مع القرآن - الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ

منذ 2016-09-19

قديماً كان الشتم واللمز للرسول ذاته صلى الله عليه و سلم من باب الاستهانة به وبالشرع وحديثاً التنقص من كل من يبلغ عنه صلى الله عليه و سلم و التنقص من شرع الله ومهاجمة سنته بدعوى مهاجمة التطرف أو الإرهاب أو ...إلى آخر تلك المصطلحات.

قديماً كان الشتم واللمز للرسول ذاته صلى الله عليه و سلم من باب الاستهانة به وبالشرع وحديثاً التنقص من كل من يبلغ عنه صلى الله عليه و سلم و التنقص من شرع الله ومهاجمة سنته بدعوى مهاجمة التطرف أو الإرهاب أو ...إلى آخر تلك المصطلحات.
ونسي أولئك الرهط أو تناسوا مصير أفعالهم المحتوم : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
فإلى كل من سولت له نفسه المنافقة التنقص من الشرع أو سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم أو المبلغين عنه صلى الله عليه و سلم : أبشر بما يسوء.
قال تعالى :
{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}   [التوبة: 61] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: ومن هؤلاء المنافقين {الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} بالأقوال الردية، والعيب له ولدينه، {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} أي: لا يبالون بما يقولون من الأذية للنبي، ويقولون: إذا بلغه عنا بعض ذلك، جئنا نعتذر إليه، فيقبل منا، لأنه أذن، أي: يقبل كل ما يقال له، لا يميز بين صادق وكاذب، وقصدهم -قبحهم اللّه- فيما بينهم، أنهم غير مكترثين بذلك، ولا مهتمين به، لأنه إذا لم يبلغه فهذا مطلوبهم، وإن بلغه اكتفوا بمجرد الاعتذار الباطل.
فأساءوا كل الإساءة من أوجه كثيرة، أعظمها أذية نبيهم الذي جاء لهدايتهم، وإخراجهم من الشقاء والهلاك إلى الهدى والسعادة، ومنها: عدم اهتمامهم أيضاً بذلك، وهو قدر زائد على مجرد الأذية.
ومنها: قدحهم في عقل النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم إدراكه وتفريقه بين الصادق والكاذب، وهو أكمل الخلق عقلا وأتمهم إدراكا، وأثقبهم رأيا وبصيرة، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} أي: يقبل من قال له خيراً وصدقاً.
وأما إعراضه وعدم تعنيفه لكثير من المنافقين المعتذرين بالأعذار الكذب، فلسعة خلقه، وعدم اهتمامه بشأنهم، وامتثاله لأمر اللّه في قوله: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ} [التوبة جزء من الآية: 95]، وأما حقيقة ما في قلبه ورأيه، فقال عنه: {يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} الصادقين المصدقين، ويعلم الصادق من الكاذب، وإن كان كثيرا ما يعرض عن الذين يعرف كذبهم وعدم صدقهم، {وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ} فإنهم به يهتدون، وبأخلاقه يقتدون، وأما غير المؤمنين فإنهم لم يقبلوا هذه الرحمة بل ردوها، فخسروا دنياهم وآخرتهم، {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ} بالقول أو الفعل {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الدنيا والآخرة، ومن العذاب الأليم أنه يتحتم قتل مؤذيه وشاتمه.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,887
المقال السابق
"فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا"
المقال التالي
أيمان المنافقين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً