الزوجة الذكية
لا تعتقدي أن حبه لك أمرٌ مسلمٌ به، لا تعتريه التغيرات والتقلبات، لأن العلاقة الزوجية يجب أن تتم رعايتها دومًا على امتداد رحلة الحياة، فهو بحاجة أن يعرف مدى حبك في كل وقتٍ وفي أي وقت، حتى يبقى دائمًا مهتمًا بك.
لاشك أن كل زوجةٍ تطمح أن تعيش سعيدةً في حياتها الزوجية، برفقة الزوج الذي اختارته ليشاركها مشوار حياتها، ولا شك أن كل زوجةٍ تسعى جاهدةً لتحقيق ذلك بشتى الطرق والأساليب، والأمر ليس صعبًا أو بعيد المنال، والسعيد من وفقه الله تعالى، فإذا أردت عزيزتي الزوجة تحقيق سعادةٍ زوجية تنشديها ما عليك سوى الاستفادة من التوجيهات التالية:
• لا تحاولي الإيحاء لزوجك بأنه مجموعة من النقائص والعيوب، وقلة الإحساس بالمسؤولية وعدم تقدير الحياة الزوجية، وذلك بالتركيز على أخطائه دومًا ومحاولة تضخيمها وتكرار تذكيره بها، بل أشعريه دومًا بقبولك له كما هو من دون تغيير، وأعطيه الإحساس برضاك عنه بدلاً من أن يشعر بالفشل في علاقتك معه، وحاولي دائمًا دفع زوجك نحو المزيد من الشعور بالمسؤولية، بالثناء على جهوده وحثه على الاستمرار في عطائه، ليشعر بأن جهوده مقدرةٌ لديك، وأن موقعه محترمٌ عندك.
• لا تعتقدي أن حبه لك أمرٌ مسلمٌ به، لا تعتريه التغيرات والتقلبات، لأن العلاقة الزوجية يجب أن تتم رعايتها دومًا على امتداد رحلة الحياة، فهو بحاجة أن يعرف مدى حبك في كل وقتٍ وفي أي وقت، حتى يبقى دائمًا مهتمًا بك.
• احرصي على تنمية حبك لزوجك، وأعطيه الفرصة للشعور بذلك، فلا تنسي أن تعيشي معه بعض الوقت بعيدًا عن شخصية الأب والأم، بل بشخصية الزوج والزوجة والحبيب والحبيبة، فهذه الأوقات تعين حتمًا على القيام بدوركما كشريكين مسؤولين على أكمل وجه.
• تفهمي مشاعر زوجك التي يعبّر عنها بألفاظٍ خاصة به، ولا تقللي من أهميتها تجاهك.
• لا تلوميه من قريبٍ أو بعيد على عدم سعادتك، وبأنه لم يعد فارس أحلامك، وتذكري دائمًا أنك إذا شعرت بعدم الرضا من تصرفات زوجك، فذلك قد لا يكون بالضرورة بسبب خطأ في تصرفاته، بل قد يكون رد فعلك أنت وليس خطأه هو، يجب أن تدركي أن توقعاتك أنت هي التي تجلب لك عدم السعادة، فمثلا أنت التي تتوقعين منه أن يقوم بعملٍ معين أو رد فعل محدد، وعندما لا يقوم به تشعرين بخيبة الأمل، مع العلم أن الزوج قد لا يكون مدرك لمتطلباتك، فلا تقومي بلوم الزوج على شيء تتوقعينه منه دون أن يكون عارفًا بالأمر.
• لا تذكريه دائمًا بكم المسؤوليات والأعباء الملقاة عليك، وكأنه أعمى أو أبله لا يقدر ما تقدمينه، خاصةً وأن الشريك لا يحب دومًا منّ شريكه، وكأنه وحده هو الذي يقدم التضحيات ويتحمل المسؤوليات.
• هناك فرق كبير بين أن تقدمي العطاء دون انتظار أي مقابل، وبين تعطي وأنت تتوقعين أن تحصلي على شيء بالمقابل .. العطاء الحقيقي الصادق لا ينتظر صاحبه أي مقابل، وبالتالي لن تصابي بخيبة أمل أو إحباط إذا لم ينتبه زوجك لبعض تضحياتك، إضافة إلى ذلك سوف تشعرين بمتعةٍ ذاتيةٍ داخليةٍ وأنت تبذلين جهدك كله لإسعاد أسرتك بصرف النظر عن كلمات الشكر أو المكافأة المادية، فيكفيك أن ترين السعادة في عيون زوجك وأولادك.
• أشعريه بأنك لبيبة وبالإشارة تفهمين كل كلمة يقولها، وكل تصرفٍ يفعله، وقدمي له الدعم النفسي والعملي في كل أمر إيجابي ينوي القيام به، فلقد أشارت دراسات أجريت على 117 زوجا وزوجة، أن الأزواج الذين اتفقوا على العمل معا من أجل تحقيق أهداف مشتركة (مثل شراء منزل أو إنجاب الأطفال) سجلوا بشكلٍ عام رضا أكبر عن حياتهم الزوجية مقارنة مع غيرهم ممن لم يحصلوا على مثل هذا الدعم أو لم يتفقوا على تحقيق آمال مشتركة.
• لا تستثيري عناد زوجك، ولكن اطلبي منه العون بكلماتٍ رقيقة تشعره باحتياجك إليه، فلا تعتبري –مثلًا- أن مطالبك المادية غير قابلة للتأجيل والنقاش، بل عليك أن تتحيني الفرصة المناسبة لطلب ما تحتاجينه من مصاريفك الخاصة. أيضا احذري من التمسك بآرائك واقتراحاتك واعتبارها هي الأفكار الصحيحة والآراء السديدة التي يجب الأخذ بها، دون إعارة الاهتمام لرأي الزوج أو اقتراحاته فضلًا عن محاولة التقليل من شأنها، واجعلي التفاهم المتبادل والنقاش الودي هو سيد الموقف، لتخرجا بالرأي السديد المناسب بما يحقق الخير لكما في حياتكما المشتركة.
• كل رجل له مفتاح لشخصيته، وعلى كل زوجة أن تصل لهذا المفتاح، فأحيانًا يسعد الرجل إذا كانت زوجته على وئام مع أهله، وأحيانًا أخرى إذا حققت له بعض الأشياء التي يحبها كأن تتزين له أو تعد له طبقًا مفضلاً أو تستقبله بشكل معين.
• كوني له الأم والأخت والصديقة والمرشدة ورفيقة رحلة العمر، ومشاركة له في الفكر والرأي والطموح، وشجعيه علي تحقيق أحلامه وتحويلها إلي واقع، أن تكوني له الطاهية الماهرة التي تقدم له ما يحبه من صنع يديها, ومهندسة الديكور التي تضفي لمساتٍ جمالية علي منزلها. فما أجمل أن يستشعر الرجل البهجة والاستقرار في منزله.
• كوني دوما: متفائلة, مرحة, غير متزمتة، هادئة، كريمة، ولا تنسي أن تكون لك ذاكرة حديدية لتتذكري تواريخ كل الأحداث والمناسبات المهمة في حياة زوجك.
• اقتربي من الواقعية في وضع الأهداف، فإذا رأيت أن زوجك يضع أهدافًا خيالية فاجذبيه إلى الواقعية برفق وهدوء، واتبعي المرحلية في وضع الأهداف وتحقيقها، فالهدف الكبير يمكن أن يتجزأ إلى عدة أهداف صغيرة، وكلما تحقق هدف منها كوني عوناً لزوجك على تحقيق التالي وهكذا، ولا تتعجلي في تحقيق تلك الأهداف، ولا تتردى في التنازل عن بعض الأشياء التي تريدينها لنفسك في سبيل مصلحة الأسرة.
• يجب أن توقني بالحقيقة التي تقول «ليس كل الناجحين سعداء» بل هناك ناجحون نظنهم في الظاهر في قمة السعادة، وهم تعساء يتمنون زوال تلك النجاحات، فالنجاح الذي يأتي على صحة الإنسان الجسمية والنفسية والأخلاقية هو في الحقيقة نجاحٌ مدمر، والبساطة خيرٌ منه، فاحذري من دفع زوجك للنجاح في أمرٍ يعاني منه أكثر من معاناته في الفشل، إن الحياة السعيدة ما هي إلا توازن بين أشياء عديدة، والإخلال بشيء منها يدفعها نحو الكدر والفشل والخسارة، ذلك التوازن لن يوضحه أروع ولا أجمل من إقرار رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لسلمان حين قال: «إن لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه» (رواه البخاري: 5788)
• غيرتك من امرأة أخرى أمامه تفتح عينه على ما خفي من مميزاتها، فعليك بالتجاهل (بوعي) ثم تقليد مواطن حسنها فيما بعد.
• إليك بعضاً من العبارات المتميزة لتتحدثي بها دوما مع زوجك بصدق وإخلاص لتحيلين أيامك إلى جنة وسعادة:
- (أنا فخورةٌ وسعيدة لأنك زوجي) فكل رجل يزهو بإطراء زوجته له وبأنه كسب قلبها وكيانها.
- (حسن تعاملك مع الناس واحترامك لهم سيوصلك حتماً إلى أعلى الدرجات في عملك) هذا التشجيع يدفعه لتحقيق النجاح بأقصى جهده.
- (أهناك شيءٌ ما أستطيع أن أفعله لأجلك اليوم ؟!) هذا الزوج الذي يشعر بكل هذا الاهتمام كل صباح قبل خروجه إلى العمل حتماً ستصبح زوجته شيئاً مهماً بالنسبة له.
- (أنا أفتخر بمزاياك، فأنت طيب وخلوق وحكيم .. ) عددي صفاته الحسنة الحقيقية، فهو مدعاة إلى الإحترام والاستقرار حتماً.