تدبر - (378) سورة الجاثية (1)

منذ 2014-09-06

نموذج الأفاك الأثيم من أهم النماذج التي تعرضها سورة الجاثية: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية:7]، إنه نمط لا عذر له، ذلك أنه يسمع الحق ويعلمه ثم يرفضه، لا لشيء إلا الكبر: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}

ونموذج الأفاك الأثيم من أهم النماذج التي تعرضها سورة الجاثية: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية:7].
إنه نمط لا عذر له، ذلك أنه يسمع الحق ويعلمه ثم يرفضه، لا لشيء إلا الكبر: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الجاثية:8].

إنه ليس مجرد عاص..!
إنه عاص مستكبر يتغافل وليس يغفل، ويتناسى وليس ينسى، ويزعم الجهل ويتكلفه وهو ليس بجاهل، بل هو يعلم ويلقي بما يعلمه خلف ظهره، بل وربما استهزأ بذلك العلم: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا...} [الجاثية:9].

ولقد ضربت في السورة عدة أمثال لذلك النمط البئيس، لعل من أهمها مثال اليهود المغضوب عليهم إذ علموا ولم يعملوا، بل اختلفوا وتنازعوا رغم معرفتهم بالحق: {وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ...} [الجاثية:17].

لقد جاءتهم البينات والحجج، ورغم ذلك جحدوا واختلفوا حتى بعد أن جاءهم العلم، إنه البغي والهوى، أصل الشرور ومفتتح باب الضلال، حتى مع وجود العلم: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم...} [الجاثية:23].

تأمل.. على علم!
لقد ضل رغم وجود العلم، ذلك لأن العلم وحده لا يكفي، لا بد من تواضع وصدق معه، لذا حين خلت القلوب من التواضع وحل الكبر حدث الضلال: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِين} [الجاثية:31].

إنه الكبر عياذًا بالله..
العلو في الأرض الذي يحول بين المرء وبين الحق وإن كان بين يديه، أو ملاصقًا له.
لذلك ناسب هؤلاء الأفاكين المتكبرين، الذين احتشدت السورة بذكرهم، أن ينالوا عذابًا من نوع مختلف يعاملوا فيه بنقيض كبرهم وعلوهم، عذابا مهينًا: {...أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [الجاثية:9].  {مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الجاثية:10]. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 5
  • 0
  • 15,059
المقال السابق
تدبر - [359] سورة غافر (8)
المقال التالي
(379) سورة الجاثية (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً