تدبر - [201] سورة طه (2)

منذ 2014-07-20

تلك هي الثمرة المبدئيه للمعرفة، و التكليف الأول بعد التوحيد والعلم بالله، فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، عبادة وصلاة وذكر يربى بهم المصلح ابتداءً كما قيل لنبينا صلى الله عليه وسلم: {قُمِ ٱلَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًۭا} [المزمل:2]، وذلك بعد قوله تعالى: {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ} [العلق:1].

كان الأمر الأول لموسى من ربه بعد أن عرفه بنفسه، وأعلمه بأنه الإله الواحد الذي لا معبود بحق إلا = أمر بالعبادة 
{إِنَّنِىٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعْبُدْنِى وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِىٓ} [طه:14].​

فاعبدني..

تلك هي الثمرة المبدئيه للمعرفة، و التكليف الأول بعد التوحيد والعلم بالله، فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، عبادة وصلاة وذكر يربى بهم المصلح ابتداءً كما قيل لنبينا صلى الله عليه وسلم: {قُمِ ٱلَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًۭا} [المزمل:2]، وذلك بعد قوله تعالى: {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ} [العلق:1].

جهز نفسك يا حامل الرسالة، يا من عرفت ربك، جهز نفسك بالعبادة والذكر، بالتبتل والتهجد، بالانكسار في محراب العبودية، فإن فعلت فهيا إلى الثمرة الأخرى لاعتقادك وعلمك بالله وعبادتك إياه، هيا إلى التكليف التالي مباشرة، بل يكاد يكون التكليف الموازي المرافق لعبادتك ومعرفتك، هيا اذهب وتحرك، اذهب إلى فرعون إنه طغى، اذهب واصدع بكلمة الحق، اذهب وقلها في وجه الطاغية، اذهب و أعلنها وادع لها بقول لين لعله يتذكر أو يخشى.

{قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر:2] كما {قُمِ ٱلَّيْلَ}، قم واصدع فإن اعتقادك ومعرفتك بربك، وسبيلك ليست بسبيل هروب، ولا بسبيل خوف وذلة، قم فإنها سبيل عزة وقيام وعمل.

وما بين {قُمِ ٱلَّيْلَ} و{فَٱعْبُدْنِى}، وبين {قُمْ فَأَنذِرْ} و{ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ} [طه من الآية:14] = يصح سيرك في دربك، وتثمر معرفتك بربك. 

  • 1
  • 0
  • 1,570
المقال السابق
[200] سورة طه (1)
المقال التالي
[202] سورة طه (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً