حبيب النَّجَّار يدعو لقاتله

منذ 2015-02-25

من عجائب المواقف التي سطرها لنا القرآن وندرت في التاريخ الإنساني، موقف حبيب النجار من قومه لما رفضوا الرسالة وكذبوا الرسل، بدأ بالدعوة بالحسنى وذكر فضائل الرسل ودلالتهم لقومهم على الهداية، دون أن يطلبوا أي مقابل، فكل غرض الرسل هو دخول الناس في ملكوت الله وإنقاذهم غداً من حر جهنم.

من عجائب المواقف التي سطرها لنا القرآن وندرت في التاريخ الإنساني، موقف حبيب النجار من قومه لما رفضوا الرسالة وكذبوا الرسل، بدأ بالدعوة بالحسنى وذكر فضائل الرسل ودلالتهم لقومهم على الهداية، دون أن يطلبوا أي مقابل، فكل غرض الرسل هو دخول الناس في ملكوت الله وإنقاذهم غداً من حر جهنم.

ثم ذكرهم بمن فطرهم وخلقهم وكيف يساوونه بمن دونه، ثم خوفهم بأنه وحده يملك لهم الضر ولا يستطيع الشركاء إنقاذهم من غضب الله، ثم أعلن إيمانه بكل وضوح، فماذا كان؟!

كان ردهم قتله! يا له من أبشع رد يمكن أن يتصور في مثل هذا الموقف، والأعجب أن التاريخ يسطر تكراره عبر الأزمان، في مفارقة عجيبة بين أتباع المرسلين وأتباع الهوى والشياطين.. اللهم سلمنا منهم.

وأما رد الله: قال تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [يس من الآية:26].
فكان جواب حبيب النجار على البشارة العظيمة: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس:26-27].

قال القرطبي: "وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كَظْم الغَيْظ، والحِلم عن أهل الجهل، والتَّرؤف على من أدخل نفسه في غِمار الأشرار وأهل البغي، والتَّشمُّر في تخليصه والتَّلطُّف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشَّماتة به والدُّعاء عليه، ألَا ترى كيف تمنَّى الخير لقَتَلته والباغين له الغوائل، وهم كفرةٌ عَبَدة أصنام" (تفسير القرطبي). 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,091

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً