دروس من استشهاد الشيخ أحمد ياسين

منذ 2004-03-26
الشيخ المجاهد "أحمد ياسين" البالغ من العمر 66 سنة، استشهد أمس وهو خارج من صلاة الفجر غيلة بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي.. بعد محاولات فاشلة لاغتياله، إذ لم يستسلم وآثر الصمود رغم أنه رأس بلا جسد؛ فهو مشلول شللا رباعيا، ويعاني من أمراض باطنية متعددة، وإحدى عينيه لا تبصر والأخرى ضعيفة، فهو قلب ولسان فقط..!

الشيخ "أحمد ياسين" مجاهد فذ أسس حركة "حماس" الصامدة في وجه العدوان عام 1988 وبقى على رأسها حتى توفاه الله بأيدي الصهاينة المعتدين، وتعرض في حياته إلى أنواع من الابتلاء فقد سجن وعذب، ومارس اليهود معه أنواع الإغراء، ولم يفلح معه شيء، حتى حاولوا اغتياله ففشلت المحاولة، وبقي العالم صامتا لم يتحرك له رغم انتهاك إسرائيل جميع القوانين الدولية في حقه..

ووجه الشيخ كلمته للعالم تقطر دما من قلبه الذي لم يبق سواه فقال:
إنني أنا الشيخ العجوز لا أرفع قلما ولا سلاحا بيديّ الميتتين!! لستُ خطيبا جهورياً أرجّ المكان بصوتي!! ولا أتحرك صوب حاجة خاصة أو عامة إلا عندما يحركني الآخرون لها!!

أنا ذو الشيبة البيضاء والعمر الأخير!! أنا من هدّته الأمراض وعصفت به ابتلاءات الزمان!! كل ما عندي أنني أردت أن يكتب أمثالي ـ ممن يحملون في ظواهر ما يبدو على أجسادهم ـ كل ما جعله العرب في أنفسهم من ضعف وعجز!

أحقا هكذا أنتم أيها العرب صامتون عاجزون أو أموات هالكون!! ألم تعد تنتفض قلوبكم لمرأى المأساة الوجيعة التي تحل بنا، فلا قوم يتظاهرون غضبا لله وأعراض الأمة؛ ولا قوم يَحْمِلون على أعداء الله الذين شنوا حربا دولية علينا وحوّلونا من مناضلين شرفاء مظلومين إلى قتلة مجرمين إرهابيين وتعاهدوا على تدميرنا والقضاء علينا؟!

ولنا مع هذا الحدث وقفات:

الأولى: عظمة هذا الدين وحب أهله له، فمهما يكونوا ضعفاء وعجزة فإنهم متمسكون بنصره. فلييأس الصهاينة من استسلام المسلمين الصادقين.

الثانية: ضرب الشيخ أحمد ياسين أروع الأمثلة على قوة الإرادة وصلابة العزيمة، وكأنه يقول لمن بأيديهم القوة والمال والسلطان: هبوا ودعوا الخوف والتخاذل.. وإلا سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. فإن لا تقتلوا تموتوا..{ وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ } [آل عمران: 158].

الثالثة: الخاتمة تكون بحسب العمل، فالذين بذلوا أنفسهم في الجهاد يحقق الله لهم أمنياتهم. والذين تولوا عنه استغنى الله عنهم، فلم يبال بهم في أي أودية الدنيا هلكوا.. فهذا يموت على عتبة المسرح، وهذا يموت بالمخدرات، وذاك يموت حتف أنفه.. فنحسب الشيخ أحمد ياسين ـ والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ـ مات ميتة كان يرجوها.. رحمه الله وتقبله في الصالحين.

الرابعة: يعرف المؤمنون جميعاً أن من مات في سبيل الله فهو في الحقيقة لم يمت { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } [آل عمران:169] فهم أحياء حياة لا نعلمها ولا ندركها, وأحياء حياة ندركها أما التي لا ندركها فعلمها عند ربي وأما التي ندركها فهو بقاء تاريخها الطويل من الجهاد والخطب والمواقف ، يتربى عليها الشباب ويستفيدون منها، تبث فيهم الحماس وتلهب فيهم الشوق إلى لقاء الله.

رحم الله من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا.. وعوض المسلمين خيرا، ونصر الله عباده ورزقنا الشهادة في سبيله.
المصدر: www.lahaonline.com
  • 7
  • 1
  • 24,707
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبنى ما وصفته الكاتبه للمقال أنها تناولت الشخصيةبحيث يتاثر بها كل من قراها والذين هم بالذات من يملكون ملكة حب الدين
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] من أربعين سنه ونحن نتكلم ونشجب ونتكلم ونسمع الخطب الطوال ماذا فعل الكلام نحن نتكلم وغيرنا يفعل ويخطط أماآن الأوان أن نسمع خطب السلاح ومقالاته أما آن الاون أن نعطي للسلاح فرصته ليتكلم عن مافي قلوبنا إلى متى ونحن نائمون مستكينون ...................سكوت دائم وليل دامس يخيم على المسلمين
  • أبو عبد الله المصرى

      منذ
    [[أعجبني:]] من الدروس المستفادة من مقتل الشيخ ياسين 1) الصبر على عبادة الله والدعوة إليه: فلم يمنع الشيخ إعاقته الجسمية من القيام بحق الله من العبادة والدعوة - رغم ما له من رخصة - وذلك لأكثر من خمسين عاما، وهذا دأب كل من ألزم نفسه طريق الدعوة والجهاد فإنه لم يصل إلى تلك المرتبة العالية من الجهاد إلا بجهاده لنفسه أولا. 2) بيان أن المجاهدين الحقيقيين هم أهل الحق وكل ما سوى ذلك فهو من الغثاء الذى أخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم. فرغم أن الشيخ كان لايستطيع تحريك يده - فضلا عن أن يمسك سلاحاومع ذلك قتلوه لخوفهم منه. 3) كيفية القتل: فقتله بثلاث صواريخ يكفى الواحد منها لتدمير دبابة ، وكان يكفيهم قتله برصاصة أو بضع رصاصات تبين طبيعة الجبن والغدر التى جُبل عليها اليهود ومن والأهم كما قال تعالى: "لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر . . "<br > 4)إيمان الشيخ بالقضاء والقدر: فرغم علمه بترصد اليهود له وأنهم يريدون قتله إلا أن ذلك لم يمنعه من المحافظة على صلاة الجماعة. 5) اعتراض أمريكا على مجرد إدانة عملية القتل - رغم عدم جدوى هذه الأمور - يؤكد قوله تعالى: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا . . " 6) هذه الحادثة تبين أن أكبر خطر على المسلمين هم المنافقون.
  • تائبة

      منذ
    [[أعجبني:]] جزى الله الكاتبة ألف خير اللهم اجعله في ميزان حسناتها وكم من صحيح البدن قعيد الهمة.. رحماك ربي
  • عبد القادر محمد حمد

      منذ
    [[أعجبني:]] إنا لله وإنا إليه راجعون علينا الرجوع إلى الله والإتعاظ مما يحدث وسيحدث في العراق وفي فلسطين وما سيأتي بعدهما من الدول العربية لكن هل من مجيب لأوامر الله كل الكلام صحيح فإما حيات تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا تعددت الاسباب والموت واحد مثلا نحن في العراق كل يوم يقتل العشرات ولكن منهم من يقتل كبطل ومنهم من يموت جبان أو عميل [[لم يعجبني:]] الذي لم يعجبني هو طول السكوت على المذلة والمهانة وأسال إلى متى نقبل بالهوان أين ذهب منا القرآن الكريم
  • عزالدين لحلوح

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني ذلك الشيخ الذي صنع كرسيه ما لم تصنعه عروش الزعماء الذين خانوا الله و الرسول ,لقد أوجد رجالاً لا يهابون الأعداء, لقد أسس حركة تأخذ غذائها من الكتاب و السنة ,تسيرعلى درب ألإخوان المسلمين في الدعوة إلى الله ,فليخسئ الخاسئون من حكام ما اسموا أنفسهم بالأعارب . وفقك الله و اصلح بالكم
  • عزالدين لحلوح

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني ذلك الشيخ الذي صنع كرسيه ما لم تصنعه عروش الزعماء الذين خانوا الله و الرسول ,لقد أوجد رجالاً لا يهابون الاعداء, لقد أسس حركة تأخذ غذائها من الكتاب و السنة ,تسيرعلى درب ألإخوان المسلمين في الدعوة إلى الله ,فليخسئ الخاسئون من حكام ما اسموا انفسهم بالاعارب . وفقك الله و اصلح بالكم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً