قُطَّاع طريق

منذ 2016-02-12

قُطَّاع طريق الله ورسولِه .. الظالمون  وخُطباؤهم !

في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .. !

فسَّر الجمهورُ المُحارَبة ها هنا :
بقطع الطريق على الناس، والاعتداء على حُرماتهم، واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم !!
فإذا كان مَن يقطع الطريق على مسلم، لأجْل سرقة وغيرها من أعراض الدنيا .. قد سُمّي مُحاربًا لله ورسولِه ؛
فكيف بمَن يقطع على الناس؛ الطريقَ على دين الله ورسولِه .. ؟!!
بمُحاربة دينِه، وإماتةِ شريعته، ومُعاداة سُنّة رسوله، وتشويه ثوابت الدين وتعاليمِه، وإعلاء شرائع الكفر على شرائع الإيمان !!
فهَل هؤلاء إلَّا مُحاربون .. مُحادّون .. مُعادُون لله ورسولِه .. ؟!!
بل إن ما يَستوجبونه من الإثم والعقوبة، جرَّاء دحض شعيرة واحدة من الدّين؛ يُعادل أضعاف أضعاف ذهاب دنيا الناس وأعراضهم !

ولِخُطباء الطواغيت المُداهنين لهم، المُنافقين إياهم، المُشرعِنين لمُخالفاتهم؛ أوفر نصيب من ذلك ولا شكّ؛ إذ إنهم على الحقيقة، حربٌ على الدِّين وأهله، بألسنتهم الحِداد، وخُطبهم المَسبوكة، وأقلامهم المَسمومة .. وذلك على الدّين وأهله أشدّ من السَّيف الحُسام !
 يقول ابن تيمية رحمه الله، في الصارم المَسلول :
( المُحاربة نوعان: مُحاربة باليد، ومُحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدِّين؛ قد تكون أنكَى من المحاربة باليد ... !
وكذلك الإفساد؛ قد يكون باليد، وقد يكون باللسان .. وما يُفسده اللسان من الأديان؛ أضعاف ما تفسده اليد ... !
فثبَت أن محاربة الله ورسولِه باللسان؛ أشدّ، والسَّعي في الأرض لفساد الدين باللسان؛ أوكد، فهذا ... أولَى باسم المُحارب المُفسد، من قاطع الطريق ).

فلينظر كلٌّ أين يَقف .. ومع مَن يقوم .. وفي سبيل مَن يُحارب ويُقاتل .. ؟!!
{ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }.

وربُّنا الرحمن وهو وحده المُستعان !
أبوفهر المسلم

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 0
  • 0
  • 1,956

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً