أقوال مجموعة فيمن قيل لهم: كيف أصبحت؟ وكيف أجابوا؟ (2)

منذ 2015-04-26

هذه أقوال مجموعة وكلمات نيرة، هي أجوبة لمن قيل له: "كيف أصبحت؟"، لها دلالات ومعاني غزيرة، في الزهد والورع والتقوى نحن بأمس الحاجة لها في دنيا الفتن والشهوات وانكباب الناس على الملذات.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه أقوال مجموعة وكلمات نيرة، هي أجوبة لمن قيل له: "كيف أصبحت؟"، لها دلالات ومعاني غزيرة، في الزهد والورع والتقوى نحن بأمس الحاجة لها في دنيا الفتن والشهوات وانكباب الناس على الملذات.

1- عن دهثم العجلي، قَالَ: "لقيت يزيد الرقاشي، فقلت له: كيف أصبحت رحمك اللَّه؟ قَالَ: كيف يصبح من تعتد عليه أنفاسه، ويحصى لانقضاء أجله، لا يدري عَلَى خير يقدم، أم عَلَى شر؟ قَالَ: ثم ذرفت عيناه".
2- قال أبو سليمان الداراني: "يا أم هارون كيف أصبحت؟ قالت: كيف أصبح من قلبه في يد غيره".
3- قال المروزي: "دخلت يوما عَلَى أَحْمَد، فقلت: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض، ونبيه يطالبه بأداء السنة، والملكان يطالبانه بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها، وإبليس يطالبه بالفحشاء، وملك الموت يطالبه بقبض روحه، وعياله يطالبونه بنفقتهم؟".

4- عن عارم بن الفضل، قال: "قلت لزهير البابي: كيف أصبحت يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أصبحت بعدك في مسير إلى الآخرة، منتقلاً عن الدنيا بشدتها ورخائها".

5- عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: "سَمِعْتُ أَبَا الضُّرَيْسِ عُمَارَةَ بْنَ حَرْبٍ، يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا الضُّرَيْسِ؟ فَيَقُولُ: إِنْ نَجَوْتُ مِنَ النَّارِ فَأَنَا بِخَيْرٍ".

6- قيل للحسن: "كيف أصبحت يا أبا سعيد كيف حالك؟" قال: "بأشد حال، ما حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت لا يدري ما يفعل الله به".

7- قال رجل لميمون بن مهران: كيف أصبحت قال أصبحت مستوحشا كم من خلق كريم وفعل جميل قد درس تحت التراب.

8- عن أبي أمامة، أنه سمع رجلا يقول لرجل من المسلمين: كيف أصبحت يا صلع؟ فقال: يا ابن أخي، لقد كنت عن لعنة الملائكة غنيا.

9- كان أبو الدرداء إذا قيل له كيف أصبحت قال: "أصبحت بخير إن نجوت من النار".
10- كان سفيان الثوري إذا قيل له كيف أصبحت يقول: "أصبحت أشكر ذا إلى ذا وأذم ذا إلى ذا وأفر من ذا إلى ذا".
11- قيل لسًفْيان الثَّوْري: كيف أصبحتَ؟ قال: "أصبحتُ في دار حارتْ فيها الأدِلاء".
12- قيل لمالك بن دينار كيف أصبحت؟ قال: "أصبحت في عمر ينقص وذنوب تزيد".
13- قيل لبعض الحكماء كيف أصبحت؟ قال: أصبحت لا أرضى حياتي لمماتي ولا نفسي لربي.

14- قيل لحكيم كيف أصبحت؟ قال: "أصبحت آكل رزق ربي وأطيع عدوه إبليس".
15- قيل لحامد اللفاف كيف أصبحت؟ قال: "أصبحت أشتهي عافية يوم إلى الليل فقيل له: ألست في عافية في كل الأيام؟ فقال: العافية يوم لا أعصي الله تعالى فيه".
16- عن ابن عون، قال: "مررت بعامر الشعبي وهو جالس بفنائه فقلت: كيف أنت؟ فقال: كان شريح إذا قيل له: كيف أنت؟ قال: بنعمة ومد إصبعه السبابة إلى السماء".

17- عن جرير عن مغيرة قال: "سمعت إبراهيم وسلم عليه فقال: وعليكم، فقال: كيف أنت؟ قال: بنعمة من الله". 
18- وقيل لرجل وهو يجود بنفسه: "ما حالك؟" فقال: "وما حال من يريد سفرًا بعيدًا بلا زاد، ويدخل قبرًا موحشًا بلا مؤنس، وينطلق إلى ملك عدل بلا حجة"!

19- قيل لحسان بن أبي سنان: ما حالك؟ قال: "ما حال من يموت ثم يبعث ثم يحاسب"! 
20- قال ابن سيرين لرجل: "كيف حالك؟" فقال: "وما حال من عليه خمسمائة درهم دينًا وهو معيل"، فدخل ابن سيرين منزله فأخرج له ألف درهم فدفعها إليه وقال: "خمسمائة اقض بها دينك، وخمسمائة عد بها على نفسك وعيالك ولم يكن عنده غيرها".

21- قيل للشعبي في نائبة كيف أصبحت؟ قال: "بين نعمتين: خير منشور وشر مستور".
22- قال الجنيد: "دخلت على السري يومًا فقلت له: كيف أصبحت؟" فأنشأ يقول:

ما في النهار ولا في الليل لي فرج *** فلا أبالي أطال الليل أم قصرا

ثم قال: "ليس عند ربكم ليل ولا نهار".

23- وقيل لأحدهم كيف أصبحت؟ فقال: "أصبحنا أضيافًا مُنيخين في غُربةٍ, ننتظر متى نُدعَى فنجيب".
24- قال بعضهم لأبي العيناء -ورآه ضعيفًا من الكبر-: "كيف أصبحت أبا العيناء؟" فقال: "أصبحت في الداء الذي يتمناه الناس".

25- أن بردة الصريمية كانت إذا قيل لها: كيف أصبحت؟ تقول: "أصبحنا أضيافًا منتجعين، بأرض غربة، ننتظر إجابة الداعي".

26- قيل لأعرابي: "كيف أصبحت؟" قال: "أصبحت وأرى كلّ شيءٍ مني في إدبارٍ وإدباري في إقبال".
27- قيل لسعيد بن السائب: "كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أنتظر الموت على غير عدة".
28- قيل لأعرابيّ قد أَخذته كَبْرة السِّن: "كيف أصبحتَ؟ فقال: أصبحتُ تقيِّدني الشَّعرةُ، وأَعثُر بالبَعْرة، قد أقام الدهرُ صَعَرِي، بعد أن أقمتُ صَعَره".

29- قيل لبعض العارفين: "كيف أصبحت؟" قال: "أسفًا على أمسي، كارهًا ليومي، مهنًا لغدي".
30- قيل لبعضهم: "كيف أصبحت؟" قال: "أصبحت والدنيا غمي، والآخرة همي".
31- سئل الشاعر الأهوازي: "كيف أصبحت؟" فقال: "أصبحت والله أظرف الناس، وأشعر الناس، وآدب الناس"! فقال السائل: "أسكت حتى يقول الناس ذلك"! فقال: "أنا منذ ثلاثين سنة أنتظر الناس وليسوا يقولون".
32- قال الربيع لأبي العتاهية: كيف أصبحت؟ قال:

أصبحت والله في مضيقٍ *** فهل سبيلٌ إلى طريق؟
أفٍ لدنيا تلاعبت بي *** تلاعب الموج بالغريق

33- قيل لأعرابي: "كيف أصبحت؟" قال: "أصبحت أحتسب على الله الحسنة، ولا أحتسب على نفسي السيئة".
34- قيل للحسن البصري: "كيف أصبحت؟" فقال: "كيف يصبحُ مَنْ هو غَرَضٌ لثلاثةِ أسْهُمٍ: سهمُ رزيّةٍ، وسهمُ بليّةٍ، وسهمُ منيَّةٍ".

35- قال رجل لإبراهيم النخعي: "كيف أصبحت؟" فقال: "إن كان من رأيك أن تسد خلتي، وتقضي ديني، وتكسو عورتي أخبرتك، وإلا ليس المسؤول بأعجب من السائل".
36- قيل لأعرابي: "كيف أصبحت؟" قال: "أصبحت وأرى غروب الشمس وطلوعها يأخذان مني كل يوم جزءًا، وكم عسى أن يدوم عدد ليس له مدد حتى يبيد وينفد".

37- قيل لأعرابي: "كيف أصبحت؟" قال: "كيف يصبح من يفنى ببقائه".
38- قيل لأعرابي: "كيف أصبحت؟" فقال: "أصبحت بين حاذف وقاذف، وبين ستوق وزائف".
39- وعن عتبة المعروف بالغلام -وسمي بذلك لكثرة خدمته-: "أنه كان مقيمًا بالجبانة، فبلغ خبره علي بن سلمان أمير العراق، فخرج حتى وقف عليه فسلم فرفع رأسه فرد عليه فقال له الأمير: كيف أصبحت؟ قال: متفكرًا في القدوم على الله بخير أم بشر، ثم بكى وأطرق رأسه منكسًا إلى الأرض، فقال: الأمير قد أمرت لك بألف درهم فقال: قبلتها على أن تقضيني معها حاجة، فقال: وقد سر بذلك وما هي؟ قال: تقبل مني ما وهبتني فقال قد فعلت وانصرف".

40- قيل لعبد الله بن المبارك: "كيف أصبحت؟"، قال: "إنك تسأل الهارب عن باب ربه عن عافية صباحه، إنما العافية للثوري وأصحابه".

41- قيل لإسماعيل بن صبيح وهو مريض: "كيف أصبحت؟"، قال: "أصبحت تحيرت على الأطباء".
42- قيل لناسك: "كيف أصبحت؟"، قال: "بنعمة من الله، وثناء من الناس لم يبلغه عملي".
43- قال مسهر لعطية العوفي: "كيف أصبحت؟"، قال: "في سلامة مشوبة بداء، وعافية داعية إلى فناء".
44- قال عبد العزيز المتكلم: "رأيت بهلولًا يومًا باكرًا فقلت: يا بهلول كيف أصبحت؟ قال: بخير، أنتظر لقاء من يوجب الأجر، ويحط الوزر، ويشد الأزر، ثم قال لي: يا عبد العزيز أحسن مجاورة النعم بالشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء".
20/3/2013

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 4
  • 0
  • 16,021

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً