نظر قاصر

منذ 2015-06-06

كم من طريق ظننته يومًا طويلاً وحسبت سلوكه عسيرًا، بينما كانت حقيقته غير ذلك، ولم تكن ثمة مشكلة إلا في نظرٍ قاصر وفهمٍ سقيم؟!

ذهبت قريبًا إلى مكان لم أره منذ الصبا، عند ناصية الطريق وجدت تلك العلامة البارزة التي كنت قديمًا أميز بها المكان، ها قد بدت واضحة في الأُفق، لكن لحظة..

عن أي أُفقٍ أتحدث؟!
وما بالها قد صارت قريبة هكذا؟!
وما بال هذا الطريق قد تقلص وانكمش؟!

لن تمضي لحظات إلا وأجد نفسي قد وصلت!
ما رسخ في ذاكرتي أن هذا الشارع كان طويلاً جدًا، ما كنت أتصور في صباي أن أقطعه سوى راكبًا، وتظل المسافة بعيدة والطريق طويلاً مملاً رغم الركوب، هذه المرة فوجئت أنها مسافة لا تذكر فعلاً!

تُرى هل كان الطريق دومًا قصيرًا هكذا، ولم تضخمه حينها إلا نظرات الصبا، ومبالغات المراهقة، وعجلة الشباب أو استعجاله؟! أم هل تراها الخطوة قد تسارعت؟! أم هي النظرة التي اختلفت بعد أن طافت بين المسافات البعيدة وسعت؟!

أم تراه العمر قد طال بالمرء ولم يعد متبقيًا منه مثلما ذهب؟!
ربما كان ذلك.. وربما غيره، اختلاف الرؤية عن الحقيقة وارد متكرر، {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [المعارج:6-7].

لكن يبقى السؤال الأهم: كم من طريق ظننته يومًا طويلاً وحسبت سلوكه عسيرًا، بينما كانت حقيقته غير ذلك، ولم تكن ثمة مشكلة إلا في نظرٍ قاصر وفهمٍ سقيم؟!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 1,640

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً