لماذا انتصرنا؟ لماذا انهزمنا؟

منذ 2009-02-07

ولما حاصر قتيبة بن مسلم كابل رفع أحد العباد أصبعه يقول: "يا حي يا قيوم"، فقال له قتيبة: "والله إن أصبعك هذه أقوى عندي من مائة ألف شاب طرير، ومن مائة ألف سيف شهير".....


انتصرنا فيما سبق من الزمان، يوم كان شعارنا لا إله إلا الله، يوم كان جنودنا يعفّرون وجوههم سجداً لله قبل المعركة، يوم كان جيشنا يكبر في الأرض فتكبر الملائكة في السماء فتهتز الجبال وتنخلع قلوب الأعداء ويحل النصر ويحصل الظفر، يقول محمد إقبال:

نحـن الذيـن إذا دُعوا لصلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا في مسمع الـروح الأمـين فكبرا


يوم حضر خالد بن الوليد معركة اليرموك، وكان جيش الروم كالبحر الهائج فقال أحد المرجفين لخالد: "اليوم يا خالد نفّر إلى جبل سلمى وآجى"، قال خالد وقد رفع سبابته ونظره إلى السماء: "لا والله لا نفّر إلى جبل سلمى وآجى لكن إلى الله الملتجى"، فحصل الفتح المبين.

ولما حاصر قتيبة بن مسلم كابل رفع أحد العباد أصبعه يقول: "يا حي يا قيوم"، فقال له قتيبة: "والله إن أصبعك هذه أقوى عندي من مائة ألف شاب طرير، ومن مائة ألف سيف شهير".

ولما حضر صلاح الدين في حطين انتظر حتى صعد خطباء الجمعة على المنابر لتكون ساعة إجابة، ولما حضر قطز عين جالوت صرخ في الجيش: "وا إسلاماه"، وسجد نور الدين محمود عند فتح عكا، وسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير.

ويوم قال عبد العزيز بن عبد الرحمن لأحد عماله: "إذا كان الله معك فمن تخاف؟ وإذا الله كان ضدك فمن ترجو؟"...

انتصرنا يوم كان الحاكم والمحكوم على قلب رجل واحد...

انتصرنا يوم صاح عمر على المنبر عام الرمادة، قائلاً: "والله لا أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين"...

انتصرنا يوم نصرنا المستضعفين، وكفلنا الأيتام ورحمنا المساكين وواسينا الفقراء...

انتصرنا يوم حملنا القرآن في قلوبنا والعزة في أنوفنا والهمة في رؤوسنا...

انتصرنا يوم انتصر العدل على الظلم والحرية على الاستبداد ورأي الأمة على رأي الفرد...

انتصرنا يوم شيّدنا صروح المعرفة ومنارات العلم فقدمنا للعالمَ الشافعي وابن تيمية وابن خلدون وألوفاً أمثالهم...

انتصرنا يوم قادنا عمر وسعد وخالد وطارق وقتيبة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم...

ثم انهزمنا يوم ألغى بعض حكامنا الإسلام جهاراً نهاراً ووضع مكان الله الواحد الحزب الواحد، وألغى لا إله إلا الله ورفع مكانها أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ويوم رفض بعضنا السجود لله وسجد للشيطان والصنم والطاغوت...

وانهزمنا يوم أكلنا الربا والسحت، وكذبنا على أنفسنا والناس، وغدر بعضنا ببعض، وسفك سفهاؤنا دماء عقلائنا، وطففنا الكيل والوزن، وهجرنا القراءة والكتاب والصناعة والإبداع وتشاغلنا باللهو والرقصات الشعبية، والنعرات القبلية والشعارات العنصرية، والهتافات الحزبية، والغناء والغثاء والهذيان والفراغ مع البطالة...

وانهزمنا يوم كُسر القلم الحر، وكُمّم الفم الصادق، وصودرت حقوق الناس وسجن الأبرياء وجلد الشرفاء، واغتيلت حرية الرأي، ولُعب بالمال العام، وعذّبت الشعوب بسياط الاستبداد والاستعباد ونصبت محاكم التفتيش، وصارت كثير من الدول العربية سجوناً كبيرة لمواطنيها، وصار الإسلام تهمة، والمسجد مهجورا، والمصحف مجلة، والمصنع باره، وهجرنا الاكتشاف والاختراع والعمل والإبداع ورضينا بالذل وآثرنا الخمول وعشقنا النوم وغلبنا الكسل...

انهزمنا يوم تفرقنا واختلفنا وانقسمنا إلى طوائف وفرق وأحزاب ومنظمات وجماعات كل فئة تلعن الأخرى وتكفرها وتستحل دماءها، وصار بعض العلماء والكتاب والمفكرين يتبادلون التهم والتخوين والتكفير، ونسينا مهمتنا في الحياة، بعدما كنا خير أمة لأعظم رسالة وأجلّ دعوة في أقدس بقعة لأشرف هدف، بأحسن منهج وأكمل شريعة وأنبل قيادة وأكرم جيل وأصفى منهج وأروع حضارة وأطهر إنسانية، فإلى الله المشتكى وعليه التكلان وهو المستعان وبه المستغاث وإليه الملجأ ومنه الرشد، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


هذا المقطع مستل من كتب (سنابل وقنابل لماذا انتصرنا؟ لماذا انهزمنا؟)

المصدر: موقع الشيخ القرني

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 6
  • 2
  • 9,846
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] فضيله الامام صالح ال طالب صدق الله العظيم ما انا فيه وما اعانيه فبما كسبت يدى ونفسى الاماره بالسوء وكل ما حدث لى وما عانيته فى حياتى طوال عشرين سنه لا الوم فيه احد لا اب ولا ولا اخ ولااصحاب ولا جيران ولا حتى زوجتى هذه التى لاقيت منها خلال عشر سنوات ما لا يتحمله عشره رجال لو اجتمعوا نعم يا امام فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره ولكن اخواننااحسنوا الظن فى ذنوبى قال سبحانه قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وقال سبحانه فى الحديث القدسى انا عند ظن عبدى بى وانا ظنى به سبحانه جل جلاله وتقدست اسمائه اهل الثناء والحمد واهل العزه والمجد وكلنا له عبد ظنى به الان وهذه الساعه وهو يرانى بعينه التى لاتنام سبحانه قال سبحانه وتعالى وهو معكم اينما كنتم فهو مطلع على وعلى قلبى وعلى حالى الان وهذه الساعه فظنى به انه غفور ودوود رحيم حنان منان عفو يحب العفو عن عباده الضعفاء المساكين الفقراء الذى خلقهم وهو اعلم بضعفهم وهوانهم وقله حيلتهم فضيله الامام صالح انا اشعرالان واسمع فى قليى كان هناك صراخ وصويت واصوات عاليه فى صدرى وانا اعلم انه الشيطان الذى بداخلى والذى يسكن قلبى فضيله الامام انا اشعر ان هناك هيجان وشىء يحدث فى قلبى لم اشعر به ولم احس به قبل ذالك كان هذا الشيطان يحدثنى ويقول لى انت هكذا ستحرقنى وتقتلنى فانا افهم هذا الكلام الان ولم اسمعه باذنى فالله اكبر منه ومن همزه ونفخه ولمزه الله اكبر من كل شيطان مارد الله اكبر من كل سحر وساحر
  • omarAlkhair

      منذ
    [[أعجبني:]] وقع الشيخ يده على الجرح تماماً , جزاك الله كل خير يا شيخنا على هذه المقالة الرائعة. [[لم يعجبني:]] ليس هناك عيب في المقالة نفسها ولكننا بحاجة إلى طرق عملية نستطيع كأفراد أن نطبقها, مثلاً :ماذا أفعل لأقلل الربا بين الناس؟ كيف أقنع الناس بأهمية الكتب؟ ما حيلتي في أن أعيد -أو أحاول إعادة- قدر العلماء ,فلا يشتملخلاف فقهي ؟... وهكذا. نتمنى من الشيخ أن يدلنا على هذه الوسائل في مقالة قريبة إن شاء الله.
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] فضيله الشيخ عائض القرنى وانتم يا علمائنا قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره هذا الكلام كلام الله وهذا الحكم من الله قال سبحانه والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع انه لقول فصل وما هو بالهزل ان احكام الله سبحانه وتعالى والتى قضاها على عباده فى دنياهم لا تتبدل ولا تتغير لا مع نبى ولا رسول ولا اتباعهم انه سبحانه لايظلم مثقال ذره ولا اكبر منها ولا اصغر فمن يعمل مثقال ذره فسيرى نتيجه عمله ان كان خيرا فخيرا وان كان شرا فشرا قال سبحانه ونفس وما سواها فالهما فجورها وتقوها قد افلح من زكها وقد خاب من دسها فمن زكى نفسه فثمرتها الفلاح فى الدنيا والاخره ومن دسها فعاقبتها الخيبه والخسران فى الدنيا والاخره هكذا قضى سبحانه بين عباده اجمعين ابيضهم واسودهم قال سبحانه وهديناه النجدين اى والله اعلم عرفناه الطريقين طريق الايمان وطريق الضلال طريق المسجد وطريق الملهى فليختار هو الطريق الذى يسير فيه بارادته وكامل اختياره وعليه ان يعلم ان الطريق الذى سيختاره لنفسه يتحمل اخره وعاقبته فطريق الايمان والطاعه اخره فلاح وسعاده وطريق الضلال والشهوات المحرمه اخره الخسران والعذاب والدنيا دار عمل والاخره دار جزاء وحساب كما قال سبحانه فى الحديث القدسى يا عبادى انما هى اعمالكم احصيها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذالك فلا يلومن الا نفسه فضيله الشيخ ان الامه الاسلاميه فى العصور الماضيه والتى تحدثت عن انجازاتها وفتوحاتها وانتصاراتها ايام عمر وسعد وخالد وقتيبه وقطز وصلاح الدين كانت الامه الاسلاميه كلها رجالا ونساء وشيوخا وشبابا كانت امه ملتزمه الخير فيها كثير عباد صالحه يعرفون الله يصومون النهار ويقومون اليل حياتهم طاعه وعباده احبوا الله فاحبهم الله استاعنوا بالله فاعنهم الله نصروا الله فنصرهم الله كما قلت قبل ذالك قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره فمن العدل انه سبحانه عاملهم باعمالهم نصروه فنصرهم اقاموا شرعه وعظموا شريعته ففتح الله لهم من بركات السماء والارض ما نعلمه جميعا مما كان فى عصورهم حتى انه لم يكن هناك فقير واحد يا خذ مال الصدقه وكانت حبه القمح قدر نواه البلح اما الان وهذه الايام انت ترى وكلنا نرى فنانات وراقصات ومخنثين وشواذوشاربى خمور ومخدرات يكرمون فى المحافل والمهرجانات امام العالم كله ويرفعون فوق الاكتاف ويرمون بالورود والياسمين وهم لا يساوون فى دين الله بهائم بل فى دين الله هم اضل من البهائم والحمير لا هم لهم الا المتع والشهوات وفى الجهه الاخر علماء ودعاه وشباب متدين يدخلون المعتقلات والسجون يحرقون بالنار ويضربون حتى يغشى عليهم من الالم وهذا واقع والكل يعلم ذالك اذن ماذا تنتظر من الله سبحانه وتعالى لهذه الشعوب اينصرهم ويعزهم ويفتح لهم من بركات السماء والارض نحن ونحن عبيد لا نرضاها علمائنا وائمتنا قال سبحانه فى اخر سوره الملك قل ارئيتم ان اصبح مائكم غورا فمن ياتيكم بماء معين كذالك لو اصبحت الامه فى ضعف وهوان ومذله فمن ياتيها بالنصر والعزه والتمكين الا الله رب العالمين فالامه الاسلاميه هى الان اغنى الامم من جه المال واغنى الامم من الثروات الحيوانيه والزراعيه وهى اغنى امم الارض من ثرواتها المعدنيه وةما فى باطن الارض وهى فى افضل موقع جغرافى على وجه الارض ياتى اليه سكان العلم كله اذن لا ينقصها شىء من مقومات العزه والرفعه والرياده ولكن اغنى امه على وجه الارض عندما ابتعدت عن دين الله وشريعه الله وحكم الله جعلها الله اذل امه على وجه الارض لا وزن لها ولا قيمه بتلفون واحد من البيت الابيض تقوم دوله وتقعد دوله اخرى ان الله لايحابى احد ولن يحابى احد ولن تتبدل سنه الله ولن تتغير فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره وما هى الذره التى يحاسب الله بها عباده هل هى نظره ام كلمه ام خاطرفى النفس الله اعلم بهذه الذره التى يحاسب الله بها عباده ودوله الامارات تدفع 25 مليون دولار لمطربه امريكيه لتقيم حفلتان عندها ورجل اعمال سعودى يدفع 15 مليون ريال ليشترى لا عب كره ليحرز له هدفاواخر يشترى رقم محمول مميز بعشره ملايين ريال وهناك فى فلسطين الارض المباركه المذكوره فى كتاب الله واهلها فى رباط لا يجدون لادواء وطعام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً