمة 2 / 495 ، 496 )

ثالثاً: وبدعة أخرى تترتب على هذا الأمر؛ هي أن غالب هؤلاء المؤذنين لا يقومون بإقفال المذياع بعد انتهاء الأذان، وفي كثير من الدول الإسلامية يتم الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، مما يؤدي إلى انتشار هذه البدعة بحيث أصبحت وكأنها هي السنة!


جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب ما نصه: "الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان من المؤذن بدعة محدثة أيضاً؛ لأن الأذان عبادة، لا يَحِلُّ الزيادة على ألفاظه، ولا النقصان منها، وهي تبدأ بقول المؤذن( الله أكبر، الله أكبر ) وتنتهي بقوله: ( لا إله إلا الله ) ، وكل ما أضيف إلى الأذان قبله أو بعده فمُحدثٌ، وبدعة ."

"وقد خلط هؤلاء الأذان بما قبله وما بعده من القرآن والأذكار حتى ضيعوا الأذان، فجعلوه وسط تلك الجمل والمحدثات، وكذا تسببوا في إزعاج الناس وقطع نومهم وعبادتهم ."

وجاء فيه كذلك "وإذا تبيَّن بدعيًّةُ الأذان الموحًّد، وبدعية التسبيح والذِّكر وقراءة القرآن قبل الأذان، وبدعية الجهر بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم: يتبين الحكم في العمل على قيام المؤذن بهذه الأفعال، وهو عدم جواز ذلك، وإن رأى المؤذن أن هذا الأمر مؤقت، وأنه في سبيله للإلغاء والإبطال، أو تيسر له الانتقال لوظيفة إمام، أو وظيفة إدارية؛ فيمكنه البقاء إلى ذلك الحين، وإن استمر الأمر واستقر، فلا وجه للبقاء في تلك الوظيفة التي تساهم في انتشار تلك البدع والمحدثات ."

ومن أعظم ما ابتلي به المسلمون جراء هذه البدعة، أن كثيراً من الإذاعات في الدول الإسلامية لا تقيم وزناً لتحريم الموسيقى والغناء وإن تسمت باسم ( إذاعة القرآن الكريم ) فينجُمُ عن ذلك إضافة للبدع التي تم الإشارة لها أن يتم بث موسيقى من منارات المساجد والتي تُبثُّ عادة بعد الأذان والتي يصاحبها إما ابتهالات موسيقية! أو دعاية إعلانية مصحوبة بموسيقى لغفلة المكلًّفِ بوظيفة المؤذن وليس له من عمله نصيب إلا فتح المذياع للأسف، وكثيراً ما يحدث تداخل الإذاعات مع بعضها وهذا مجرًّبٌ وحقيقي فيُبَثُّ خلال الأذان وبعده ما لا يرضي الله سبحانه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


رابعاً: كلنا يعلم اختلاف المواقيت بين مدينة وأخرى في البلد الواحد، بعد هذه البدعة المنكرة أصبحت المدن التي كانت تواقيتها تختلف من دقيقتين إلى خمس دقائق ذات توقيت واحد يصدر من عاصمة البلد المسلم!


فهذا نداء للمخلصين من أبناء الأمة الإسلامية، ممن بيدهم إنكار هذا المنكر ومنعه أن يسارعوا إلى ذلك، وأن يتقي الله من أجاز هذه البدعة وينظر في محظوراتها وما تسببت به من بدع ومنكرات لا يسكت عنها ورع.

 

عبدالله محمود

  • 27
  • 0
  • 4,791

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً