أصحاب الكهف 1

منذ 2017-01-28

مخطىءٌ من زعم أو ظن أن أصحاب الكهف كانوا مجرد نموذجٍ للعزلة أو السلبية الهروبية التي يحلو للبعض أن يجعلهم قدوة لمن انتهجها أصحاب الكهف لم يعتزلوا أو يأووا إلى كهفهم إلا اضطرارًا وبعد أن أدوا ما عليهم وقاموا قومتهم وصدعوا بقولتهم

قصصٌ وأبطالٌ لم يذكروا من قبل ولا من بعد في أي موضع من كتاب الله، أحداثٌ متفردة ومناطق مختلفة لن تجدها إلا في هذه السورة... سورة الكهف

فقط في سورة الكهف ستجد قصة صاحب الجنتين وستطالع ذكر الخضر وقصة ذي القرنين وطبعًا خبر أصحاب الكهف والرقيم الذين سميت السورة باسم كهفهم، كل هؤلاء لم يشر إليهم ولو إشارة في أي موضعٍ آخر، وإن من أبرز ما تشترك فيه تلك القصص الأربعة وأبطالها: الحركة المستمرة...السعي الدؤوب....الحركة لدين الله
حركة تجعل القلب يلهث وهو يتحرك مع أصحاب الكهف إلى كهفهم، هجرة بدينهم وما يلبث أن يستريح حتى يلهث مرة أخرى مع الرجل المؤمن وهو يدخل على صاحب الجنتين يدعوه ويعظه ويذكره بالله، ثم يهرع القلب سريعًا مع نبي الله موسى وفتاه في رحلة طويلة حتى مجمع البحرين يجوب قفارها موسى عليه السلام طالبًا للعلم والفهم، وتتلاحق الأنفاس أكثر مع رحلات الملك العادل ذي القرنين وهو يجوب مشارق الأرض ومغاربها لنشر العدل ونصرة المظلوم حيثما كان.
حركةٌ دؤوبة ومتنوعة ما بين هجرةٍ لإقامة الدين إلى دعوةٍ وأمرٍ بمعروف ونهيٍ عن منكر إلى طلبٍ للعلم وارتحالٍ وبذلٍ لأجل تحصيله ثم جهادٌ ونصرةٌ ونفعٌ للناس.

مع كل ظرف وتحت أي ضغوط أو مؤثرات هناك حركةٌ من نوع ما، إنها رسالةٌ واضحة مفادها أن هذا دين حركةٍ وعملٍ وبذلٍ ودأبٍ، ليس دين دروشةٍ أو راحةٍ وكسل، في كل مقامٍ وفي كل حال هناك نوعٌ من الحركة المطلوبة، عند الاستضعاف هناك حركةٌ وتكليف بالصدع.
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} [الكهف: 14].
تأمل قيامهم وقولهم، ثم تأمل المفاصلة الواضحة في قولهم:
{هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الكهف: 15].
ثم تأتي الهجرة للنجاة بالدين بعد انقطاع السبل واستحالة الظهور:
{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} [الكهف جزء من الآية: 16]

وعند ظهور المعاصي والغفلات هناك حركةٌ دعويةٌ حواريةٌ ظهرت جليةً في الحوار المستمر بين صاحب الجنتين وصاحبه المؤمن وتكرار لفظ وهو يحاوره يبين تلك الحالة النابضة والسعي الحثيث للتغيير والنصح

وعند وجود نوعٍ من الاستقرار يسمح بالحركة في طلب العلم والاستزادة من المعرفة النافعة نجد موسى يجوب الفيافي والقفار معلنًا نيته وعزمه وإصراره على بلوغ غايته العلمية: {لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف جزء من الآية: 60]
إن الإصرار بلغ به استعدادًا لأن يظل سائرًا لأحقابٍ طويلةٍ وأعوامٍ مديدة وأزمنةٍ مديدة لا لشيءٍ إلا ليتعلم
ويعرف، وحينما يدرك بغيته تجد التعليم العملي من خلال الحركة المستمرة أيضًا والتي تظهر في لفظٍ متكررٍ {فَانطَلَقَا} وإذا بالحركة التعليمية العملية تستمر من قرية لأخرى وعبر البحر والبر والمتعلم يتواضع ويتصبر، وعند الرخاء والتمكين واكتمال الأسباب المادية والقوة السلطانية لن تجد في السورة الإخلاد إلى سعة القصور وسعة حدائقها الغناء ولذاتها ومتاعها، بل ستجد حاكمًا عادلًا وسلطانًا قويًّا متحركًا يجوب مشارق الأرض ومغاربها لينشر العدل في ربوع المعمورة وينصر المستضعفين ويكف أذى المفسدين والظالمين:
{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} [الكهف جزء من الآية: 86]، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} [الكهف جزء من الآية: 90] ، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} [الكهف جزء من الآية: 93]، حركةٌ عالميةٌ كبرى لا تعرف حدودًا ولا تحصرها قوميات، فقط الحق والعدل واستعمال ما أوتي من أسباب لأجل ذلك، المهم أنه دائمًا كانت هنالك حركةٌ وبذلٌ من نوع ما، صورةُ رائعة للمجتمع المسلم المطلوب، مجتمعٌ متحركٌ عاملٌ مهما تباينت الأحوال ومهما تغايرت الأوضاع والمؤثرات، يظل الأصل أن المؤمن متحرك إيجابي نافع حيثما حل وارتحل،

ولقد كان يغلب على ظن كل بطلٍ من أبطال قصص سورة الكهف أنه بعد انتهاء مهمته سيرجع، رغم التضحية والبذل والمشقة إلا إنه سيرجع، حتى لو طال الزمن به في رحلته فإن شاء الله سيرجع، سيعود إلى وطنه وأهله وماله.....ستنتهي رحلته في النهاية وسيأوي إلى سكنه.

الرجل المؤمن الذي دعا صاحبه الثري المتكبر وحاوره سيرجع، نبي الله موسى بعد رحلته الطويلة لطلب العلم  سيرجع، ذو القرنين بعد جولاته العالمية في مشارق الأرض ومغاربها لنشر العدل وإحقاق الحق سيرجع...كلهم سيرجعون....إلا الفتية!.

هؤلاء الشباب حين خرجوا إلى الكهف وهاجروا بدينهم لم يعلموا أن ثمة عودة أو رجوع

بل غلب على الظن أنهم لو عادوا فثم الهلكة

{إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف: 20]

إذن فقد خرجوا في رحلة ذات اتجاهٍ واحد ليس فيها تذكرة عودة، رحلة تضحيةٍ من نوعٍ خاص، تضحيةٌ بكل شيء، بكل متاع الدنيا، بالمنصب والمكانة والمال ورغد العيش....وما البديل؟!
كهفٌ مقفر بارد مظلم، لأجل تلك التضحية المدهشة استحقوا أن تحمل السورة اسم ذلك المأوى الذي اختاروه على ديارهم وثراء أهليهم، وليسعهم الكهف ويتسع لهم ما دام في طاعة الله، وفي سبيله.

لكن هل يمكن أن يسمى الكهف بالمأوى؟؟!
كهفٌ باردٌ مظلمٌ في سفح جبلٍ وعر لا مرافق فيه ولا متاع ولا أمن ولا أمان، كهفٌ لا باب له ولا سكن فيه قد تسعى بداخله هوام الأرض وتغشاه وحوش البرية أو يقتحمه اللصوص وقطاع الطرق...أو مثل هذا يقال له مأوى؟!

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}[الكهف جزء من الآية:10]...{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف جزء من الآية:16]

هكذا تكرر لفظ المأوى مع هذا المكان الموحش في قصة أصحاب الكهف

الجواب إذن... نعم، يمكن أن يكون الكهف المقفر الموحش مؤى وملاذًا، ذلك حين يعِد الله ويريده أن يكون كذلك
{يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} [الكهف جزء من الآية: 16]

لقد صدر الوعد بالرحمة من الرحمن الرحيم، سيتحول إلى مأوى بإذن الله وستتغير نواميس الكون كرامة لهؤلاء الشباب المضحين وحفظًا وإيواءً لعلية قوم تركوا ثرواتهم ومناصب آبائهم لا لشيء إلا إيمانهم، سترى الشمس تميل عنهم عند احتدادها ثم تقرضهم شيئًا من دفئها قبل غروبها: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ} [الكهف جزء من الآية: 17]، سيقلَّبون في حركة مستمرة تقيهم قرح الرقاد الطويل وسترى أعينهم مفتحة فلن تتعود الظلام فينطفىء نورها وسيحسبهم الصائل مستيقظين فلا يغير عليهم وكلبهم متأهب الهيئة يحميهم من الكواسر والهوام: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف جزء من الآية: 18].

حتى نواميس الزمن ستتغير لأجلهم فسيعيشوا حتى يهلك أعداؤهم المتربصون وربما يهلك أبناؤهم وأحفادهم
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} [الكهف: 25]، لقد صار الكهف المقفر الموحش ملاذا آمنًا مطمئنًا وتوافرت به مرافق العيش وكل ذلك كرامة لأولئك  المضحين الذين نالوا الوعد بالرحمة فبلغتهم في قعر القسوة، وصار الكهف مأوى!...والسر.. {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} [الكهف جزء من الآية: 13] تلك كانت البداية الحقيقية للقصة: الإيمان...الهداية...معرفة الحق وسلوك طريقه، هذا كان فعلهم، ثم جاءت أفعال الرب جل وعلا، {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف جزء من الآية: 13] إنه الجزاء الأول للهداية، مزيدٌ من الهداية...مزيدٌ من القرب وشرح الصدر.. {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} [الكهف جزء من الآية: 14].
إنه التثبيت والربط على القلب في مواجهة ما سيأتي، وما سيأتي لو تعلمون عظيم، لذلك كانت الحاجة ماسة لذلك التثبيت ودعم القلب خصوصا حين قرر الفتية أن يقوموا لله قومة وأن تقترن القومة بالقولة...قولة الحق

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الكهف: 14]

لقد قالوا كل شيء وأعلنوا كل شيء، أعلنوا توحيدهم وجهروا بمعتقدهم وتبرأوا مما سواه من الشطط والافتراء والظلم، قالوا وأعلنوا وحان وقت تحمل نتيجة ما قالوه وأعلنوه، ولقد فعلوا، مخطىءٌ من زعم أو ظن أن أصحاب الكهف كانوا مجرد نموذجٍ للعزلة أو السلبية الهروبية التي يحلو للبعض أن يجعلهم قدوة لمن انتهجها
أصحاب الكهف لم يعتزلوا أو يأووا إلى كهفهم إلا اضطرارًا وبعد أن أدوا ما عليهم وقاموا قومتهم وصدعوا بقولتهم
لقد جاء ذكر العزلة والأمر بالإيواء إلى الكهف مباشرة بعد بيان صدعهم وبراءتهم من شرك قومهم وافترائهم

{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف جزء من الآية: 16]، وحتى هذا الاعتزال والإيواء إلى الكهف كان يمثل حركة وعملا يناسب طبيعة المرحلة التي فرضت عليهم، لقد كان هجرة لإقامة الدين، كان حركة للحفاظ على الفئة الموحدة وهذا مقصد أسمى يغفل عنه البعض، هذا المقصد هو الذي لأجله هاجر رسول الله إلى المدينة وسمح من قبلها لأصحابه بهجرة إلى الحبشة، إنها إذا ليست عزلةً اختيارية واستراحةً مترفة واختيارًا سهلاً ولكنها عملٌ وتكليفٌ تبع عملًا آخر له ضريبةٌ وله ثمن، ثمن الحق والاستعلان به، وهذا ما تحمله أصحاب الكهف عن طيب خاطر وتحمله من قبلهم ومن بعدهم كثير ممن عرفوا ما عرفوه وصدعوا به: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} [الكهف جزء من الآية: 16] .

أكان هذا رأيا قاله أصحاب الكهف أو خلص إليه بعضهم؟!، أم أنه كان إلهاما أُلقي في روعهم؟!، المعلوم أن أصحاب الكهف لم يكونوا أنبياء ولم أقف على أحد قال بوحي أوحي إليهم، إذن فمن قائل هذه العبارة؟ ما هو مصدر تلك المعلومة المستقبلية التي قيلت بصيغةٍ جازمةٍ قطعية: {يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} [الكهف جزء من الآية: 16] هذا غيبٌ لا يعلمه إلا الله، وتفاصيله تخالف طبيعة الأشياء كما سبق وبينت أن المعتاد ليس كون الكهف محلا للراحة أو يحتوي على مرافق الحياة، وما سنراه بعد ذلك هو تحوله فعلا لموضع رحمة وامتلاءه بمرافق الحياة التي حفظت الفتية وكلبهم، الشمس تميل عن كهفهم في شدتها ثم تقرضهم شيئا من ضيائها النافع حال خفوت قسوتها والأعين مفتحة كي لا يخبو ضياؤها أو يجترىء عدو أصحابها والأبدان تقلب يمنة ويسرة درءا لتقرحها والكلب إلى جوار الرعب على مدخل الكهف يحرس تلك الأبدان ويكلؤها.

هل علم الفتية كل ذلك قبل أن يأووا إلى الكهف وهم كما قلنا ليسوا بأنبياء ولا مرسلين؟!
الإجابة: كلا، لم يعلموا، رغم ذلك كان القول الأول والأصل الموثوق به: {يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} [الكهف جزء من الآية: 16] ، إنه الظن الحسن، الظن بالله الذي هو عند ظن عبده به، وسواء كانت تلك كلماتهم أو كلمات تصف حالهم فالمآل واحد وما أجمله، مآل الظن بالله رب العالمين.

لكن أصحاب الكهف لم يكتفوا بالظن هاجرين العمل، نعم كان ظنهم بالله ألا يضيعهم وأنه سينشر لهم في الكهف من رحمته وسيهييء لهم من أمرهم مرفقا كما سبق وأوضحنا، لكنهم أتبعوا هذا الظن الحسن بعمل، والعمل هنا كان الدعاء والطلب: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10]، هل هذا مجرد إطناب وتكرار للمعنى؟...معاذ الله
لا شك أن ثمة فارق بين الأمرين إذن، ليس معنى إحسانك للظن - وهو أمرٌ مطلوبٌ مستحسن - أن تترك التكلم بهذا الظن معه..مع ربك...أن تناجيه وتضرع إليه: يا رب أنا موقن برحمتك محسن الظن بأفعالك ومع هذا ها أنا ذا أدعوك، أتوسل إليك ضارعًا أن تتم علي تلك الرحمة وأن يكون المآل كما ظننت فأنت القائل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء، وأنا أظن بك الخير، كان هذا لسان حال أصحاب الكهف الذي نستقرئه من لسان مقالهم، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه حال كل من أحسن الظن...فأحسن العمل....وأحسن الطلب

يتبع ...
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 5
  • 1
  • 139,119

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً