مع القرآن - فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ

منذ 2016-02-03


المنافقون مثار الجدل منذ بزوغ فجر الإسلام فموقفهم محير متلون .
دائماً هم  موضع قلق للأمة فلا هم منها و لا هم (ظاهرياً) عليها .
و هم أخطر من العدو الواضح العداء الظاهر الكفر .
يبطنون الحقد و العداء للإسلام و الشريعة و يتسمون بأسماء المسلمين ويحسبون أنفسهم على الأمة وهم ألد الأعداء .
و الحيرة كل الحيرة : هل نأخذهم بالباطن الذي يظهر في بعض سقطاتهم أم نعاملهم بالظاهر.
و الأنكى و الأنكد أن منافقي عصرنا الحديث يحاولون الخلط بين الإسلام و بين مناهجهم التي تبنوها و هي في أصلها مضادة للإسلام ومنهجه .
فم يتبنون مناهج مضادة للإسلام و يصرون على التمسك بمسمياتهم الإسلامية و تواجدهم بين صفوف الأمة مع استمرارهم على زعزعة تلك الصفوف .
هنا وقف القرآن بكل قوة و وضوح و في بيان ساطع قاطع  قال ربنا :

{ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا } [النساء 88و 89 ]
قال السعدي  : المنافقون المظهرون إسلامهم، ولم يهاجروا مع كفرهم، وكان قد وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم فيهم اشتباه، فبعضهم تحرج عن قتالهم، وقطع موالاتهم بسبب ما أظهروه من الإيمان، وبعضهم علم أحوالهم بقرائن أفعالهم فحكم بكفرهم. فأخبرهم الله تعالى أنه لا ينبغي لكم أن تشتبهوا فيهم ولا تشكوا، بل أمرهم واضح غير مشكل، إنهم منافقون قد تكرر كفرهم، وودوا مع ذلك كفركم وأن تكونوا مثلهم. فإذا تحققتم ذلك منهم { فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ } وهذا يستلزم عدم محبتهم لأن الولاية فرع المحبة.
ويستلزم أيضا بغضهم وعداوتهم لأن النهي عن الشيء أمر بضده، وهذا الأمر موقت بهجرتهم فإذا هاجروا جرى عليهم ما جرى على المسلمين، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجري أحكام الإسلام لكل مَنْ كان معه وهاجر إليه، وسواء كان مؤمنا حقيقة أو ظاهر الإيمان.

أبو الهيثم

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,239
المقال السابق
نهاية القصة
المقال التالي
أنت وشفاعتك موزونون

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً