مع القرآن - اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ

منذ 2017-02-14

بيّن تعالى الحق من الباطل ذكر أن الناس على قسمين: مستجيب لربه، فذكر ثوابه، وغير مستجيب فذكر عقابه

تحمل المسؤولية واستجاب لنداء الحق وجعل أمر الله منهج حياته.

لم يتحمل حتى مسؤولية نفسه وأعرض عن نداء الحق ومال إلى كل مناهج الأرض ليسير بها في دنياه ولم يلتفت لمنهج السماء ولم يعر لأمر الله انتباه ...بل كان من الكارهين لكل ناصحٍ أو مشفق.

فارقٌ شاسعٌ بين الصنفين:

{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [الرعد: 18].

قال السعدي في تفسيره : لما بيّن تعالى الحق من الباطل ذكر أن الناس على قسمين: مستجيب لربه، فذكر ثوابه، وغير مستجيب فذكر عقابه فقال: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ} أي: انقادت قلوبهم للعلم والإيمان وجوارحهم للأمر والنهي، وصاروا موافقين لربهم فيما يريده منهم، فلهم {الْحُسْنَى} أي: الحالة الحسنة والثواب الحسن.

فلهم من الصفات أجلها ومن المناقب أفضلها ومن الثواب العاجل والآجل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ}  بعد ما ضرب لهم الأمثال وبين لهم الحق، لهم الحالة غير الحسنة، فـ{لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا} من ذهبٍ وفضة وغيرها، {وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ} من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم وأنى لهم ذلك؟!!.

 {أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ} وهو الحساب الذي يأتي على كل ما أسلفوه من عمل سيئ وما ضيعوه من حقوق الله وحقوق عباده قد كتب ذلك وسطر عليهم وقالوا: { يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف جزء من الآية: 49] {و} بعد هذا الحساب السيئ {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} الجامعة لكل عذاب، من الجوع الشديد، والعطش الوجيع، والنار الحامية والزقوم والزمهرير، والضريع وجميع ما ذكره الله من أصناف العذ.


#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 1,915
المقال السابق
"سَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا"
المقال التالي
"الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ"

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً