العلاقة المفروضة بين الإسلام والسياسة1

منذ 2016-09-21

وضع الشـريعة موضع السيادة والحاكمية العليا لقيادة الحياة وتنظيمها ووضع القوانين وتشـريع النظم من خلال هذا المنهج الرباني

العلاقة المفروضة بين الإسلام والسياسة
(1) العلاقة العقدية، وهي تتمثل في:
‌أ. قبول حكم الله تعالى التشـريعي في هذا المجال، وهذا موقفٌ عقديٌ عند المسلم يتمثل في قبول شرع الله ورفض ما سواه، والقبول عامٌ لجميع مجـالات الحياة، ومنها السياسة، وإلا التزم المسلم شرعاً آخر، وهذا يناقض عقيدته فجميع المجالات خاضعة لمنهج رب العالمين، {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ} [الشورى جزء من الآية: 10] {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [يوسف جزء من الآية: 40]، ويترتب عليه:
‌ب. وضع الشـريعة موضع السيادة والحاكمية العليا لقيادة الحياة وتنظيمها ووضع القوانين وتشـريع النظم من خلال هذا المنهج الرباني، في المجال العام والخاص، الفردي والجماعي، والاجتهاد فيما يستجد من القضايا على وفق نصوصه وقواعده واعتباره، وإبطال ما خالفها بمجرد ثبوت المخالفة؛ فتكون المخالفة هي مبرر الإبطال للقانون من تلقاء نفسه
وهذا يعني قبول الحكم التشـريعي من الله وحده وإعمال نصوصه وإقامتها، وترتيب الحياة على وِفقها، والاجتهاد فيما استجد على وِفق الشـرع وأحكامه، ولو كانت ثمة مصالح يراد تحقيقها للمسلمين فمرجعها ومرد اعتبارها الى قواعد الشريعة ونصوصها، وملاءمة تلك المصالح لأحكام الشرع، واعتبار الشـرع لتلك المصالح، وتخريجها على وفقه، مثل جميع القضـايا المستجدة، كالمعاملات البنكية والطرق الحديثة للإستثمار، وغيرها من المعاملات الحديثة في شتى المجالات. {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:11]، والدين هـو الدينونة لله بطاعته ولا تتحقق إلا بقبول شرعه وإقامته.
ج. تقرير وتعليم وترسيخ التصور الإسلامي الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية فيما يقابل تصورات الغرب التي قامت عليه حضارته، فالغرب والإسلام لكل منهما تصوراته عن الإله، والكون، والحياة، والآخرة، والغيب، والدين، والتاريخ، والفن، والجنس، والآلة والإنتاج، والاقتصاد والسياسة، والحرية، والخير والشـر، وتفسير التاريخ وتفسير بواعث النشاط الإنساني والعمران.
وللإسلام تصوراته في كل هذه القضايا والمجالات، وهي تصوراتٌ ربانيةٌ تمثل مقوماتٍ مهمةٍ في هذا الدين، وهي تختلف كليةً بل تناقض تصورات الغرب، وبالتالي تقوم عليها حضارةٌ متميزةٌ تسـري في عروقها دماءٌ مختلفةٌ، وتستلزم اختلاف تفاصيلٍ كثيرةٍ جداً وإن الْتقيا عرضاً في بعض الجزئيات، ولا بد من تقرير هـذا وبيانه وتعليمه للأمة وتربية النشء عليه، ورعايته، وبلاغه. {صِبْغَةَ اللَّـهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ونحن له عابدون} [البقرة: 138]، { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 161]
‌د. التزام الولاء الاسلامي؛ بما يوجبه من تكاتف المسلمين وتعاونهم واتحادهم، وما يوجبه من تحريم مظاهرةِ ومعاونة غير المسلمين ضد المسلمين، وما يوجبه من التحريم على كل نظامٍ مسلمٍ أن يستأصل شأفة المسلمين أو يبيد خضـراءهم في مكان ما تحت راية كفارٍ أو متحالفاً معهم تحت أي ذريعةٍ أو أي مبررٍ.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 2,514

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً