هذا وعد الله

منذ 2014-12-22

فإن ما نشاهده اليوم عبر الأقمار الصناعية سواء في الفضائيات أو الشبكة المعلوماتية من حوادث عظيمة وصور مخيفة وأفلام مرعبة عما حدث في تلك البلاد يحكي لنا حقيقة وعد الله - تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

لو حدثنا أحد قبل أيام أن هناك حدث عظيم سيحدث في أمريكا تدمر على إثره عشرات الآلاف من المنازل والمكاتب التجارية وسيشرد مئات الآلاف ويقتل الآلاف وتكون هناك توقعات لانتشار الأوبئة وسينتشر السلب والنهب في بعض الولايات وسيكون هذا الحدث قريب من الغلة النفطية الأمريكية حيث يتخذ قرار عاجل من قبل الحكومة الأمريكية باستخدام الاحتياطي النفطي وسترتفع أسعار الوقود ارتفاعاً كبيراً في ولاياتها وسيصرح الرئيس الأمريكي أن هذه أسوأ حدث تواجهه أمريكا منذ مئات السنين...الخ لانقسمنا في شأنه إلى قسمين البعض يرميه بالجنون والبعض الآخر قد يرميه بالإرهاب.

فإن ما نشاهده اليوم عبر الأقمار الصناعية سواء في الفضائيات أو الشبكة المعلوماتية من حوادث عظيمة وصور مخيفة وأفلام مرعبة عما حدث في تلك البلاد يحكي لنا حقيقة وعد الله - تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

فإن الاعتداء الآثم الذي وقع على كتاب الله - تعالى -في سجون غوانتنامو أو غيرها لهو تطاول سافر على الذات الإلهية، بل وإن عدم معاقبة من قام به من قبل ساسة تلك البلاد لهو تواطأ وتمرير لهذه الجريمة البشعة في أقبح صورة إعلامية وصفاقة سياسية مما يجعل الجريمة مشتركة والعقوبة عليهم عامة.

كما أن الاعتداء على الرسالة ليس كالاعتداء على حاملها فحاملها قد يفرط في تبليغ الرسالة وقد يخالف أمر الرّاسل فلا ينتقم له ولكن الاعتداء على الرسالة هو اعتداء في الحقيقة على الملك الراسل فيكون الانتقام له لا للرسول المفرط!

فإن كنا مفرطين في الرسالة التي وكلنا الله بها فعطلنا أوامرها وارتكبنا محاذيرها بما نراه اليوم من فوضى أخلاقية تجتاح بلاد المسلمين أو تعطيل لأحكام الشريعة فلا تجد من يتحاكم إليها في معظم أصقاع الأرض فتأخر النصر عنا وانتقام الرب لنا فلا غرو...

لكن أن يعتدى على رسالته وأن تتطاول الأيدي الآثمة على المقام الأعظم فلا... وهذا مما فقه السلف الصالح حيث يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه لله " حدثني العدول من أهل الفقه والخبرة أنهم كانوا يحاربون بني الأصفر " يعني الروم " فتستعصي عليهم الحصون ويصعب عليهم فتحها، حتى إذا وقع أهل الحصن في السب في الله - تعالى -أو في عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استبشرنا خيرا بقُرب فتحِ الحصن، قال: فو الله لا يمرُ يومٌ أو يومان إلا وقد فتحنا الحصن عليهم بإذن الله - تعالى -"وإن غدا لناظره لقريب.


 تركي العبدلي

  • 1
  • 0
  • 1,647

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً