مع القرآن - الأكثرية لا تُقيم للغيب وَزنًا

منذ 2017-02-07

القصص العظيم الوارد في القرآن وأنباء الغيب المتواترة فيه من أهم المعجزات التي أيد الله به رسوله صلى الله عليه وسلم

القصص العظيم الوارد في القرآن وأنباء الغيب المتواترة فيه من أهم المعجزات التي أيد الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فكل تلك القصص والأخبار لم تأت كاملة إلا في القرآن فكان الحبر أو العالم ممن قبلنا يبحث حول العالم ليصل إلى طرفٍ يسير مما حدث ليوسف أو ما حدث بين موسى وفرعون أو ما حدث لإبراهيم وتفاصيل دعوة نوح وما جرى من آيات بين صالح وقومه وبين لوط وقومه وبين هود وقومه.
كل هذا الخير اختص الله تعالى به أمة محمد صلى الله عليه وسلم من بين الأمم، ومع ذلك وللأسف الشديد أكثر الناس لا يقيمون لهذا الكنز وزناً ولا يعرفون قدره الصحيح ولا يؤمنون به كما ينبغي فضلاً عن إعراض معظم أهل الأرض عنه كلية.
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ * وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 102-103]

قال السعدي في تفسيره: لما قص الله قصة يوسف عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله له: {ذَلِكَ} الإنباء الذي أخبرناك به {مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ} الذي لولا إيحاؤنا إليك لما وصل إليك هذا الخبر الجليل، فإنك لم تكن حاضرا لديهم {إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ} أي: إخوة يوسف {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} به حين تعاقدوا على التفريق بينه وبين أبيه، في حالة لا يطلع عليها إلا الله تعالى، ولا يمكن أحدا أن يصل إلى علمها، إلا بتعليم الله له إياها.
كما قال تعالى لما قص قصة موسى وما جرى له، ذكر الحال التي لا سبيل للخلق إلى علمها إلا بوحيه {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [القصص: 44] الآيات، فهذا أدل دليل على أن ما جاء به رسول الله حقا.
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ} على إيمانهم {بِمُؤْمِنِينَ} فإن مداركهم ومقاصدهم قد أصبحت فاسدة، فلا ينفعهم حرص الناصحين عليهم ولو عدمت الموانع، بأن كانوا يعلمونهم ويدعونهم إلى ما فيه الخير لهم، ودفع الشر عنهم، من غير أجرٍ ولا عوض، ولو أقاموا لهم من الشواهد والآيات الدالات على صدقهم ما أقاموا.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,843
المقال السابق
نجاح يوسف في السَّراء
المقال التالي
لا تغتر بالغالبية العظمى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً