تدبر - [140] سورة إبراهيم (3)
نلاحظ في السورة ذكر لقب الرسالة وليس النبوة ومعلوم أن الرسالة مرتبة أعلى وليس كل نبي رسول.. إنها سورة الأئمة ولقد سُمِّيت باسم إمام حق مُتمِّم موفِّي.. إنه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام..
ومِمَّا يُميز سورة إبراهيم ذلك التركيز على الأئمة المتبوعين والقادة المؤثرين..
فمن أهل الحق وفريق الصدق الرسل عليهم السلام..
ونلاحظ في السورة ذكر لقب الرسالة وليس النبوة ومعلوم أن الرسالة مرتبة أعلى وليس كل نبي رسول..
إنها سورة الأئمة ولقد سُمِّيت باسم إمام حق مُتمِّم موفِّي..
إنه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام..
وفي الجهة المقابلة نجد أئمة الباطل وقياداته..
فنلاحظ أن طبيعة الكفار في السورة طبيعة قيادية مُتجبِّرة حتى من لم يُسمُّوا منهم..
فتجد إشارات واضحة لإمامتهم في الباطل وقوتهم وقيادتهم..
من تلك الإشارات قدرتهم على الصد عن سبيل الله..
{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} [إبراهيم:3]..
وأيضًا القدرة على إخراج المؤمنين..
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [إبراهيم من الآية:13]..
وكذلك القدرة على الظلم والتي ليست إلا للقوي الذي له تصرَّف في غيره {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم من الآية:14]..
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون} [إبراهيم من الآية:42]..
وهناك القدرة على التوجيه والتأثير في قومهم {وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار} [إبراهيم من الآية:28]..
هم من أحلوهم دار البوار وأوردوهم المهالك..
وهم المتبوعون.
{وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم:21]..
وأيضًا القدرة على المكر الرهيب والعمل المؤسسي المتواصل للصد عن سبيل الله {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم:46]..
ولقد صرَّح بذلك في السورة بتسميتهم الصريحة بالجبارين..
{وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد} [إبراهيم:15]..
حتى من ذُكِروا في السورة بأسمائهم من أهل الباطل نلاحظ أنهم ليسوا عاديين أبدًا..
أحدهما: إمام باطل من الجن، والآخر: من أشهر وأخطر أئمة الباطل من الإنس..
إبليس رأس الضلال ومفتتح الكفر في الحياة الدنيا..
وفرعون مضرب المثل في الطغيان والتجبر والكفران..
فتأمَّل.
- التصنيف: