أين طُلاب العلم من هذا!
الأمر يحتاج وقفة جادة من العلماء، والمربين؛ لإخراج جيل جديد من طلاب العلم؛ ذوي الهمم العلية.
يقول ابن الجوزي: "فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب؛ التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة؛ فإنه يرى من علوم القوم، وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة...، فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم" (صيد الخاطر: 453)، إلى أن قال: "فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم، وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم: ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب" (صيد الخاطر لابن الجوزي:453).
للأسف الشديد لا تجد اليوم العالم، العامل، الرباني، صاحب العلم الشرعي الغزير، والفهم الواقعي المستنير؛ إلا نادرًا.
البعض يستغرق في فن من الفنون، ويهمل غيره، ثم ينصب نفسه عالمًا على الدنيا، بل و حكمًا على الخلق، وقد غفل أن ما أهمله من أدوات العلم وآلاته تجعل حكمه ناقصًا، هذا بجانب بعده الشديد عن فهم الواقع.
الأمر يحتاج وقفة جادة من العلماء، والمربين؛ لإخراج جيل جديد من طلاب العلم؛ ذوي الهمم العلية.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: