فلنكن مثل شعاع ضوء
فلنكن مثل شعاع الضوء نساعد الآخرين ونأخذ بأيديهم إلى الخير، ونبعدهم عن الشر قدر إمكاننا، دون طلب أجر منهم أو سمعة أو ظهور..
هل لاحظتم من قبل أن شعاع الضوء لايُرى؟!
إنها حقيقةٌ فيزيائية، فنحن نرى بالضوء ولا نرى الضوء، تخيل أنك ترى زهرة أمامك، ما وسيلة نقل شكل الزهرة إليك؟
إنه الضوء! ولكن هل رأيت الضوء نفسه الخارج من الزهرة؟ لا، إنك رأيت ما يحمله لك من معلومات تحتاجها عن الكون المحيط بك ولم تره هو ذاته.
لو كان هناك شعاعًا ليزري يمر من جانبك لما رأيته أبدًا، في حالة وجود ذرات من التراب محمولة في الهواء، فإنك حينها ترى الذرات الترابية بفضل تشتت الضوء عليها وإظهاره لها! ولكنك أيضًا لم ترَ الشعاع! إذًا فالضوءُ (يمكنك) من رؤية الأشياء دون أن (تراه)!
إننا نستطيع أن نتعلم من شعاع الضوء دروساً مهمة وهي:
أ- أن نخلص في عملنا، وأن نساعد الآخرين لوجه الله تعالى، ونتفانى من أجلهم دون سمعة أو رياء.
ب- أن نتعلم أن أعظم ما يؤثر في حياتنا غالباً لا نراه، وأن عظمة الشيء في تأئيره وليست في مظهره.
ج- أنه من الحماقة ألا نعد ما لا يُرى ليس له وجود، وإنما ما ليس له وجودٌ حقًا هو ما لا يؤثر في من حوله.
فلنكن مثل شعاع الضوء نساعد الآخرين ونأخذ بأيديهم إلى الخير، ونبعدهم عن الشر قدر إمكاننا، دون طلب أجر منهم أو سمعة أو ظهور.. قال تعالى في سورة الليل من الآية (17) إلى (21): {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى . الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى . وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى . إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى . وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
والله أعلم.
- التصنيف: