وكُلٌّ على ثغرٍ فاصمُد..!

منذ 2015-12-03

احرِص على غَرس الأصول في أعماق الأرض والقلَب.. واستَقِم كما أُمِرت

ولا يُنازِعَنَّك الشيطان نَفسك.. ويُمَزِّق هِمَّتَك ويُخَذّلك.. فأنتَ قد خُلِقتَ.. وكُلِّفتَ.. والأمانة على عاتقك مازالت تنتظر.. أن تأخذها بِحَقِّها..!

واحرِص على غَرس الأصول في أعماق الأرض والقلَب.. واستَقِم كما أُمِرت.. وبأي الفروعِ بعدها تَمسَّك.. ولا تُبال.. فكُل فُروع النبتة الطيبة لابُدّ آخِذُكَ إلى المَعالي.. وابكِ على خطيئتك.. دون يأسٍ.. واعلم أنّك ما ضُرِبتَ بعُقوبةٍ أشَدّ من حرمانك من الذِّكر.. وجرَيان الطُّهر والعَسَل المُصَفّى على لسانك..

ذلك الجُزء الذي ما حَفِظتَه.. فما حفِظَك.. وغَضِب لله بما اقترفته يداك.. فما استجاب لك.. وما أطاعك إلا في سُبُل المَهاوي والرَّدى.. وهو بَعدَ حينٍ مَسؤولٌ وشاهِدٌ عليك ومُخاصِمُك عِندَ الدَّيّان.. يومَ تَقولُ حتى ذرات جسدك.. نَفسي نَفسي..!

وأَنِب إلى الذي.. مهما ابتَعَدتَ اتّسَعَت لَك رحابه.. ومهما غَلَّقت الأبواب.. فُتِّحَت لك أبوابه.. ويَومَ تُنيبُ يَفرَح أن تابَ عَبدُه ويقول لأهل السماءِ افرحوا.. قد تابَ عَبدي..! ذلك هو الله..

ما أعجَز اللفظِ عن وصفه سبحانه..! وهو الذي لَم يَزل صَبورا.. حليماً.. كَريما.. رؤوفا وَدودا.. يَغفِرُ الزَّلة.. ويقيلُ العَثرة.. وينتصر للمؤمنين.. والشَّيطان يتَوَّعَّدُهم.. ويَعِدهم الفَقر.. والله يَعِدُهم .. ما داموا يَستَغفرونه.. بمغفرة منه ورِضوان.. ما دامَ في قلوبهم نبض.. وأجسادهم حياة..!

هو الله.. الذي وَعَد المُصَّدقين والمُصَّدِّقاتِ وَعدا حَسَنا وناداهم:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً}[البقرة:245].. وهو الغَنِيُّ عن العالَمين..!

ذَلِك رَبّي.. الذي جَعَلَ النورَ واحدا.. ودُروبَ البِرِّ كَثيرة.. وأبوابَ الجَنَّةِ ثَمانية.. لَتدخل بِرَحمَته.. من أَيِّها.. والسَعيدُ من فازَ بِها جَميعا..!

فيارعاك الله.. هذي رسالة من رسائل رَبّك..تَهديكَ السَّبيل.. أن قُل لا إله إلا الله ثُمّ استَقِم.. فاصلِح قلبَك.. وجدد هِمَّتك.. والزم ثَغرك.. ولو كان ريشةً في مِحبرة.. وتَوَكَّل على قَيّومُ السمواتِ والأرض.. والعاقبة للمُتَّقين..!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

بسمة موسى

مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة

  • 5
  • 0
  • 3,362

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً