بَيَانٌ لِّلنَّاسِ

منذ 2016-06-08

بعد المصائب أو الهزائم يتفاوت رد الفعل على قدر الدين وصلابته في نفوس الناس
فتجد رد فعل أهل التقوى والإيمان يختلف عن رد فعل رقيقي الديانة ممن لا يحملون رسالة ولا ينشغلون بهموم أمتهم
وإن كثيرًا من الناس قد يصيبهم شك بعد المصائب الكبرى والهزائم الثقيلة ويكون أول ما يتبادر إلى أذهانهم سؤال رئيسى: ماذا حدث ولماذا؟
أما أهل التقوى والدين وحملة رسالته ممن يحملون همَّه على عواتقهم فتصيبهم مشاعر مختلفة وتطرأ عليهم ردود فعل مغايرة
تجد شعورًا بالحزن والأسى النابع عن هموم الأمة التي تنوء بها عواتقهم وتجيش بها صدورهم
وشعور بالرغبة في التغيير ومعرفة الخلل لإصلاحه
فنجد في آل عمران تلك الآية الجامعة التي تخاطب تلك الانعكاسات الناتجة عن المصيبة التي نزلت بالمسلمين يوم أحد
{هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
فتأمل هنا:
1. البيان: وهو هنا للناس بعمومهم ويشمل ذلك الجميع ممن لم يفهموا ما حدث ويحتاجون لوضوح في الرؤية ومعرفة الحكمة كي لا يُفتنوا عن دينهم.
بينما خُصَّ المتقون بأمرين مختلفين وهما:
2. الهدى: أى التوجيه والإرشاد لهؤلاء الإيجابيين الذين يريدون الإصلاح والتغيير.
3. الموعظة: وفيها الرفق والمواساة لأولئك المحزونين الذين تتفطر قلوبهم كمدًا لما لحق بأمتهم.
لاحظ مرة أخرى أن النوعين الأخيرين جعلهما الله للصنف الذي ميَّزه عن عموم الناس بلفظ {المتقين}
وتنتظم جل الآيات التي تتعلق بغزوة أحد في السورة تحت نوع من هذه الثلاثة
إما بيان للناس
وإما هدى 
وإما موعظة للمتقين

  • 0
  • 0
  • 949

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً