البحث عن الإله (رؤية هندسية)
تخيل معي سخف من يرى كل هذه الإشارات التي تصل لحواسه من العالم الافتراضي، ثم يزعم بجهله أنه لا يوجد من يرسل له كل ما يراه ويتفاعل معه! إن الإنسان قد تعلم أن المعلومات لا تستحدث من عدم، فمن وراء هذا الكم الهائل مما يصل لحواسنا من معلومات بكل صورها..
البحث عن الإله وأسئلة من نوعية: لماذا لا نرى الله؟! وأين الروح؟! وما إلى ذلك..
أسئلة قديمة ومتجددة، عادة ما ينشغل البعض بطرحها أو بالرد عليها، وهنا أطرح مثالاً هندسيًا يوضح مدى سخف بعض الأطروحات أو بعض الأسئلة..
تخيل معي جهاز (virtual reality) متقدم جدًا، يجلس بداخله الشخص ليرى عالم افتراضي، ويتفاعل معه بحركات من جسده تترجم إلى حركات داخل العالم الافتراضي، داخل العالم الافتراضي يتحرك كائن افتراضي أنت من تحركه، وأنت من يشعر بما يتعرض له هذا الكائن الافتراضي عن طريق جهاز الـ(virtual reality).
وتخيل أن هذا الجهاز متقدم جدًا بالفعل لدرجة أنك بالفعل تشعر بكل ما يحدث للكائن الافتراضي! بل وتتفاعل معه بإرادتك لتوجهه أينما شئت في العالم الافتراضي..!
كذلك هي حياتنا لا تختلف عن هذا المثال، سوى أن صانع الجهاز هو المولى عز وجل، وأجسادنا في الدنيا ما هي إلا كالكائنات الافتراضية التي نتحكم بها، هي ليست (نحن) بل نحن نشعر أننا نملكها بما نستطيع من توجيهنا لها، فتتبع ما نريد..
أما الروح في خارج العالم الافتراضي، هي من تتحكم بالجسد الذي هو جزء من العالم الافتراضي.
تخيل معي الآن مع هذا المثال، سخف من يبحث عن مصمم العالم الافتراضي داخل العالم الافتراضي..
سخف من يبحث عن الروح أيضًا داخل العالم الافتراضي..
كما تخيل معي سخف من يرى كل هذه الإشارات التي تصل لحواسه من العالم الافتراضي، ثم يزعم بجهله أنه لا يوجد من يرسل له كل ما يراه ويتفاعل معه! إن الإنسان قد تعلم أن المعلومات لا تستحدث من عدم، فمن وراء هذا الكم الهائل مما يصل لحواسنا من معلومات بكل صورها..
إن عبث محاولة رؤية خالق الزمان والمكان داخل الزمان والمكان مماثل تمامًا لعبث محاولة رؤية مصمم جهاز الـ(virtual reality) داخل العالم الافتراضي الذي صممه.
- التصنيف: