السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 9- هل نعبد الله باسمه الغني؟

منذ 2016-05-03

حينها علمت : لِمَ كان سمت أسلافنا دومة الخشية وملازمة الافتقار إلى الإله والوجلّ

قرأت يوما قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:127] فعجبت : لِمَ  يدعو النبيّان بقبول البناء والعمـل!
وقد أُمرا برفع بناء البيت فأجابا بكل حبّ على عجل!
كأنما يخشون ردّ العمل ، ويرجون أن يكون عند الإله قد قُبِل!
وزاد عجبي  بجواب رسولنا عائشة عن أهل الخير و الوجل!
- «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون. قال:«لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون» (الألباني، صحيح الترمذي رقم: [3175]).

عجبا: يسارعون في الخيرات وقلوبهم بين الخوف والأمل، ويرجون ربّ السماوات ألا يردّ طيب العمل.
وهُديتُ إلى جماع الأمر في قول ربنا سبحانه وتعالى و عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} [ فاطر:15-16]

- عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال:«يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته. فاستكسوني أكسكم. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. قاموا في صعيد واحد فسألوني. فأعطيت كل إنسان مسألته. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» . وفي رواية: «إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا» (صحيح مسلم رقم: [2577]).

  حينها علمت: لِمَ كان سمت أسلافنا دومة الخشية وملازمة الافتقار إلى الإله والوجلّ. فمع عظيم عملهم، لا يجزمون رضي الله عنهم بأن عملهم عند الغني قد قُبل !   

أم هانئ

  • 1
  • 0
  • 8,191
المقال السابق
8- تُرى كيف سيكون النداء ؟
المقال التالي
10- تصبّري يا نفس .

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً