أبجديّات حول خُرافة فصل الدّين عن الدّولة

منذ 2010-02-04

إن معنى أن يكون الله في السماء إله وفي الأرض إله، هو أن يكون صاحب الكلمة الأولى هنا وهناك.. الحاكم والمشرّع هنا وهناك.. المالك والمدبر هنا وهناك.. المقدّر والمصرّف هنا وهناك...

 


(1)
إن معنى أن يكون الله في السماء إله وفي الأرض إله، هو أن يكون صاحب الكلمة الأولى هنا وهناك.. الحاكم والمشرّع هنا وهناك.. المالك والمدبر هنا وهناك.. المقدّر والمصرّف هنا وهناك..

إن القرآن يقولها صراحة { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ }، والذين يدعون إلى فصل الدين عن الدولة، أو إعادة الدين إلى سماواته العليا ورفض تدنيسه بأوحال السياسة -كما يقولون-، أو تحييد الدين وعدم تسييسه أو زجه بالسياسة -كما يشتهون-، الذين يعلنون بأن "ما لله لله وما لقيصر لقيصر" ،إنما يقفون -شاؤوا أم أبَوْا-، بمواجهة هذه القاعدة القرآنية الصارمة الواضحة، وكأنهم يطلبون من الله سبحانه أن يسحب يديه من العالم، وأن يكتفي بحكم ما وراءه.. وحاشاه!!
ألا يدري هؤلاء بأن كلمة (ألوهيّة) لغة واصطلاحاً تعني الربوبيّة والحاكميّة، وأن من يكون إلهاً في أي مكان من الكون والعالم، يكون ربه وحاكمه بالضرورة؟
أفيكون الله إلهاً حاكماً في الكون.. وإلهاً غير حاكم في العالم، لا لشيء إلا ليفسح الطريق أمام الطواغيت والأرباب والفراعنة والكهنة لكي يستعبدوا الناس (لحسابهم) من دون الله؟!
وما هي مصلحة جماهير الناس في أن يتنازلوا عن حريتهم وكرامتهم ومكانتهم في العالم لصالح حفنة من المتألهين في الأرض؟ { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد:24].



(2)
إن آيات الحكم بدين الله في الأرض.. أي بمنهجه وتشريعه وقوانينه ونظمه.. واضحة، صريحة، بيّنة: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [المائدة:44]، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [المائدة:45]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [المائدة:47]، { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ } [المائدة:49]، وإن ألف محاولة للتعتيم عليها لن تزيدها إلا وضوحاً بحكم حقيقة الدين نفسه باعتباره طريقاً للخلاص، ورؤية شاملة للكون والحياة والإنسان، وبرنامجاً لصياغة الوجود البشري والتحقق بالوفاق مع المصير. وإن أي شريعة أخرى يضعها هذا الطاغية أو ذاك، ويصنعها هذا الفرعون أو ذاك، ويخطط لها هذا الإله أو ذاك.. لن تزيد الإنسان إلا تفتّتاً وتمزقاً، ولن تزيد الجماعة إلا تعاسة وشقاء، ولن تتمخض إلا عن ارتطام محزن بين الوجود والمصير..

ثم إن هؤلاء الطواغيت كثيرون جداً، ومناهجهم وأديانهم كثيرة جداً، وكل منهم يدّعي -لسفهه وغروره وتألّهه- أنه هو صاحب الكلمة النهائية في هذا العالم، وأن طريقه هو الطريق.. فأي من هؤلاء تتبع حشود الناس، وكيف سيكون الناس ـوهذا ما كان فعلاًـ لو أن كل جماعة منهم انتموا لهذا الطاغوت أو ذاك، وقاتلوا عنه، ورفضوا دعوة الفراعنة الآخرين؟

إن معضلة التاريخ البشري هي هذه، وإن الحل الأوحد هو هذا: الانتماء لدين الله الواحد.. لصراطه المستقيم الذي لا صراط غيره { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام:156].


(3)
فمن تريدون أن يشرّع لكم: الله المنزّه عن الميل والظن والهوى، أم العباد المترعون ميلاً وهوًى، الممتلئون ظناً والذين تبين لكم في رحلة التاريخ البشري كم هم حريصون على عدم تجاوز مصالحهم الخاصة إلى مصلحة الإنسان، والتنازل عن مواقعهم المتفردة من أجل جماهير الناس؟

إن الدين يريدها أن تكون للناس جميعاً؛ لأن الله هو خالق الناس جميعاً، وربهم وإلههم.. والطواغيت يريدونها لهم أولاً، ولحفنة ممن يسبحون بحمدهم ويعززون سلطتهم في الأرض ثانياً.. ولا شيء وراء هذا وذاك..
إما أن يكون الدين لله حيث يتساوى الناس جميعاً وتفتح أمامهم سبل الحياة الحرة العادلة، المتوحدة، الكريمة.. وإما أن يكون للطاغوت حيث الفتنة التي لن ينجو من ذيولها أحد.. الطاغوت ومن يسكت على حكم الطاغوت { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال:25].



(4)
إن المسألة في جوهرها صراع بين تحرير الإنسان من تألّه الطواغيت وبين خضوعه لألوهيتهم وطغيانهم، ليس ثمة تفسير آخر للدين.. وما كان الله سبحانه وتعالى ليدع عباده يضربون بغير هدى، ويندفعون عبر رحلة التاريخ فوضى ذات اليمين وذات الشمال لكي ما يلبثوا أن يقعوا في مصيدة الاستعباد والإذلال..

إن الفراعنة ينتظرون في كل زمان ومكان لكي يضربوا ضربتهم، ولكي يبنوا على تيه الجماعات والأمم والشعوب مجدهم المدَّعى وتجبّرهم المرتجى..
إن الدين هو التحذير الذي يضرب به الله سبحانه وجوه هؤلاء الطواغيت على أيدي رسله كي لا يسترسلوا في طغيانهم، ويعمهوا في غيّهم، وهو التحرير لجماهير الناس من كل ما يمسّ كرامتها ومكانتها وتفرّدها على العالمين، وهو منهج حياة وبرنامج عمل لن يضل من ينتمي إليه ويعمل من خلاله..
إنه يوصد الأبواب أمام لعبة الطغيان ومأساتها، فإن لم يدخل الدين ساحة الفعل والتحقق والمجابهة والصراع، فمن يوقف الفراعنة عند حدهم؟ من يردهم على أعقابهم؟ من يجردهم من سلاحهم ويكشف كيدهم؟

إنه ليس ثمة حل وسط؛ فإما أن يكون الدين فاعلاً في التاريخ، معتمداً كل الأدوات التي تمكنه من أداء مهمته بما فيها (السياسة) و (الدولة)، وإما ألاّ يكون على الإطلاق، فليس ثمة معنى لأن يُعبد الله في هذا المبنى أو ذاك، في هذا الجامع أو الكنيسة، بينما عباد الله في الخارج يُستعبدون ويُستضعفون، ويُعبَّدون بالقسر والإكراه لمدعي الألوهيّة من الطواغيت والأرباب..

لقد قالها الفاتحون الأجداد مراراً وسيقولها أحفادهم تكراراً: "جئنا لكي نخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده".. إن الدين هو حركة خروج في قلب الواقع من حال إلى حال، ولن يتحقق ذلك إلا بأن يمارس المنتمون للدين حقهم في تنفيذ هذا العمل التاريخي الدائم.. ما دام هنالك أبداً مَن تحدثه نفسه بأن يتسلط على رقاب الجماهير، ويكون فرعونها المطاع..
هل يخلو التاريخ من هؤلاء؟



(5)
إننا إما أن نقبل الدين كاملاً أو أن نرفضه مزقاً وتفاريق، وإلا أعدنا لعبة بني إسرائيل التي دمغها القرآن بالظلم والكفر والخزي { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة 85].

إن أي منهج أو قانون وضعي لا يمكن إلا أن يُقبل كاملاً، وليس من المعقول أن يقول مواطن ما في أية دولة: إنه ليعجبني هذا الجانب من القانون وسألتزم به، وينفرني ذلك الجانب ولن ألتزم به.. إنه حينذاك يعرض نفسه لعقاب السلطة التي تقوم مهمتها على حماية التنفيذ الكامل للقانون..
لماذا؟ لأن الانتقاء الكيفي سوف يعرض سياسة الدولة وبرنامج عملها للتمييع والتناقض، وسوف يقودها إلى التفكك والدمار.

أفيكون هذا شأن القوانين والنظم الوضعية، ولا يكون شأن القوانين والنظم الصادرة من عند الله؟ لماذا؟ وكيف يُفسَّر هذا إن لم يكن في رغبة الطاغوت الحثيثة في تدمير الموقف الديني أساساً بكونه برنامج عمل شامل، وتفتيته وتمزيقه لكي يخلو له الجو فيفرض قانونه الذي لا رادّ له، والذي لن يسمح لأحد بأن ينتقي منه ويختار؟

لقد حذّر القرآن الكريم مراراً وتكراراً من أنه ليس ثمة أي مجال لممارسة لعبة الانتقاء هذه إزاء معطيات الدين، ووصف من يحاول ذلك بالكفر والمروق، فالإنسان إما أن يكون مؤمناً بحق، منتمياً لمنهج الله، وإما ألاّ يكون على الإطلاق؛ ذلك أن الانتماء لسلطتين في وقت واحد يعني بصراحة ووضوح: الشرك بالله واتخاذ أنداد من دونه -وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً-، هذا إلى ما يحدثه الازدواج في الانتماء من تمزّق خطير على مستوى الإنسان الفرد والجماعة البشرية على السواء.

إن التاريخ البشري كله هو مصداق لهذا التفتت والدمار الذي يتمخّض أبداً عن الشرك بالله، بهذا المعنى، وإن دعاة خرافة الفصل يريدونها انتقاء كيفياً وازدواجاً في الانتماء، وشركاً بالله في نهاية المطاف.. إنه إما انتماء لمنهج الله، وإما رفض له، ويتهافت -من ثمّ- موقف أولئك الدعاة من أساسه، فليس ثمة موقف وسط على الإطلاق..



(6)
إن (الإسلام) هو الالتزام الديني الأخير والنهائي، وهو -لذلك- يتميز بالشموليّة والامتداد، ويتضمن جوهر الأديان السماوية التي سبقته على الطريق ومهّدت له، ومعطياتها الحيوية (الدايناميكيّة) بعد اطّراح سائر النسبيات التاريخية، وبعد هضم هذه المعطيات وتمثلها وصبغها (بصبغة) الدين الأخير، وأي تصور -بعد هذا- أو محاولة لتصوّر نوع من التوازي أو التساوي الرياضي المطلق بين الإسلام وبين الأديان التي سبقته، إنما هو نكران صريح ومرفوض لتميّز هذا الدين (الإسلام)، وخصوصيته، وتفرّده، ولـ (إلزامه). وهو بالأحرى (لعبة) قد تكون دوافعها ساذجة بليدة أو ماكرة خبيثة لتجميد هذا الدين أو عزله أو شل فاعليته باسم موازاته مع الأديان السابقة، وعدم التفريق بين ما أنزل الله. وإنها للعبة يمارسها أدعياء خرافة فصل الدين عن الدولة لكي يوحوا للناس عامة وللمسلمين على وجه الخصوص بأن الأديان السابقة ما دامت ـ في تصورهم الخاطئ المستمد من انحرافات هذه الأديان، وليس جوهرها الأصيل- قد فصلت بين الدين والحياة، وأعطت ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، فإن موازاة الإسلام بها ومساواته معها يمنح القناعة بأن شقيقها هذا يتوجب أن يترك -هو الآخر- ما لله لله وما لقيصر لقيصر! هكذا بهذا المنطق الساذج الماكر في الوقت نفسه، على طريقة: إذا كانت الرياح الموسمية تسقط أمطارها في اليمن والصومال، وإذا كانت الهند تتلقى رياحاً موسمية، فمعنى هذا أن اليمن والصومال تلتقيان مع الهند في مناخها جملة، وربما في نظمها وعاداتها وتقاليدها!!

وإذا كان الله سبحانه صاحب الشأن الأول والأخير في الدين، قد أصدر حكمه الحاسم الجازم بالتفريق المطلق الذي لا يقبل لجاجة ومناقشة وإنكاراً، بين الإسلام وبين سائر الأديان السماوية الأخرى التي سبقته، رغم صدورها من منبع واحد.. فما شأن الإنسان؟
أجل.. ما شأن الإنسان؟!



(7)
قد نفهم تشبّث الطواغيت بخرافة الفصل بين الدين والدولة؛ لأنها الباب الوحيد الذي يمكّنهم من أن يظلوا هناك فوق الناس.. فوق الرقاب.. فوق القرناء والمنافسين.. آلهة متفردة تحكم بما تشتهي وما تريد، وتعطي ما تشتهي وما تريد، وتمنع ما تشتهي وما تريد..
ولكننا لا نفهم موقف هذا الحشد الكبير من الناس البسطاء المساكين الذين يُصرّون على التشبث بالخرافة، فلا يزيدهم الإصرار والحماس إلا خضوعاً وعبودية واستسلاماً..
أهو الجهل والحماقة أن يختار الإنسان بمحض إرادته الدخول إلى حظائر الأغنام والنعاج ليكون واحداً من القطيع؟ أم هو الإرهاب الذي يُرغم المساكين، بالتلويح بالذبح، على التشبث بهذا التصور الخاطئ الذي لا يحقق لهم مصلحة ولا يضمن كرامة؟
أم ماذا؟

أما الكُتّاب والمثقّفون الذي يسخّرون أقلامهم لتأكيد الخرافة والدفاع عنها، فهم ولا ريب بين ضالٍّ أو جاحد تدفعه نفسه المظلمة، لا عقله المضيء، إلى مواقع الباطل، وهم قلة على كل حال، وبين صنيعة أو مأجور تغريه (النقود) فيمارس بيع الأفكار بالمزاد، ويمنحها لمن يدفع أكثر.. هنالك حيث يستوي ـ كما يقول أحد الشعراء المعاصرين ـ الفكر بالحذاء.. وما أكثرهم!!


(8)
إذا استخدمنا التعابير المعاصرة فإن الدين (إستراتيجية)، والسياسة (تكنيك) يخدم (الإستراتيجية) ويذلل الصعاب أمام أهدافها الكبرى..
الدين حركة والسياسة أداة..
الدين منهج عمل شامل والسياسة طرائق للتنفيذ..
وفي كل الأحوال لا نجد ثمة ما يدعو للفصل بين القطبين، بل على العكس، تحتم ضرورات التنفيذ والفعل والتحقق، التكامل بينهما..

إن (الدولة) ضرورة محتومة للدين إذا ما أُريد له أن يقول كلمته في العالم وينفذ برنامجه في الأرض..
وإن (الدين) ضرورة محتومة للدولة إذا ما أريد لها أن تكون في صالح الإنسان من أجل عالم أفضل وغد سعيد.. هنالك حيث يتحرر الإنسان ويتحقق الوفاق المرتجى بينه وبين سنن الحياة والعالم والكون..

وإن الذين يدعون إلى فصل الدين عن الدولة لا يفهمون في الدين ولا في الدولة { وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة:49ـ50].

 

 

 

المصدر: أ. د. عماد الدين خليل - موقع الإسلام اليوم
  • 0
  • 0
  • 3,697

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً