تأصيل العذر بالجهل - (4) تفصيل العذر بالجهل

منذ 2015-01-01

فالأمور التي جاء بها الإسلامُ، وبيَّنها الرسولُ للناس، وأوضَحها كتابُ الله، وانتشَرت بين المسلمين؛ لا تُقبل فيها دَعوى الجهل، ولا سيَّما ما يَتعلقُ بالعقيدة وأصل الدين

قال الشيخ ابن باز، رحمه الله:

"دَعوى الجهل والعُذر به؛ فيه تفصيل، وليس كلُّ واحدٍ يُعذر بالجهل.

فالأمور التي جاء بها الإسلامُ، وبيَّنها الرسولُ للناس، وأوضَحها كتابُ الله، وانتشَرت بين المسلمين؛ لا تُقبل فيها

دَعوى الجهل، ولا سيَّما ما يَتعلقُ بالعقيدة وأصل الدين؛ كدَعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عزَّ وجلَّ، أو

دَعوى أن الصلاةَ غير واجبة، وهكذا إذا ادَّعى أحدٌ بأنه يَجهل ما يفعله المشركون عند القبور، أو عند الأصنام؛

مِن دعوة الأموات، والاستغاثة بهم، والذَّبح لهم، والنَّذر لهم، وهكذا الاستهزاءُ بالدِّين، والطَّعن فيه، والسُّخرية به

والسَّب، كلُّ هذا من الكُفر الأكبر، وممَّا لا يُعذر فيه أحدٌ بدَعوى الجهل؛ لأنه معلومٌ من الدين بالضرورة؛ أن سبَّ

الدين، أو سبَّ الرسول؛ من الكفر الأكبر، وهكذا الاستهزاء والسُّخرية، وهكذا ما يَقع عند قبر البدوي، أو

الحسين، أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو عند قبر النبي عليه السلام.

أما المسائل التي قد تَخفَى، مثل بعض مسائل المُعاملات، وبعض شُؤون الصلاة، وبعض شُؤون الصيام؛ فقد يُعذر

فيها الجاهل عذَر النبيُّ للذي أحرَم في جُبَّة، وتلطَّخ بالطين، فقال له النبي: "اخلع عنك الجُبة، واغسل عنك هذا

الطِّيب"، ولم يأمُره بفديةٍ لجَهله.

وهكذا بعضُ المسائل التي قد تَخفى؛ يُعلَّم فيها الجاهلُ، ويُبصَّر فيها، أما أصولُ العقيدة، وأركان الإسلام،

والمُحرَّمات الظاهرة؛ فلا يُقبل في ذلك دَعوى الجهل؛ من أي أحدٍ بين المسلمين.

فلو قال أحدٌ وهو بين المسلمين: "إنني ما أعرف أن الزنى حرام؛ فلا يُعذَر، لكن؛ لو كان في بعض البلاد البعيدة

عن الإسلام، أو في مجاهل أفريقيا، التي لا يُوجد حولها مسلمون؛ قد يُقبل منه دَعوى الجهل، وإذا مات على ذلك؛

يكون أمره إلى الله، أما الذي بين المسلمين، ويقوم بأعمال الكفر بالله، ويَترك الواجبات المَعلومة؛ فهذا لا

يُعذَر، فدَعوى الجهل في ذلك؛ دَعوى باطلةٌ، والله المستعان".

- انظر مجموع فتاوى الشيخ ابن باز.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 1
  • 0
  • 5,937
المقال السابق
(3) عدم الاستغفار لمن مات مشركًا قبل البعثة
المقال التالي
(5) خطأ من زعم أنه لا يكفر أحدٌ، إلَّا إذا قصدَ الكُفر وعلِمَه!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً