إياكَ أن تُهزَم الأمة بسببك!!
أتعجب من أناس يتحسرون على أحوال المسلمين ويتحمسون للقضايا السياسية ثم تجد حالهم وأعمالهم مناف تمامًا لما يتحمسون له
حالُ مصر وسوريا وسائر بلدان العرب محزن.. نعم، وكلنا يشعر بذلك؛ ولكن..كيف حالك لو انصلح حال بلدك وفسد حالك أنت مع الله؟!!
أرجو أن نتذكر دائمًا أن كُلًا منا في اختبارٍ خاصٍ يجبُ أن ينجحَ فيه.. لو انتصرت الأمة وهُزِمت أنت في معركتك من أجل الحصول على موضع في الجنة، والنجاة من النار فوالله هذه هي الهزيمة النكراء..
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:34- 37]،
ولو عملنا لآخرتنا وانتصرنا لأمتنا في خطٍ متوازٍ لأفلحنا بإذن الله..
أتعجب من أناس يتحسرون على أحوال المسلمين ويتحمسون للقضايا السياسية ثم تجد حالهم وأعمالهم مناف تمامًا لما يتحمسون له؛ بل قد يكونوا هم أنفسهم من أكبر أسباب هزيمة الأمة بأسرها...
فقد نزلت الهزيمة في أحد على الجميع وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب مخالفة الرماة وهم جزء من الكل.. فليتقِ الله كلَ واحدٍ منا وليعلم أنه على ثغرٍ.. فإياك أن تهزم الأمة بسببك.
وتذكر دائمًا: {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165]، {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
و ليكن ديدنك:
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى *** وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ
فَلا يَنطِقَنْ مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ *** فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً *** فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ
وَعاشِرْ بِمَعروفٍ وَسامِحْ مَنِ اِعتَدى *** وَدافِعْ وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: