بين التابع و المتبوع - (14) عقل الحر لا يُستخف به

منذ 2015-01-16

اليوم يلام من صَدَّق تلك الشعارات؛ التي ظلت تُتلى على مسامعه، وصدقها حتى ارتطم رأسه بواقع حزين، يضعه بين خيارين؛ فتعرفهما.

وإن العقل الحر بطبيعته؛ يرفض الاستخفاف به، أو تغييبه؛ من خلال سدنة، طالما تشدقوا بشعارات اتباع الحق، وليس الرجال، وطالما رددوا أقوال تذم التمذهب المتعصب، ثم كانوا أول من تنكر لتلك الشعارات البراقة، حين وُضعوا في موضع التصدر، ووجدوا من يتعصب لهم، ويبصم من خلفهم.

اليوم يلام من صَدَّق تلك الشعارات؛ التي ظلت تُتلى على مسامعه، وصدقها حتى ارتطم رأسه بواقع حزين، يضعه بين خيارين:

1/ إما أن يُرمى بأنه سيء الأدب، لا يُنْزل الناس منازلهم، بل ربما وُصف بأنه من أعداء النجاح، أو حتى أعداء الوطن، والطابور الخامس، والسادس، والعاشر، وسائر التهم المُعلبة والجاهزة.

2/ وإما أن يقدس المتبوعين تمام التقديس، وأن يطبل لهم مع المطبلين، ويبصم، ويوقع مع الموقعين، محتفيًا بكل مواقف المتبوعين، وداعمًا لكل قراراتهم، وموقعًا لهم؛ صكًا -دائمًا- بالثقة، و(شيكًا) على بياض؛ يقر من خلاله أن السادة والكبراء يستحيل أن يخطئوا، ولئن بدا يومًا لكل عين أنهم مخطئون، فلتكذب عينك، ولترح عقلك، ولتقل: "أكيد لهم مأرب، ومقصد عظيم، لم أستطع بعقلي المسكين إدراكه، لكن يخطئون كالبشر؟! معاذ الله".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 1
  • 2,994
المقال السابق
(13) البصم المستمر
المقال التالي
(15) بين الاقتداء والمسخ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً