درر و فوائد - (40) غرباء
لا ترب ولدك في عمق كهفٍ فينمو لم تألف أذناه إلا السكون، ويحبو لا ترى عيناه إلا اللون الموحد، ثم يسأم ذاك ويدفعه الفضول إلى الخروج من كهفك الذي صنعته، فتفسد أذنه الحساسة بحدة الأصوات ويعمى بصره بشدة الأضواء واختلاف الألوان، ثم تندم حيث لا ينفع الندم.
(401) بعض الناس يمنعهم وجود الشيطان من الإبداع، فإذا سلسلت الشياطين في رمضان ظهرت مواهبهم الشريرة!
(402) في رمضان يفترض أننا استفرغنا قدراتنا ووسعنا على احتمال مشقة الطاعات، سواء تذوقت حلاوتها أم لا، هذا يعني أنه بعد رمضان يمكنك أن تفعل، لن أقول مثلما فعلت في رمضان، لأنك كنت تفرغ الوقت تفريغًا، لكن يمكنك أن تفعل قريب مما كنت تفعل، وهكذا ترتقي كل عام درجة بإذن الله.
(403) لا ترب ولدك في عمق كهفٍ فينمو لم تألف أذناه إلا السكون، ويحبو لا ترى عيناه إلا اللون الموحد، ثم يسأم ذاك ويدفعه الفضول إلى الخروج من كهفك الذي صنعته، فتفسد أذنه الحساسة بحدة الأصوات ويعمى بصره بشدة الأضواء واختلاف الألوان، ثم تندم حيث لا ينفع الندم، لكن عليك بكهف مدخله نحو الشمال، تصيبه الشمس إذا طلعت وغربت، واحرص على تقليبه ذات اليمين وذات الشمال، وكن معه في مدخل الكهف ما استطعت فتصيبه من الأضواء والأصوات، وتحدثه عنها فتتكون لديه مناعة ووقاية، وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر، ولو شاء لهداكم أجمعين.
(404) العاقل من إذا سمع من يحدثه صغت أذنه، وإذا رأى أفعال من حوله وعى قلبه فاستخرج رسائل ربه إليه، من كلمات محدثه وأفعال من حوله، فإنما كل شيء خلقه الله بقدر.
(405) كلمات كل إنسان كأولاده، خرجوا من رحم المعناة أو السعادة أو الفكر، فإذا أردت فليكن اعتراضك عليها برفق ما لم يكن فيها فسق! وتذكر: من البشر من لا يقبل من أحد نصح في ولده، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
(406) اعلم رحمك الله أنك لو خلوت مع عقلك في قمقم لضللت! لهذا جعلت المدارسة والمذاكرة والمناقشة والنصيحة!
(407) لا يقبل النصيحة إلا سوي النفس! وكلما اقتربت النفس من طرف العُجب أو طرف النقص كلما كانت أبعد عن قبولها!
(408) ادعهم وابذل وسعك، فإن أصروا وأبوا فدعهم يهلكون، {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر من الآية:65].
(409) معاناة أن تكون مبصرًا في بلاد العميان، لكن إياك أن تكون كالأحمق الذي تخلى عن بصره ليكون مثلهم بلا عناء! غرباء.
(410) قل الحق فإنه إن لم ينجُ به رجل من الردى ثبّت الله به أقوامًا على الهدى!
- التصنيف: