اللاجئون السوريون بين قسوة العرب والشتاء
أين الخليج العربي..؟ أين النفط..؟ أين باقي العرب..؟ أين أمة الإسلام؟! أم أن التغاضي عن أوضاع اللاجئين أضحى داخلاً في خطة سياسية مرسومة..! ولو كان كذلك فعلى الشعوب أن تتحرك لإنقاذ هذه الأجزاء التي تقطع حية من نسيج الأمة.. سواء كانوا سوريين -وهم الأغلب الآن- أو فلسطينيين أو عراقيين أو غيرهم من المسلمين، في سائر الأرض ومنها بورما.
سـؤال ملح:
أين الخليج العربي..؟ أين النفط..؟ أين باقي العرب..؟ أين أمة الإسلام؟!
أم أن التغاضي عن أوضاع اللاجئين أضحى داخلاً في خطة سياسية مرسومة..!
ولو كان كذلك فعلى الشعوب أن تتحرك لإنقاذ هذه الأجزاء التي تقطع حية من نسيج الأمة..
سواء كانوا سوريين -وهم الأغلب الآن- أو فلسطينيين أو عراقيين أو غيرهم من المسلمين، في سائر الأرض ومنها بورما.
جاء في تقرير برنامج الغذاء العالمي في نهاية (2014): سنوقف توزيع المساعدات، وسيجوع اللاجئون السوريون في الشتاء..!
ونقلت سي إن إن عن برنامج الغذاء العالمي:
وأوضح البرنامج في بيان أنه في إطار هذا المشروع: "اعتاد اللاجئون السوريون الفقراء في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر استخدام القسائم لشراء المواد الغذائية في المتاجر المحلية، ودون قسائم برنامج الأغذية العالمي، سيصبح العديد من الأسر جوعى، وبالنسبة لللاجئين الذين يصارعون بشدة من أجل البقاء في فصل الشتاء القارس، فإن عواقب وقف هذه المساعدة ستكون وخيمة".
وقالت (إرثارين كازين)، المدير التنفيذي للبرنامج في نداء إلى الجهات المانحة: "إن تعليق المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج سوف يعرض صحة وسلامة هؤلاء اللاجئين للخطر، ومن المحتمل أن يسبب المزيد من التوتر وعدم الاستقرار وانعدام الأمن في البلدان المضيفة المجاورة".
وأضافت: "تعليق المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي سيكون أمراً كارثياً بالنسبة لكثير من الأسر التي تعاني بالفعل"، وأشارت إلى وضع اللاجئين الذين سيواجهون شتاءً قارسًا آخر، وخاصة في لبنان والأردن، حيث يوجد العديد من الأطفال حفاة الأقدام ولا يملكون الملابس المناسبة، العديد من الخيام غارقة في الوحل، والأوضاع الصحية يزداد تعرضها للمخاطر".
أما بيبي سي فنشرت التالي نقلاً عن الجارديان تحت عنوان (الغارديان: أوضاع مأساوية يواجهها اللاجئون السوريون خلال فصل الشتاء)، لندن: "نشرت الغارديان في عددها الصادر الأربعاء مقالاً حول الأزمة السورية تحت عنوان: (رأي الغارديان في الأزمة السورية: إن لم نتمكن من علاج المرض فليس أقل من تهدئة الأعراض)، تقول الصحيفة إن الشعب السوري يعاني بما فيه الكفاية بسبب ارتفاع معدل الوفيات جراء الحرب الأهلية الدائرة منذ سنوات، والذي تخطى (200 ألف) قتيل، كما تم تهجير نحو نصف السكان من منازلهم، سواء إلى أماكن أخرى داخل الأراضي السورية أو إلى دول الجوار".
وتوضح الصحيفة: "أن أزمة أخرى تضاف إلى رصيد المعاناة السورية، وهي ما أعلن عنه مؤخرًا برنامج الغذاء العالمي من تعليق عمله بخصوص اللاجئين السوريين بسبب عدم كفاية الميزانية".
وتؤكد الصحيفة: "أن البرنامج الدولي بحاجة إلى 60 مليون دولار على الأقل، ليواصل عمله في توفير الطعام لللاجئين السوريين الذين يقترب عددهم من مليونين في تركيا ولبنان، والأردن ومصر خلال الشهر الجاري فقط".
وتقول الصحيفة: "إن المال المطلوب ليس متوفرًا، ولا يبدو إنه سيتوفر سريعًا ربما بسبب الإرهاق المالي الذي أصاب الدول المانحة خلال السنوات الماضية، كما يتزامن ذلك مع الغارات الجوية لدول التحالف الأمريكي على مواقع تنظيم (الدولة الإسلامية)، وهي الغارات التي لا ينال النظام (الديكتاتوري السوري) منها أي أذى".
وتضيف الصحيفة: "أنه يبدو أيضا أن الأسد حقق نجاحًا في تقديم نفسه ونظامه للغرب على أنه حليف مؤقت في مواجهة (التطرف الإسلامي الأصولي) وهو ما يعني أن الحديث الذي تتبناه واشنطن وبعض مسؤوليها مؤخرًا عن فترة انتقالية سياسية في سوريا ليس إلا مجرد شعارات فارغة".
وتخلص الصحيفة إلى: "أن العالم لم يتمكن حتى الآن من معالجة جذور المرض في سوريا، ولا يبدو أن هناك جهة قادرة على فعل ذلك، لكن على الأقل فلتقم حكومات الدول الغنية وخاصة دول الخليج بتقديم المبلغ المطلوب فورًا لبرنامج الغذاء العالمي، لتقديم الطعام لللاجئين السوريين، لأنه وببساطة يمكن أن يكون استقرار هذه الدول التي تستضيفهم على المحك" (بي بي سي).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.