لا تحزن - لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ

منذ 2014-06-05

لقدْ حضرتْ منيَّتُه، وحلَّتْ وفاتُه، وكان هذا سبباً، {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، إنَّ الإنسان يجبُن من المخاوفِ، وينخلعُ قلبه منِ مظانِّ المنايا، وإذا بالمآمنِ تقتلُه، {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

  • {لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ}: ذكر الطنطاويُّ أيضاً في سماعاتِه ومشاهداتِه: أن باصاً كان مليئاً بالركاب، وكان سائقُه يلتفتُ يَمْنَةً ويسْرَةً، وفجأة وقف، فقال له الركابُ: لِم تقفُ؟ قال: أقفُ لهذا الشيخ الكبيرِ الذي يُشيرُ بيده ليركب معنا.
    قالوا: لا نرى أحداً، قال: انظروا إليه. قالُوا: لا نرى أحداً! قال: هو أقبل الآن ليركب معنا.
    قالوا كلُّهم: واللهِ لا نرى أحداً من الناسِ! وفجأة مات هذا السائقُ على مقعدِ سيارتِهِ.

    لقدْ حضرتْ منيَّتُه، وحلَّتْ وفاتُه، وكان هذا سبباً،
    {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، إنَّ الإنسان يجبُن من المخاوفِ، وينخلعُ قلبه منِ مظانِّ المنايا، وإذا بالمآمنِ تقتلُه، {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

    والعجيبُ فينا أننا لا نفكرُ في لقاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا في حقارةِ الدنيا، ولا في قصةِ الارتحالِ منها إلا ذا وقعْنا في المخاوفِ.

     
  • فربما صحَّتِ الأجسامُ بالعللِ: ذكر أهلُ السيِّرِ: أن رجلاً أصابه الشللُ، فأُقعد في بيته، ومرتْ عليه سنواتٌ طوالٌ من المللِ واليأسِ والإحباطِ، وعَجَزَ الأطباءُ في علاجِه، وبلَّغوا أهله وأبناءه، وفي ذات يومٍ نزلتْ عليه عقربٌ من سقفِ منزلِه، ولم يستطعْ أن يتحرك من مكانِه، فأتتْ إلى رأسِه وضربتْه برأسِها ضرباتٍ ولدغتْه لدغاتٍ، فاهتزَّ جسمُه من أخمصِ قدميه إلى مشاشِ رأسِه، وإذا بالحياةُ تدبُّ في أعضائِه، وإذا بالبُرءِ والشفاء يسير في أنحاءِ جسمِه، وينتفضُ الرجلُ ويعودُ نشيطاً، ثم يقفُ على قدميه، ثم يمشي في غرفتِه، ثم يفتحُ بابه، ويأتي أهله وأطفاله، فإذا الرجلُ واقفاً، فما كانوا يصدِّقون وكادوا من الذهول يُصعقون، فأخبرهم الخَبَرَ.

    فسبحان الذي جعل علاج هذا الرجلِ في هذا !!
    وقد ذكرتُ هذا لبعضِ الأطباءِ فصدَّق المقولة، وذكَرَ أن هناك مصْلاً سامّاً يُستخدم بتخفيفٍ كيماويٍّ، ويعالجُ به هؤلاءِ المشلولون.
    فجلَّ اللطيفُ في علاه، ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواءً.

     

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 3,094
المقال السابق
مَنْ لَنَا وقت الضائقةِ؟
المقال التالي
وللأولياء كرامات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً